امدرمان عطشت حملة سوادنية تسلط الضوء على انقطاع المياه بالمدينة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أطلق ناشطون سودانيون حملة تحت وسم #امدرمان_عطشت على منصات التواصل الاجتماعي في السودان تسلط الضوء على انقطاع المياه لأكثر من 10 أيام في مدينة أم درمان، ثاني كبرى مدن السودان، وتشكّل جزءا كبيرا من ولاية الخرطوم، عاصمة البلاد.
وعبر الوسم، نشرت صفحة تنسيقية لجان المقاومة في كرري صورا لوقوف عشرات المواطنين في طوابير للحصول على المياه، وعلقت الصفحة بالقول "أزمة المياه تستفحل، وتصل إلى مرحلة الانقطاع التام، بسبب توقف محطة المنارة لأكثر من 10 أيام، وتجبر المواطنين على الاستعانة بمياه التناكر (الخزانات)، وناشد المسؤولون على الصفحة السلطات بمحلية كرري وغرف الطوارئ تدارك الأزمة والعمل على معالجتها بأسرع ما يمكن".
وأطلقت السلطات السودانية عام 2009 محطة مياه المنارة، التي تعتبر من أهم مشاريع التنمية في ولاية الخرطوم، ولتغطي المحطة العجز في أم درمان وكرري وأمبدة.
ولكن تعطل هذه المحطة أدى إلى أزمة حقيقية في المياه، حيث تحدث بعض المدونين من أهالي المدينة عن المشاهد التي يرونها في الشوارع للناس، وهي تحاول الحصول على المياه، ووصفوا الوضع بالصعب والمحزن، وهم يشاهدون نساء كبيرات في السن وأطفالا حاملين قوارير المياه يبحثون عن أي مصدر للمياه، حتى لو كانت غير صالحة لشرب.
وأضاف آخرون أن "المنازل في أم درمان امتلأت بالعائلات والناس فيها عطشى، ولا وجود لتقديم العون من الجيش السوداني أو السلطات المحلية"، بحسب تعليقاتهم.
وأشار ناشطون إلى أن المياه التي يحاول السكان الحصول عليها مالحة، وقد تكون ملوثة وغير صالحة للشرب، وأن الأهالي معرضون للتسمم والكوليرا بسبب المياه الملوثة.
وقال بعض المدونين إن بعض أهالي المدينة الذين يمتلكون مياها في الخزانات يوزعونها على الناس بكميات بسيطة ليتمكنوا من تغطية أكبر قدر ممكن من البيوت، وأن الناس بدأت تستهلك آخر كميات مياه موجودة في المنطقة.
الحال بطال جدََ جدََ من غير مويه المنظر في الشوارع محزن عباره عن نسوان كبار شايلين جرادل المويه و زاحفين و شفع شايلين جرادل و اولد بي درداقات و الركشات عباره عن براميل و المويه مالحه و م بتتشرب م فيها طعم قرف#امدرمان_عطشت #انقذوا_السودان #KeepEyesOnSudan
— ام شامات ???? (@Reemo268) January 7, 2024
منو قادر يتخيل انو يكون قاعد ايام بلا موية! هل فكرت كم من الوقت بتقدر تستحمله قبل ماتموت فالنهاية عطشان؟
ياجماعه في انقطاع تام للماء في مناطق بامدرمان والمواطنين فالحاجة الماسه للمساعده الفورية.
لكل من يهتم بحقوق الانسان نرجو الالتفات للوضع الانساني الكارثي فالسودان #امدرمان_عطشت https://t.co/9V7lEtd29L
— حَرم???????? (@therighthrrm) January 4, 2024
وطالب ناشطون السلطات المحلية في كرري وغرفة الطوارئ تدارك أزمة المياه والعمل على معالجتها بأسرع وقت ممكن، مشيرين إلى أن هناك معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، وأنها هي السبب الرئيسي لأزمة المياه في المدينة، وخاصة أن قوات الدعم السريع تمنع الناس من التجول في المناطق التي تسيطر عليها داخل المدينة.
