أكد وزير الشباب والثقافة والاتصال محمد مهدي بنسعيد، مساء الاثنين بفاتيك بالسنغال، على الدور الحاسم للثقافة في تمتين الروابط العريقة والخاصة التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية السنغالية الشقيقة.

وقال بنسعيد في كلمة خلال حفل الافتتاح الرسمي للدورة 12 للمهرجان الوطني للفنون والثقافات، الذي يحل به المغرب ضيف شرف، إنه في ظل القيادة المتبصرة لقائدي البلدين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والرئيس ماكي سال، “تواصل الأمتان كتابة هذا التاريخ المميز والثمين”.

وذكر في هذا الصدد، بأن جلالة الملك، الذي يخص السنغال بمكانة فريدة، ألقى خطابه بمناسبة الذكرى ال 41 للمسيرة الخضراء، سنة 2016 من العاصمة دكار، موضحا أن جلالته قام بثماني زيارات رسمية لهذا البلد الشقيق ، وهو ما يبرهن على الرمزية القوية لهذا التاريخ المشترك.

وأشار إلى أن العلاقات المغربية السنغالية “تمتح من تراثنا وخصائصنا المشتركة”، مسلطا الضوء على دور الثقافة، بمختلف أبعادها التراثية والتاريخية والهوياتية ، في تعزيز الروابط الخاصة بين البلدين الشقيقين.

وقال في هذا الصدد إنه “في عالم مضطرب وغير مستقر، يقدم السنغال والمغرب هذا النموذج النادر لمجتمعين يعيشان في ظل التعددية ضمن مناخ هادئ، أمتان تقدمان نموذجا للتعايش والانسجام، ومجتمعان منفتحان على الآخرين دون تفريط أو إغفال لخصوصيتهما”.

وأضاف الوزير في هذا السياق أن الثقافة تلعب دورا حاسما “من خلال تثمين وتغذية وتعريف العالم بفنوننا وفنانينا وتراثنا القديم وإبداعاتنا الحالية، وهو ما يمكننا من تعزيز حضورنا في العالم، من خلال سيادتنا الثقافية”.

من جهة أخرى، أكد بنسعيد أن السنغال والمغرب، بمعية أصدقائهما وجيرانهما، يتجهان نحو فتح المجال أمام مجتمع التعاون والصعود الافرو -أطلسي، المتجذر والمنفتح والديناميكي والصادق والمنسجم مع ذاته.

وفي سياق تناوله لدور الشباب الأفريقي، أشار بنسعيد إلى أن هذا الشباب يتميز بالدينامية وبمزيد من التربية والتعليم والانفتاح المتنامي، مبرزا أن “الشباب الافريقي يدرك أهميته وقيمته، وكرامته، “التي يستمدها وسيستمدها في المستقبل، من ثقافته، وتراثه، وإبداعاته”.

وقال “إن قارتنا تعد من بين أغنى القارات ثقافيا حيث تمتلك مئات اللغات والملاحم والفنون الحية، لكن لا تزال للأسف مهملة “، مشيرا إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية، التي هي مستقبل الاقتصاد العالمي، يجب أن تجد في افريقيا نقطة إقلاعها الطبيعي .

وخلص بنسعيد الى أن إفريقيا تتوفر على كافة المؤهلات الضرورية لمعانقة الثورة الصناعية المقبلة، داعيا الشباب إلى التوفيق بين الإبداع الفني والديناميكية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي.

يشار الى ان حفل الافتتاح الرسمي للدورة ال 12 للمهرجان الوطني للفنون والثقافة، الذي انطلق بعزف النشيدين الوطنيين للسنغال والمغرب، ترأسه الرئيس السنغالي ماكي سال، وحضره على الخصوص وزير الثقافة والتراث التاريخي السنغالي عليو سو، وعدد من أعضاء الحكومة، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بدكار، من بينهم سفير صاحب الجلالة، حسن الناصري، وأعضاء الوفد المغربي المرافق لمهدي بن سعيد.

كما حضر حفل الافتتاح السيدة الأولى مريم فاي سال، ورئيس وزراء السنغال أمادو با، ووزير الثقافة الغامبي هامات با، بالإضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية أخرى.

وقبل الافتتاح الرسمي للمهرجان المنظم تحت شعار “ماكي فنون وتراث”، بدأت الأنشطة الثقافية والفنية في قرية الفنون لفاتيك والتي أعطى انطلاقتها في وقت سابق الإثنين، عليو سو، ومهدي بنسعيد بالإضافة للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سالم بن محمد المالك.

وتميز حفل الافتتاح الذي نظم في ملعب ماسين سين في فاتيك، بعروض للعديد من الفاعلين الثقافيين من مناطق السنغال الـ 14، (أربعون فنانا من كل منطقة)، فضلا عن مجموعات فنية من المغرب.

وتأسس المهرجان عام 1996، من خلال توصية قوية لمؤتمر التقارب الثقافي داخل الأمة السنغالية الذي عقد عام 1994 في كاولاك بمبادرة من رئيس الجمهورية السنغالية السابق عبده ضيوف (1981-2000).

وتم تنظيم أول مهرجان وطني للفنون والثقافة في تييس عام 1997، ثم بدكار (1999)، وزيغينشور (2001 و2003)، وتامباكوندا (2005)، وسان لوي (2007 و2012) ولوغا (2017) وكولدا(2018).

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: حفل الافتتاح

إقرأ أيضاً:

إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟

قالت وكالة "مهر" الإيرانية، إنّ البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة قد ردّت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" على عرض المسيرة الإيرانية الصنع التي يُطلق عليها: "شاهد"، وذلك خلال اجتماع للحزب الجمهوري الأمريكي.

