اختتم الاجتماع الوزاري الثالث للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، اليوم، في الرياض، والمنعقد في إطار مؤتمر التعدين الدولي الذي يجري تنظيمه خلال الفترة من 9 إلى 11 يناير 2024، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض.

وافتتح وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، رئيس الاجتماع الدولي الثالث للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، الاجتماع بكلمة أكد فيها على أن الموضوع الرئيسي للاجتماع الوزاري هو تحويل النقاشات إلى أفعال.

وقال معاليه: "فخور بما حققناه معاً بالفعل من خلال المناقشات السابقة، وأدرك تماماً أنه بإمكاننا البناء على نجاحاتنا بشكل أكبر، حيث يوجد لدينا فرصة عظيمة اليوم، للبناء على المبادرات الأربع التي اتفقنا عليها في مثل هذا الوقت من العام الماضي، والتي تشمل تطوير إطار للمعادن المهمة في المنطقة الكبرى، وتحديد التوقعات الإقليمية لإمدادات المعادن الحيوية المسؤولة، وتنمية القدرات من خلال مراكز التميز، وإنشاء مراكز إقليمية للمعادن الخضراء مدعومة بالتقنيات."

وخاطب معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية المشاركين في الاجتماع موضحاً بأن العالم حين ينظر إلى المكان الذي يتمحور حوله العمل العالمي في قطاع المعادن، فإنه ينظر إلينا، لأن هذا هو المؤتمر العالمي الوحيد الحقيقي لتشكيل مستقبل المعادن.

وذكر بيان صحفي صدر في ختام الاجتماع، الذي شارك فيه 79 دولة و35 منظمة حكومية وغير حكومية، أن المشاركين أكدوا على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتعزيز سبل التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية لإنشاء سلاسل قيمة مرنة ومسؤولة للمعادن في منطقة التعدين الكبرى الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا. كما أكدوا على أهمية توفير الاستثمارات اللازمة لتنمية أعمال استكشاف وإنتاج ومعالجة المعادن في هذه المنطقة؛ لدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

كما اتفقوا على أن منطقة التعدين الكبرى بأكملها بحاجة إلى التحول من تصدير المعادن الخام إلى إنتاج منتجات معدنية ذات قيمة مضافة عالية. وأقروا، في الوقت ذاته، بأن المنطقة لا تملك حالياً طاقة إنتاجية وقدرة كافية لتلبية الطلب المتوقع على المعادن، حيث سيتطلب ذلك ابتكار أساليب جديدة لاستكشاف واستخراج ومعالجة المعادن الاستراتيجية والنادرة، بالإضافة إلى استكشاف مناطق تعدين بكفاءة ومردود أعلى على مساحات أصغر، وضرورة اتباع ممارسات تعدين أكثر أماناً ومسؤولة اجتماعياً وبيئياً.

وفيما يتعلق بتطلعات المنطقة لإنشاء سلاسل إمداد معادن موثوقة، أعرب المشاركون في الاجتماع عن دعمهم لتطوير إطار لمستقبل استدامة قطاع المعادن في منطقة التعدين الكبرى، يضمن تحقيق الشفافية، بالإضافة إلى وضع خطة عمل في هذا الشأن قابلة للتنفيذ بالشراكة مع المنظمات الإقليمية والدولية المسؤولة عن شهادات الاعتماد. وثمنوا الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية لتعزيز معايير الاستدامة في قطاع التعدين، مؤكدين على أهمية مشاركة مؤتمر التعدين الدولي في هذه الجهود لضمان تطبيق الاستدامة في قطاع التعدين وصناعة المعادن بمنطقة التعدين الكبرى.

وأطلع رئيس الاجتماع، بندر بن إبراهيم الخريف، المشاركين على خطة المملكة لإنشاء حاضنة لمراكز تميز إقليمية في قطاع التعدين كخطوة أولى نحو بناء شبكة من مراكز التميز في المنطقة، حيث ستكون بمثابة مركز لتطوير وتبادل الابتكارات في اكتشاف المعادن والمعالجة وتطوير القدرات والأداء، وكحلقة وصل مع المراكز الأخرى في منطقة التعدين الكبرى، لزيادة مساهمتها في إمدادات معادن المستقبل ولعب دور محوري في التحول نحو الطاقة النظيفة والإنتاج المسؤول للمعادن.

وتناول الاجتماع أهمية الجهود المشتركة لبناء سلاسل توريد للمعادن من شأنها أن تحافظ على الاستدامة والموثوقية في مواجهة التحديات الطارئة، كما اتفقوا على النظر في تشكيل مجموعة عمل إقليمية، تحت مظلة مؤتمر التعدين الدولي، تهتم بشؤون التعدين وتتاح فيها المشاركة للمنظمات الدولية الأخرى ذات العلاقة.            

واتفق المشاركون في الاجتماع على إنشاء مجموعات تنسيق وعمل مكونة من الحكومات والمنظمات المهتمة للتشاور في إطار مؤتمر التعدين الدولي، وتوفير مساحة لتبادل الأفكار وتطوير المبادرات وخطط العمل، وتقديم التقارير إلى المشاركين بحلول منتصف عام 2024، وتقديم توصيات لمؤتمر التعدين الدولي في نسخته لعام 2025.

