قاطع عدد من الحضور خطابا انتخابيا كان يلقيه الرئيس الأميركي جو بايدن في كنيسة بولاية كارولينا الجنوبية، مطالبين بإلزام إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة، وهو الأمر الذي أثار تفاعلا بمواقع التواصل.

وفي عام الانتخابات، يركز الساسة بالولايات المتحدة على الحملات الانتخابية، فهو عام الصراع بين الفيل (رمز الحزب الجمهوري) والحِمار (رمز الحزب الديمقراطي)، والناخب يصوّت لمن يطرب لبرنامجه الانتخابي.

ويسعى بايدن، للفوز بولاية ثانية من 4 سنوات لحكم أميركا، وقد بدأ باستمالة الأميركيين من أصول أفريقية في ولاية كارولينا الجنوبية، حيث خاطب الناخبين من منبر كنيسة إيمانويل التي شهدت قتل 9 من السود على يد رجل أبيض عام 2015.

وأثناء إلقائه كلمته وحين قال "الأرواح مقدسة"، قام بعض الحضور بمقاطعته وهم يهتفون "نطالب بوقف إطلاق النار الآن"، بينما صاح أحدهم قائلا "إذا كنتم تهتمون حقا بالأرواح التي فقدت هنا، فعليكم تكريمها والدعوة إلى وقف إطلاق النار في فلسطين".

وقامت الشرطة بإخراج من قاطعوا خطاب الرئيس، وهم 4 أفراد تقريبا، وبينما كان يجري ذلك رد بايدن بالقول إنه يسعى لكي تقلص إسرائيل وجودها في غزة.

وأظهر آخر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن 57% من الناخبين (معظمهم شباب) غير راضين عن تعامل إدارة بايدن مع الحرب، لكن الكثير من استطلاعات الرأي ترى أن سلم أولويات الناخب الأميركي يتركز على الوضع الاقتصادي والرعاية الصحية، فيما تحتل السياسة الخارجية مقعدا متراجعا.

عار على من لم يهتف

ورصد برنامج شبكات (2024/1/9) جانبا من تفاعل مغردين حول العالم مع ما واجهه بايدن، ومن ذلك ما كتبه فريدا "يجب أن يكون جميع المصلين في الكنيسة يرددون وقف إطلاق النار الآن.. وهذا عار على من لم يهتف".

أما كارين، فاستنكرت الهتافات الداعمة لفترة رئاسية جديدة لبايدن وكتبت "إلى أي مدى يمكن أن تكون تلك الكنيسة دينية، وهي تردد 4 سنوات إضافية لإبادة جماعية من قبل بايدن".

فيما غرد جوي "برافو.. آلة التنظيم الحربي لدينا تحت قيادة نتنياهو المتهورة.. من الواضح أنها ليست تحت قيادة بايدن أو وزيرنا للدفاع، نتنياهو يرغب في حرب إقليمية واسعة يقاتل فيها الأميركيون ويدفعون ثمنها.. يجب على شخص ما أن يكبح جماحه".

وقال محمد: "ستظل لعنة الإبادة الجماعية التي تحدث الآن في غزة للشعب الفلسطيني تلاحق الرئيس الأميركي بايدن حتى قبره، ونفس هذه الدماء الفلسطينية سوف تسقطه في الانتخابات المقبلة في 2024".

وتسيطر اللوبيات الإسرائيلية على مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، فتضم "أيباك" مثلا في عضويتها أكثر من 3 ملايين شخص، وتقوم بتقديم الدعم للسياسيين المؤيدين لإسرائيل.

وفي عام 2022، فاز 98% من المرشحين الذين دعمتهم "أيباك"، وقدم أعضاؤها 17 مليون دولار لـ365 مرشحا مؤيدا لإسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكانت سببا في خسارة 13 مرشحا لا يدعمون إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لماذا أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة؟

استأنفت إسرائيل قصف غزة بعد نحو شهرين من الهدوء، مع وجود مؤشرات على احتمال شن هجوم بري جديد، بحسب تحليل لصحيفة "تيلغراف" البريطانية.

يُعتقد أن مئات الأشخاص قد لقوا حتفهم منذ ليلة الاثنين، من بينهم رئيس الوزراء الفعلي لحركة حماس، وأربعة شخصيات قيادية أخرى على الأقل، والعديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال.

وقد أصيبت عائلات الرهائن بالصدمة، حيث ترى أن فرص استعادة أحبائها تتضاءل.

لماذا قصفت إسرائيل غزة؟

تقول الصحيفة في تقرير إن السبب وراء قصفت إسرائيل لغزة مجدداً هو تعثر اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، غير مستعد لقبول رؤية حماس لمستقبل غزة، حتى على المدى المتوسط، ناهيك عن المدى البعيد. ونتيجة لذلك، توقفت حماس عن إطلاق سراح الرهائن.

أما بالنسبة إلى سبب استئناف القتال والآن تحديداً، فهذا السؤال أكثر تعقيداً، بحسب الصحيفة.

وكان بإمكان إسرائيل استئناف القتال منذ أكثر من أسبوعين عندما انتهت الاتفاقية الرسمية مع حماس.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي واصل تنفيذ ضربات صغيرة ضد أفراد يُعتقد أنهم يشكلون تهديداً، إلا أن الهدنة استمرت عموماً رغم انتهاء الاتفاق.

???? Why the war in Gaza has started againhttps://t.co/hRAPKjhezd

— The Telegraph (@Telegraph) March 18, 2025

وكان بعض المراقبين في إسرائيل يعتقدون ربما بأمنيات أكثر منها تحليلات أن أياً من الطرفين لم يكن لديه الرغبة في استئناف القتال في هذه المرحلة.

