بوينغ تخسر نحو 11 مليار دولار منذ حادث ألاسكا إيرلاينز
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
واصل سهم شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات تراجعاته اليوم الثلاثاء مسجلا 226.5 دولارا بعد أن خسر 1.1% في تعاملات ما قبل بدء التداول اليوم على وقع تطورات بشأن "ماكس 9" أثارت شكوكا بشأن كيفية تصنيع الشركة طائراتها في المجمل.
وبذلك، تراجعت القيمة السوقية للشركة بقيمة 10.65 مليارات دولار إلى 137.35 مليار دولار وقت إعداد التقرير، من 148 مليار دولار مسجلة وقت الحادث، وفق حسابات الجزيرة.
وتفاقمت أزمة طائرات "بوينغ 737 ماكس" بعد أن قالت شركتا طيران إنهما عثرتا على قطع غير مثبتة وبراغٍ مفكوكة في عدة طائرات "ماكس 9″، مما أثار مخاوف جديدة بين خبراء الصناعة بشأن كيفية تصنيع طائرتها الأكثر مبيعا.
وأعلنت شركة الطيران الأميركية "ألاسكا إيرلاينز" أمس الاثنين أنها اكتشفت "قطعا غير مثبتة جيدا" في بعض طائراتها من طراز "بوينغ 737 ماكس 9″، وذلك بعد 3 أيام من تعرض إحدى طائراتها من هذا الطراز لحادث أثناء تحليقها.
وقالت الشركة في بيان إن الفحص الأولي أظهر أنه "بالإمكان رؤية قطع غير مثبتة جيدا في بعض الطائرات"، مضيفة أن هذا الفحص الأولي ستليه عمليات فحص وتدقيق شاملة عملا بأوامر سلطات الطيران الأميركية.
وأوقف الهيئات التنظيمية الأميركية 171 طائرة "737 ماكس 9" بعد انفجار في مقصورة طائرة تشغلها شركة "ألاسكا إيرلاينز" بعد قليل من إقلاعها من مطار بورتلاند بولاية أوريغون يوم الجمعة، مما أدى إلى هبوطها اضطراريا.
من جهتها، قالت "يونايتد إيرلاينز" -وهي إحدى شركتي الطيران الأميركيتين اللتين تستخدمان هذا الطراز من بوينغ- إن عمليات الفحص التي أجرتها وجدت براغي مفكوكة في لوحات عدة، مما زاد المخاوف بشأن عملية إنتاج 171 طائرة "ماكس 9".
ونقلت رويترز عن أحد مصادرها قوله إن "يونايتد" عثرت على ما يقارب 10 طائرات فيها براغٍ مفكوكة، وإن الرقم قد يرتفع.
وواجهت بوينغ العديد من مشكلات الإنتاج منذ إيقاف تشغيل عائلة "737 ماكس" أوائل 2019 بعد حادث خلف قتلى.
وتحقق اللجنة الوطنية الأميركية للسلامة بالمواصلات في هذا الحادث المثير للقلق، مركزة على عملية تصنيع بوينغ والمكونات المحيطة بفتح الباب، وألقى ذلك بظلال متوترة في علاقة بوينغ مع أحد مورديها الرئيسيين شركة "سبيريت أيرو سيستمز" للتدقيق في عملياتها بعد مشاكل الجودة الأخيرة.
وطائرات "737 ماكس 9" مزودة بالكثير من مخارج الطوارئ، لذلك تعرض بوينغ على عملائها إمكان إلغاء بعض هذه المخارج بواسطة سدادات إذا ما كان عدد المخارج المتبقية كافيا مقارنة بعدد مقاعد الطائرة.
تباطؤ محتملوفي وقت سابق، نقلت بلومبيرغ عن محللين توقعاتهم بتباطؤ محتمل في وتيرة التصنيع، مما يؤثر على أهداف التسليم.
وتأتي هذه العثرة في وقت حرج لبوينغ، حيث يتوقع المستثمرون زيادة في الانتقاد والعودة إلى معدلات التصنيع قبل عام 2019، وتتعرض الشركة لضغوط للحفاظ على معايير الجودة وتسليم طائرات خالية من العيوب للحفاظ على ثقة العملاء.
ويواجه ديف كالهون الرئيس التنفيذي لبوينغ سلسلة من الهفوات في الجودة التي تؤثر على ثقة المستثمرين بكفاءته، ويستدعي ما حدث التركيز أكثر على إستراتيجيات إدارة بوينغ، حيث صرح كالهون سابقا بأنه يهدف إلى تحقيق الاستقرار بعد عواقب حادثين قاتلين لطائرة "737 ماكس" قبل 5 سنوات تقريبا، مشيرا في تصريح سابق إلى أنه "عام انتقالي مهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
استثمارات أمريكية مباشرة في سلطنة عُمان تتجاوز 16 مليار دولار بنهاية 2024
مسقط - العُمانية
تسهم اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت حيّز التنفيذ منذ عام 2009م، في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين وفتح المجال أمام المنتجات العُمانية للدخول إلى السوق الأمريكي.
