أخبارنا:
2025-01-29@03:06:03 GMT

هل بات حظر تطبيق تيك توك بالمغرب حاجة مجتمعية ملحة؟

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

هل بات حظر تطبيق تيك توك بالمغرب حاجة مجتمعية ملحة؟

بقلم: إسماعيل الحلوتي

في خضم ما بات يشهده العالم اليوم من تطور تكنولوجي سريع ومثير للاندهاش والانبهار الشديدين، حيث الابتكارات الرقمية على أشدها، وما ترتب عن انتشارها من تغيير كبير في سلوك الأفراد وعادات المجتمعات، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التحول الرقمي ذات سلطة قوية، ومن بين أبرز مظاهر تفاعل الأطفال والشباب في سائر بقاع الأرض.

ففي عصر الإعلام الرقمي والفضاء المتاح اقتحامه بكل يسر، صار للتكنولوجيا تأثير قوي على كافة مناحي الحياة العامة، من حيث التعليم، النقل، الغذاء، الرعاية الصحية والتنشئة الاجتماعية وغيرها كثير، وبفضل الشبكة العنكبوتية تمكنت المجتمعات من تكوين الأفكار وتبادل الموارد بشكل سريع. وبالرغم مما أصبحت عليه التكنولوجيا الحديثة من أهمية بالغة كما تبين ذلك من خلال فترة تفشي جائحة "كوفيد -19"، إن على مستوى سهولة التواصل أو على مستوى استمرار التعليم والعمل عن بعد من داخل البيوت، فإن لها كذلك كثيرا من السلبيات ما لم نأخذ ما يلزم من حذر ونحسن تعاملنا معها...

ذلك أن عديد الأشخاص من الجنسين ومختلف الأعمار، أبوا إلا أن يحولوا شبكات التواصل الاجتماعي إلى منصات رقمية للتجارة بمختلف أنواعها وعدة أنشطة أخرى، بيد أن هذه الوسائط لم تلبث أن أضحى لها تأثير واسع على الرأي العام عبر ترويج التفاهة بشتى أصنافها وأشكالها، فاسحة المجال أمام كل من هب ودب للحديث عن أي شي واللا شيء بشتى الأساليب وبلا حدود، حتى أن هذه المواقع الرقمية من قبيل "تويتر" و"فيسبوك" وخاصة "تيك توك" تحولت سريعا إلى فضاءات واسعة لنشر السخرية والترهات والفضائح سواء بالصورة أو الكلمة أو هما معا، مما ساهم في تضاعف أعداد "صناع التفاهة" الذين نجحوا في استقطاب الملايين من المواطنات والمواطنين السذج والمغفلين.

فالتطبيق الصيني "تيك توك" اجتاح العالم بشكل رهيب وخاصة بلدان العالم العربي، واستطاع أن يكسر جدار الحشمة والوقار ويضرب منظومة القيم في مقتل، لما يتضمنه من فضائح أخلاقية وسخافات وترهات وتفاهات، وأصبح الكثير من المواطنين يعتبرونه واحدا من بين عشرات مواقع الابتذال والخلاعة، التي تساهم في إشاعة الرذيلة عبر فيديوهات لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الأشرطة الإباحية صوتا وصورة. إذ أنه خلافا لما تضعه بعض التطبيقات الغربية مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" وغيرها من ضوابط قانونية على متتبعيها، تعمل الصين على ترك الحبل على الغارب لتطبيق "تيك توك" خارجها، بينما تحرص على منعه داخلها وتسمح فقط بنشر نسخة أخرى تخضع لمراقبة صارمة، حتى يكون للتطبيق تأثير إيجابي على الأطفال والمراهقين.

