فلنحاسب انفسنا أولا (3) .. شيخ الامين ماله وما عليه
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
شيخ الامين عمر الامين اتى بالكثير الغريب والغير مقبول . اذا اخذنا شيخ الامين ،، ششنا ،، فعلينا ان نذكر بجانب تقصيره ...... انه اليوم يطعم الجائع يعالج المريض يسقي الظمآن ويدفن الموتى الذين تنهش اجسادهم الكلاب . ماذا قدم آل الميرغني والمهدي والكثير من من استغل الدين مطية . انا لا ادافع عن كل ما يقوم به شيخ اللمين ولكن احترم واثمن ما يقوم به اليوم .
ان علينا ان نحاسب انفسنا اولا . الطائفية الدجل والشعوذة هم من ساعد كثيرا في تخلف السودان . لقد انتجوا جيوشا من المخدوعين وممارسي العبودية الاختارية . منذ الاستقلال كان البيتان يسيطران على الشمال الغرب الشرق الوسط . هذ يعني الثقل الأكبر في السودان . بعد انتهاء هذه الازمة علينا ان نتحرر من هذه المصائب . قبل ثمانية سنوات كتبت موضوعا تحت عنوان ....... بس بقت على شيخ الامين ؟؟ !!
بس بقت علي شيخ الامين
شوقي بدري1 فبراير، 2016
فيسبوك X
شاهدت مقابلة للأستاذ عادل سيد احمد وشيخ الامين في الانترنت . وكنت قبلها قد شاهدت عدة حلقات اعجبت بها وبإسلوب الاستاذ عادل . هذه الحلقة اظهر الاستاذ عادل جهدا كبيرا ومقدرة اعلامية عالية . الا انه لم يكن محايدا ابدا . وكان يحاول ان يشفي غليل الكثيرين ويتحامل علي الشيخ اللمين . ذي التكنو محرش
شيخ اللمين ما عمل اكتر من غيرة …من بعض رجال الصوفية . وقد يكون اقلهم ضررا . والحقيقة ان الكثير وربما السواد الاعظم من السودانيين الي اليوم لايعرفون اصول الدين الاسلامي . ولا يحفظون القرآن . ويجهلون العبادات ومبادئ الدين . يكفي ان يخرج الانسان الي البادية وليس بعيدا عن العاصمة ليكتشف ان الدين غريب هنالك . ومن نشر الدين الاسلامي هم الصوفيون . وشيخ المهدي محمد الضكير لم يعرف عنه تمكنه من الدين، الا انه قدم ما عنده وحث الناس على الصلاة والصيام وكانت يتقاضي مرتبا من الدولة ولهذا كان المهدي لا يأكل طعامه . ولقد كرمه المهدي في ايام مجده وغير اسمه الي محمد خير، لأن اسم الضكير لا يليق بشيخ المهدي . وعندما لام بابكر بدري احد رجال الصوفية علي طريق تدريسه وضعف علمه قال الشيخ انحنا بنكلفتهم ليكم وانتو بعدين ملسوهم .
ولقد حببوا الناس في الدين بلين عريكتهم وطيب معشرهم وكرمهم وايثارهم الآخرين علي انفسهم . قالوا لبعض حيرانهم من غير الهينين والمتشددين ,, انحنا ملكنا الناس بالكلمة الهوينة والكسرة اللوينة ,, وعندما الم ببعض الشيوخ بعض ضيق اليد بسبب كرمه لامه اهله . فقال لهم كان ما عجيني منو البجيني ؟
نعم كان اكثر الصوفيين يمارسون حرمان انفسهم من كل ملذات الدنيا . نحن نذكر المثل ,, الابا ديكو مكشن ,, احد الضيوف لا حظ ان الاكل جيد في مسيد الشيخ ،الا ان الشيخ ينفرد بطعام خاص في خلوته . فرفض الاكل مع الآخرين طمعا في اكل الشيخ . جلس مع الشيخ ورفض الأكل مع الاخرين بالرغم من الحاح الشيخ ، زاعما انه يريد البركة بمشاركة الشيخ الطعام . وعندما كشف علي الطعام في الخلوة التي لا يدخلها الكثير من الضوء ، نفض الضيف يدة عن الطعام وبصق العصيدة التي يغلب عليها طعم القرض . فقال الشيخ,, الابا ديكو مكشن , , والديك المطبوخ بالبصل كان يعتبر من افخر الاكلات قديما.
من فلاسفتنا في الدنيا العبيد ود بدر وهو صوفي وعالم ومحارب وفيلسوف . قال لمن شاهده يحمل معدات الزراعة قبل منازل المطر المحسوبة في السودان ,, وكتين جانا نازل شن لينا في المنازل ,, . منازل المطر الحقيقية في وسط السودان هي النترة، الطرفة، الجبهة الخرسان الصرف العواء والسماك . وقد قلت في رثاء استاذي مبارك بسطاوي من اهل توتي
كنت بدور اشوفك لكن حكموا المقادير
الاتعلمتو منك البجيبو الله كلو خير
والعمر عارية ما بربطوهو بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يا العوا والسماك ما مداخلو هجير
ثابت زي ام كبك والحال بدورلو نفير
طلبت منه ابنته ان ،،يكتب ،، لها زوجها حتى يكون طوع بنانها ولا يهددها بالطلاق . .
