فقدان المأوى يجبر النازحين من غزة على صناعة خيامهم بأنفسهم
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
غزة- حينما نزح يوسف إبراهيم من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى مدينة رفح في أقصى الجنوب، قبل 12 يوما، توقّع أن يجد خياما جاهزة لإيواء أسرته المكونة من 21 شخصا.
لكنه فوجئ بواقع صعب وقاسٍ للغاية، حيث لم يجد أحدا يقدم له أي خدمة، واضطرت الأسرة إلى المبيت في العراء وسط البرد القارس.
وبعد مرور أكثر من أسبوع من الانتظار، ودون أن تلوح في الأفق أي بوادر لمساعدة العائلة على توفير مأوى، قرر يوسف البدء في صناعة خيمته بنفسه وعلى نفقته الخاصة، فاستدان بعض المال من والد زوجته، واشترى من السوق خشبا ومسامير إضافة إلى نايلون وشوادر (غطاء بلاستيكي سميك) لتغطية الخيمة.
توجد أسرة يوسف في منطقة "مواصي رفح" المحاذية للشريط الحدودي مع مصر والتي تضم -وفق بعض التقديرات- حوالي 300 ألف نازح، من بين أكثر من مليون شخص لجؤوا إلى المدينة التي يبلغ عدد سكانها قبل اندلاع الحرب قرابة 250 ألف نسمة.
وبدأ مئات الآلاف من النازحين بالوصول إلى رفح مع بدء الهجوم البري الإسرائيلي على خان يونس مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ وزادت أعدادهم مع بدء الهجوم البري على محافظة وسط القطاع قبل حوالي أسبوعين.
وكان رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي قد قال -في حوار سابق للجزيرة نت- إن منطقة المواصي تفتقر للبنية التحتية، ولا يوجد بها صرف صحي أو أي مرافق حيوية.
ولا يختلف حال أسرة يوسف عن عشرات الآلاف من النازحين الذين يضطرون إلى صناعة خيامهم بأنفسهم، ما يزيد من حجم المأساة التي يواجهونها.
وبإمكان الزائر لمدينة رفح أن يلاحظ بسهولة أُسرا كثيرة وهي تصنع خياما بسيطة على الأرصفة وقرب المراكز الصحية والمدارس، وفي الأراضي الفارغة، كي تأويها.
ولا يمتلك يوسف -الحاصل على بكالوريوس في المحاسبة- خبرة سابقة في صناعة الخيام، لكنه اجتهد في تجهيزها وفق نصائح جيرانه النازحين.
واضطرت عائلته للنزوح من النصيرات إلى رفح تحت تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أمر سكان مساحات واسعة من المحافظة الوسطى -وخاصة مخيمات البريج والنصيرات والمغازي- بمغادرة منازلهم.
ويشكو يوسف من التكلفة العالية والإرهاق الذي يسببه تجهيز الخيمة، في ظل الأوضاع المعيشية القاسية التي يحياها سكان قطاع غزة منذ أكثر من 90 يوما.
وقال للجزيرة نت بينما كان منشغلا في تركيب أخشاب الخيمة إنه تقدم بطلبات لمؤسسات إغاثية لمنحه خيمة تأوي أسرته، لكنهم طلبوا منه "انتظار الدور"، فاضطر الى اتخاذ قرار صناعة الخيمة بنفسه.
ويضيف يوسف "لا أستطيع الانتظار أكثر، مر 12 يوما ونحن في العراء وسط البرد في فصل الشتاء، استلفت مالا واشتريت خشبا ونايلونا وبدأت في صناعة الخيمة بمالي حتى نُدبر أمورنا، الله يعلم بالحال".
وحول تكلفة صناعتها، يقول "الأخشاب والشادر والمواصلات كلفتني حوالي 7 آلاف شيكل (قرابة 1930 دولارا)، فنحن عائلة كبيرة تتكون من 4 أُسر، ونحتاج خيمة واسعة".
ويشكو مما أسماه "غياب العدالة في توزيع الخيام"، لكنّ المؤسسات الإغاثية تقول إن حجم احتياجات النازحين أكبر من قدراتها.
وتشير تقديرات السلطات المحلية في غزة ومنظمات دولية إلى أن 85% من الغزيين أصبحوا نازحين بعيدا عن منازلهم ومناطق سكنهم، منهم نحو مليون فلسطيني لجؤوا إلى مدينة رفح، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعبيرا عن حالة العجز التي يشعر بها، يقول يوسف "لا نعرف ماذا نفعل ولا إلى أين نتوجه".
إلى جوار يوسف، ينتظر إبراهيم أبو لبدة مَن يمد له يد المساعدة لإكمال خيمته. وقبل أسبوع، نصب أبو لبدة هيكل الخيمة من ألواح خشبية حصل عليها من "فاعل خير"، لكنه غير قادر على كسوتها بالغطاء البلاستيكي.
ويقول أبو لبدة للجزيرة نت "أنام أنا وأخي في العراء من أسبوعين، ونساؤنا وأطفالنا ينامون كضيوف في خيمة عند أقارب لنا".
