بعد استهداف قيادات.. هل حزب الله مخترق استخباراتيا؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
دخل قيادي عسكري بارز في "حزب الله" اللبناني إلى قائمة الاستهدافات الإسرائيلية المستهدفة بدقة لعناصر الحزب الفعّالة في لبنان.
وأعلن الحزب، في بيان أصدره يوم الاثنين، عن استشهاد القائد وسام حسن طويل، الملقب بـ "الحاج جواد"، الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس.
وتعد عملية الاغتيال هذه هي الأكبر داخل الأراضي اللبنانية لأحد كوادر "حزب الله" منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكان لافتا في بيان النعي استخدام كلمة "قائد"، وقد أشارت تقارير محلية إلى أن هذا هو أول استخدام للكلمة في بيانات الحزب، مما يشير إلى دور القائد الراحل في إدارة عمليات "حزب الله" في الجنوب.
تم تنفيذ عملية الاغتيال بواسطة طائرة بدون طيار على بعد حوالي 10 كيلومترات من خط الحدود مع الاحتلال، ووُصِفَ القائد بأنه "القائد الميداني الكبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله".
تأتي هذه الأحداث في سياق تصاعد التوترات بين "حزب الله" وقوات الاحتلال، حيث تم استهداف قاعدة أمنية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ من قبل الحزب في رد فعل على اغتيال القائد صالح العاروري في بيروت.
فيما يتعلق بقدرة "حزب الله" على مواجهة هذه الاستهدافات، فإن هناك تحذيرات من أن لبنان قد يكون معرضا لخطر اتساع رقعة الصراع، خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية والاغتيالات على الحدود.
من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل عبد الساتر لوكالة الأناضول إن "الجبهة مشتعلة، وإسرائيل لديها الكثير من الإمكانيات والقدرات والطائرات الاستطلاعية التي تجول في جنوب لبنان، وصولاً إلى بيروت وكل المنطقة".
وأضاف عبد الساتر أن "هذا النوع من الاغتيالات يعتمد على رصد معلوماتي، لكن ليس بالضرورة أن يكون خرقا أمنيا داخل بنية حزب الله، لأننا أمام جبهة مكشوفة يتحرك فيها الكثير من شباب المقاومة، لأنهم يقومون بعمليات هجومية، لذا لا بدّ أن يتعرضوا للكشف في الكثير من الأحيان".
وذكّر بأن "حزب الله" "قام بعملية كبيرة، من خلال قصف قاعدة ميرون في رد أولي، مما أدى إلى شللها بالكامل، ما شكل صفعة كبيرة لقدرات إسرائيل الدفاعية، وهذه العملية اليوم (اغتيال الطويل) جاءت لاستهداف من كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ على القاعدة".
ورأى عبد الساتر "أننا أمام تطور جديد وخطير، والأيام القادمة هي من ستحدد مسار الأمور".
وأشار إلى أن "المطلوب من كلّ الناس في لبنان التنبه، خصوصاً أن شبكات العملاء في لبنان ليست جديدة، وربما يتزايد أعدادها لأن الإغراءات قد تكون كثيرة"، موضحا أنه "على الدولة والأجهزة الأمنية والمواطنين أن يكونوا جزءًا من العين الساهرة لحماية لبنان من أي شبكات للعملاء".
من جهته، أشار العميد الركن الدكتور هشام جابر للوكالة نفسها، إلى أن "هناك عمليات اغتيال أمنية، وأخرى عسكرية"، موضحا أن "اغتيال العاروري يأتي ضمن العملية العسكرية وليست عملية استخباراتية أمنية، أي أنها ليست سيارة مفخخة أو كمينا أو عبوة ناسفة، بل حصلت بناءً على مراقبة واستخبارات دقيقة، أو معلومات من الأرض بواسطة عميل"، وفقا لـ "القدس العربي".
وأكمل حديثه بالقول: "العملية الأمنية تكون عبر استخبارات من الداخل، وهنا نتحدث عن الخرق"، فيما أكد جابر أن "طرقا عدة تستعمل اليوم لمراقبة الأهداف، منها العملاء أو التطور التكنولوجي، أو الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى أهمية وسرعة الطائرات المسيرة في عمليات الاغتيال التي يتم برمجتها وتصيب الهدف".
ولم يحسم جابر مسألة أن يكون "حزب الله" مخترقا استخباراتيا، مشيراً إلى أهمية أن "يعمم الحزب على قادته عدم التواصل مع غرباء، واستمرار البحث بين أغراضهم عن أي أمور مشكوك بها كشرائح مراقبة".
من جهته، قال الخبير الإستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب للأناضول، إنه "عندما يعمم 'حزب الله' على أهالي الجنوب، بفصل كاميرات المراقبة في المنازل أو الشوارع عن الإنترنت، يعني أن لديه مخاوف من التقنيات الإسرائيلية".
وأواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، دعا "حزب الله"، سكان البلدات الحدودية جنوب لبنان لتعطيل كاميرات المراقبة بمنازلهم ومتاجرهم، سعياً "لإعماء العدو الإسرائيلي" بعد ما عمد الأخير إلى "اختراقها".
