علِي التيجاني علِي… نبي الصَابِرِين
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
فتحي الضَّو
رحل عن دنيانا الفانية أخي وصديقي العزيز على التيجاني علي، فشعرت بالحزن النبيل ينداح في جسدي كما دبيب النمل. قالت لي زوجه ورفيقة حياته السيدة زينب علي (أم غسان) إن كل شيء مضى سريعاً كأنما كان على موعد مع القدر المحتوم. والمفارقة أن ذلك كان على عكس هدوئه الذي جُبل عليه في حياته.
وعلى الرغم من أنه هزم أشياء كثيرة في دنيانا، إلا أن المرض الخبيث باغته فجأة ولم يدعه يلقي تحية الوداع الأخيرة على أصدقائه وأصفيائه الذين طالما أحبهم وأحبوه، بل ولا يمل الحديث عنهم ولا يملوه، ينقل عنهم الحكاية تلو الحكاية كأنه يُحدث نفسه.
(2)
قالت لي زوجه إنه: في يوم السبت الموافق 9/12/2023م فتح عينيه وقال لها بصوت متهدج أنهكه المرض: مشكلة السودان... المشكلة.
قالت له: المشكلة صعبة، ولا حلول في الأفق.. فكر في صحتك.
قال لها بثقته المعتادة في ذاته: ما صعبة لو لقت الحادبين البفهموا المشكلة صاح، حلها ساهل جداً وأنا عارف الحل.
قالت له: الحل شنو.. خلينا نقعد مع بعض ناقشني وكلمني ونخت النقط فوق الحروف.
قال لها طيب: خليها بكرة حا أكلمك. أي اليوم التالي الأحد الموافق 10/12/2023م والذي لم يأت أبداً، فقد ارتقت روحه إلى بارئها وفي نفسه شيء من حتى!
(3)
علي التيجاني علي سليل أسرة كريمة المحتد لها اسهاماتها السياسية والوطنية والتعليمية المُتجذرة في السودان. كان والده أول وكيل لوزارة التربية والتعليم بعد الاستقلال، كما شغل منصب الملحق الثقافي في سفارة السودان بالقاهرة. وكانت والدته احدى رائدات التعليم في مدينة رفاعة والتي وُلد فيها، وبحكم مهنة الوالدين تنقل في المدارس إلى أن تخرج في جامعة الخرطوم كلية الهندسة في العام 1964م تزامناً مع ثورة أكتوبر المجيدة، وكان حينها قد التحق بوزارة الأشغال والتي ابتعثته وعدد من زملائه إلى الولايات المتحدة
الأمريكية/ ولاية واشنطن/ مدينة سياتل، وبعد أن نال درجة الماجستير في الهندسة، عاد للوزارة متنقلاً في أروقتها ومُنجزاً عدداً من المشاريع الهندسية. وفي العام 1971م التحق بالقوات المسلحة قسم الشئون الهندسية. وفي العام 1981م أقيل ونحو عشرون ضابطا من الخدمة بدعوى أنهم يخططون لإقالة المخلوع (نميري) من سدة السلطة، وبعدها اتجه الفقيد نحو العمل الهندسي الخاص. ولكنه وفق ما قال لي كان
2
وزملاؤه الآخرون مرتبطين بالقوات المسلحة، كأنما قرار الإقالة لا يعنيهم. فلا غرو عندئذٍ من أن يتولى مسؤولية القيادة المركزية العليا للضباط والجنود المعاشيين حتى تاريخ رحيله.
