الثلاثاء, 9 يناير 2024 3:17 م

المركز الخبري الوطني/ خاص

تشهد مدن عدة في إقليم كردستان العراق، احتجاجاتٍ حاشدة يقودها المعلمون المضربون على الدوام، احتجاجاً على عدم دفع مرتباتهم من قبل الحكومة المحلية في الإقليم. فيما يعاني العام الدراسي الحالي من تلكؤٍ في أدائهِ نتيجة الاضراب الذي شرعَ بهِ أعضاء الهيئة التعليمية في الإقليم.

وتأتي التظاهرات الأخيرة، بعدما وعد وزير التربية في حكومة إقليم كردستان آلان حمه سعيد، باستئناف الترقيات والتعاقد مع المعلمين، لكن الوزير ربط تنفيذها بقرار تعديل قانون الموازنة العراقية، وإرسال المستحقات المالية إلى بغداد، ولم يتضح متى سيتم استيفاؤها.

ويعاني إقليم كردستان العراق من اضطراب اقتصادي يتجلى في سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات، بما في ذلك مظاهرات المعلمين التي استمرت لأيام، حيث يطالب المحتجون بتحسين الأوضاع المعيشية ورفع الرواتب. كما تمثلت المطالبات في ضرورة مواجهة التضخم المتزايد وغلاء المعيشة، وتحسين بنية التعليم، وتوفير المستلزمات الضرورية في المدارس. ويُكشف أن الحكومة رفعت سعر 10 أرغفة الخبز إلى ألف دينار، الأمر الذي أثار مخاوف من تأثير سلبي على المواطنين وأصحاب المخابز.

وتراكم تدهور الأوضاع الاقتصادية في كردستان بشكلٍ كبير، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار والبطالة ونقص السيولة والعمالة الماهرة. ويتهم مواطنون الحكومة بالفشل في إدارة الاقتصاد، وعدم وجود خطط اقتصادية واضحة، فضلاً عن الفساد الحكومي، وضعف التنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص، والصراعات السياسية.

“مستمرون بمقاطعة الدوام”

ويتحدث ممثل المحاضرين المجانيين في مدينة السليمانية محمد كمال، أن “المعلمين توجهوا إلى مديريات التربية في مدنهم واكدوا على استمرار المقاطعة حتى تنفذ وزارة التربية مطالبهم”، مبيناً أنه “بعد 4 أشهر من التظاهرات، ومقاطعة العام الدراسي، وبعد انقضاء الفصل الدراسي الأول، لم نكن ننتظر موقف من قبل حكومة الإقليم”.

وأضاف، أن “ما سمعناه يوم أمس بربط مطالبنا بموازنة العراق غير الواضحة لغاية الآن”، مؤكداً الاستمرار بـ”التظاهرات المدنية و المقاطعة للدوام الرسمي، كما نحمل حكومة الإقليم ما يحصل الآن”.

من جهتهِ يقول المعلم عثمان كولبي :”قررنا أن يكون اليوم يوماً للمظاهرات والاحتجاجات، فالنضال المدني مستمر، ونحن نعلم بأننا سوف نتعرض لضغوطات أكثر من السنة الماضية، لكن أتمنى ألا تكون هذه الضغوطات على شاكلة مضايقات أمنية أو ضغوطات إدارية”.

وتابع قوله :”نضالنا هذا مدني وسلمي، ويعبر عن واقع الحال الذي نعيشه، وسوف نستمر في المظاهرات والاحتجاج والإضراب عن الدوام، وسوف نضغط على الحكومة عن طريق بغداد وسفارات بعض الدول”.

وأوضح كولبي، أن المطالب تعتبر “بسيطة جداً”، قائلاً “أولاً نطالب برفع درجات المعلمين الوظيفية وترقيتهم، وتعيين رسمي للمحاضرين لا استغلالهم بالمجان، ثم ضمان صرف الراتب كل شهر، وتوضيح مصير الرواتب التي لم يصرفونها في السنوات الماضية، هذه هي مطالبنا”.

يذكر أن عدد موظفي القطاع العام في الإقليم يصل إلى مليون وربع المليون موظف من مجموع سكان الإقليم البالغ نحو ستة ملايين نسمة، وتقدر الأموال المطلوبة لتأمين المرتبات بـ600 مليون دولار شهرياً، ويلزم قانون الموازنة الحكومة الكردية تسليم إيراداته النفطية وغير النفطية إلى بغداد بناء على قانون الإدارة المالية، على أن تقوم الأخيرة بإطلاق حصة الإقليم، مع إعادة نصف قيمة إيراداته من المنافذ الحدودية.

تفاؤل حكومي

بالمقابل، علقت حكومة إقليم كردستان على مطالب المتظاهرين، وطالبتهم بضرورة الصبر، لحين حسم الأزمة المالية مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
ويقول نائب رئيس الحكومة قوباد طالباني، إن “المفاوضات الجارية بين حكومتي إقليم كردستان، وبغداد، تسير بشكلٍ جيد”، مشيراً إلى “قرب حل أزمة المرتبات بشكل نهائي”.

