كيف يمكن استعادة الأموال المرسلة بالخطأ عبر المحافظ الإلكترونية؟
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
يستطيع المتضرر تقديم شكوى لدى الجرائم الإلكترونية
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، يتزايد الاعتماد على الخدمات الإلكترونية في تنفيذ الطلبات من قبل المواطنين.
ولعل الدفع الإلكتروني للفواتير والخدمات وتحويل الأموال عبر المحافظ الإلكترونية يعتبر أحد أهم الأشكال التي برزت لرقمنة الخدمات في المملكة، إلا أن هذه الخدمة قد تكون احيانا محفوفة بالمخاطر.
اتجهت نسبة كبيرة من الأردنيين إلى خيار دفع الفواتير بأنواعها وتحويل الأموال بشكل إلكتروني سريع من خلال المحافظ الإلكترونية المنتشرة أو من خلال الخدمات الرقمية التي توفرها البنوك.
اقرأ أيضاً : أسعار الذهب في الأردن الثلاثاء
وتجري عملية تحويل الأموال إلكترونيا من خلال وضع إسم المستخدم الذي يراد إرسال المبلغ إليه أو من خلال إستخدام رقم هاتفه عبر المحفظة الإلكترونية، وهو ما يسمح بوجود هامش للخطأ أثناء إرسال المبلغ المالي.
ووقع العديد من الأشخاص في أخطاء أثناء إرسالهم للأموال عبر هذه المحافظ سواء من حساباتهم البنكية أو من خلال محافظهم الخاصة، حيث وضعوا ارقاما أو أسماء خاطئة يراد إرسال المبالغ عليها.
وأدى الوقوع في مثل هذه الأخطاء إلى طرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع الخطأ، ومن يتحمل المسؤولية، وإن كان هناك إمكانية لإعادة هذه الأموال أم لا.
قصص من الواقعأحمد (23 عاما)، قال لـ"رؤيا": "كنت اريد تحويل 120 دينار لصديقي عبر المحفظة الإلكترونية، إلا أنني وضعت رقم عن طريق الخطأ مما تسبب بإرسال المبلغ إلى شخص آخر مجهول".
وتابع: "تواصلت مباشرة مع الشخص الذي أرسلت إليه الأموال عن طريق رقم هاتفه، ولم يمانع بإعادة المبلغ الذي أضيف إلى محفظته".
وبين أحمد أنه ينبغي على المؤسسات التي توفر خدمة الدفع والتحويل الإلكتروني تنظيم مسألة معينة تتيح للمرسل إعادة سحب المبلغ الذي أرسله خلال مدة لا تتجاوز النصف ساعة؛ وذلك لحماية الأشخاص من الوقوع في مثل هذه الأخطاء.
بينما تقول راما (27) عاما إنها حولت مبلغ 60 دينارا إلى رقم خاطئ أثناء قيامها بتحويل الأموال إلى محفظة شقيقتها الإلكترونية.
وأوضحت راما لـ"رؤيا" أنها تواصلت مع الرقم الذي استلم المبلغ المالي إلا أنه أنكر وصول هذا المبلغ إلى محفظته الإلكترونية، مما أجبرها على التواصل مع بنك العميلة، إضافة إلى تواصلها مع المحفظة الإلكترونية التي أرسلت المبلغ عليها.
وتابعت:" البنك منحوني رقما تسلسليا لعملية تحويل المبلغ المالي وطلب مني متابعة عملية التحويل مع إدارة المحفظة الإلكترونية، كما وأكد لي أن المبلغ المالي خرج من الحساب، وهو ما يؤكد أن المبلغ وصل إلى الشخص الذي رفض الاعتراف".
وبينت أنها حاولت التواصل مع المحفظة الإلكترونية للتأكد من وصول المبلغ المالي إلى الشخص إلا أن العاملين في المحفظة الإلكترونية رفضوا تزويدي بأي تفاصيل حول ذلك؛ تحت حجة الخصوصية والسرية، كما قامت إحدى العاملات بإخبارها إنها أخطأت عندما أرسلت المبلغ المالي وهذه تعتبر مشكلتها.
وتساءلت راما إن كان المبلغ المالي أكبر من ذلك بكثير حول الآلية التي يجب اتباعها لاستعادة الحقوق المالية، معتبرة أن نظام بعض المحافظ الإلكترونية قد يكون غير آمن ولا يحمي العملاء الذين سيقعون بشكل مؤكد بالخطأ في يوم ما، رغم أن المحافظ الإلكترونية وأنظمة الدفع الإلكتروني تؤكد على عدم مسؤوليتها عن أي أخطاء قد يقع بها العميل خلال تحويله المبالغ المالية إلى عملاء آخرون.
