يقف قطاع الطاقة في منطقة الخليج العربي عند "منعطف حرج" في عام 2024، حيث يوازن بين الاعتماد التقليدي على الهيدروكربونات والخطوات الطموحة نحو الطاقة المتجددة والتنويع الاقتصادي، وسط التقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية الإقليمية، بحسب عمر شكري في تحليل بـ"منتدى الخليج الدولي" (Gulf International Forum).

شكري قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "الشرق الأوسط لعب دورا مهما في سوق الطاقة العالمية في 2023؛ إذ نجح في تحقيق التوازن الدقيق بين التحول إلى الطاقة المتجددة واستمرار اعتماد العالم على الهيدروكربونات التقليدية (النفط والغاز والفحم)، لكن أدت أحداث غير متوقعة، مثل التباطؤ الاقتصادي، إلى تغيير التوقعات الأولية؛ مما أثر على اقتصادات المنطقة المعتمدة على النفط".

وتابع: "بالتطلع إلى 2024، يجب على قطاع الطاقة أن يواجه تغير المناخ وتحديات التنويع، لكنه سيغتنم أيضا فرص التقدم التكنولوجي، والتعاون الدولي، والتنويع الاقتصادي، والتوسع في الطاقة المتجددة (غير الملوثة للبيئة)".

و"بالنظر إلى سوق الطاقة بالشرق الأوسط لعام 2024، فإن تقلبات أسعار النفط العالمية ستؤثر على الاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على النفط، مما يؤثر على القرارات الاستراتيجية في صناعة الطاقة"، كما أردف شكري.

وزاد بأن "تقدم دول منطقة الخليج في تحقيق أهداف التنمية طويلة المدى في 2024 يتوقف على استثماراتها الاستراتيجية في الهيدروجين والطاقة المتجددة".

وأضاف أن هدف هذه الدول هو "زيادة إنتاج النفط، وإنتاج النفط بمعدل منخفض من الكربون، وتنويع مصادر الناتج المحلي الإجمالي والإيرادات الحكومية بعيدا عن صناعة النفط والغاز، مع تقليل التأثير البيئي".

اقرأ أيضاً

النقد الدولي يكشف أسباب ارتفاع معدلات التضخم في دول الخليج

توترات إقليمية

شكرى قال إنه "بينما تواجه إيران أزمة طاقة محتملة دون إدارة فعالة للاستهلاك، تتوقع كل دول الخليج الأخرى زيادة الصادرات وتسريع تحولات الطاقة من أجل النمو الاقتصادي".

واستدرك: "ومع ذلك، فإن التوترات الإقليمية وهجمات الحوثيين (من اليمن) والشكوك المتعلقة بإيران وإسرائيل والولايات المتحدة تساهم في تقلب أسعار النفط".

وتابع أنه "مع تخفيضات الإنتاج الطوعية التي تهدف إلى الحفاظ على إنتاج (دول تحالف) "أوبك+" بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا أقل من الطلب المتوقع، فمن المتوقع أن يحافظ التحالف على عجز في سوق النفط".

و"مع ذلك، فإن توقعات وكالة الطاقة الدولية ترفع احتمالية تحقيق فائض في السوق في 2024 بسبب التأثير الكبير للمتغيرات الهيكلية على ديناميكيات السوق، فضلا عن التباطؤ المحتمل في تطور الطلب على النفط"، بحسب شكري.

وزاد بأنه "من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 0.8% في 2024، بعد انخفاض بنسبة 2.8% في 2023، وفقا للوكالة. ويعد هذا التوسع ضروريا لاقتصادات المنطقة ويتناسب مع دول المجلس لتنويع اقتصادها".

اقرأ أيضاً

الخليج يخطط لإنفاق 325 مليار دولار على مشاريع الطاقة المستقبلية

تحسن اقتصادي

من المتوقع، وفقا لشكري، أن "يتحسن اقتصاد دول مجلس التعاون في 2024؛ بفضل الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط، مما سيدعم أيضا النشاط غير النفطي القوي والاستقرار العام للمواد الهيدروكربونية".

وأوضح أن "العديد من الدول تشهد تباطؤا في التنمية وأوضاعا مالية أسوأ بسبب الحرب (الإسرائيلية) المستمرة في غزة، وإذا تفاقم القتال، فقد يكون للعواقب تأثير سلبي على أسعار الطاقة. ورغم هذه العقبات، تخطو الصناعات غير النفطية خطوات كبيرة تؤثر بشكل إيجابي على توسع الاقتصاد".

ولفت إلى أن تحالف "أوبك+" يهدف إلى التأثير على أسعار النفط العالمية وتحسين قيمة احتياطيات النفط في الدول الأعضاء، عبر خفض إنتاج النفط بدءا من يناير (كانون الثاني) الجاري".

و"لا شك أن التحديات الإضافية التي ستواجهها المنطقة في 2024، وبينها الانتخابات الرئاسية الأمريكية (نوفمبر/ تشرين الثاني)، والنفوذ الإقليمي، وديناميكيات "أوبك+"، ستؤثر على صناعة النفط والغاز بطرق من المستحيل التنبؤ بها"، كما زاد شكري.

