بيكنباور.. «وداع مرير» في «حقبة رحيل الأساطير»!
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
كما هو حال الدنيا، لحق أسطورة ألمانيا، فرانتس بيكنباور، بـ«قافلة الراحلين» عن الحياة، التي جمعت أسماء عدة من خيرة نجوم كرة القدم العالمية، خلال السنوات الأخيرة، حيث شهد «العقد الأخير» وفاة العديد من الأساطير، الذين توجوا بالألقاب العالمية، وصنعوا مجداً لا يُنسى في تاريخ اللعبة.
وبدأ العام الحالي، 2024، برحيل «أيقونة السليساو»، البرازيلي ماريو زاجالو، في الخامس من يناير عن عمر ناهز 92 عاماً، بعدما عانق 4 كؤوس مونديالية، مرتان منها لاعباً في 1958 و1962، ثم مدرباً في 1970، ومدرباً مُساعداً خلال تتويج «السامبا» بلقب 1994، وكان زاجالو آخر الراحلين من الجيل الفائز بـ«مونديال 1958»، وهو «البطل» الذي قاد منتخب الإمارات إلى كأس العالم 1990، في ظهور «الأبيض» الوحيد حتى الآن عبر تاريخ المونديال.
وبعكس زاجالو، لا يزال كثير من رفاق بيكنباور الذين قادوا ألمانيا إلى الفوز بكأس العالم 1974 على قيد الحياة، في حين لحق «القيصر» برفيقه القديم، جيرد مولر، صاحب الأرقام القياسية الإعجازية في الكرة الألمانية، بعدما سبقه وغادر الدنيا في أغسطس 2021، عن عمر ناهز وقتها 75 عاماً، إذ وُلد مولر في نفس العالم مع بيكنباور، 1945، وكان شريكه في حصد لقب المونديال و«يورو 1972»، بجانب «ثلاثية» دوري الأبطال، وكثير من إنجازات بايرن ميونيخ أيضاً!
وفي نهاية ديسمبر 2022، كان موعد كرة القدم مع رحيل «جوهرتها النادرة»، البرازيلي الأسطوري بيليه، الذي ظلت إشاعات وفاته تطارده حياً في كثير من السنوات، حتى استسلم للقدر، وتوفي قبل مطلع العام الماضي، بعدما بلغ عمره 82 عاماً، ظل خلالها متربعاً فوق القمة العالمية بإنجازاته وأهدافه، وتسليط الأضواء المُستمر عليه، وإجراء المقارنات الشهيرة بينه وبين «الساحر» الأرجنتيني، مارادونا، الذي سبقه في الرحيل عن عمر 60 عاماً، حيث كان نوفمبر 2020 هو آخر عهده بالحياة، بعد سلاسل من النجاحات والأزمات، انتهت بحادث مرضه ووفاته التي أحيطت ببعض الغموض، وبقيت «قضية مُحيرة» يتداولها الجميع حتى الآن!
أخبار ذات صلة الرئيس الألماني: لا أحد مثل بيكنباور! البرازيل تودّع «البروفسور»
أما إنجلترا، فشهدت رحيل أساطيرها، الواحد تلو الآخر، خلال السنوات الماضية، ولم تتوقف عبارات الوداع والرثاء فوق أغلفة الصحف الرياضية المحلية، حيث رحل «أسطورة الأساطير الإنجليزية»، السير بوبي تشارلتون، في أكتوبر من العام الماضي، في عمر الـ86، ليلحق بشقيقه الأكبر، جاك، الذي غادر دنيانا عام 2020 بعدما بلغ 85 عاماً، وكلاهما أهدى «الأسود الثلاثة» لقبه المونديالي الوحيد عام 1966، ليجاورا صديقهما روجر هانت، الراحل في 2021 بعمر 83 عاماً، في نفس شهر وفاة زميلهم جيمي جريفز، 81 عاماً، وغادر قبل هانت بأيام قليلة في سبتمبر من ذلك العام، الذي شهد أيضاً وفاة رون فلاورز عن عمر 87 عاماً، في نوفمبر آنذاك، وقبلهم رحل جوردون بانكس عام 2019 ثم نورمان هانتر في 2020، ب81 و76 عاماً على الترتيب!