وأوضحت "مهر" بأن البعثة الدبلوماسية الإيرانية أكدت في منشورها، أن طائرة "شاهد" بدون طيار، هي واحدة من أفضل أنواع الطائرات بدون طيار في العالم. فيما أشارت البعثة الدبلوماسية، في الوقت نفسه، إلى أن: طائرة "شاهد" تتمتع بقدرات ممتازة في الكشف والمراقبة والتشغيل، كما أنها ذات سعر معقول للغاية.

وأضافت البعثة الدبلوماسية الإيرانية، أنه لا يوجد أي موانع قانونية من أجل بيعها، موضّحة أنّ: "أي دولة تتعهد بعدم استخدامها في العدوان على دولة أخرى، بإمكانها أن تتقدم بطلب لشرائها".

تجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع للحزب الجمهوري الأمريكي، قد تم الكشف عن طائرة "شاهد 236" المسيرة الإيرانية، باعتبارها "طائرة بدون طيار قاتلة".

ما الذي نعرفه عن "شاهد"؟
كان الحرس الثوري الإيراني، قد كشف عن هذا النوع من الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال عام 2020، جرّاء مناورة عسكرية. ليظهر اسم هذه الطائرات لأول مرة أثناء هجوم جماعة الحوثي على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" السعودية قبل أكثر من عام.

كذلك، تردّد اسم الطائرة بدون طيار "شاهد 136" خلال مرّات كثيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك، في الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية.



وفي عام 2011، من قبل مركز جهاد الاكتفاء الذاتي وأبحاث الصناعة التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع مراكز مثل شركة القدس لصناعات الفضاء، قد تم تصميم النسخة الأولى من هذه الطائرة  التي توصف أيضا بكونها: "الانتحارية المسيرة"، فيما تم بناؤها في منشأة شهيد لصناعات الفضاء، المستقلة عن شركة تصنيع الطائرات الإيرانية.

إلى ذلك، اجتازت هذه الطائرات مرحلة الاختبارات بقلب قاعدة نصر الجوية في كاشان. كما يقال إنّ: مهمة الإنتاج الضخم لهذه الطائرات بدون طيار تقع على عاتق شركة صناعة الطائرات الإيرانية التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة في شاهين شهر، أصفهان.

وتستخدم طائرات الاستطلاع الخفيفة والانتحارية بدون طيار، محركات وانكل، بالإضافة إلى مكابس ذات اسطوانتين وأربعة أسطوانات من صنع شركات مثل ليمباخ الألمانية. 

ومنذ عام 2011، ضغطت الحكومة الأمريكية على الدول الأوروبية بغرض منع بيع المحركات المستخدمة في الطائرات الإيرانية بدون طيار. وفي هذا الصدد، تم أيضًا اعتقال رجلي أعمال إيرانيين ومحاكمتهما في ألمانيا خلال عام 2014.

وفي عام 2021، وضعت الولايات المتحدة كلاً من شركة "أوج برواز ما دو نفر"  وشركة "كيميا بارت سوان"، على قائمة العقوبات؛ وهما على التوالي أهم موردي المحركات وأنظمة الملاحة للقوى الثلاث للحرس الثوري الإيراني.

وأُضيفت كذلك شركة "قدس لصناعات الطيران" إلى نفس قائمة العقوبات، في كانون الثاني/ يناير 2023؛ وعندما تم الكشف عن استخدام روسيا لطائرة شاهد 136 بدون طيار في حرب أوكرانيا، بات من الواضح أن هذه الشركة قد لعبت دورا كبيرا في توفير هذا النوع من الطائرات بدون طيار لروسيا.


جرّاء ذلك، أعلنت أوكرانيا، أن الحكومة الإيرانية قامت بتسليم 1700 طائرة بدون طيار إلى روسيا، واستخدمت المئات منها لاستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك نظام الكهرباء والمناطق السكنية في البلاد. 

وما أثار النقاش آنذاك، هو ما كشفت عنه شبكة "سي إن إن" بناء على تقييم المخابرات الأوكرانية أنه من بين 52 قطعة أجنبية استخدمت في الطائرة الانتحارية شاهد 136، 40 قطعة صنعتها 13 شركة أمريكية مختلفة و12 قطعة صنعتها شركات من سويسرا وكندا واليابان وتايوان والصين.

وفي صيف عام 2023، نُشرت صور لطائرة بدون طيار تم إسقاطها في أوكرانيا، وأظهرت أن بعض أجزائها أيرلندية. وفيما يتعلق بهذه القضية، أبرزت صحيفة The Times of Ireland أن الطائرة الإيرانية بدون طيار التي أسقطت في أوكرانيا كانت تحتوي على جزء مكتوب عليه "صنع في أيرلندا" ومن المحتمل أن تكون من إنتاج أحد فروع شركة تيلوتسون للشركة الأمريكية في أيرلندا.

مقالات مشابهة

  • الصويرة تحتضن النسخة الأولى من "يوم إدماج الطلبة جنوب الصحراء" 
  • إعلان تشكيل منتخب مصر للناشئين في ودية السنغال
  • تشكيل منتخب مصر تحت 17 عامًا أمام السنغال في دورة المغرب الدولية
  • إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
  • منتخب الشباب يودع كأس آسيا بعد خسارة أمام أستراليا
  • الأخضر السعودي يتأهل لمونديال الشباب 2025 في تشيلي
  • اعتزازًا بالجذور العريقة والتلاحم الوثيق.. 300 عام من أمجاد الدولة السعودية
  • محافظ المنيا خلال اجتماع التنمية المحلية ويؤكد: المنيا الأولى في الاستجابة للمتغيرات المكانية
  • وزير التعليم العالي يؤكد علي الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة المنوفية في مجال التعليم والبحث العلمي
  • شباب الأهلي والشارقة.. 5 مواجهات نارية في «مارس الحاسم»