ويوافق العملاء على الشروط التي تضعها هذه الجهات أثناء إنشاء الحسابات المالية.
وطالبت خلال حديثها مع رؤيا هذه الشركات بإعادة النظر في شروط الخصوصية والآمان المعمول بها.
إمكانية تقديم شكوى لدى الجرائم الإلكترونيةوحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام تستقبل الشكاوى في مثل هذه الحالات، حيث يستطيع المتضرر تقديم شكوى رسمية لدى الوحدة التي باتت تلعب دورا هاما على مختلف الأصعدة في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.
تقول راما إنها لجأت إلى وحدة الجرائم الإلكترونية حيث أوضح لها العاملين في الوحدة أنه يمكنها تقديم شكوى رسمية بحق الشخص الذي تم إرسال المبلغ المالي إلى محفظته، ورفض الاعتراف بوصولها.
وأضافت:"أخبروني أنه يمكنني تقديم شكوى من خلال الحصول على لائحة شكوى مختومة من المدعي العام في المحكمة التي أتبع لها (القريبة من مكان السكن)، ومن ثم آتي باللائحة وأقدم إفادتي حول ما جرى".
وأشارت إلى أن العاملين في الوحدة اكدوا لها أنهم يقومون بعد تقديم الشكوى بإجراء مخاطبات رسمية مع المحافظ الإلكترونية التي جرت العملية من خلالها ومع البنك الذي أرسل منه المبلغ المالي، كما ويقومون بطلب الشخص الذي وصل المبلغ المالي إلى حسابه.
ووفقا لأحد العاملين في الوحدة لـ"رؤيا" فإن امتناع الشخص عن الاعتراف بوصول المبلغ المالي إلى حسابه في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى تحويل الشكوى إلى القضاء ليقوم بالفصل بها وفقا للأدلة والمعطيات المتوفرة.
ويقدم المشتكي في مثل هذه الحالات كافة التفاصيل التي جرت له خلال عملية التحويل، إضافة إلى صورة عن عملية التحويل التي جرت.
اقرأ أيضاً : الغذاء والدواء: ندرس تعديل أسس تسعير الأدوية ومن المتوقع تخفيض أسعارها
وتسعى الوحدة إلى مكافحة الجريمة الإلكترونية وتوعية المجتمع ضد مخاطرها، حيث تعمل الوحدة وفق نهج تشاركي مع المؤسسات والشركات الدولية والمحلية والمؤسسات الخاصة والمؤسسات المالية والمصرفية، وشركات الاتصالات ومؤسسات المجتمع المدني.
والجريمة الإلكترونية هي كل جريمة نصت عليها القوانين الأردنية وتم ارتكابها عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) سواءً تمثلت بفعل أو الامتناع عن فعل جرمه القانون، ومنها جرائم مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وحدة الجرائم الالكترونية الجرائم الالكترونية شكوى الدفع الالكتروني المحافظ الإلکترونیة الجرائم الإلکترونیة المحفظة الإلکترونیة المبلغ المالی إلى تحویل الأموال العاملین فی تقدیم شکوى الشخص الذی فی مثل هذه من خلال إلا أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست لترامب: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية بالسيطرة على أراضي الغير
علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حفل تنصيبه يوم الاثنين، بأنه احتوى على وعود كبيرة وتوحيد الأمريكيين تحت قيادته وأعلن فيه عن "بداية العصر الذهبي" للولايات المتحدة.
قالت إن ترامب وعد بتحقيق الحلم الذي تحدث عنه القس مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير، حقيقة. وجاء ذكر القس في سياق أن حفل التنصيب حدث في يوم ذكرى كينغ المصادف في 20 كانون الثاني/يناير من كل عام.
وتحدث ترامب عن رغبته بأنه يكون "صانع سلام ورجل وحدة". وأكدت الصحيفة أن الأمريكيين يتفقون مع هذه الأهداف، ويريدون خلال الأربع سنوات المقبلة التحرك بعيدا عن خلافاتهم وبناء بلد يتسم بالكمال وتحسين حياة الجميع فيه.