(4)
عندما استولت الحركة الإسلاموية على السلطة بالخديعة المعروفة في العام 1989م استنفر الفقيد نفسه شأن زملائه الآخرين من الضباط المهنيين الوطنيين المنضوين تحت لواء تنظيم الضباط الأحرار باعتباره التنظيم الأقدم في الساحة العسكرية، وانخرطوا في عمل سري دؤوب وشرعوا في التخطيط لما سُمي عملية (أنا السودان) وكان ذلك عقب المذبحة التي أدمت القلوب وأودت بحياة 28 ضابطاً في مشهد مأساوي. لم تمض عملية (أنا السودان) إلى نهاياتها المخطط لها، فتم اكتشافها مُبكراً وحوكم الفقيد وعدد من زملائه
بالإعدام وآخرون بالسجن المتفاوت الأحكام. أودعوا (بيوت الأشباح) وعلى رأسهم الفقيد حيث قضى في دهاليزها نحو ستة أشهر حسوماً. وبعدها تم استبدال حكم الإعدام بالسجن المؤبد، حيث تنقل الفقيد وزملائه في سجون السودان المختلفة إلى أن أفرج عنهم بعد قضاء ست سنوات في ظلماتها.
(5)
غادر الفقيد السودان مُلتحقاً بأسرته التي سبقته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عشنا معاً متجاورين في أحدى ضواحي مدينة شيكاغو (ويتون) لنحو ما يناهز العشرين عاماً في ظل علاقة اخوية قاسمها المشترك الهم الذي أرهق أهل السودان. حينها برزت لي كثير من الصفات التي يعرفها أصدقاؤنا الميامين عن الفقيد من العسكريين والمدنيين. عرفته بسيطاً مُتواضعاً جسوراً، لا يميل لحياة البذخ والترف والظهور،
وحينما عنَّ لي أن أسميه (نبي الصابرين) فقد كان ذلك نتيجة تجارب ومواقف لطالما أبدي فيها صبراً كاد الصبر فيها أن يعجز عن صبره!
(6)
ليس هذا فحسب فللفقيد صفات عديدة لا يمكن للمرء أن يحصرها.. فقد كان يتمتع بعلاقات واسعة حتى تحسبه يعرف أهل السودان جميعاً. وكنت اعتبره بمثابة ذاكرتهم المُتحركة، حيث يذهل السامع في سرده تفاصيل أحداث طواها النسيان بدقة مذهلة. وكان أكثر ما يزعجه أثناء سرده سقوط اسم سهواً، بل لا يرتاح له بال إلا عندما يهاتفني مُستذكراً الاسم كأنه يزيح عن كاهله حملاً ثقيلاً. غير أني كنت كثير العتب عليه في عدم تدوين تلك الأحداث أو حتى ذكرياته فيما يتصل بحياته. وكنت في ذلك أخشى وقوع القدر الذي ليس
منه مفر. لكنه كان كشأن غالبية أهل السودان الذين يميلون لأحاديث الشفاهة، وهم يعلمون أن هادم اللذات قادم ولا مفر منه!
(7)
كان الفقيد العزيز كثير الاطلاع في شتى ضروب المعرفة، ومما لا يعرفه كثير من الأصدقاء عنه، أنه كان محباً لغناء الحقيبة وقصصها التي تكاد أن تكون أسطورية.، وكذلك ما لا يعرفه بعض الأصدقاء عنه أنه كان يميل لسرد الملح والطرائف والقفشات التي تنطوي على مواقف مضحكة، يسردها بتلك الذاكرة المتوهجة كأنه كان أحد حاضريها. أما أنا فبحكم علاقـتي الوطيدة معه أزعم بأنني عرفت أشياء وغابت عني
3
أشياء، أهمها في تقديري أنني بت أعرف سيكولوجيته في تعامله مع القضايا السياسية والثقافية، وصرت أعرف كذلك كيف استطيع أن أجذبه لحوار يتجلى فيه بذهن مفتوح. وفي واقع الأمر كان شديد الاعتداد بنفسه، لا سيما، في الخُلاصات التي يشتجر حولها الناس، فهو يستحضرها بهدوئه المعهود، ومن ثم يطرحها في قالب رضائي لا يغضب أحداً. ومع ذلك يتميز بشجاعة في التعبير عن مكنون صدره ويستميت فيه حتى يتبين له الحق. ولذا فهو لا يدلو برأيه إلا بعد لأيٍ يعيل فيه صبر المنتظرين.