وأكد عدد من المسؤولين بالقطاعين العام والخاص بسلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية أن تأثير الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات العُمانية ليست بالمقلقة في ظل تطبيق ونفاذ اتفاقية التجارة الحرّة الموقّعة بين الجانبين، موضِّحين أنه يجري المناقشة مع الجانب الأمريكي لإعادة النظر في الرسوم المفروضة على صادرات سلطنة عُمان.
وقال سعادة بانكاج كيمجي، مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: إن الجانبين العُماني والأمريكي يحرصان على تعزيز التبادل التجاري الثنائي دون عوائق جمركية أو غير جمركية لضمان ازدهار العلاقات العُمانية الأمريكية التي تمتد أكثر من 200 عام، داعيًا رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين على العمل مع نظرائهم في سلطنة عُمان على استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية والدخول في إقامة المشروعات المشتركة.
وأكد سعادته على أهمية الحوار بين الجانبين لمناقشة أوجه الاختلاف -إن وجدت-، خاصة أن سلطنة عُمان تطمح إلى تطوير تجارة ثنائية مستقرة تدعم الازدهار الاقتصادي وتسهم في إيجاد فرص للنمو بما يخدم البلدين والشعبين الصديقين.
ولفت سعادته إلى أهمية الحوار لمناقشة تأثير فرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمائة، خاصةً أن قيمة الصادرات العُمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بلغت في عام 2024 أكثر من 463 مليون ريال عُماني مقابل واردات أمريكية وصلت إلى أكثر من 506 ملايين ريال عُماني.
من جانبها أكدت سعادة آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان أن "اتفاقية التجارة الحرّة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة ليست مجرد آلية تجارية بل هي بمثابة أصل استراتيجي يجب أن يتم تجديده وتوسيعه باستمرار"، مشيرةً سعادتها إلى أن الاستثمار الأمريكي المباشر في سلطنة عُمان تجاوز 16 مليار دولار أمريكي بحلول الربع الثالث من عام 2024، ما يجعل الولايات المتحدة ثاني أكبر مستثمر في سلطنة عُمان.
وحول تأثير الرسوم الجمركية على اتفاقية التجارة الحرّة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، أكد خالد بن سعيد الشعيبي رئيس البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية "نزدهر" أن اتفاقية التجارة الحرّة لم تتأثر بقرار فرض الرسوم الجمركية البالغة 10 بالمائة؛ فالاتفاقية ما زالت مطبّقة وتنص على أن المنتجات العُمانية المصدّرة للولايات المتحدة لا تدفع أي رسوم جمركية ما عدا 10 بالمائة التي تأتي فوق أي رسوم جمركية، وبالتالي فإن موقف سلطنة عُمان من ناحية دخول السوق الأمريكي أفضل مقارنة بالدول الأخرى التي ليس لديها اتفاقية التجارة الحرّة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن هناك تفاوضًا مع الجانب الأمريكي من أجل إعادة النظر في هذه الرسوم الجمركية خاصة أن سلطنة عُمان لا يوجد لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة وهناك سهولة في دخول المنتجات الأمريكية دون أي رسوم جمركية إلى سلطنة عُمان.
من جهته أكد سعود بن أحمد النهاري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن اللجنة المشتركة لاتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية ركزت في لقاءاتها على مراجعة اتفاقية التجارة الحرّة بين الجانبين، وتأثُّر القطاع الخاص بالرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات العُمانية، ويعكف المختصون بالجهات الحكومية لإيجاد آلية لحل وإعادة النظر في هذه الرسوم.
وقال: إن هناك بعض التأثيرات على الصادرات العُمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية جراء هذه الرسوم الجمركية، و"ليست بالمقلقة في الوقت الراهن"، وقد تختلف من مصدِّر لمصدِّر، مشيرًا إلى أن غرفة تجارة وصناعة عُمان قامت بتعيين مكتب تجاري في الولايات المتحدة لمساعدة المصدِّرين والمستثمرين العُمانيين الراغبين في زيادة صادراتهم واستثماراتهم بالسوق الأمريكي.
وأضاف أن رجال الأعمال في سلطنة عُمان يبحثون الاستفادة من الأسواق الكبيرة كالسوق الأمريكي من خلال العمل على استكشاف الفرص التصديرية، مبينًا أن مكتب الغرفة والملحق التجاري بسفارة سلطنة عُمان بالولايات المتحدة الأمريكية يوفران المعلومات اللازمة والآليات لتوسيع حجم الصادرات العُمانية واستكشاف الفرص المناسبة للمستثمرين العُمانيين.
وأشار إلى أن غرفة تجارة وصناعة عُمان ستقوم خلال شهر مايو المقبل بتسيير وفد تجاري إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في معرض "اختيار السوق الأمريكي" للتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة بالسوق الأمريكي والترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في سلطنة عُمان.