مايكروسوفت تستثمر 13 مليار دولار في OpenAI
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
في خطوة تؤكد الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في صناعة التكنولوجيا، تعهدت شركة مايكروسوفت Microsoft Corp بالتزام مالي كبير لشركة OpenAI Inc.، حيث استثمرت مبلغًا ضخمًا قدره 13 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن هذا الاستثمار أصبح الآن تحت المجهر حيث يفكر الاتحاد الأوروبي في إجراء تحقيق شامل في الاندماج. وتتركز المخاوف الأساسية حول التأثير المحتمل على المنافسة في السوق والامتثال التنظيمي داخل الاتحاد الأوروبي.
تحقق المفوضية الأوروبية في إمكانية انتهاك لوائح الاندماج في الاتحاد الأوروبي في ضوء استثمار مايكروسوفت الكبير في OpenAI. وفي حالة اكتشاف انتهاك، يمكن بدء تحقيق واسع النطاق. وفي محاولة لتقييم التأثير المحتمل على المنافسة في السوق، سعت المفوضية للحصول على تعليقات من الأطراف المعنية حتى 11 مارس.
إن المخاوف بشأن مستوى تأثير مايكروسوفت على OpenAI والآثار المحتملة على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هي في صميم اهتمامات الاتحاد الأوروبي. ويتماشى هذا مع الفحص الأوسع للذكاء الاصطناعي ويعكس تحركات مماثلة من قبل هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة. يقوم القائمون على مكافحة الاحتكار من الاتحاد الأوروبي بجمع التعليقات بشكل نشط حول المخاوف التنافسية المحتملة في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي والعوالم الافتراضية.
في أعقاب هذا التطور، تقوم السلطات من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بالتحقيق فيما إذا كانت ملكية مايكروسوفت لـ 49٪ من OpenAI تمثل تحايلًا استراتيجيًا على قواعد مكافحة الاحتكار مع الحفاظ على السيطرة على الشركة. ومن المثير للاهتمام أن أسهم مايكروسوفت لم تظهر سوى رد فعل بسيط على هذه الأخبار، حيث كان المحفز الأساسي لمكاسب مايكروسوفت الملحوظة يعزى إلى الارتفاع الهائل في الذكاء الاصطناعي.
يشير التحقيق الذي تجريه المفوضية الأوروبية في التأثير المحتمل لمثل هذه الاتفاقيات بين كبار اللاعبين في السوق الرقمية ومطوري الذكاء الاصطناعي المبدعين على ديناميكيات السوق إلى اهتمام متزايد بالحفاظ على التوازن التنافسي. يمكن أن يكون لهذا التحقيق وتداعياته المحتملة تأثير مضاعف على قطاع الذكاء الاصطناعي الأوسع، مما لا يؤثر فقط على مايكروسوفت وOpenAI، ولكن أيضًا على التدقيق التنظيمي وديناميكيات السوق للقطاع ككل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مايكروسوفت السوق الرقمية المفوضية الاوروبية مارس الاتحاد الأوروبی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حرب الذكاء الاصطناعي.. من ينتصر؟!
يشهد العالم اليوم سباقاً خطيراً وسريعاً بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي.. سباق بات هو الأعلى صوتاً بعد وصول الرئيس ترامب للمكتب البيضاوي وإعلانه عن مشروع «ستارغيت» الضخم لإنشاء بنى تحتية لهذه التكنولوجيا في الولايات المتحدة باستثمارات تتجاوز قيمتها 500 مليار دولار بهدف التفوق على الصين.
وحتى نرى الصورة كاملة من المهم فهم أن الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة الزمنية لا تقتصر على تحقيق التفوق العلمي فقط، بل تشمل الجوانب العسكرية والاستخباراتية، ولهذا فإن التنافس المحموم يعكس إدراك الدولتين لمدى خطورة الذكاء الاصطناعي كعنصر حاسم في تشكيل مستقبلهما وتغيير قواعد اللعبة العالمية لتعزيز نفوذهما، بل وربما تمكين إحداهما من السيطرة على مستقبل البشرية!الولايات المتحدة لديها ميزة الريادة التقليدية بفضل نظامها البحثي القوي وشركاتها التكنولوجية الكبرى مثل Google ،Microsoft ،OpenAI، بجانب تبني واشنطن سياسات صارمة للحد من تصدير التقنيات المتقدمة والرقائق إلى الصين، في محاولة أخيرة للحفاظ على التفوق التكنولوجي.
ومن جهتها تواصل الصين تحقيق تقدم سريع في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بخطة وطنية معلنة تهدف إلى تحقيق الريادة العالمية بحلول عام 2030. وتقود جهودها شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل «علي بابا»، «تينسنت»، و«بايدو».. وقد أثبتت هذه الشركات قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تنافس النماذج الغربية، على الرغم من القيود الأمريكية على تصدير التقنيات المتقدمة، مثل أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة، وتبرر واشنطن ذلك بكون الذكاء الاصطناعي ساحة رئيسية للتنافس العسكري بما في ذلك الطائرات بدون طيار، والأسلحة الذكية، وتحليل البيانات الاستخباراتية، وهو ما قد يدفع العالم مستقبلاً لوضع قوانين دولية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.
السباق الصيني الأمريكي يختلف اختلافاً واضحاً في الأساليب المتبعة، ففي حين تعتمد واشنطن على الابتكار الفردي والتعاون بين القطاعين العام والخاص، تركز الصين على التخطيط المركزي والاستثمارات الحكومية الكبيرة. وهو تباين يعكس اختلاف الفلسفة الاقتصادية والسياسية لكل من البلدين.