ويمكن لترامب أن يساعد في هذا الاتجاه، نظرا للدعم الذي يحظى به، إلا أن الصحيفة أكدت أنه من الصعب الموافقة على كل شيء قاله ترامب. وركزت هنا على ما قاله من أن "تدهور أمريكا قد توقف"، ثم حديثه عن حادثة الاغتيال وأن الرب قد أنقذه لمواصلة مهمة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
والحقيقة كما تقول الصحيفة أن أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح، فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.
لكنه يرث اقتصادا نشطا تعافى من وباء كوفيد-19 وفي كل المجالات: البطالة والنمو الاقتصادي وتراجع التضخم، وأصبح محل حسد العالم. ويجب أن تكون مسؤوليته عدم تعريض هذه الإنجازات للخطر من خلال فرض التعرفات الجمركة وعمليات الترحيل التي لا تقوم على خطط واضحة للمهاجرين غير الشرعيين.
وقال ترامب: "سنكون أمة لا مثيل لها، مفعمة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية"، وهذه هي المثل العليا التي يمكن للأمريكيين أن يدافعوا عنها. ومع ذلك، سيكون هناك دعم أقل للوصول إليها من خلال استعادة الأراضي أو إعادة تسمية الجبال والمسطحات المائية، فقوة أمريكا كما تقول الصحيفة، تأتي من الإبداع والابتكار، الغزو الفكري وليس استعمار الأراضي.
وقال ترامب إنه يريد توحيد البلاد، ومع ذلك تعهد بتدمير برامج التنوع العامة والخاصة وأعلن أن جنسين فقط، ذكر وأنثى، موجودان في أمريكا، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وقع أيضا على مجموعة مذهلة من الأوامر التنفيذية المزعجة. وستسعى إدارته إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة في محاولة لتمكين حكومته من ترحيل الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة والذين لديهم أطفال مواطنين، وهو إهانة للتعديل الرابع عشر في الدستور.
وأعلن حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للسماح بإرسال قوات إلى هناك، وسيعيد فرض سياسة "البقاء في المكسيك" التي فرضها في إدارته الأولى وأجبرت طالبي اللجوء على الانتظار في مدن الخيام القذرة والخطيرة جنوب الحدود الأمريكية أثناء النظر في طلباتهم.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه السياسات مجتمعة تهدد بإحداث ضرر كبير، ليس فقط للمهاجرين وأسرهم، بل أيضا للاقتصاد الأمريكي. وللمرة الثانية يخرج ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، بشكل يجعل الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي ليس طرفا في التزامات تخفيض مستويات الإنبعاثات الكربونية. بل وتحدث عن تخفيف القيود على الإنبعاثات الكربونية ووعد بالتنقيب عن النفط "إحفر يا حبيبي"، وفي نفس الوقت تحدث عن معارضته لمشاريع الطاقة النظيفة.
ووعد بتعليق كل العقود من لتوليد الطاقة من الهواء، وهي خطوة ستكون نذير منع، وهو ما سيمنع الولايات المتحدة من التنافس في هذه الصناعة الجارية. وتذكر الصحيفة أن هناك حدودا لما يمكن لأي رئيس أمريكي تحقيقه في القريب العاجل. فمحاولة ترامب حظر المواطنة عبر الولادة، سيواجه بقضايا أمام المحاكم، لأن المفهوم منصوص عليه في الدستور.
كما أن سياسة "البقاء في المكسيك" لن تنجح إلا بالتعاون مع المكسيك. ورغم أن ترامب لن يتعرض لضغوط إعادة انتخابه كي يعدل مواقفه إلا أنه ليس محصنا من الواقع.
وتعلق الصحيفة أن إرث ترامب ومستقبل حزبه الانتخابي لا يعتمدان فقط على ما يمكن تحقيقه خلال السنوات الأربع المقبلة ولكن مدى شعبية هذه الإنجازات. وترامب اليوم أقوى مما كان عليه في الماضي ويمكن أن يدفع حزبه الذي شكله على صورته سياساته خلال الكونغرس.
والواقع أن الديمقراطيين، حسب الصحيفة، بعد هزيمتهم في تشرين الثاني/نوفمبر، يفتقرون إلى النفوذ اللازم لإحباط أفكار ترامب غير الحكيمة. ولكن الأمريكيين سوف ينتبهون إلى مدى نجاح تنفيذ سياسات الرئيس. ولن يرغبوا في رؤية الاقتصاد يتعثر أو مشاهدة الاستقطاب السياسي في البلاد يزداد.
وقال الرئيس بعد خطابه الرسمي إن "العمل، وليس الأقوال، هو الذي يهم". وهو محق في هذا، كما تقول "واشنطن بوست".