يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إحياء صفقة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل تهدئة في قطاع غزة والضفة الغربية ووعود بإقامة دولة فلسطينية، ولكنه يصطدم برفض وعناد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ذلك ما خلص إليه مايكل هيرش، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تشمل 9 دول في الشرق الأوسط، وقادته الثلاثاء إلى إسرائيل في ختامها.

وقال هيرش إن "بلينكن يتواجد في الشرق الأوسط بشكل رئيسي كرجل إطفاء وليس كصانع سلام، ففي معظمها، تدور جولته حول إخماد الحريق في غزة (حرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ومنع الولايات المتحدة من الانجرار إلى مزيد من التدخل".

وتابع أن "إدارة بايدن (الداعمة بشدة لتل أبيب) تأمل أيضا أن تبدأ في وضع خطة لتسوية أكثر استدامة في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تلعب السعودية، التي زارها بلينكن قبل توجهه إلى إسرائيل، دورا مهما".

اقرأ أيضاً

السعودية.. بلينكن يناقش التطبيع مع إسرائيل ومرحلة ما بعد حرب غزة

صفقة التطبيع

و"يريد بايدن من الرياض أن تستأنف المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل مقابل ضبط النفس الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية وتعهدات باستيعاب المصالح الفلسطينية، وبينها إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف بدرجة ما من السيادة"، كما زاد هيرش.

ولولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مطالب طموحة مقابل التطبيع، إذ يرغب في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورا، وتشغيل دورة وقود نووي مدني كاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية.

و"يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن السعودية ما تزال تريد المضي قدما نحو التطبيع"، بحسب هيرش الذي ألمح إلى أن تسوية الوضع في غزة بعد الحرب قد تدخل ضمن صفقة التطبيع المحتملة بين الرياض وتل أبيب.

وفي هذا السياق، لفت إلى قول بلينكن، في مؤتمر صحفي بالدوحة مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إنه حقق بعض النجاح في التغلب على المقاومة العربية الأولية لمناقشة سيناريوهات "اليوم التالي" للحرب (مستقبل غزة)، قائلا إن "شركائنا على استعداد لإجراء هذه المحادثات الصعبة واتخاذ قرارات صعبة".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً

استطلاع رأي: 96% من السعوديين يعارضون التطبيع مع إسرائيل

حصار سياسي

لكن، وفقا ليهرش، لن يتم المضي قدما في هذه الخطة الأمريكية في ظل "المقاومة المستمرة من جانب حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة لأي شيء يشبه الدولة الفلسطينية".

وأوضح أنه "داخل إسرائيل، يُلقى اللوم على نتنياهو لأنه سمح بحدوث كارثة 7 أكتوبر (هجوم حماس)، بل والتحريض على وقوعها عبر دعم "حماس" على حساب السلطة الفلسطينية لسنوات. لكن هجوم "حماس" حوّل الرأي العام الإسرائيلي إلى أقصى اليمين، ما يجعل الاحتمال الفوري لإجراء مفاوضات بشأن الدولتين مستحيلا".

وأردف أن "الدلائل تفيد بأن نتنياهو المحاصر سياسيا يرى أن معارضته لخطط بايدن هي المفتاح للبقاء في منصبه، وربما خارج السجن، إذ يواجه سلسلة من تهم الفساد".

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، قال نتنياهو لأعضاء حزبه "الليكود" إنه وحده القادر على منع إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية بعد الحرب.

هيرش قال إن "الرأي العام داخل إسرائيل يدعم بشكل متزايد فكرة نتنياهو القائلة بأن أي درجة من السيادة تُمنح لأي كيان فلسطيني ستعني هجمات مستقبلية على إسرائيل".

واستدرك: "لكن بايدن، بدوره، يريد أن يضغط بقوة أكبر في عام انتخابي (انتخابات رئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل) يعاني فيه من انخفاض معدلات تأييده، خاصة أنه تعرض هو وإدارته لانتقادات شديدة داخل حزب الديمقراطي؛ بسبب دعمهما لحملة القمع الدموية التي تشنها إسرائيل"، في إشارة إلى مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.

و"من الناحية المفاهيمية، على الأقل، قد تكون بعض أجزاء خطة السلام النهائية قد بدأت في التنفيذ (...) فالعديد من الزعماء العرب يحرصون سرا على التخلص من "حماس" مثلهم مثل الإسرائيليين (...) وذلك بسبب ارتباط "حماس" بجماعة الإخوان المسلمين"، كما تابع هيرش.

