بنموسى يستعرض أهم الإجراءات لإنقاذ الموسم الدراسي من شبح سنة بيضاء
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أخبارنا المغربية ـــ عبد المومن حاج علي
قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن وزارته اتخذت عدة تدابير لتحقيق الملاءمة بين تنفيذ البرامج والمقررات الدراسية والسقف الزمني المتاح برسم السنة الدراسية الحالية، وذلك في ضوء التوقفات التي عرفتها الدراسة في مجموعة من المؤسسات التعليمية والتي بلغت 33 يوما بالنسبة للإضرابات و 30 يوما فيما يخص الوقفات الاحتجاجية.
وأضاف الوزير في معرض جوابه على سؤال شفوي حول تأمين الزمن المدرسي، في الجلسة العمومية الأسبوعية لمجلس النواب اليوم الاثنين 8 يناير 2024، أن الوزارة وضعت خطة وطنية لتدبير الزمن المدرسي والتنظيم التربوي للتعلمات، أشرفت عليها فرق تربوية تخصصية على الصعيد المركزي، مكونة من مفتشي المواد الدراسية للمستويات الإشهادية. وهي الخطة التي تستند على ثلاثة مبادئ والموجهات تتمثل في التركيز على المضامين والكفايات والتعلمات الأساس المستهدفة بكل مستوى دراسي، مع اعتماد الملاءمة والمرونة في تنفيذ البرامج والمقررات الدراسية. تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ في الاستفادة من الحصص التعليمية المقررة، وفي اجتياز الامتحانات المدرسية، مع إعطاء أهمية خاصة للمستويات الإشهادية، ثم استحضار السلاسة في عملية التنزيل، تناسبا مع الإيقاع التعليمي للتلميذات والتلاميذ، ومع خصوصيات المؤسسات التعليمية.
وأكد بنموسى بأن أهم الإجراءات المتخذة لتدبير الزمن المدرسي، تمثلت في تمديد الموسم الدراسي بأسبوع بالنسبة لجميع الأسلاك التعليمية. حيث تحكم في تحديد السقف الزمني لعملية التمديد مجموعة من المحددات الأساسية، من بينها مراعاة تواريخ تنظيم مباريات ولوج المؤسسات والمعاهد العليا الوطنية والدولية، وأخذا بعين الاعتبار أن المقررات الدراسية سيتم تكييفها لملاءمتها مع الغلاف الزمني المتاح، كما تم اتخاذ الإجراء الثاني المتمثل في تكييف البرامج الدراسية لجميع المستويات التعليمية، من أجل إكمال المقررات الدراسية، وهي المقاربة التي اعتمدت على التكييف الكمي للبرامج والمقررات الدراسية، من خلال ترشيد وتقليص الحصص الزمنية المقررة، بنسب محددة، وكذا على تكييف نوعي للمضامين البيداغوجية، من أجل استهداف الكفايات الأساس.
وأشار الوزير بأن هذه المقاربة الوظيفية تختلف باختلاف المواد والمستويات الدراسية والفئات العمرية للتلميذات والتلاميذ، حيث سيتم بالنسبة للتعليم الابتدائي، التركيز على تحصيل التعلّمات الأساس، وعلى الأهداف التي لها ترابط بالتعلمات اللاحقة، وكذا دمج كل حصتين مرتبطتين بدرس معين في حصة واحدة، وتجميع الدروس المتقاربة والمتكاملة بما يتيح ترشيد زمن التعلم، أما بالنسبة للسلك الثانوي، فسيتم العمل على تقليص الوعاء الزمني لبعض الوحدات الدراسية ودمج الوحدات التعليمية التعلمية المتكاملة من الناحية المعرفية، وترشيد الحصص المخصصة للتقويم وإنجاز الملفات وحصص التطبيقات المنهجية، لاستغلالها في إنجاز الوحدات الدراسية وإرساء التعلّمات، وغير ذلك من صيغ التخفيف والتبسيط والمرونة، التي تختلف باختلاف المواد الدراسية.
وأقرت الوزارة إجراءا ثالثا يتعلق بتعزيز آليات الدعم التربوي من أجل مساعدة التلميذات والتلاميذ على تثبيت مكتسباتهم، حيث سيتم تكثيف وتعزيز آليات الدعم التربوي مع تنويع أشكال التدخل، وإعطاء الأولوية للمواد الإشهادية وللتعلمات الأساس بالنسبة للسنوات غير الإشهادية، كما سيتم فسح المجال لإنجاز حصص للدعم التربوي المؤدى عنها، للراغبين في ذلك، خلال فترات عطلة منتصف السنة الدراسية والعطل البينية، وكذا خلال الفترة المسائية وعطل نهاية الأسبوع.