و"تيك توك" هو عبارة عن تطبيق رقمي لمقاطع فيديو قصيرة، جعل منه صناعه الحقيقيون مساحة للمتعة بحمولة تثقيفية ومصدر إلهام للخلق والإبداع. عرف انطلاقته الأولى عام 2016، معتمدا في ذلك على تركيب مقطع فيديو على مقطع موسيقي من أجل إنتاج مقاطع مصورة قصيرة، وقد اكتسب في فترة وجيزة شهرة عالمية ونجاحات مبهرة، ولاسيما بعد اندماجه مع تطبيق "ميوزكلي" في سنة 2017، حيث وصل عدد مستخدميه في ظرف سنة واحدة حوالي 500 مليون شخصا شهريا خلال سنة 2018، لكن سرعان ما تم استغلاله من طرف الباحثين عن الشهرة في غير أهدافه النبيلة، شأنه في ذلك شأن عدد آخر من وسائل التواصل الاجتماعي، التي يتسابق بعض مستعمليها في الترويج لتوافه الأمور، من قبيل القيام بحركات بهلوانية وإيحاءات جنسية بذيئة مرفوقة بلغة رديئة...

وفي هذا الإطار نستحضر على سبيل المثال لا الحصر تلك الفضيحة التي لم تكن بطلاتها سوى ممرضات قادهن تهورهن أثناء تداريب ميدانية بأحد مستشفيات مدينة طنجة في شهر يوليوز 2023، إلى توثيق حركات لا أخلاقية مثيرة على شريط مصور، تم تداوله على نطاق واسع عبر تطبيق "تيك توك"، مما كلفهن عقوبة التوقيف عن العمل وإحالتهن على المجلس التأديبي للبث في النازلة المخزية من لدن المصالح المختصة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

فهذه التفاهات التي غزت الفضاء الأزرق عبر تطبيق "تيك توك" وغيره من التطبيقات الرقمية، وأضحت تهدد القيم والأخلاق في مجتمعنا، ما كان لها أن تتكاثر بسرعة لو أنها لم تجد الأرض الخصبة، وتحظى أحيانا بالتشجيع من المؤسسات الرسمية بدل المراقبة الصارمة. ولعل ما تم الكشف عنه من تسابق بعض الولايات الأمريكية على منعه، يؤكد مدى خطورة هذا التطبيق الصيني، الذي كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يسعى جاهدا إلى محاولة شرائه من الصين دون أن يتوفق في ذلك، مما أدى بالإدارة الأمريكية إلى الانخراط في محاربته على أراضيها. وإذا كانت أمريكا بعظمتها وجبروتها تخشى من تطبيق رقمي على المستويين الإعلامي والثقافي، وهي تهيمن على 75 في المائة من المنتوج الإعلامي العالمي، فما بالكم مثلا ببلد كالمغرب الذي لا حول ولا قوة له في مجال التواصل الاجتماعي؟

إننا اليوم وفضلا عن مناقشة البرلمان المغربي مؤخرا اقتراحا بشأن إغلاق منصة "تيك توك"، أحوج ما نكون إلى تكثيف الجهود في اتجاه تطعيم أبنائنا ضد جميع التطبيقات، التي لا تتوقف عن ترويج محتويات رقمية تافهة ومدمرة، ولا تعمل سوى على تسطيح الفكر. وأن نجعل تكنولوجيا المعلومات تسهم في تحصين منظومة القيم والنهوض بالمستوى الفكري والعلمي للأجيال الصاعدة، إذا كنا نريد فعلا بناء مجتمع متوازن.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی تیک توک

إقرأ أيضاً:

«أول تجربة ليا».. مي فاروق تكشف تفاصيل ألبومها الجديد

كشفت الفنانة مي فاروق، عن تفاصيل ألبومها الجديد، والمقرر طرحه قريبا، مشيرة إلى أن يعتبر أولى تجاربها بعيدا عن الأغاني المنفردة لذلك فهي مهتمة بخروجه بأفضل شكل.

أضافت مي فاروق في تصريحات تلفزيونية لبرنامج «عرب وود»: «أنا آه ليا أغاني خاصة لكني بعتبر دي أول تجربة ليا ومهتمة أقدمها بشكل مهم، فحبيت كل حاجة تاخد وقتها وحقها».

أشارت: «الألبوم لما بينزل مرة واحدة في حاجات ممكن تظلم حاجات، فحبيت أنزل الأغاني تباعا».