مشاهد من تقدم قوات العمل الخاص بمدينة امدرمان اليوم 8 يناير 2024 pic.twitter.com/rjJ9lXezxm
— القدرات العسكرية السودانية???????? (@Sudanesearmy1) January 8, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أم درمان
إقرأ أيضاً:
عدن.. احتجاجات غاضبة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه ورفضاً لحلول ترقيعية مؤقتة
تصاعدت موجة الاحتجاجات الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن لليوم الثاني على التوالي، مع تفاقم أزمة الكهرباء التي أغرقت المدينة في ظلام دامس.
خرج المئات من المواطنين الغاضبين إلى الشوارع، في مشهد يعكس حالة السخط الشعبي المتزايد تجاه تدهور الخدمات الأساسية، وسط تجاهل حكومي واضح.
في أحياء المنصورة، الشيخ عثمان، خور مكسر، والقاهرة، أضرم المحتجون النار في إطارات السيارات التالفة، ما تسبب في شلل جزئي للحركة المرورية، فيما علت الهتافات المنددة بفشل مجلس القيادة والحكومة ومطالبة السعودية بترحيل تلك القيادات إلى العاصمة المؤقتة عدن لتتحمل المسؤولية أو محاسبتها على تقصيرها.
كما تكررت التساؤلات عن مصير الإيرادات المالية الضخمة للمدينة، والتي لم تنعكس على تحسين الخدمات، وأين تذهب أموال الجمارك والضرائب والكهرباء والاتصالات؟
قطاع الصحة على حافة الانهيار
أزمة الكهرباء لم تتوقف عند إغراق المنازل والمؤسسات في العتمة، بل امتدت إلى تهديد حياة المرضى، إذ حذرت وزارة الصحة العامة والسكان في عدن من كارثة إنسانية وشيكة، بعد توقف الكهرباء عن المستشفيات، مما يعرض حياة المئات للخطر، خاصة مرضى الغسيل الكلوي.
وأكدت الوزارة أن الوضع الصحي في تدهور مستمر، في ظل عجز الحكومة عن توفير وقود المولدات الكهربائية، مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أزمة وقود خانقة وارتفاع جديد في الأسعار
بالتزامن مع الاحتجاجات، شهدت عدن ارتفاعًا جديدًا في أسعار المشتقات النفطية، حيث بلغ سعر دبة البترول (20 لترًا) 31,800 ريال يمني، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يواجهون أوضاعًا اقتصادية متردية.
وأرجعت مصادر في شركة النفط هذه الزيادة إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد وتراجع قيمة الريال اليمني، ما يفاقم أزمة المواصلات وارتفاع أسعار السلع الغذائية، في ظل غياب أي حلول حكومية حقيقية.
الحلول المؤقتة لا تجدي نفعًا
يرى مراقبون أن أي محاولات لتوفير المشتقات النفطية بهدف تهدئة الاحتجاجات لن تكون أكثر من "مسكنات مؤقتة"، إذ إن المشكلة الحقيقية تكمن في الفشل الإداري والفساد المستشري داخل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.
ويؤكد المحللون أن استمرار الأزمة دون حلول جذرية يعزز حالة الغضب الشعبي، ويجعل عدن على صفيح ساخن، حيث لم يعد السكان يحتملون مزيدًا من المعاناة.
ويشير آخرون إلى أن الحل يكمن في إعادة القيادات الحكومية مع أسرهم المقيمين في الخارج إلى الداخل لمواجهة الواقع، بدلًا من إدارتهم للأزمات من الفنادق والشقق الفخمة في الخارج، حيث يعيشون بعيدًا عن معاناة المواطنين.
في الوقت نفسه، يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار انهيار العملة وارتفاع الأسعار، مع غياب سياسات واضحة للإصلاح الاقتصادي، يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل الأوضاع، مما يهدد بانفجار أكبر للأوضاع في المدينة التي تعيش على وقع الأزمات المتتالية منذ سنوات.