نشاط غير عادي

لكن كان هناك دائماً قلق حقيقي بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن من أن حماس تستغل وقف إطلاق النار لإعادة بناء قدراتها العسكرية.
مساء الاثنين، وردت تقارير استخباراتية عن "نشاط غير عادي" من قبل حماس في الأيام الأخيرة – ربما استعداداً لهجوم، وربما حتى غارة أخرى داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقالت إسرائيل إنها تعتقد أن حماس جندت مئات المسلحين الجدد في الأسابيع الأخيرة، وأصلحت جزءاً كبيراً من بنيتها التحتية للقيادة والسيطرة.
ومن الصعب تحديد مدى واقعية المخاوف من هجوم جديد لحماس أو ما إذا كانت ربما مبالغاً فيها، لكن من المرجح جداً أن القلق العام بشأن استغلال حماس لفترة الهدوء لإعادة البناء له ما يبرره.

ما الذي حدث لاتفاق وقف إطلاق النار؟

وتشير الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لأنها نجحتها بمنح كلا الطرفين ما يريدانه دون الحاجة إلى التفكير كثيراً في المستقبل.

#BREAKING
Israeli warplanes intensified air strikes across Gaza targeting residential houses and schools, where thousands are seeking shelter. ©️Yousef Alhelou pic.twitter.com/V49sITflmh

— Gaza Notifications (@gazanotice) June 25, 2024

بالنسبة لإسرائيل، كان الأمر يتعلق بالرهائن، حيث استردت 33 رهينة على قيد الحياة وعدداً من الجثث.

وبالنسبة لحماس، كان الأمر يتعلق بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، والحصول على فترة استراحة من القتال، وتدفق المساعدات.

لكن كانت المرحلة الثانية دائماً أكثر تعقيداً، لأنها وفقاً للمخطط المتفق عليه منذ البداية، تتطلب انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة وإنهاء الحرب، وهو ما يتعارض تماماً مع هدف نتانياهو المعلن بالقضاء على حماس.

وقد ظهر مبكراً أن المرحلة الثانية في خطر، حيث أجلت إسرائيل مراراً بدء المحادثات الرسمية حتى ضغطت الولايات المتحدة، وحتى بعد ذلك واصلت المماطلة.

عندما انتهت المرحلة الأولى دون اتفاق، حاولت إسرائيل، بمساعدة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، صياغة مرحلة أولى جديدة باسم مختلف.

واقترحت استخدام توقيت رمضان وعيد الفصح كإطار زمني لتمديد الهدنة، حيث يمكن تدفق المساعدات وإطلاق سراح مزيد من الرهائن.

لكن حماس تمسكت بالهدف الأصلي، وهو انسحاب إسرائيل من غزة، وهو ثمن لم يكن نتانياهو على الأرجح مستعداً لدفعه.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

يبدو من أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، أن هجوماً برياً سيتبع الضربات الجوية. لكن مدى هذا الهجوم ومدته لا يزالان غير واضحين بحسب الصحيفة.

وتمتلك إسرائيل واحدة من أكثر الجيوش تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم، ومع ذلك، قضت 15 شهراً على الأرض في غزة قبل وقف إطلاق النار دون أن تنجح في القضاء على حماس بالكامل، رغم أنها أضعفتها بشكل كبير.

قد يكون التوغل في المناطق العازلة الحالية خطوة من نتانياهو لتحسين موقفه التفاوضي عند أي وقف إطلاق نار جديد. فمن الأسهل التراجع عن أرض إذا كنت قد سيطرت على المزيد منها.

“Trump threatened Hamas with opening the gates of hell.” On “The Intelligence” @AnshelPfeffer explains Israel’s overnight attacks on Gaza https://t.co/PhZ2NcC5Ef ????

— The Economist (@TheEconomist) March 18, 2025 كيف يرتبط ترامب بالأمر؟

يتدخل الرئيس الأمريكي في هذه التطورات بثلاث طرق رئيسية:

ومنذ بداية إدارته، تبنى إلى حد كبير موقف نتانياهو القائل بأنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل لحماس.

حاول مبعوثاه، ستيف ويتكوف وآدم بوهلر، دفع المفاوضات إلى الأمام بطرق مختلفة، لكن دون تحقيق نجاح ملموس.

بالمقارنة مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، يبدو أن ترامب أكثر دعماً لإسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة، ما يمنح نتانياهو حرية أكبر في التحرك.

هل هناك عوامل أخرى تؤثر على القرار؟

رغم المخاوف العسكرية من إعادة تسليح حماس، فإن السياسة تلعب دوراً كبيراً، كما هو الحال دائماً مع نتانياهو.

قبل استئناف القصف، كان الجدل الأساسي في إسرائيل يدور حول محاولة نتانياهو إقالة رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

وكان من المقرر تنظيم احتجاج ضخم في القدس يوم الأربعاء، لكن مع استئناف الحرب، توقفت كل النقاشات حول ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج نتانياهو إلى إبقاء شركائه في الائتلاف الحاكم راضين، خصوصاً مع اقتراب تحدي تمرير الميزانية في الكنيست.

العديد من هؤلاء الشركاء، مثل بتسلئيل سموتريتش، ينتمون إلى اليمين المتطرف وكانوا يطالبون بعودة الحرب. ومع مقتل خمسة على الأقل من كبار قادة حماس والإشارات إلى هجوم بري جديد، لديهم الآن ما يفرحون به

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: “إسرائيل” اختارت معاقبة غزة بشكل جماعي
  • لماذا أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة؟
  • متظاهرون في باريس ينددون بخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار بغزة يتصدر مباحثات الرئيس السيسي وأمير الكويت
  • غوتيريش يدعو إسرائيل إلى احترام وقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
  • ترامب يعلن عن مكالمة مع بوتين غدا.. ماذا على الطاولة؟
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