التطبيع السعودي.. بلينكن يتحدث عن فرصة لإدماج إسرائيل إقليميا عقب حرب غزة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته لإسرائيل الثلاثاء عقب توقف بالسعودية، عن وجود فرص حقيقة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي؛ لتعزيز علاقاتها بالدول العربية والاندماج إقليميا عقب انتهاء حرب غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
جاء ذلك، وفق تصريحات علنية لبلينكن قبل اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تل أبيب الثلاثاء بعد زيارات مماثلة لعواصم عربية، في إطار مساعي واشنطن لتهدئة العنف الإقليمي الناجم عن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال بلينكن "إنني أتطلع إلى مشاركة بعض ما سمعته من دول المنطقة" مضيفا "أعرف جهودكم الخاصة، على مدى سنوات عديدة، لبناء اتصال وتكامل أفضل بكثير في الشرق الأوسط، وأعتقد أن هناك بالفعل فرصًا حقيقية هناك" في إشارة محتملة للتطبيع بين تل أبيب والرياض الذي توقف الحديث عنه بعد حرب غزة.
وعقب: "لكن علينا أن نتجاوز هذه اللحظة الصعبة للغاية ونضمن ألا يتكرر يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم مرة أخرى أبدًا، وأن نعمل على بناء مستقبل مختلف كثيرًا وأفضل بكثير".
وكان بلينكن يشير إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس على جنوب إسرائيل، وتمكنت خلال من أسر المئات من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين، فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.
وفي تصريحات له الإثنين من مدينة العلا السعودية، قبل توجهه إلى تل أبيب، كشف بلينكن إن ولي العهد السعودي الذي اجتمع معه لمدة 90 دقيقة أبلغه أن المملكة لا تزال مهتمة بتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وأن السعوديين لا يزال لديهم مصلحة واضحة في ذلك.
وأوضح بلينكن أن ولي العهد أكد أن التطبيع السعودي الإسرائيلي لا يزال ممكنا لكنه يتطلب إنهاء الحرب في غزة (التي خلفت أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني) واتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
وأضافت الصحيفة أن بلينكن سافر إلى إسرائيل بهدف إيصال هذه الرسالة إلى نتنياهو ومسؤولين آخرين، وكذلك لإخبارهم أن القادة الذين التقى بهم في بلدان عبر شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط منذ يوم الجمعة اتفقوا على التنسيق للمساعدة في إرساء الاستقرار في غزة ما بعد الحرب إذا كانت إسرائيل مستعدة للعمل معهم.
ولم يقدم السيد بلينكن أي تفاصيل عما قد يستلزمه هذا التنسيق. وقد زار السيد بلينكن تركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ أن بدأ مهمته الدبلوماسية الأخيرة الجمعة.
وقبل هجوم طوفان الأقصى، حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ترتيب اتفاق طويل الأمد بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، يقود إلى تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، في مقابل أن منح المملكة السعودية معاهدة الدفاع المشترك مع أمريكا، وتقديم الأخيرة المساعدة في بناء البرنامج النووي المدني السعودي والموافقة على المزيد من مبيعات الأسلحة من الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن بايدن مستعد لتخفيف القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن ولي العهد محمد، في المحادثات السابقة قبل هجوم طوفان الأقصى لم يكن مصراً على إقامة دولة فلسطينية أو مسار ملموس لإقامة تلك الدولة، وكان يريد فقط تحسين ظروف معيشية الفلسطينيين، لكن مسؤولون سعوديون أكدوا للصحيفة أن القضية الفلسطينية مهمة بالنسبة للأمير محمد.
والشهر الماضي، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عقب اجتماعها مع نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حكومتها لن تعارض بيع طائرات يوروفايتر للسعودية.
اقرأ أيضاً
السعودية.. بلينكن يناقش التطبيع مع إسرائيل ومرحلة ما بعد حرب غزة
وأضافت "بيربوك" أن "السعودية مساهم رئيسي في أمن إسرائيل وتساعد في القضاء على خطر اندلاع حريق إقليمي"، من خلال اعتراض هجمات الحوثيين الصاروخية على "إسرائيل".
وفي سياق متصل، كشفت القناة 12 العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عهد خلال الأسابيع الأخيرة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، بمهمة مواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية للتوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية.
وذكرت القناة العبرية أن ديرمر أبلغ البيت الأبيض باستعداد حكومته لمناقشة المقابل الذي تطلبه السعودية المتعلق بالقضية الفلسطينية، بينما ما زال السعوديون مهتمين بالتحالف الدفاعي والأسلحة التي كانت جزءًا من الاتفاق، بحسب القناة العبرية.
ويرى محللون أن حرب غزة، قد تكون فتحت المجال للسعودية لتظهر فائدة أكبر أمام كل من الولايات المتحدة وإسرائيل؛ حيث تعول الإدارة الأمريكية على دور سعودي رئيسي في خطط إعادة إعمار غزة مستقبلًا ضمن صيغة انتقالية بديلة لحكم حماس.
