مبادرات خيرية.. هكذا يدعم نازحو غزة بعضهم بعضا (فيديو)
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
غزة- في مقابل الوجه القبيح للحرب الإسرائيلية في شهرها الرابع على قطاع غزة، وتداعياتها السلبية على مناحي الحياة كافة، يُظهر فلسطينيون وجها حسنا عبر مبادرات خيرية مجانية تسهم في تخفيف وقع الحرب على الفئات الهشة، خاصة النازحين الذين تركوا منازلهم وممتلكاتهم ويفتقرون لمقومات الحياة الأساسية في الخيام ومراكز الإيواء.
وجد أحمد الشيخ عيد في "التكية" -وهي مبادرة إعداد طعام وتوزيعه بالمجان- وسيلة مناسبة للتعبير عن تضامنه مع مئات آلاف النازحين الذين تكتظ بهم مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر.
ويتخذ الشيخ عيد من مخيم الشابورة للاجئين، المكتظ بسكانه وبالنازحين، مكانا للتكية التي تؤمها يوميا حشود غفيرة من فقراء المخيم والنازحين إليه، للحصول على وجبة تصبرهم على الجوع الشديد الذي يضرب أطنابه على نطاق واسع، بفعل تداعيات العدوان والحصار الإسرائيلي المطبق.
وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن المساعدات الإنسانية التي ترد القطاع لا تسد سوى 5% فقط من احتياجات السكان.
قرابة نصف سكان قطاع غزة أجبرهم العدوان الإسرائيلي على النزوح واللجوء إلى مدينة رفح (الجزيرة) حزن وجوع وعطشبكلمات تقطر حزنا بسبب الجوع والعطش، عبرت آمنة حمود النازحة من شمال القطاع إلى رفح، عن الحياة البائسة التي تعيشها أسرتها الكبيرة وقد اتخذت لها مكانا في طابور طويل أمام التكية للحصول على كمية قليلة من الطعام تسد بها جوعهم.
وفي خيام النازحين المترامية على امتداد البصر في غرب المدينة، كانت لوحة شمسية لتوليد الطاقة ملاذ النازحين لشحن هواتفهم النقالة وبطاريات صغيرة لتوفير الإضاءة ليلا داخل الخيام.
يقول صاحب هذه المبادرة أسامة يونس -وهو نازح من شمال القطاع- إنه أحضر معه هذه اللوحة الشمسية وكان يدرك قيمتها في ظل أزمتي الكهرباء والوقود، وإنه يشعر بسعادة كبيرة لمساهمته البسيطة في التخفيف عن النازحين من أمثاله.
ومن هؤلاء النازحين حسين بكر -الذي نزح بأسرته من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة- يشيد بمبادرة يونس ويقول إنها وفرت له وللنازحين شحن الهواتف التي تمكنهم -رغم صعوبة الاتصالات- من التواصل والاطمئنان على العائلة والأصدقاء الذين فرقتهم الحرب وأجبرتهم على النزوح في مناطق متفرقة من جنوب القطاع.
وتشير التقديرات المحلية والدولية إلى أنه من بين 2.2 مليون فلسطيني من غزة، أجبرت الحرب الإسرائيلية زهاء 85% منهم على إخلاء منازلهم ومناطق سكنهم، وأن نحو نصف السكان لجؤوا إلى مدينة رفح التي تعاني من انفجار سكاني وانهيار في المرافق والخدمات الحيوية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الهلال الفلسطيني: أقمنا مستشفيات ميدانية بشمال غزة لعلاج النازحين العائدين
أكدت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، اليوم الثلاثاء إقامة مستشفيات ميدانية في شمال محافظة غزة بقدرة استيعابية 50 سريرا، لتقديم كل الخدمات الطبية والصحية، بالإضافة لغرف العناية المركزة لتعويض حجم الدمار الهائل في المستشفيات، بالإضافة للبدء في تأهيل المرافق الطبية المدمرة بشمال قطاع غزة.
وقالت فرسخ في مداخلة لقناة "العربية الحدث"، :"إن آلاف الأسر النازحة والعائلات باتوا ليلتهم الأولي بمحافظة غزة بعد العودة في العراء ووسط الدمار، بعد أن تم مسح الأحياء بالكامل في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا"، لافتة إلى أن سكان القطاع الذين اضطروا للنزوح عدة مرات علي مدار الحرب، عادوا مشيا علي الأقدام لساعات طويلة للرجوع لمناطقهم.
وأضافت أن حجم الاحتياجات الإنسانية كبير، لذلك حرصت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني علي التواجد بالأمس على طول الطريق، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف لتقديم الإسعافات الأولية للنازحين بعد تعرض الكثير منهم للإعياء والتعب الشديد نتيجة للزحام والسير لساعات طويلة، وتم توزيع المياه والطعام علي العائلات النازحة بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي الأولي من طواقم الصحة النفسية، فضلا عن توزيع منشورات إرشادية لتوعية النازحين بأخذ كل الاحتياطات اللازمة من أجل الحماية من خطر انفجار الألغام والمقذوفات.
وأشارت إلى أن هناك نقصا شديدا في الخيام لإيواء النازحين العائدين لشمال القطاع، ويتم التنسيق مع كافة الأطراف والشركاء فى الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، بالإضافة إلى منظمات الأمم المتحدة، من أجل بحث سبل تفعيل الإغاثة والاستجابة الإنسانية لتلبية احتياجات النازحين.
وأوضحت أن الهلال الأحمر الفلسطيني بدأ بالعودة إلى المرافق والمراكز الصحية التي تعرضت لدمار كبير في شمال غزة، بالتزامن مع عودة النازحين، والعمل على إعادة تأهيل المرافق الطبية والصحية التابعة للجمعية من أجل تفعيل تقديم الخدمات الصحية والطبية، لافتة إلى أنه من المتوقع استلام كميات أكبر من اللقاحات والأدوية لتقديم الخدمة الصحية المنقذة لحياة المواطنين.
وقالت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الجمعية تسعي لإقامة مراكز إيواء عاجلة في محافظة غزة وخاصة الشمال، وتنتظر السماح بدخول الخيام خلال الأيام المقبلة، والعمل علي استلام المساعدات الإنسانية، والملابس، والمياه الصالحة للشرب، وتوزيعها علي العائلات النازحة.
وأضافت أن خطر الإصابة بالأمراض والفيروسات مازال قائما، خاصة وأن ظروف النزوح صعبة وغير إنسانية، كما أن ظروف العودة أيضا قاسية، لأن الأحياء أصبحت غير صالحة للحياة، بسبب تدمير الطرق، وصعوبة الوصول للمنازل، وتراكم النفايات والركام، لذلك هناك حاجة ملحة لتعزيز القطاع الصحي أولا، وإعادة تفعيل المراكز التي خرجت عن الخدمة، بالإضافة للعمل على الحصول علي الأدوية الأساسية.