وكان باولو روسي، أسطورة إيطاليا في مونديال 1982 ويوفنتوس، قد رحل هو الآخر في عام 2020 عن عمر ناهز 64 عاماً، وعانى روسي أزمات شهيرة، لاسيما «قضية المراهنات» عام 1980 التي عُرفت باسم «توتونيرو»، ثم إصابته بسرطان الرئة الذي أدى لوفاته، بل إن منزله تعرض للسرقة أثناء جنازته، وكان عام 2014 شاهداً على رحيل اثنين من أفضل اللاعبين الذين داعبوا الكرة عبر التاريخ، وهما البرتغالي إيزيبيو عن عمر 71 عاماً في مطلع يناير، ولحق به أسطورة ريال مدريد دي ستيفانو في يوليو بعمر الـ88، في حين رحل «أيقونة الموهوبين»، وصاحب مدرسة «الكرة المُمتعة»، الهولندي يوهان كرويف في عام 2016 عن عمر 68 عاماً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيكنباور دييجو مارادونا بيليه ماريو زاجالو عن عمر
إقرأ أيضاً:
هل سيكون 2025 العام الذي نبدأ فيه أخيرًا في فهم الطاقة المظلمة؟
نعلم أن الطاقة المظلمة تشكل معظم الكون، ولكننا في الواقع لا نعرف شيئًا عن ماهيتها، في عام 2025 قد يقدم (جهاز التحليل الطيفي للطاقة المظلمة) الواقع في أريزونا أدلة، خاصة فيما يتعلق بكيفية تحول هذه القوة الغريبة مع تطور الكون.
يقول مصطفى إسحاق بوشاكي من جامعة تكساس في دالاس: «إما أن هناك شكلًا جديدًا من الطاقة المظلمة لا نعرف عنه شيئًا بعد، أو قد يكون هذا تحولًا جذريًا، وربما تظهر البيانات أن هناك شيئًا لا نفهمه عن المكان والزمان».
في شهر مارس، سينشر باحثون من جهاز التحليل الطيفي للطاقة المظلمة تحليلهم لثلاث سنوات من بيانات الجهاز، سيصفون كيف تشكلت حوالي 31 مليون مجرة من مجموعات عبر الكون، وكيف تغير هذا الهيكل الكوني في الـ11 مليار سنة الماضية، بقدر ما يستطيع الجهاز رؤيته، يشير مشهد مبكر صدر في أبريل 2024 إلى أن الطاقة المظلمة، التي يُعتقد أنها تجعل كوننا يتوسع بشكل أسرع من أي وقت مضى، ربما كانت أقوى في الماضي.
تقول بالانك ديلابرويل من مختبر لورانس بيركلي الوطني في كاليفورنيا: إن فكرة تغير الطاقة المظلمة بمرور الوقت كانت بمثابة مفاجأة كبيرة، وتضيف: «لقد سبب هذا الاكتشاف هزة كبيرة في المجتمع حقًا، لكن هذه النتائج المبكرة لم تتمكن من استبعاد النموذج الكوني الأكثر تقليدية تمامًا، الذي يقول إن للطاقة المظلمة قيمة ثابتة، لذا فإننا ننتظر المزيد من البيانات بفارغ الصبر».
يقول إيتامار علالي من جامعة براون في رود آيلاند: في هذه المرحلة، الأمر أقرب إلى التلميح منه إلى الاكتشاف، وكما قال العديد من الباحثين: «حسنًا، أود حقًا أن أرى بيانات السنة الثالثة الآن».
وينطبق الأمر نفسه على العديد من الأسئلة الكونية الأخرى التي قد يتمكن الجهاز من معالجتها، كما يقول علالي، فمن ناحية، قد يُظهر تحولات جديدة في ثابت (هابل)، الذي يقيس معدل تمدد الكون، والقيمة الدقيقة لهذا الرقم مثيرة للجدل لأن الطرق المختلفة لتحديده لم يتفق عليها دائمًا، وقد اقترح علالي وزملاؤه سابقًا أن جزءًا من المشكلة قد يكون وجود كيان غامض آخر، أطلقوا عليه اسم الإشعاع المظلم.
لم تستبعد تحليلات الجهاز السابقة هذه الفكرة الغريبة، لكن البيانات الجديدة قد تكون أكثر تأثيرًا على هذه القضية، خاصة إذا كان ثابت هابل مختلفًا بالفعل عما كان يعتقده الفيزيائيون سابقًا، يقول علالي: «هذا مثير للغاية بالنسبة لأشخاص مثلي يريدون حل مشاكل كونية ضخمة».
ومن القضايا الأخرى التي قد يعالجها جهاز التحليل الطيفي للطاقة المظلمة تحديد كتلة النيوترينوات، هذه الجسيمات لا تتفاعل إلا نادرًا مع الجسيمات الأخرى، ولكننا ما زلنا قادرين على تحديد خصائصها من خلال دراسة البنية الكونية التي يكشف عنها الجهاز، وقد ضيقت البيانات الأولية الفارق بين الحد الأعلى والحد الأدنى لكتلة النيوترينو، إذ اقتربت من رقم واحد، ولكن علالي يقول: إن الأمور لن تتضح إلا مع توفر المزيد من البيانات، وإذا تمكن الجهاز من تحديد كتلة النيوترينو بشكل أعمق، فقد تكون النتيجة «التي لها أوسع تأثير على الفيزياء بأكملها» من الجهاز، على حد قوله.
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»