مي فاروق 

وفي وقت سابق، طرحت النجمة مي فاروق، ثاني أغنية رسمية بمناسبة حفل زفافها، والتي تحمل عنوان "سلطانة"، عبر قناتها الرسمية على موقع الفيديوهات "يوتيوب".

الأغنية من كلمات الشاعر عبد الرحمن محمد، ألحان مدين، وتوزيع أحمد عبد السلام، وتعد هذه الأغنية التعاون الثاني بين مي فاروق والملحن مدين في أغاني حفل زفافها، حيث سبق أن قدما معًا أغنية "باركوا"، والتي لاقت استحسانًا كبيرًا.

وقد أضاف التعاون مع مدين لمسة موسيقية مختلفة، حيث أشاد الجمهور بالأغنيتين لما تحملانه من أجواء مبهجة ورومانسية تناسب أجواء حفل الزفاف.

علقت المطربة مي فاروق على الانتقادات والتنمر الذى تعرضت له هى وأولادها بسبب حفل زفافها على الفنان محمد العمروسي،:"كان يوم جميل أنا معملتش حاجة غير إنى اتجوزت بس وكان موجود كل صحابى وحبايبي"

وتابعت فى مداخلة هاتفية مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "الحكاية"، " أنا اتجوزت فى الحلال ورضيت ربنا.. ولما قررت أتجوز أعلنت "،  مؤكده أن أولادها رقم 1 فى حياتها.

ونشر محمد الصورة عبر صفحته الرسمية "إنستجرام" وعلق عليها" اللهم اجعلها بداية لكل فرح ".

زواج مي فاروق ومحمد العمروسي

وكانت مي فاروق  قد نشرت مي، صورة جمعتها بزوجها محمد العمروسي ، عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وعلقت: "من قلوبنا بنقول شكرا لكل شخص شاركنا، أجمل لحظاتنا، وجودكم معانا في يوم فرحنا أكبر دليل على محبتكم ودعمكم، ودى حاجة عمرها مابتتقدر بتمن".

واختتمت قائلة "كل ابتسامة كل كلمة حلوة، وكل دعوة من القلب، لمستنا وأسعدتنا أكتر ما تتخيلوا، فرحتنا كانت مكتملة بوجودكم معانا، وربنا ما يحرمنا من قلوبكم، ولا محبتكم، ولا دعواتكم.. بنحبكم جدا جدا.. مي فاروق ومحمد العمروسي".

يشار إلي أن قصة حب قوية جمعت مي فاروق ومحمد العمروسي بدأت في حفل زفاف المخرجة بتول عرفة، عندما أهداها مروحة يدوية صغيرة لتلطيف حرارة الجو بذلك اليوم.

وحكى الفنان جمال العمروسي تفاصيل بداية قصة حبه وارتباطه بالفنانة مي فاروق، مشيرًا إلى أن ارتباطه بها جاء بمحض الصدفة، ووصف هذا اللقاء بـالصدفة الغريبة.

مقالات مشابهة

  • فرنسا.. نزع وسم “صنع بالمغرب” من منتجات الخضر والفواكه التي مصدرها الصحراء الغربية
  • «أول تجربة ليا».. مي فاروق تكشف تفاصيل ألبومها الجديد
  • وزير الشئون النيابية: الحوار الوطني نقطة انطلاق مجتمعية وسياسية واسعة
  • المستشار محمود فوزي: الحوار الوطني نقطة انطلاق مجتمعية وسياسية واسعة
  • وحدة التدخلات تدعم مشاريع مجتمعية في السدة
  • "مفيش حاجة بنفوتها".. رئيس الوزراء: أتابع بحرص كل ما يُكتب على وسائل التواصل والقنوات
  • “حماة تنهض من جديد”… مبادرة مجتمعية لتحسين الواقع الخدمي في المحافظة 
  • محلية النواب: ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى الرسمى ضرورة ملحة
  • ”بهجتنا في حديقتنا“.. مبادرةً مجتمعيةً لتعزيز جودة الحياة بالشرقية
  • مدير صندوق مكافحة الإدمان: علاج قضية الإدمان يحمي من مشكلات مجتمعية وأمنية