كان طحنتي دققي وكان طبخطي لضضي وكان رقدتي اتخجعي … شوفي كان تطلقي. .
عندما طلب المهدي من الشيخ العبيد ان يتحرك والمهدي في الغرب قال له الشيخ العبيد ,, البرش ما بيطووه من وسطو . وتحر ك البعض بدون تحضيرات وفتك بهم المك صالح وعندما حوصر المك صالح تحصن في ,, قيقر ,,او تخندق في جزيرة في النيل . وكتب للشيخ العبيد انه يريد ان يستسلم علي يده . وعندما وصل العبيد طلب منه الدخول الي الجزيرة وكان يقصد اسره لكي يفتح له الطريق ليعود الي الخرطوم . فقال الشيخ ود بدر . ترن ترن الفي القيف حرن انا ود ريا الما بعقد النية انا ماني فار بخش الجحار وماني صبر بخش الققر
وانا ماني ود حمد النيل الجا يتفولح جاب ضقلا يتلولح . سلم تسلم ولا باكر بجي ابو قرجة وبتقيف الهرجة . ابو قرجة واخوه نصر كانا يمتلكا المدافع. .
الاستاذ عبد الله رجب صاحب جريدة الصراحة ورئيس تحريرها وكاتب مذكرات اغبش ذكر ان الناس كانت تنزل من الترام والبصات في الخرطوم وهي تبكي بسبب مو ت الشيخ حسب الرسول ابن الشيخ العبيد ود بدر . وفي ايام المجاعة وما عرف بعيش الهند لان الحكومة استوردت العيش من الهند ان باخرة رست في بورسودان محملة بالعيش كانت مرسلة للشيخ حسب الرسول وزعت علي الفقراء. لم يعرف الى اليوم كيف اتت الباخرة وكيف وصل العيش لوسط السودان . انا هنا لا اقارن شيخ اللمين بالشيخ العبيد ود بدر او الشيخ حسب الرسول .
قال لنا العميد يوسف بدري ونحن جمع من الشباب العائد من اوربا . . انتو ممكن تهاجموا الفكي والبصير والشيخ . لكن بالطريقة دي انتو بتزعزعوا الناس ساكت . لمن تجيبوا الشفخانة والمستشفي الناس يتخلي البصير والبخرات والمحايا . لمن تجيبوا المدارس الناس بتبعد من الفكي والبصير . لكن انتو كدة ما جبتو البديل وكسرتوا الحاجة بالبتطمئن الناس،، . ,,
احببنا الشيخ فرح ود تكتوك الذي قال النسا فيهم حريم فيهم رميم فيهم عقارب ساكنات الهشيم وفيهم دهب مخزون قديم . تجيها من الخلا تجيك من البيوت لا تديك لا موية ولا قوت ولا تخلي كلمة تفوت . وطبعا هذا ينطبق علي الرجال كذلك . وهو الذي قال عندما فرض عليه تعليم الجمل الكلام انه سيعلم الجمل في ظرف 7 سنوات .وعندما استغرب البعض قال لهم سبعة سنين يامات الفقير يا مات الامير يا مات البعير . وهو من طلب من رجل مطارد ان يختفي تحت القصب . وعنما سال المطاردون عن الرجل قال لهم تحت القصب . فانصرفوا . وعندما لامه الرجل قال الشيح ,, اكان الصدق ما نجاك الكضب ما بنجيك . الشيخ فرح ود تكتوك فكلك المشبوك قال لمن طلب منه ان يساعده ويصير غنيا واسم الرجل بدري امسك بيده وضربها وقال يا ايد البدري قومي بدري اتوضي بدري صلي بدري حشي بدري ازرعي بدري شوفي كان تنقدري. ,
عندما اعلن ود الترابي جد حسن الترابي انه المهدي المنتظر قبل محمد احمد المهدي بمئة سنة في الحرم استتيب وجلد في الحرم . ود الترابي تحكم في الناس لانه اشيع انه كان في بطن امهالتي ماتت . قاموا بدفنها . تذكر احد الادافنين انه قد نسي جزلانه في القبر . رجعوا الى الفبر ووجدوا المولود قد خرج من رحم امه ومن التراب وكان خارج القبر . ولهذا عرف بود التراي وهنالم بلدة اسمها ود الترابي .