ويضيف "أنتظر من يساعدني على شراء شادر ونايلون كي أكمل الخيمة، لا يوجد عندي فراش، أخذت فرشة وأغطية من فاعل خير لي ولأخي، نحن نموت من البرد، والآن ننتظر فرج ربنا".
واختار الطبيب أحمد جندية، أخصائي جراحة المسالك البولية، أن يشتري خيمة جاهزة، بمبلغ ألف شيكل (حوالي 270 دولارا) لإيواء أسرته.
ويعمل بعض الأشخاص على صناعة خيام جاهزة لبيعها للأسر النازحة.
ونزحت عائلة "جندية" عدة مرات، أولها من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة نحو مخيم النصيرات وسط القطاع، ثم إلى مخيم البريج المجاور، ومن ثم إلى مدينة رفح.
وذكر -في حوار للجزيرة نت من أمام خيمته- أن أسرته فرت من حي الشجاعية تحت قصف القذائف الإسرائيلية دون أن تتمكن من أخذ أي متاع أو أموال معها.
ويضيف "خرجنا تحت القصف، فلوسنا ومنازلنا تدمرت، والله خرجنا فقط بملابسنا، لم نجد أحذية، نمشي حفاة، حينما وصلنا إلى هنا اضطررنا إلى شراء هذه الخيمة على نفقتنا".
وأوضح الطبيب أن صناعة وشراء الخيام يثقلان كاهل النازحين ويزيدان من معاناتهم نظرا لعدم امتلاكهم الأموال اللازمة.
ويضيف "تكلفة الخيمة ألف شيكل حتى الآن، وما زلنا نريد أغراضا لها، عندي 3 أولاد وبنتان، لا يوجد لدينا أي فراش، أنا دكتور، عيب أتكلم هذا الكلام، لكن وضعنا مزرٍ جدا".
وتابع "لو تأتي تراني في الليل، لا غطاء، ولا فرشات، ولا أواني، ولا شيء، ولا مياها صالحة، الماء الحلو نشتريه، المال الذي معنا فقط للأكل".
وأكد الطبيب، "أنا مريض سكر، وضغط، وقلب، عملت عملية في القلب قبل الحرب بـ6 أيام، وقلبي في النصيرات توقف 5 مرات وممكن يقف في أي لحظة، أقول للمسؤولين: يكفي ارحمونا، انظروا لأطفالنا وجرحانا وشيوخنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت مدینة رفح فی العراء
إقرأ أيضاً:
انتبه .. فقدان الشغف والتعب المتكرر علامة على مرض غامض
يعاني البعض من فقدان الشغف والاهتمام بالحياة بدون سبب ولكن هل تعلم أن هذا يمكن أن يكون مؤشرا لمشكلة صحية في الغدة النخامية تؤدي لنقص هرمون النمو.
ووفقا لما جاء في موقع مايو كلينك نكشف لكم أعراض نقص هرمون النمو الذي تنتجه الغدة النخامية وطرق علاجها.
أعراض نقص هرمون الغدة النخاميةعادة ما تظهر أعراض قصور الغدة النخامية تدريجيًا، وتتفاقم بمرور الوقت وقد لا تُلاحَظ لأشهر أو حتى سنوات إلا أنها تظهر فجأة على البعض.
تختلف أعراض قصور الغدة النُّخامية من شخص إلى آخر.
وتعتمد الأعراض على الهرمونات المفقودة وكمية الهرمون التي يتم إنتاجها و قد يكون هناك انخفاض في كمية أكثر من هرمون ويمكن أن تؤدي حالة ثانية لنقص في هرمون معين إلى زيادة أعراض حالة النقص الأولى، أو قد تؤدي إلى إخفاء تلك الأعراض أحيانًا.
يمكن أن يسبب نقص هرمون النمو لدى الأطفال مشكلات في النمو وقصر القامة ولا تظهر أعراض على معظم البالغين المصابين بنقص هرمون النمو لكن تظهر أعراض على بعضهم، مثل:
الإرهاق.
ضعف العضلات.
تغييرات في دهون الجسم.
فقدان الاهتمام بالأنشطة.
عدم وجود علاقات اجتماعية.
علاج نقص هرمون النمويعالَج قصور الغدة النخامية بالأدوية التي ترفع مستويات الهرمونات، ويُطلق على ذلك البدائل الهرمونية.
تُحدد الجرعات بما يتناسب مع كميات الهرمونات التي كان سينتجها جسمك إن لم تكن لديك مشكلة في الغدة النخامية وقد يحتاج المصابون بقصور الغدة النخامية في بعض الحالات إلى تناول هذا العلاج طوال حياتهم.
ويستعيد أحيانًا علاج الحالة المتسببة في قصور الغدة النخامية قدرة الجسم على إنتاج هرمونات الغدة النخامية، إما بصورة كلية أو جزئية.
يُعطَى هرمون النمو، الذي يسمى أيضًا الموجهة الجسدية (Genotropin وHumatrope وغيرهما)، عن طريق الحقن تحت الجلد وهو يعزز النمو؛ مما يساعد على زيادة الطول لدى الأطفال ويمكن للبالغين الذين تقل لديهم نسبة هرمون النمو الاستفادة منه، ولكنه لن يؤدي إلى زيادة الطول لديهم.