(8)
رحل علي التيجاني علي إلى رحاب ربه وما الموت سوى سبيل الأولين والآخرين. وقد ترك من خلفه سيرة عطرة في ظروف أدلهم فيها ليل الوطن البهيم، وتكالبت عليه براغيث الإسلامويين وبغاث جنرالات الوهم وشرعوا ينهشون في جسده الطاهر. كلما نظرنا إلى أين نحن منتهون حينما نجتر مالآت هذه الحرب الكارثية، أرتد إلينا البصر وهو حسير. لكننا لم نفقد الأمل ولا الإيمان بقدرة هذا الشعب الذي سينهض كطائر الفينيق ليكتب فاصلاً جديداً في سفر الخلود.
فإلى جنات الخلد يا صديقي العزيز والعزاء لأسرتك الصغيرة والممتدة بحجم السودان وأرقد في سلام.
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والحرية والديمقراطية وإن طال السفر!
faldaw@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی العام
إقرأ أيضاً:
أكتوبر … معارك ما قبل تحرير الأقصى !
يمانيون../
بقي أن يفهم ويستوعب العرب والمسلمين حقائق واحداث التاريخ , وإن يعرفوا حقيقة هذا الكيان الصهيوني والقلق الذي يساوره اليوم من نهاية تكون كنهاية الصليبيين .
لقد ارتسمت معركة حطين عشرات المرات في الأفق قبل حطين بزمن طويل , كما ارتسمت اليوم معركة طوفان الأقصى ومن قبلها معركة العبور في وضع نهاية للمحتل الصهيوني وتحرير المسجد الأقصى .
-السكين والزبدة
على مدى قرن كامل قبل قدوم الصليبيين , كانت المنطقة الإسلامية والعربية مقسمة إلى كيانات سياسية صغيرة متصارعة , ولذلك عندما قدم الصليبيون لم يكن لدي حكام العرب والمسلمين سوى ميراث طويل من الشك والمرارة والصراع تجاه كل منهم للآخر . ولهذه مضت قوات الصليبيين في الأراضي الإسلامية والعربية وصولا إلى بيت المقدس واحتلاله كما تمضى السكين في الزبدة بكل سهولة ويُسر بسبب الفرقة السياسية والتشرذم .
-التاريخ يتحدث !
بدأت الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي / أواخر القرن الخامس الهجري , واستمرت حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي / أواخر القرن السابع الهجري, وقد جاءت البداية الأولى للتفكير في الحروب الصليبية من جانب أوروبا وتحديدا من كنيسة روما متواكبة مع بداية لسقوط دولة المسلمين في الأندلس , مع استعادة النورمان جزيرة صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط من أيدي المسلمين .وفي وقت كانت فيه الدولة العربية الإسلامية الممثلة سواء في الخلافة العباسية في بغداد أو الخلافة الفاطمية في القاهرة أو سلاجقة الشام وآسيا الصغرى تشهد ضعفا لم تشهده من قبل .
كما تواكبت تلك البداية مع زيادة سكان الغرب الأوروبي خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين زيادة وصلت إلى الضعف مما جعل هناك احتياجا إلى أراضي جديدة ذات موارد اقتصادية جديدة يتوسعون فيها .
وكانت تلك الظروف مناسبة لينتهز بابا الفاتيكان آنذاك ” أوربان الثاني ” ورجال الدين المسيحي ويدعوا إلى القيام بحرب صليبية أو مسيحية شاملة على بلاد المشرق العربي الإسلامي وخصوصا الشام وفلسطين للسيطرة عليها بذريعة حماية المقدسات المسيحية من المسلمين والدفاع عن الأرض التي عاش ودعا فيها المسيح ابن مريم .