وفي إجراء رابع وضح المسؤول الأول عن قطاع التعليم، بأن مراجعة برمجة الامتحانات وفروض المراقبة المستمرة كان لها كذلك حيز مهم في هذه الحزمة، حيث أنه وفيما يتعلق بفروض المراقبة المستمرة والامتحانات الموحدة، واستنادا إلى مبدأ تكافؤ الفرص، سيتم ربط الوضعيات التقويمية بالبرامج الدراسية المنجزة، كما تم تأجيل موعد إجراء الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، مع مراجعة عدد فروض المراقبة المستمرة سواء في الدورة الأولى أو الثانية.
وفيما يخص الإجراء الخامس والأخير فقد تطرق بنموسى إلى التنزيل الميداني لهذه الخطة الوطنية، حيث قال أنه "ولتحقيق النجاعة التربوية في عملية التنزيل، فقد تم منح الفرق التربوية المحلية، الصلاحيات اللازمة من أجل اعتماد الصيغ التربوية الملائمة، واستثمار مختلف الاختيارات البيداغوجية المتاحة، التي تتناسب ووضعية كل مؤسسة تعليمية، وذلك بمراعاة المحددات والمعايير البيداغوجية والديداكتيكية المعمول بها في المنهاج الدراسي، كما ستتم مواكبة وتتبع عملية التنزيل من طرف هيئة التفتيش والمصالح المكلفة بالشؤون التربوية، قصد تدليل كل الصعاب التي قد تعترض هيئة التدريس في هذا المجال.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة
« الأفق المفتوح: مسار حياة » هو عنوان الصيغة العربية لكتاب منصف السلاوي العالم المغربي الذي اشتهر خلال أزمة كوفيد 19.
يستعرض الكتاب المترجم للعربية والفرنسية الصادر عن منشورات أفريقيا الشرق، ويقع في 262 صفحة مساره المذهل منذ طفولته بالدار البيضاء إلى تعيينه على رأس عملية « وارب سبيد » بالولايات المتحدة لتسريع تطوير اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19، وهي المهمة التي كلفه بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، بعد أن رفضها باحثون آخرون.
يقول السلاوي في لقاء تقديم كتابه « لطالما أثار اهتمامي كيف تتطور الحياة في عالم الحيوان بناءً على مبدأ « البقاء للأقوى »، وكأس العالم تجسد هذا المفهوم في أبسط وأقسى صوره؛ حيث تتقلص قائمة أفضل 32 منتخبًا في العالم تدريجيًا إلى 16، ثم 8، ثم 4، ثم 2، حتى يبقى منتخب واحد فقط، هو الأقوى والأفضل في العالم.
وهنا نستحضر منتخبنا الوطني المغربي، أسود الأطلس، الذي قدّم أداءً باهرًا خلال منافسات كأس العالم 2022 بقطر. فقد أبان اللاعبون المغاربة عن مهارات عالية جدًا؛ فعلى هذا المستوى من المنافسة، إن لم تمتلك المهارة، فلا أمل لك في التقدم إلى الأدوار الموالية بهذه العبارات الدالة عبر العالم المعروف منصف السلاوي عن بعض من هواجسه في الكتاب.
بالنسبة لمنصف السلاوي، « لم تكن هناك مخاطرة شخصية بالنسبة لي؛ بل كانت المخاطرة الحقيقية هي آلاف الضحايا الذين كان يسقطون يوميًا بسبب الفيروس، ومئات المليارات التي كان يخسرها الاقتصاد العالمي يوميًا، حيث كان الاقتصاد الأميركي وحده يفقد 23 مليار دولار يوميًا.
وأضاف السلاوي أن الأميركيين خصصوا كل الإمكانيات اللازمة، بعكس الأوروبيين الذين اتسم موقفهم بالتردد والخوف
« لقد كانت حربًا ضد أقوى وباء، وكان لا بد من تشكيل جيش مجهز بكل الوسائل »، يقول السلاوي، مشيرًا إلى أن هناك اليوم طائرات تكلف مئات الملايين استعدادًا للمخاطر، وعلينا اليوم أن نستعد كذلك للحروب ضد الأوبئة.
أمام الحضور الغفير بقاعة مجلس الجالية المغربية بالخارج، عبّر منصف السلاوي عن رغبته في إلهام الشباب المغاربة ليؤمنوا بقدراتهم قائلاً: «إنها سلسلة من الخيارات المتتالية، دون خوف من الفشل، هي التي سمحت لي بالتقدم». كما كشف عن دوره في تطوير أول لقاح ضد مرض الملاريا، وهو عمل استغرق 27 سنة من الجهد المتواصل، لكنه أثمر في النهاية وحول الإلهام الذي قدمته له كرة القدم، قال السلاوي: « لاعبونا لم يبرعوا فقط من الناحية التقنية، بل أظهروا انضباطًا كبيرًا واستعدادًا بدنيًا ممتازًا تحت إشراف المدرب وليد الركراكي. كانت لياقتهم البدنية عالية، مما مكنهم من اللعب بوتيرة مرتفعة طوال المباريات. وعندما كانوا يبطئون نسق اللعب، كان ذلك بدافع تكتيكي لإرباك الخصم.
