قُضى أو فقد ما لا يقل عن 6618 مهاجراً كانوا يحاولون الوصول إلى اسبانيا عام 2023، الذي شهد تدفّقاً غير مسبوق للمهاجرين في أرخبيل جزر الكناري، على ما أفاد تقرير نشرته الثلاثاء منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية غير الحكومية.

وشهد هذا الرقم الذي يعادل تسجيل فقدان 18 مهاجراً يومياً في المعدّل، ارتفاعاً بنحو ثلاث مرات عمّا سُجّل سنة 2022، ويُعدّ “الأعلى” الذي تسجله المنظمة غير الحكومية منذ بدء إحصاءاتها سنة 2007، على ما قالت منسقتها هيلينا مالينو.

ونددت “كاميناندو فرونتيراس” بهذه “الأرقام المخزية”، منتقدةً فكرة أنّ السلطات الإسبانية أو سلطات الدول التي يتحدر منها هؤلاء المهاجرون، تفضّل “الرقابة على الهجرة” بدل “الحق في الحياة” لهؤلاء الأشخاص الذين يبحثون عن حياة أفضل في أوروبا، ولا توفّر موارد كافية لعناصر الإغاثة.

وكان تقرير للمنظمة غير الحكومية يستند إلى نداءات استغاثة من المهاجرين في البحر أو من عائلاتهم، أشار في العام الفائت إلى أنّ 11200 مهاجر قضوا أو فقدوا خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا بين سنتي 2018 و2022، أي ما يعادل ستة أشخاص يومياً في المتوسط.

والعام الفائت، أحصت المنظمة الدولية للهجرة التي تعتمد من جانبها على شهادات غير مباشرة ومقالات، أكثر من 1200 حالة وفاة أو فقدان على طرق الهجرة إلى إسبانيا.

لكن هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة تؤكد أنّ أرقامها هي “على الأرجح” أقل من الواقع “بشكل كبير” نظرا لصعوبة توثيق حالات الغرق وعدم العثور على غالبية الجثث.

انطلقوا من السنغال

يأتي هذا الارتفاع في أعداد الضحايا أو المفقودين في ظل تضاعف عدد المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى إسبانيا في العام 2023، ليصل إلى 56852 شخصاً، في تدفق غير مسبوق للمهاجرين الى أرخبيل جزر الكناري، على ما بيّنت أرقام نشرتها الحكومة الإسبانية خلال الأسبوع الفائت.

وذكرت “كاميناندو فرونتيراس” أنّ غالبية حالات فقدان المهاجرين الذي كانوا متوجّهين إلى إسبانيا (6007 من المجموع) سُجّلت في طريق الهجرة الخطر جداً بين سواحل شمال غرب إفريقيا وأرخبيل الكناري، في المحيط الأطلسي.

ويخوض المهاجرون هذه الرحلة الممتدة مئات الكيلومترات والتي تستغرق أياما عدة لا بل أسابيع، على متن قوارب متداعية مزدحمة.

وفي حال انحرف مسار القارب إلى الغرب أو أخطأ في مساره إلى جزر الكناري، أو في حال لم يرصده عناصر الإغاثة، يواجه ركّابه الغرق أو الموت من الجوع أو العطش أو يعانون انخفاضاً في درجة حرارة أجسامهم.

ولفتت “كاميناندو فرونتيراس” إلى أنّ المهاجرين الذين فقدوا خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا غادروا بدايةً سواحل السنغال، البلد الذي يواجه منذ عامين اضطرابات سياسية عنيفة ويشهد راهناً موجات هجرة نحو جزر الكناري.

ورصدت المنظمة غير الحكومية 611 حالة وفاة أو فقدان خلال العام الفائت على طريق الهجرة الذي يربط المغرب والجزائر بسواحل جنوب إسبانيا.

وأحصت 363 امرأة و384 طفلاً من بين مختلف الضحايا خلال العام الفائت.

منع مغادرة أكثر من 27 ألف مهاجر

يشكل المغرب الشريك الرئيسي لإسبانيا في مكافحتها للهجرة، بعدما قامت مدريد بتطبيع علاقاتها مع الرباط في العام 2022 على حساب تحوّل مثير للجدل بشأن ملف الصحراء الغربية الحساس.