كما تلعب السعودية دورًا في جهود احتواء التصعيد الإقليمي عبر الحوار مع إيران، وحتى عبر التصدي لصواريخ الحوثيين التي تستهدف إسرائيل، وهو الأمر الذي لا شك أن السعودية ستواصل القيام به، لكنها ستكتفي بموقف دفاعي وتتجنب تصعيد المواجهة مع الحوثيين للحفاظ على التهدئة في اليمن وتحويلها إلى سلام دائم.
إضافة لذلك، فقد أظهرت السعودية كذلك خلال الحرب فائدتها للاحتلال من خلال قبول تشغيل الخط البري المباشر من الإمارات عبر المملكة والأردن، والذي يساهم في تخطي عقبة باب المندب جزئيًا، ويبشر بتطوير آليات نقل لوجستية بين الهند وأوروبا تعود بالنفع الاقتصادي على كافة الأطراف، بما فيها دولة الاحتلال.
ومن جهة أخرى، فإن تحقيق اتفاق التطبيع قد يمثل طوق نجاة سياسي لكل من "نتنياهو" و"بايدن"؛ حيث جرى الترويج على نطاق واسع لفرضية أن "طوفان الأقصى" استهدف وقف التطبيع السعودي "الإسرائيلي"، ما يجعل التوصل لاتفاق قبل انتهاء الحرب بمثابة نصر سياسي.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: نتنياهو فتح قناة سرية مؤخرا مع واشنطن لمواصلة التطبيع مع السعودية
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: التطبيع السعودي الإسرائيلي حرب غزة إقامة دولة فلسطينية محمد بن سلمان أنتوني بلينكن طوفان الأقصى حرب غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
حسن الورفلي (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن غزة «ستصبح أصغر وأكثر عزلة»، وأعلن ضم 10% من أراضي القطاع إلى «المناطق الأمنية الإسرائيلية»، في إشارة إلى «المنطقة العازلة» التي أقامها الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع، وأضاف أنه تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين بالفعل.
وزعم كاتس، في بيان، نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، أن الهدف الرئيس هو تشديد الضغط على حماس لإبرام صفقة تبادل أسرى، موضحاً أن عمليات الجيش ستستمر في التصاعد طالما استمرت الحركة على موقفها.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن «المنطقة العازلة» التي أقامها الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة، ستمتد من الحدود المصرية إلى مشارف خانيونس، على بُعد أكثر من 5 كيلومترات، وتشمل مدينة رفح بأكملها داخلها، أي نحو 20% من مساحة القطاع.
سياسياً، أعلنت مصادر فلسطينية ومصرية، أمس، أن أحدث جولة من المحادثات في القاهرة للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين انتهت من دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة.
وذكرت المصادر أن حركة «حماس» متمسكة بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الحرب على غزة. وقالت المصادر إن وفد حماس بقيادة خليل الحية رئيس الحركة في غزة أبدى بعض المرونة فيما يتعلق بعدد الرهائن الذين يمكن أن تطلق الحركة سراحهم مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في حالة تمديد الهدنة.
وغادر وفد «حماس» القاهرة، عائداً إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد جولة من المفاوضات مع الوسطاء تركزت حول الرد الإسرائيلي الأخير على مقترح مصري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن وفد «حماس» وعد بدراسة الرد الإسرائيلي وتقديم رد عليه في غضون أيام.
وكشفت المصادر أن الورقة الإسرائيلية تضمنت العديد من النقاط، منها المطالبة بإطلاق سراح 11 محتجزاً إسرائيلياً مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفق مفاتيح المرحلة السابقة، ووقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً يجري خلالها التفاوض على المرحلة الثانية التي تشمل مطلباً إسرائيلياً بتجريد قطاع غزة من السلاح، وإبعاد حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية عن الحكم.
وتضمنت الشروط الإسرائيلية بقاء الجيش الإسرائيلي في مواقع جديدة أعاد احتلالها مؤخراً في القطاع الفلسطيني، بما يخالف الاتفاق السابق الذي جرى التوصل إليه في الـ 17 من يناير، وينص على انسحاب إسرائيلي من محوري «نتساريم» و«فيلادلفيا» وغيرهما.
وقالت المصادر: إن مصر نقلت إلى وفد حماس تأكيدات أميركية بأن المفاوضات ستكون جدية لجهة وقف الحرب، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي استعداداً للإعلان عن ذلك بنفسه لإظهار جدية المسعى الأميركي لوقف الحرب في غزة.
وأضافت أن مصر أبلغت «حماس» أن العرض الأميركي يخلق فرصة مهمة للعمل على وقف الحرب، وقدمت مصر في اللقاء أفكاراً بشأن تنظيم السلاح في قطاع غزة لتسهيل مهمة التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية يوقف الحرب.