كان اللاعبون المغاربة يدركون جيدًا ما يسعى إليه كل خصم هجوميًا، وكانوا قادرين على تعطيل خططه باستمرار، وفي الهجوم استغلوا اللحظات المناسبة لدفع الكرة إلى الأمام وخلق فرص حقيقية للتسجيل.
وقبل نسخة 2022، سبق للمغرب أن شارك في كأس العالم خمس مرات، لكن أداءه في نسخة قطر كان الأفضل على الإطلاق. بالنسبة للجماهير المغربية، بل للمغاربة عمومًا، لم يكن الأمر مجرد حدث رياضي، بل أصبح ظاهرة اجتماعية واحتفالية وطنية وتجسيدًا لهوية مغربية وعربية طالما تم تهميشها على الساحة العالمية.
كان هذا النجاح كاسرًا للقيود، ومفاجئًا حتى لأكثر المتفائلين. فبعد عامين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، جاءت كأس العالم كمتنفس جماعي، ولحظة وحدة وطنية وشعور بالقوة والاعتزاز. كانت فرحة عارمة؛ المدرجات ممتلئة والهتافات تصدح بحب الوطن.ولم يسبق لأي بلد عربي أو مسلم أو إفريقي أن وصل إلى هذا الدور المتقدم في كأس العالم. الجماهير من مصر وسوريا والجزائر والسودان شاركتنا الفرحة، ورفرفت الأعلام المغربية في كل مكان. بالنسبة لي، كانت تلك اللحظة مهمة للغاية.
ورغم الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي، إلا أن أداء المنتخب المغربي كان بطوليًا وتاريخيًا.
حين تابعت مباراة المغرب ضد إسبانيا رفقة ابني مهدي، شعرت بتحرر تام من هموم الحياة اليومية. كل تركيزي كان منصبًا على هذه المواجهة، وعلى تلك الرقصة التكتيكية بين اللاعبين. كانت الطاقة مشحونة ومليئة بالبراعة.
تذكرت حينها الأطفال الذين كنت أراهم في أزقة المغرب، يلعبون كرة القدم بعلب صفيح أو كرات مصنوعة من أوراق الألمنيوم، مستخدمين الحجارة كمرمى. الآن صار بإمكانهم أن يحلموا أحلامًا أكبر. بالنسبة لمنصف السلاوي، هذه تجربة تؤكد أن الإصرار وعدم الاستسلام يصنعان النجاح.
هذا المسار يذكره بطفولته كطفل عادي من أسرة عادية، درس في مدرسة حكومية، إلى أن وصل إلى مستوى الاحتكاك بصناع القرار في العالم.
وأضاف السلاوي خلال تقديم كتابه:
« اخترت كتابة هذه السيرة بالتعاون مع كاتب السيرة الأميركي أندرو زانتون، في عمل منظم حول سبعة محاور موضوعاتية، حيث أتقاسم فيه فلسفة حياة قائمة على الشغف والدقة العلمية. وقد تطلب العمل معي سنتين ونصفًا من المقابلات المكثفة.
وأشار إلى أن كتابته للسيرة جاءت بعد تحمله مسؤولية قيادة أحد أصعب المشاريع الطبية في تاريخ البشرية لإنقاذ الإنسانية من الوباء، وكان على يقين من النجاح رغم صعوبة المهمة، بناءً على خبرة ثلاثين عامًا في البحث البيولوجي وعمله مع كبرى شركات الأدوية مثل « موديرنا »، مؤكدًا أنه مع توفر الإمكانيات، يمكن تحقيق النجاح، وهو ما حصل بالفعل.وقد وضعت إدارة دونالد ترامب كل الإمكانيات أمام فريقه، ليس فقط لإنقاذ الأرواح، بل أيضًا لإنقاذ الاقتصاد العالمي.
ولا يزال منصف السلاوي، الذي قاد مجموعة صيدلانية كبرى لمدة ثلاثين عامًا، نشطًا في مجال علوم الحياة، عبر عضويته في مجالس إدارة مختلفة واستثماراته في الابتكار العلمي.
ورغم تقاعده، لا يزال يهتم بالبحث العلمي عبر الاستثمار.
وحول إمكانيات البحث العلمي في المغرب، أشار السلاوي إلى أن الطريق ما زال طويلًا لبناء الكفاءات اللازمة لباحثي المستقبل. وأضاف أن المغرب أدار أزمة جائحة كورونا بشكل جيد، وكان من بين أفضل الدول في توفير اللقاحات لمواطنيه.
وأكد أنه تابع الوضع الصحي بالمغرب يوميًا عبر التواصل مع عائلته، واعتبر أن التجربة المغربية كانت ناجحة في مواجهة الوباء وتأمين السلامة الصحية لسكانه.