– والحقيقة أن روما الوثنية والتي اعتنقت المسيحية بعد ثلاثة قرون جعلت من المسيحية رداء لها لتحقيق اهدافها السياسية رغم أن روما لا علاقة لها بالمسيح والكنائس المسيحية ولا حتي بالوصية على مسيحي الشرق والتي تعرضوا هم انفسهم لويلات الحملات الصليبية وشردوا من اراضيهم وديارهم وكنائسهم – .
-تكالب الغرب
كانت بداية التفكير الذي أدى إلى الحروب الصليبية من كنيسة روما بستار ديني !, والتي بلغت حملاتها أكثر من خمسة عشر حملة منها ثماني حملات كبيرة ودانت نحو أكثر من مائتي سنة وفي كل مرة كان خط سيرها يتجاور الألفى ومائتي ميل , وإشتركت فيها كل بلاد أوروبا المسيحية من انجلتر واسكتلندا في اقصى الغرب حتى بلاد المجر والرومان وشملت ساحة معاركها كل بلاد الأناضول ” آسيا الصغري ” والشام ومصر وحتي ليبيا وتونس .
وفي أثناء الفترة الطويلة التي استمرت فيها الحروب الصليبية دخلت عوامل وأهداف أخرى لا علاقة لها بأي مقدسات أو دعاوي دينية مزعومة , منها طمع الكثيرين من نبلاء أوروبا وأمرائها في إنشاء ممالك لهم في بلاد المسلمين تمكنهم من زيادة ثرواتهم الخاصة ونفوذهم , وعند وصول الحملة الصليبية الأولى إلى الشام سنة 1099م / 492 هجرية كانت دولة السلاجقة أو الجناح العسكري للخلافة العباسية , بل والخلافة العباسية ذاتها تعاني مرض الشيخوخة وأوهن من أن تصد عدوانا يقع عليها , وكانت بلاد المسلمين تخلو من دولة موحدة تجمع المسلمين وتوحدهم لمواجهة الخطر الصليبي الزاحف .
وهذا ما جعل الغرب الأوربي ينجح بعد حملتيه الصليبيتين الأولى والثانية في الإستيلاء على بيت المقدس وانشاء مملكة صليبية به بالإضافة إلى ثلاث إمارات مسيحية اثنتان منها في الشام هما إمارة أنطاكية وإمارة طرابلس , والثالثة في شمال العراق على الفرات وهي إمارة الرها .
-التفرقة والخيانة
قبل معركة حطين بل ومنذ العقد الأول من احتلال الصليبيين لبيت المقدس وقعت معاركة لعلها اشد ضراوة من معركة حطين نفسها , وكاد النصر يتحقق للمسلمين لتحرير بيت المقدس لكن بسبب تفرقهم وخيانتهم وتحالف بعضهم مع الفرنجة كان سبب في استمرار احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى طيلة 88 عاما . فقد أضاع العرب والمسلمين أيام الصليبيين فرصا ذهبية لإنهاء الوجود الاحتلالي الفرنجي ارتسمت حطين عشرات المرات في الأفق قبل حطين بزمن طويل , قصر النظر السياسي وحدة هو المسؤول عن عدم اغتنامها , السنوات التسعون التي انقضت بين سنتي 492 هجرية ( سنة الاحتلال ) وسنة 583 هجرية ( سنة التحرير ) شهدت مئات المعارك كما شهدتها مثلها مائة سنة أخرى من بعد , وبعضها في عنف حطين نصرها الحاسم .
أولى هذه الفرص كانت أمام إنطاكية عشية وصول الفرنجة إلى الشام دخلوا أنطاكية الفارغة من المؤن وهم حوالي مائة ألف وبعد ثلاثة أيام فاجأهم الحصار الإسلامي بستة جيوش فدب فيهم الجوع حتى أكلوا النعال والجلود وعشب الأرض وبادر الكثير منهم بالهرب , حتي الداعية بطرس الراهب ثم خرجوا بهجمة واحدة بائسة فلم يحاربهم أحد من الجيوش المتربصة حولهم واكتفوا بالفرار , كانت هذه المعركة هي التي أدت إلى التوطيد الصليبي وإلى احتلال القدس , هذا يذكرنا بحرب سنة 1948 م ودخول جيوش الدول العربية وهزيمتها امام الكيان الصهيوني !.