وتابع قوله :”نؤكد أننا لن نقبل بإضاعة أي مرتب، وقد تحدثنا مع المعلمين وأصدرت الحكومة قراراً استجابة لحقوقهم، ونأمل في أن تنتهي الإضرابات”.

وتعول السلطات في إقليم كردستان، على مقترح فصل مرتبات موظفي الإقليم عن النفقات الفعلية في قانون الموازنة وإلحاقها بالنفقات الحاكمة خلال مشروع التعديل في قانون الموازنة للعام الحالي. وتشير تسريبات إلى أن المبلغ المحدد لتأمين المرتبات قد يتجاوز 700 مليار دينار، ما يعادل 45 مليون دولار.

المصدر: المركز الخبري الوطني

كلمات دلالية: قانون الموازنة إقلیم کردستان فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

أزمة الفرار من بلاد الأرز.. عين كردستان على المستثمرين اللبنانيين ولكن!

بغداد اليوم - السليمانية

علق الخبير في الشأن الاقتصادي فرمان حسين، اليوم الثلاثاء (1 تشرين الأول 2024)، حول إمكانية الاستفادة من المستثمرين ورجال الأعمال اللبنانيين داخل إقليم كردستان، نتيجة تأزم الأوضاع في بلادهم.

وقال حسين في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "إقليم كردستان بيئة خصبة للاستثمار، ولكن في الوقت الحالي، ونتيجة الأزمة الاقتصادية والتي يعرفها العالم الخارجي، فإن أي مستثمر سيتردد بالمجيء للإقليم".

وأضاف أنه "يوجد في الإقليم الكثير من المستثمرين الخليجيين والعرب ساهموا بمشاريع عديدة، ولكن بسبب الأزمة الاقتصادية فإن ذلك سيؤثر على وصول رجال الأعمال سواء من لبنان أو أي دولة تشهد صراعات أمنية وسياسية في الوقت الحالي".

وبينما ينتظر العراق موجة فرار محتملة لمواطنين لبنانيين من نار الحرب الدائرة في بلادهم، يكشف الباحث في الشأن الاجتماعي مصطفى الطائي، مدى التأثير الاجتماعي السلبي لموجة نزوح اللبنانيين الى العراق خلال المرحلة المقبلة.

وقال الطائي، لـ"بغداد اليوم"، الاحد (29 أيلول 2024)، إن "التأثير الثقافي والقيمي نتيجة عمليات النزوح التي تقوم بها عوائل لبنانية وقبلها سورية إلى العراق له تأثير كبير على المجتمع العراقي نتيجة اختلاف التنشئة الاجتماعية والاسرية خاصة إذا كانت الهجرة كثيفة والاقامة بمحافظات محددة لأن ذلك يسبب اختلافا ما بين ثقافتهم الاصلية وثقافة البلد المضيف (العراق) ويعكس هذا الاختلاف حالة الاندماج لدى المهاجرين"، لافتا الى أنه "سنرى بكل تأكيد لدى النازحين تعلقا شديدا بالقيم الاصلية لهم وهذا ما يتسبب في تباين منظومة الأعراف والقيم والتقاليد الاجتماعية والسلوكيات اليومية التي تحددها تلك القيم التي تربى عليها الإنسان".

وتستمر أزمة النزوح اللبناني لليوم السابع على التوالي بعد الهجوم الإسرائيلي المكثف على لبنان، الذي تسبب حتى الآن في مغادرة ما يقرب من مليون لبناني مناطق سكنهم.

مقالات مشابهة

  • بغداد تموّل أربيل بـ243 مليار دينار لصرف رواتب موظفي الإقليم
  • بغداد تموّل أربيل بمبلغ 243 مليار دينار لصرف رواتب موظفي الإقليم
  • أزمة الفرار من بلاد الأرز.. عين كردستان على المستثمرين اللبنانيين ولكن!
  • مصر.. الحكومة تنتظر مقترحات الحوار الوطني بشأن الدعم النقدي.. وخبراء يعلقون
  • “سيضرب سمعة العراق واقتصاده”.. البرلمان يحذر من خطورة استمرار تهريب نفط إقليم كردستان
  • بعد اغتيال نصر الله.. هل يدخل إقليم كردستان في دائرة الصراع؟
  • اليكتي يطالب برئاسة الإقليم أو الحكومة ويفسّر مفردة تغيير مسار الحكم
  • "التعليم": استقبال طلبات نقل المعلمين ذوي الظروف الخاصة للعام الدراسي الحالي
  • هل تؤثر أحداث لبنان على انتخابات برلمان إقليم كردستان؟
  • هل تؤثر أحداث لبنان على انتخابات برلمان إقليم كردستان؟ - عاجل