وشدد على أن "أنشطة إيران بالوكالة (عبر الجماعات الموالية لها) سثير المزيد من الشكوك، مما قد يعيق صادرات النفط الإيرانية وكذلك صادرات خصومها الإقليميين. ورغم هذه التحديات، يطمح الشرق الأوسط إلى أن يكون رائدا عالميا في تحول الطاقة".

اقرأ أيضاً

الخليج الأخضر.. هل يقود عمالقة النفط تحول الطاقة في العالم؟

المصدر | عمر شكري/ منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الخليج الطاقة مستقبل تحديات فرص النفط اقتصاد الطاقة المتجددة إنتاج النفط

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتراجع مع رفع أوبك+ إنتاج أغسطس أكثر من المتوقع

تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الإثنين، بعد أن فاجأت مجموعة «أوبك+» الأسواق بقرار رفع الإنتاج بوتيرة تفوق التوقعات خلال أغسطس آب، في وقت أثّرت فيه حالة الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية الأميركية على آفاق النمو الاقتصادي العالمي وتوقعات الطلب على الخام.

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.4% إلى 67.99 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 1.13% إلى 66.24 دولاراً للبرميل.

واتفقت منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في إطار تحالف «أوبك+» يوم السبت على زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس آب، وهي زيادة تفوق مستويات الأشهر السابقة.

وقال «تيم إيفانز» من شركة «إيفانز إنرجي» في مذكرة بحثية إن "زيادة الإنتاج تمثّل تحركاً أكثر شراسة في المنافسة على الحصص السوقية، وتتضمن قبولاً ضمنياً بانخفاض الأسعار والعائدات"، بحسب رويترز.

وتُعدّ هذه القفزة كبيرة مقارنة بالزيادات التي وافقت عليها المجموعة للأشهر الثلاثة الماضية، والتي بلغت 411 ألف برميل يومياً لمايو ، و138 ألف برميل يومياً لأبريل نيسان، بالإضافة إلى زيادة مقرّرة لشهر يوليو .

وقالت «هيليما كروفت» وفريقها في «آر بي سي كابيتال» إن القرار الأخير يعيد إلى السوق نحو 80% من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً التي كانت قد التزمت بها ثمانية دول أعضاء في أوبك، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الزيادة الفعلية في الإمدادات حتى الآن لا تزال دون المستوى المخطط له، مع تركّز معظمها في السعودية.

وفي السياق نفسه، توقّع محللو «غولدمان ساكس» أن تعلن أوبك+ عن زيادة إضافية قدرها 550 ألف برميل يومياً لشهر سبتمبر أيلول، وذلك خلال اجتماعها المقرّر في 3 أغسطس.

وتعرّضت أسعار النفط لضغوط إضافية نتيجة استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، بعد أن ألمح مسؤولون في واشنطن إلى تأجيل موعد فرض الرسوم، دون تقديم أي تفاصيل.

الرسوم الجمركية الأميركية
 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، أمس الأحد، أن بلاده بصدد الانتهاء من عدد من الاتفاقيات التجارية خلال الأيام المقبلة، على أن تُخطر الدول المعنية بمعدّلات الرسوم الجمركية الأعلى بحلول التاسع من يوليو، لتدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس.

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في أبريل نيسان فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على معظم الدول، إضافة إلى رسوم «مضادة» تصل إلى 50%، وكان من المفترض أن يبدأ سريانها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.


وقالت «بريانكا ساشديفا»، كبيرة محللي السوق في «فيليب نوفا»:"لا تزال مخاوف الأسواق من رسوم ترامب تمثّل العنوان الأبرز للنصف الثاني من عام 2025، فيما يُعدّ ضعف الدولار الأميركي مصدر الدعم الوحيد لأسعار النفط حالياً".

طباعة شارك على آفاق النمو انخفضت العقود واتفقت منظمة البلدان السبت على زيادة

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط ترتفع بعد توقعات انخفاض إنتاج النفط في أمريكا
  • الغاز العربي في 2024.. قطر أولاً والسعودية تقترب بخطى استراتيجية
  • تراجع أسعار النفط
  • انخفاض النفط بنحو 2% مع تقييم تطورات الرسوم الأمريكية وزيادة إنتاج أوبك+
  • ارتفاع أسعار النفط بدعم الطلب القوي في الولايات المتحدة
  • رسميًا.. برشلونة يحسم مستقبل حارس مرماه تشيزني
  • أسعار النفط تتراجع مع رفع أوبك+ إنتاج أغسطس أكثر من المتوقع
  • أسعار النفط تتراجع بعد قرار رفع إنتاج “أوبك+” في آب
  • النفط يتراجع مع رفع أوبك+ إنتاج أغسطس أكثر من المتوقع
  • أوبك بلس ترفع إنتاج النفط تدريجيا بـ548 ألف برميل يوميا بدءا من أغسطس