وعززت إسبانيا في المرحلة الأخيرة تعاونها مع السنغال وموريتانيا.

ورحب وزير الداخلية الإسباني الخميس بالجهود المشتركة بين بلده ودول غرب إفريقيا، والتي أدّت إلى “منع مغادرة أكثر من 27 ألف مهاجر” في العام الفائت. وقال “لقد أنقذنا حياتهم”.

وأشارت وكالة “فرونتكس” الأوروبية إلى أنّ المهاجرين الذين يصلون إلى جزر الكناري ينطلقون في شكل رئيسي من المغرب والسنغال، وبصورة أقل من غامبيا وغينيا وساحل العاج تحديداً.

وتكون إسبانيا غالبا مجرد محطة توقف لهؤلاء المهاجرين الآتين من إفريقيا، إذ يتوجّه قسم كبير منهم إلى دول أوروبية أخرى تقع شمالا، مثل فرنسا.

المصدر أ ف ب الوسومإسبانيا المهاجرين

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: إسبانيا المهاجرين المهاجرین الذی العام الفائت غیر الحکومیة إلى إسبانیا جزر الکناری الوصول إلى فی العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

المهاجرين غير الشرعيين.. هل ستسوي كندا وضعيتهم ؟!

أغلق وزير الهجرة الكندي، الأربعاء، الباب أمام خطة تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين على نطاق واسع قبل الانتخابات المقبلة.

وكان رئيس الوزراء الكندي  جاستن ترودو قد أنعش آمال مئات الآلاف من المهاجرين، عندما وعدهم بتسوية وضعيتهم . ولكن منذ ذلك الحين، أظهرت استطلاعات الرأي تغيرًا ملموسًا في الرأي العام تجاه الهجرة بعد سنوات من سياسة اعتبرت منفتحة للغاية.

وقال وزير الهجرة مارك ميلر للصحفيين “لا توجد خطة تسوية واسعة النطاق على جدول الأعمال، على الأقل قبل الانتخابات المقبلة”. وأضاف: “هذا لا يعني أنه في بعض المناطق التي نحتاج فيها إلى قوة عاملة أساسية، لن تكون هناك فرصة لنوع من التنظيم على نطاق أصغر”.

ووفقا لتقديرات عديدة، فهناك ما بين 100 ألف ومليون شخص غير موثقين في كندا. ووعد الوزير ببرنامج “طموح” في الأشهر المقبلة، لكنه أقر بأنه “لن يكون للجميع”. وسعت كندا في السنوات الأخيرة إلى خفض عدد المهاجرين من خلال الإصلاحات، سواء طالبي اللجوء أو الطلاب الأجانب أو العمال المؤقتين. وعلق الوزير مارك ميلر قائلاً: “من الواضح أن عصر العرض غير المحدود للعمالة الأجنبية منخفضة التكلفة قد انتهى”.

وأعلنت كندا أكتوبر الماضي خفضا “كبيرا” بنسبة 21 بالمائة في “الكوطة” المخصصة للمقيمين الدائمين. الذين ستستقبلهم اعتبارا من العام المقبل. ما يعكس تغييرا بالمسار حيال مسألة الهجرة. ونقطة تحوّل جذري خصوصاً للمهاجرين الاقتصاديين من البلدان النامية. الذين يبحثون عن ظروف معيشية أفضل.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • عودة ترامب تهدد المهاجرين بفقدان الحماية المؤقتة
  • الأمم المتحدة: أطفال لبنان يواجهون أكثر فترات الحرب دموية
  • فيضانات إسبانيا.. أكثر من 3 ملايين شخص في خطر
  • هآرتس تكشف عن هجرة آلاف الإسرائيليين إلى كندا خلال العام الحالي
  • "هآرتس": أكثر من 10 آلاف إسرائيلي هاجروا إلى كندا منذ بداية العام الحالي
  • ارتفاع أعداد المهاجرين الإسرائيليين إلى كندا بسبب حرب غزة
  • منظمة دولية تسجل أرقاماً قياسية لتدفق المهاجرين العام الماضي
  • المهاجرين غير الشرعيين.. هل ستسوي كندا وضعيتهم ؟!
  • عواصف وفيضانات تضرب إسبانيا
  • إيطاليا: إعادة 4752 مهاجرًا غير شرعي لبلدانهم منذ بداية العام بزيادة 16.5%