اقرأ أيضاً

مودرن دبلوماسي: رغم حرب غزة.. السعودية أكثر حرصا على التطبيع مع إسرائيل

المصدر | مايكل هيرش/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محمد بن سلمان نتنياهو بايدن غزة تطبيع السعودية إسرائيل حرب دولة فلسطینیة مع إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"

 

اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالشراكة مع جامعة القصيم، فعاليات مؤتمر (اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية)، الذي أُقيم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، في مركز المؤتمرات بجامعة القصيم، وسط حضور نوعي من المسؤولين والأكاديميين والمختصين والمهتمين باللغة والثقافة الوطنية، ومشاركة أكثر من 20 جهة.
وثمَّن الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الدعم الذي يحظى به المجمع من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يمثل إحدى المبادرات الحيوية لتعزيز حضور اللغة العربية في المؤسسات والمجتمع، وربطها بمسارات التنمية والهوية الوطنية وفق مستهدفات رؤية 2030.
وفي كلمته الافتتاحية قدم الوشمي شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته لأعمال المؤتمر، ولجامعة القصيم دعمها المتواصل لقضايا اللغة العربية.
وأكَّد أن المجمع يعمل على مدّ الجسور مع جميع الجهات المعنية؛ لدعم اللغة العربية، وحمايتها، وترسيخ مكانتها عالميًّا؛ انطلاقًا من الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تعزيزها.
وهدف المؤتمر إلى إبراز دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، ومناقشة التحديات التي تواجه هذا الدور الحيوي، واستعراض التجارب العالمية في تعزيز اللغات الوطنية، إضافةً إلى طرح المبادرات والمشروعات التي تدعم اللغة العربية، وتربطها بمسارات التنمية والهوية في المملكة العربية السعودية.
وتناول المؤتمر أربعة محاور علمية رئيسة؛ حيث ناقش المحور الأول دور الجهات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز الهوية اللغوية، مع عرض جهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومبادرات دعم العربية. وناقش المحور الثاني السياسات اللغوية وأثرها في الهوية الوطنية، مستعرضًا مشروع (منظومة بيانات السياسات اللغوية العربية)، وأثر التشريعات والسياسات السعودية، مع تسليط الضوء على دور الإعلام في تمكين اللغة ضمن رؤية المملكة 2030.
في حين بحث المحور الثالث قضايا الأمن اللغوي ومهددات تمكين اللغة العربية، متضمنًا الحديث عن دور الأسرة، والتحديات المرتبطة باللغة الهجينة، ومزاحمة اللغات الأجنبية، واستعرض المحور الرابع تجارب دولية في تعزيز الهوية الوطنية، مع عرض نماذج من التجارب الإنجليزية والفرنسية والعربية عامة والسعودية خاصة، إضافةً إلى الإسبانية والصينية.
وصاحب المؤتمر معرض تعريفي بأبرز جهود المجمع والجهات المشاركة في دعم اللغة العربية، وربطها بالهوية الوطنية، استمر مدة يومين، وسط تفاعل واسع من المشاركين والزوار.
ويؤكد تنظيم المؤتمر التزام المجمع بدوره الإستراتيجي في قضايا اللغة والهوية، والحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز حضورها في شتى مجالات التنمية والثقافة، ويبرز أيضًا الدور المحوري لجامعة القصيم في خدمة اللغة العربية تدريسًا وبحثًا؛ بواسطة برامج أكاديمية متخصصة، ومبادرات علمية تسهم في تطوير الدراسات اللغوية، وترسيخ الهوية الوطنية

مقالات مشابهة

  • حماس: تصريحات نتنياهو حول “الانتصار الحاسم” تغطية على فشل جيشه
  • مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"
  • نهاية مفتوحة| نتنياهو يحدد أكتوبر كحد أقصى لحرب غزة وسط مفاوضات عديدة.. وخبير يكشف المشهد
  • وزير إسرائيلي: الانتصار في غزة مفتاح التطبيع مع السعودية
  • السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن
  • صحيفة عبرية: حملة إسرائيلية ضد قطر وسط مفاوضات غزة لحماية نتنياهو
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • نتنياهو يرفض هدنة لـ 5 سنوات مقابل الإفراج عن الأسرى في غزة
  • نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس