واصلت إسرائيل سياساتها في اغتيال قيادات المقاومة، حيث استهدفت خلال الأيام السبعة الماضية قيادات في حركة حماس في لبنان وسوريا، في انتهاك واضح لسيادة الدولتين، إلى جانب خرق قواعد الاشتباك المتفق عليها ضمنيا مع حزب الله في أعقاب صدور القرار الأممي 1701 الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006.

الاغتيالات مستمرة

وشنت إسرائيل اليوم الثلاثاء، غارة بطائرة مسيرة بدون طيار، على جنوب لبنان دمرت خلالها سيارة كانت تقل ثلاثة قيادات من حزب الله، في تكرار لحادثة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري الثلاثاء الماضي.

اغتيال صالح العاروري

واغتيل العاروري إلى جانب ستة قيادات من حركة حماس في الضاحية الجنوبية ببيروت، وأعلن حزب الله أن اغتيال العاروري لن يمر دون رد، وتصاعدت الاشتباكات بين الجانبين على مدار الأيام التالية لهذه الحادثة.

إسرائيل والمقاومة.. تاريخ طويل من الاغتيالات

ويزحر تاريخ إسرائيل مع قيادات المقاومة بالخزي والعار لاستهدافهم المستمر، وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، اغتالت إسرائيل عشرات القيادات، في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا.

وقبل أكثر من 30 عاما اغتالت إسرائيل عماد عقل الذي أطلق عليه رئيس وزراء إسرائيل الراحل إسحاق رابين لقب "الأسطورة" و"ذو الأرواح السبع"، واغتيل في نوفمبر من عام 1993 بحي الشجاعية في قطاع غزة، وفي يناير من عام 1966 اغتيل يحي عياش عبر لغم زرع في هاتفه بالضفة الغربية.

نصر الله والعاروري

وفي يوليو من عام 2001 اغتالت إسرائيل، جمال سليم القيادي في حركة حماس، عن عن عمر 42 عاما، بطائرة أباتشي إسرائيلية، في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وفي نوفمبر من نفس عام اغتيال جمال سليم، كررت إسرائيل فعلتها باغتيال محمود أبو هنود المتحدث بإسم حماس، بهجوم صاروخ على نابلس.

وفي عام 2002 احتاجت إسرائيل لقنبلة تزن طن لاغتيال صلاح شحادة مؤسس الزراع العسكري لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، واغتيل شحادة في قطاع غزة.

وقبل أكثر من عشرين عاما، صوبت طائرات الاحتلال الإسرائيلي خمسة صواريخ على سيارة القيادي بحركة حماس إسماعيل أبو شنب في أغسطس 2003، وبعد سبعة أشهر كانت حادثة الاغتيال الأشهر خلال العقدين الماضيين باستهداف الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.

وجاء اغتيال الشيخ أحمد ياسين في مارس من عام 2004 بهجوم صاروخي في قطاع غزة، وهو على كرسيه المتحرك. 

وفي الشهر التالي لاغتيال الشيخ ياسين، جاء الدور على القيادي عبد العزيز الرنتيسي بهجوم صاروخي في غزة، وفي أكتوبر من نفس العام اغتالت إسرائيل القيادي عدنان الغول في القطاع أيضا.

وإبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "ديسمبر 2008 يناير 2009" اغتال الاحتلال وزير الداخلية في أول حكومة لحركة حماس  سعيد صيام بغارة جوية على القطاع.

وفي نوفمبر من عام 2012 اغتالت إسرائيل القائد العسكري في حركة حماس أحمد الجعبري، بعد استهداف سيارته بصاروخ في قطاع غزة.

وبعد عامين من اغتيال "الجعبري" كررت إسرائيل فعلتها باغتيال القيادي العسكري بحماس رائد العطار، في مدينة رفح بقطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد أبو شمالة، ومحمد برهوم، خلال استهداف مبنى في رفح.

قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل

عاد من جديد الحديث عن قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل، بعد اغتيال الاحتلال لعدد من قيادات حركة حماس وحزب الله خلال الأيام الماضية.

وحُددت قواعد الاشتباك بين الجانبين، بشكل ضمني غير مكتوب في أعقاب انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006 وبعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1701 واتفاق الطرفين على أن أي رد سيقابله رد مماثل.

وتنص قوعد الاشتباك على حصر أي اشتباك عسكري بين حزب الله وإسرائيل ضمن دائرة ضيقة وفي إطار عسكري يستثني المدنيين، وتمحورت الاشتباكات بين الطرفين في مزارع شبعا المتنازع عليها، الواقعة في السفح الغربي من جبل الشيخ. 

وبعد الخطاب الأول لأمين حزب الله حسن نصر الله، بعد طوفان الأقصى، في نوفمبر الماضي تغيرت قواعد الاشتباك لتشمل 5 كيلو متر على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بسبب توسيع نطاق المناوشات على جبهة امتدت إلى أكثر من 100 كيلومتر وحصلت تجاوزات لاسيما من إسرائيل للقواعد عندما استهدفت صحفيين وسيارة مدينة قتل فيها ثلاثة أطفال وسيدة.

ويبدو أن تغيير قواعد الاشتباك مرتبط بخطاب حسن نصر الله، الذي خرج ثانيا بعد اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لترتفع حدة المناوشات استخدمت فيها إسرائيل الطائرات بينما رد حزب الله بالصواريخ الثقيلة التي تحمل رأسًا تتراوح زنته بين 300 و500 كيلوجرام. 

ومثل اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية للعاروري خرقا إسرائيليا لقواعد الاشتباكات المتفق عليها بين إسرائيل وحزب الله.

وأعلن حزب الله اليوم الثلاثاء الثأر لاغتيال العاروري بقصف موقعين تابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام المسيرات الهجومية الانقضاضية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قواعد الاشتباك اغتيال صالح العاروري إسرائيل والمقاومة قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل قواعد الاشتباک اغتالت إسرائیل فی حرکة حماس فی قطاع غزة فی نوفمبر حزب الله من عام

إقرأ أيضاً:

الحوثيون على غرار حزب الله.. مجلة أمريكية: ''اغتيال زعيم الحوثيين لن يكون كافيًا لهزيمتهم''

قالت مجلة "وور أون ذا روكس" الأمريكية المتخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية أن اغتيال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، لن يكون كافيًا لإنهاء تهديد الجماعة، مؤكدة أن استراتيجيات القضاء على القادة لا تضمن دائمًا انهيار التنظيمات المسلحة.

وأشارت المجلة إلى أن الحوثيين أصبحوا كيانًا مؤسسيًا يمتلك بنية تنظيمية قوية، حيث تحوّلوا من مجرد حركة تمرد إلى كيان يشبه الدولة، مدعومًا ببيروقراطية رسمية وهياكل قيادية موازية على غرار حزب الله.

وأضاف التقرير أن التجارب السابقة، مثل اغتيال زعيم حزب الله عباس الموسوي عام 1992، لم تضعف التنظيم بل مهدت الطريق لصعود حسن نصر الله، الذي عزز من قوة الحزب. كما أن مقتل حسين الحوثي عام 2004 لم يؤدِ إلى انهيار الجماعة، بل منح شقيقه عبد الملك الفرصة لتوسيع نفوذها وتحويلها إلى قوة عسكرية تمتلك ترسانة صاروخية خطيرة.

وأكدت "وور أون ذا روكس" أن القضاء على الحوثيين يتطلب استراتيجية شاملة تتجاوز استهداف القادة، وتشمل تدمير البنية الاقتصادية للجماعة، ومكافحة دعايتها، وتقويض أدوات قمعها، والحد من قدراتها العسكرية. كما شددت المجلة على أن تعليق الآمال على اغتيال الحوثي وحده سيكون مقامرة محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة النتائج.

مقالات مشابهة

  • استخدمتها في اغتيال نصر الله.. .. معلومات عن القنبلة «MK-84» هدية أمريكا لإسرائيل
  • إسرائيل تعاود الاغتيالات ضد قادة حزب الله الميدانيين
  • مكان وعنوان حجز شقق الإسكان بالعبور اليوم.. التفاصيل الكاملة
  • إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار وتعلن اغتيال قيادي بارز في حزب الله جنوب لبنان
  • اكتشفوا أخطر صاروخ في لبنان.. هدّد إسرائيل مرات عديدة!
  • استاد الأهلي الجديد.. حلم القلعة الحمراء الذي أصبح حقيقة| التفاصيل الكاملة
  • إسرائيل تعلن اغتيال عباس أحمد حمود القائد بالوحدة الجوية في حزب الله
  • الحوثيون على غرار حزب الله.. مجلة أمريكية: ''اغتيال زعيم الحوثيين لن يكون كافيًا لهزيمتهم''
  • تحديث One UI 7 قد يتأخر حتى مايو 2025.. إليك التفاصيل الكاملة
  • والدة أسير : ابني أسير لدى حركة حماس ونحن أسرى لدى حكومة “إسرائيل”