-اهدار انتصارات
وبعد أشهر من الاحتلال الصليبي والمذابح للمسلمين في القدس والتي بلغ ضحاياها 70 ألف من النساء والاطفال والشيوخ في يوم احتلال الصليبيين للقدس , عاد الفرنجة إلى بلادهم فلقد أدوا مهمتهم , ولم يبق في فلسطين كلها سوى ثلاثمائة فارس وألفي محارب , ولم تستفد من هذه الفرصة مصر وكانت تستطيع أن تسوق فيما يذكرون ثلاثين إلى خمسين ألف فارس , وايضا لم تستغلها دمشق وكان لديها عشرة آلاف فارس , وكل ما صنعه (طغتكين أتابك ) صاحب دمشق أنه ذهب في كوكب من فرسانه إلى طبرية فأخذ منها مصحف عثمان فدخل به دمشق في موكب حافل وأغلق الأبواب ! .
ومرت فرص بعد فرص من هذه اللحظات الحرجة أضاعها المصريون , كان أخطرها حملة مايو 1102م , التي سحق فيها الفرنجة عند الرملة فاختفي ملك الفرنجة الهارب في أجمة قصب أحرقها المسلمون فلحقته النيران , والقدس فارغة دون حامية ولكن النجدات الغربية الصليبية التي وصلت على المراكب قلبت الميزان , مما يعيد مشهد حرب 6 اكتوبر 1973م , والجسر الجوي الأمريكي وثغرة الدفرسوار .
-معركة الأقحوانة
أخطر تلك الفرص كانت معركة ( الأقحوانة ) عند طبرية سنة 507 هجرية , 1113م , بعد أربع عشر سنة بعد الاحتلال الصليبي لبيت المقدس التقى جيشا دمشق والموصل مع الجيوش الفرنجية قرب حطين , وتراءت حطين نفسها في المعركة , بحيرة طبرية اختلط فيها الماء بالدم حتي امتنع الشرب منها أياما , وحشر الجيش الفرنجي محاصرا مهزوما في الجبال شهرين بجرحاه وأثقاله لا يجرؤ على الحركة , ولم يكن في كل مملكة فلسطين من حامية , ووصلت طلائع الجيش الإسلامي حتي مشارف القدس ودانت لهم البلاد بالطاعة .
ثم خشي أمير دمشق أن يختطف منه أمير الموصل إمارة دمشق فأقنعه بالعودة واستئناف القتال في الربيع القادم , ولم يأت هذا الربيع أبدا لأن الأمير الموصلي قتل !.
-طوفان 470 يوما
اشد الضرر في هذه الفرص القديمة الضائعة أن الثمن الذي كان سيدفع فيما بعد كان دوما أغلى , أليس هذا هو قدرنا اليوم مع الاحتلال الصهيوني الفرص دوما تضيع والثمن دوما يرتفع ؟! لكن العدو الصهيوني اليوم واجه اقوى مقاومة طيلة 470 يوما رغم الدعم الغربي الصليبي – المسيحي له , وبرغم مذابحه النازية الارهابية بحق سكان غزة وارتكابه لجرائم حرب وابادة جماعية امام مسمع ومشهد العالم لتلك الجرائم والابادة .
ولكن ستبقي معارك اكتوبر رمال متحركة وامواج طوفان ليأتي يوم أوشك أن يكون قريبا ليدفن تحت رمالها أو تغرقه طوفان امواجها وليتحرر المسجد الأقصى كما تحرر في الماضي .
26 سبتمبر – علي الشراعي