الحصل للدعم السريع في الدلنج رغم محاولتهم تفاديه في الفاشر هو تأكيد لمقولة مش كل الطير اللي يتاكل لحمو يا دعامة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
تخبط الدعم السريع ميدانياً في الفترة الفاتت بيوضح لينا إنو يا إما شغال بلا خطة مدروسة ومعتمدة أو يوجد تتعدد لمراكز القيادة على الأرض بيخليهم يرتكبوا أخطاء قاتلة ..
لما سقطت حاميات الجيش السوداني في دارفور وفضلت الفاشر فقط وقتها كتبت إنو الدعم السريع أجّل معركة الفاشر لعلمه بوجود قوات على الأرض تتبع للحركات المسلحة (قوات جبريل ومناوي وعبد الواحد والمنشقة منها)
القوات دي تنتمي للقبائل الأفريقية في دارفور وجميعنا نعلم صراع الوجود التاريخي بين القبائل الأفريقية والقبائل العربية (الدعم السريع) .
وبعد الفظائع والإنتهاكات اللي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق الأفارقة في الجنينة وزالنجي بقى الجميع حريص إنها ما تتكرر تاني ودا الخلى الحركات المسلحة الكانت ملتزمة الحياد تعلن استعدادها للدفاع عن أرضها وانسانها إن حدث هجوم على الفاشر فقام الدعم السريع بتأجيل المعركة تفادياً لشغله عما هو أهم وأولى (بحساباتهم العسكرية) وفعلاً حصل الهجوم على مدني وقرى الجزيرة مما زاد رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرة الدعم (دا هدف سياسي وليس عسكري بالنسبة ليهم)
أها يا الدعم السريع امشي بكل رعونة هابش جهات الدلنج وكادوقلي (جبال النوبة وجنوب كردفان) إعتماداً على وقائع سابقة لمهاجمة قوات الجيش الشعبي بتاع عبد العزيز الحلو للجيش السوداني واللي الإتنين ينتموا عرقياً في المجمل لقبائل النوبة الأفريقية فما كان منهم إلا أن انضموا لبعض كقوات واحدة (أو كما يشاع الجيش السوداني سلم سلاحو وقواتو في الدلنج للجيش الشعبي) واللي في الأساس ما طالعة من حقيقة إنو أولاد الجيشين اتحدوا عرقياً لقتال الدعم السريع ودحرهم من أراضيهم وفي البال سمعة الدعامة السيئة السابقاهم بسبب جرائمهم ضد الأفارقة فبقت عليهم مقولة أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ..
الصراع الحالي كان في دارفور ولا جنوب كردفان وجبال النوبة بقى ياخد بوضوح شكل صراع عرقي عرب/نوبة تذوب وتسقط معاهو كل التكتلات العسكرية المتضادة أو الكانت متحاربة في السابق ..
القول بأن يد الفلول غير نظيفة من هذا الصراع هو قول صحيح، والقول كذلك بأن إنحياز شمس الدين كباشي ومبارك أردول للجيش عندو أثر كبير برضو قول صحيح بل ومبرر طالما كانت وستظل مليشيا الدعم السريع مهدد وجودي للمكونات الأفريقية؛
لكن برضو لا يعفي الدعم السريع من مسؤولية إشعال وتأجيج النعرة دي وجعل الجيش والفلول يستخدمها كنقطة ضعف يستفيدوا منها وثغرة مكنتهم منك بغبائك وعدم تعلمك من دروس الماضي وشكل التحالفات اللي إنت كنت طرف فيها، خريطة التحالفات تغيرت وأصبح من تحالفوا معك لضرب الآخر يتحالفوا مع الآخر لضربك وكلو ياهو زي دا ..
الحصل للدعم السريع في الدلنج رغم محاولتهم تفاديه في الفاشر هو تأكيد لمقولة مش كل الطير اللي يتاكل لحمو يا دعامة ..
العملتوه في الجنينة لن يكون مسموح بإنو يتكرر في مكان تاني دا لو ما انقلب السحر على الساحر وبقت دي نقطة التحول الأساسية في موازين القوى والسيطرة على الأرض ..
تيسير غووضة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية
مستشار سابق لحميدتي كان ذكر ما معناه أن معركة الفاشر لن تكون بين الجيش والدعم السريع كقوات، لأن القبائل التي تقاتل مع الدعم السريع تفهم المعركة في الخرطوم على أنها ضد الجيش ولكن معركة الفاشر ينظر لها كمعركة بين الزغاوة الرزيقات، أي كقتال قبلي. وبقية القبائل التي تقاتل في الدعم السريع من مسيرية وقبائل جنوب دارفور لا داخل لها في هذا الصراع.
فزع الزرق سيكون فزعا قبليا من عشيرة حميدتي الأقرب. لن تكون معارك شمال دارفور هي معارك الدعم السريع المليشيا التي قاتلت في الخرطوم والجزيرة وسنار. هل يتصور أحد أن شخصا مثل البيشي أو كيكل حينما كان في المليشيا أو أبوشوتال سيذهب للقتال في شمال دارفور؟
نفس الأمر ينطبق على القادة من قبائل دارفور، جلحة أو قجة أو غيرهم.
عندما نقلت المليشيا الحرب إلى دارفور قلت إن الناس هناك لن ينظروا إلى الدعم السريع كقوة شبه نظامية ذات طابع قومي تمثل تطلعات ثورة ديسمبر أو تحالف قوى الإطاري ولكن سينظرون إليها كقبائل، ولا تستطيع المليشيا أن تتجاوز هذا الوضع في دارفور.
في شمال دارفور وبالذات خارج الفاشر، سيقاتل الدعم السريع كفرع من الرزيقات والكل هناك سينظر إلى الحرب على هذا أنها صراع رزريقات وزغاوة، ولا مكان للتوصيفات السياسية. أي أن الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية.
ولذلك ستسمعهم يتكلمون عن الفزع ولا يطالبون بارسال تعزيزات عسكرية من القيادة المركزية لدعم السريع.
حليم عباس