وأضاف ملاعب أن "الاتصال الهاتفي الأرضي كان الدليل الذي أدى لاغتيال نجل النائب محمد رعد بعد قصف منزل كان داخله".
ومنذ شهرين، نعى حزب الله "عباس محمد رعد (سراج)، من بلدة جباع في جنوب لبنان"، وهو نجل رئيس كتلة الحزب في البرلمان اللبناني محمد رعد.
وأكد ملاعب أن "هناك جهدا إسرائيليا كبيرا في هذا الاتجاه، وتظهر نتائجه في اصطياد كل منزل أو سيارة فيها قوات من المقاومة، ولا أنفي أن يكون هناك معلومات تعطى من قبل عملاء في المنطقة".
وأرجع الخبراء، دون حسم مسألة أن يكون "حزب الله" مخترقا استخباراتيا، قدرة الاحتلال على استهداف أهدافه إلى وجود عملاء مقربين من الحزب أو مراقبة من خلال التقنيات التكنولوجية لأهدافها.
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت حدة القصف المتبادل على جانبي الحدود اللبنانية مع الاحتلال، كان أحد أشكالها تأكيد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، أن أضرارا لحقت بقاعدة المراقبة الجوية العسكرية "ميرون" إثر استهدافها من قبل "حزب الله".
و"تضامناً مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصفا يوميا متقطعاً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حزب الله اللبناني الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال اختراق المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله فی لبنان أن یکون
إقرأ أيضاً:
زاد الروح في شهر التقوى
عدنان ناصر الشامي
في شهر رمضان المبارك، تتجلى أعظمُ الفرص لتغذية الروح وتهذيب النفس، فهو شهرُ التقوى والزكاة، وميدانُ السعي إلى الله بالأعمال الصالحة والجهاد في سبيله. وكما يحتاجُ الجسدُ إلى الغذاء ليستقيمَ، تحتاج الروحُ إلى زادٍ يحييها ويقويها، وهذا الزادُ هو التقوى والهدى.
وما أعظمَ أن يكونَ هذا الشهرُ كُلُّه غذاءً روحيًّا حين نستغل لياليَه وأيامه وأوقاته في التزود من تقوى الله، متقربين إليه بالإحسان والجهاد، مقبلين على أعمال البر والخير. ففي هذا الشهر تتفتح أبواب الرحمة، وتنسكب أنوار الهداية على من سعى إليها بقلب خاشع ونفس متعطشة للحق.
وفي هذا المسعى المبارك، تأتي محاضرات السيد القائد -يحفظه الله- لتكون منارًا يضيء طريق السائرين إلى الله. كلماتُه شفاءٌ للقلوب، وزكاةٌ للنفوس، تهدي الحائرَ وتثبت المؤمن، تحذر من الغفلة والتقصير، وتدعو إلى الاستمساك بعروة الله الوثقى. فطريق الله واضح، ودعوتُه بيِّنة، ومن سار في درب الهداية لن يضل ولن يشقى.
إنه القائد الذي يحرص على أن نتزوَّدَ من هدى الله، ويُبصرنا بأمور ديننا ودنيانا، ويقدم لنا الدواءَ الناجعَ لكل داء أصاب إيماننا أَو أخلاقنا أَو قيمنا.
في محاضراته نجدُ جُرعةً إيمانيةً كاملة، تعالجُ كُـلّ علة زرعها أعداءُ الله في نفوسنا، وتعيدنا إلى صفاء الفطرة ونقاء الإيمان، وتيسر لنا طريق النجاة، وتضع بين أيدينا الهدى الذي يُخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان.
إنها دعوة للاستبصار، وتذكرة للمؤمنين بأن الحياة جهاد، وأن التقوى هي السلاحُ الأمضى في مواجهة الفتن ومزالق الطريق.
كلماتُه ليست مُجَـرّد خُطَبٍ تُلقى، بل مشاعل نورٍ تُضيء درب السائرين، وتبصرهم بحقائق الواقع.
إنها دعوة صادقة إلى الله، وتحذير من الإفراط والتفريط، وبصيرة تُرشِدُ النفوسَ إلى الصراط المستقيم.
هذا هو رمضان.. موسمُ الزاد والارتقاء، وساحةُ الجهاد في سبيل الله، والجهاد الأكبر في تهذيب النفس وتزكيتها.
فلنكن من أُولئك الذين يسيرون على نور الله، متمسكين بحبل هداه، عازمين على بلوغ مدارج الكمال، رافعين راية الحق، ومنطلقين في ميادين الجهاد بقلوب مخلصة ونفوس طاهرة.
فما أعظم أن يكون رمضان زادنا، وهدى الله دليلنا، وكلمات السيد القائد نبراس طريقنا!
وما أعظمَ أن نُقبِلَ على هذا الزاد، نستمع ونتفكر ونعمل بما نسمع. فَــإنَّها لحظة فاصلة بين حياةٍ في النور، وتيهٍ في الظلام.
فلنغتنم هذا الشهر، ولنُشعِلَ قناديلَ التقوى في قلوبنا، مستبصرين بكلمات القائد، ماضين على درب العزة والكرامة.
نسألُ اللهَ أن يجعلَنا من المتزودين من هدى هذا الشهر، وأن يثبِّتَنا على الحق، وينير قلوبنا بنور الإيمان. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.