وفي الختام، أعرب المشاركون في الاجتماع الوزاري الثالث للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، عن شكرهم وامتنانهم لمقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- وعلى اهتمامه ورعايته لمؤتمر التعدين الدولي، مؤكدين أن هذا التجمع الوزاري الدولي الكبير يجسد رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في تعزيز العمل والتعاون المشترك وجهوده -حفظه الله- في توسعة آفاق التعاون الدولي ممثلة في القمم الدولية والإقليمية العديدة التي استضافتها المملكة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: وزير الصناعة قطاع التعدين مؤتمر التعدين الدولي وزارة الصناعة مؤتمر التعدین الدولی فی الاجتماع عبد العزیز فی قطاع

إقرأ أيضاً:

قمة طرابلس.. تنسيق إقليمي في مواجهة التحديات الأمنية والتنافس الدولي

???? ليبيا – الغويل: القمة الثلاثية تسعى لتعزيز التعاون الإقليمي وليس إقصاء أي طرف

???? أهداف اقتصادية وتنموية ????
علق وزير الدولة للشؤون الاقتصادية السابق، سلامة الغويل، على القمة المرتقبة بين ليبيا، تونس، والجزائر، معتبرًا أنها تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي، عبر مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة، التجارة، والأمن الغذائي، بما يخدم التكامل الإقليمي بين الدول الثلاث.

???? التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب ????️
أكد الغويل أن القمة ستناقش التنسيق الأمني والسياسي في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، مشيرًا إلى أن مكافحة الإرهاب ستكون أحد أبرز الملفات على الطاولة، إلى جانب مواجهة التحولات الجيوسياسية والتنافس الدولي على شمال إفريقيا.

???? علاقة القمة بغياب قادة تونس والجزائر عن قمة القاهرة
أوضح الغويل أن عدم حضور الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون والتونسي قيس سعيد للقمة العربية الطارئة في القاهرة ليس بالضرورة مرتبطًا بالقمة الثلاثية، لكنه قد يكون خطوة لتعزيز موقف هذه الدول إقليميًا، خاصة مع عدم وضوح التوجهات الجماعية في بعض الملفات العربية.

???? التوازنات الإقليمية وتجنب الإقصاء ⚖️
أشار الغويل إلى أن القمة لا تستهدف إقصاء أي طرف، رغم التوترات بين الجزائر والمغرب، معتبرًا أن الهدف الأساسي هو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث، لكنه حذر من أن أي تحرك يستثني أحد الأطراف الفاعلة في المنطقة قد يُفسَّر على أنه إعادة رسم للتحالفات الإقليمية.

???? رؤية تكاملية بدلًا من تعميق الخلافات ????
اختتم الغويل تصريحه بالتأكيد على أن القمة يجب أن تُنظر إليها من منظور تنموي يركز على البناء الاقتصادي والشراكات الاستراتيجية، بدلًا من أن تكون مجرد إعادة تموضع سياسي قد يؤدي إلى تعميق الخلافات، مشددًا على أن المنطقة المغاربية بحاجة إلى رؤية تكاملية تستفيد من كل مكوناتها، بعيدًا عن الاصطفافات التي قد تضر بمصالح الشعوب.

Previous القمر يتحول إلى اللون الأحمر في خسوف مثير يستمر لساعات Related Posts القيلوشي: مراقبة الأسعار مستمرة والتجار المخالفون سيواجهون إجراءات قانونية محلي 14 مارس، 2025 خلال مناقشة ملف الهجرة غير النظامية.. الدبيبة: “لا للحرب” لا تعني ترك الحدود الجنوبية استعد يا محمود محلي 14 مارس، 2025 أحدث المقالات قمة طرابلس.. تنسيق إقليمي في مواجهة التحديات الأمنية والتنافس الدولي القمر يتحول إلى اللون الأحمر في خسوف مثير يستمر لساعات اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية “الحامل” أنظمة الأنسولين الآلي تثبت فعاليتها في إدارة السكري لكبار السن التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • وزير “البيئة” يرأس الاجتماع السابع عشر لمجلس إدارة “وقاء”
  • خبير: ضرب أمريكا لـ الحوثيين يستهدف السيطرة على التجارة الدولية والضغط على إيران
  • للعام الثالث على التوالي.. مديونية نادي السلام صفرا!
  • صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولوجيا الخضراء التي يسخر منها؟
  • صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولجيا الخضراء التي يسخر منها؟
  • تعديلات جديدة على تراخيص وتصاريح أعمال مشاريع البنية التحتية بالرياض
  • اختتام الدورة التحكيمية الدولية للتايكوندو ببلجيكا :
  • مجلس الأمن الدولي يصدر بيانا يدين أعمال العنف في سوريا
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد بيانا رئاسيا صاغته أمريكا وروسيا يدين أعمال العنف في اللاذقية وطرطوس
  • قمة طرابلس.. تنسيق إقليمي في مواجهة التحديات الأمنية والتنافس الدولي