كان مع ود الترابي في الحج الشيخ الصابونابي والذي قتله الدينكا ابيليانق في احدي غاراتهم . وعندما كان الناس يطالبون الشيخ الصابونابي بأن يأتي بكرامة مثل الشيوخ الآخرين رفض .والكرامات يصنعها الحيران لانه عندما يعلو اسم شيخهم يتحصلون على الاكل المال وانقياد الناس لهم ولشيخهم . وهذا ما حدث مع عبد الله التعايشي الذي كان يبحث عن من يصنع منه مهديا طاف السودان باحثا اعتقله الزبير باشا وارد قتله لانه كان يكتب الحجبات للرزيقات الذين هزمهم الزبير باشا . رفض رجال الدين قتله لأنه ليس بمحارب . عاد الى الزبير باشا واراد ان يبيع له فكرة المهدي . قال له المهدي انه سيقتله اذا لم يترك دجله . وجد ضالته في محمد احمد عبد الله ود الفحل . ويقول ود الفحل
ان رسول الله صلى عليه وسلم امرني بالهجره الى ماسه بجبل قدير و امرني ان اكاتب بها جميع المكلفين فمن اجاب داعي الله ورسوله كان من الفائزين ومن اعرض يخذل في الدارين . ويقول المهدي في صفحة 135 في نفس المجلد في خطابه الى احبابه في الله المؤمنين بالله و بكتابه. و اخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم انني المهدي المنتظر و خلفني صلى الله عليه وسلم بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه والسلام وايدني الله بالملائكه المقربين و بالاولياء الاحياء و الميتين من لدن ادم الى زمننا هذا, وكذلك المؤمنين من الجن . و في ساحة الحرب يحضر معى امام جيشي سيد الوجود صلى الله عليه و سلم بذاته الكريمه و كذلك الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه السلام و اعطاني سيف النصر من حضرته صلى الله عليه وسلم و اعلمت انه لا ينصر علي احد ولو كان الثقلين الانس و الجن.
الشيخ الصابونابي الذي يقسم الناس به في منطقة سنجة حيث وضعت رجلي في المدرسة لاول مرة ، كان يقول ،،، الاستقامة خير من الف كرامة ،،.
بعض الشيوخ كان ينظم الكرامات ويخرجها بعض حيرانه . الشيخ الامين شيخ الاسلام في التركية اراد ان يحلق شعره ولم يجدوا الموس . واتت حدأة او ،، حدية ،،ورمت لهم بموس . هلل الناس وقالوا انها كرامة . رفض كلامهم وقال ,, هل الموس ممسوحة بدهن مخ كالعادة ومربوطة بشريط احمر ؟ وعندما كان الجواب بنعم قال ان الحدية حسبتها لحما . وكان بعض رجال الدين يرفضون الخرافات . ان ما تقوم به الانقاذ هو تجهيل مقصود للناس . وانتشرت وسط الناس الشعوذة والدجل وكدنا ان نصير مثل الهند التي بها اكثر من 3 مليون موقع ديني يزار ويقدس كل نهر القانجي من منبعة في جبال الهملايا الي ان ينتهي في قنقا ساقان علي المحيط الهندي ويعتبر الاها يعبد وينبع من خصلات شعر الاله شيفا .وجزء كبير من الشعب متعطل بسب التفرغ للدين . والمال الذي يصرف علي الطقوس يكفي لبناء المستشفيات والمدارس والمصانع . صرنا نحن نماثل الهنود في الضلال والشعوذة والهوس الديني . لماذا لا يستضيف الاستاذ عادل بلة الغائب ؟ ان محن بلة الغائب فاقت الوصف . كاد ان يقول انا اعلم الغيب انا احيي واميت .
انا لا اوافق علاى الكثير من ممارسات شيخ الامين . ولكن الحق يقال انه محسود علي وسامته وطول قامته وماله وحضوره وكارزميته. وقديما كان في الناس الحسد . ولقد قال الشاعر الكردي العظيم احمد شوقي . المال منذ قدم تمثال يطاف به والناس منذ خلقوا عباد تمثال.
نعم لقد غير شيخ الامين كثيرا في النهج الصوفي والصوفيون قديما بعدوا عن السلطة ولبسو البسيط من الثياب . ولكن هل السيد عبد الرحمن مرفوض ؟ لقد مدح الشاعر عكير الدامر الانصاري السيد عبد الرحمن كثيرا وابدع . وقال ان لبس السيد عبد الرحمن ليس القفطان ولكن لبس الدروع وركوب عتاة الخيل . فقال له السيد عبد الرحمن انه ليس زمن لبس الدروع . وكان السيد عبد الرحمن يستدعي الاخ موسي ناصر المشهور بود نفاش . وموسي كان يعمل في بار الخواجه لمنيوس في المحطة الوسطي ويعرف كل امدرمان ، ويسأله …الناس بيقولوا شنوا يا موسي يا ولدي . .. كان موسي يصدقه الكلام ويقول ,, الناس ياسيدي بتقوا انت خليت درب ابوك ., ابوك زمان متكرب بالبرش ولابس الجبة وماشي بي رجلينو وبياكل القرض وانت اسي لابس القفطان الحرير وراكب الروزلرويس وتشرب موية التلاجة كزام بيعمل ليك الكيك كل يوم . ويضحك السيد عبد الرحمن ويقول له ,. الزمن اتغير … اسي انا اكان اتكربتا بالبرش،، حزام مضفور من الزعف ،، واكلتا القرض مافي زول بيسمع كلامي ولا بجيني .
واقع الحال انه ما يعرف بالجيكسي او البنات الجميلات ومن الاسر الميسورة واللونهم فاتح ديل ماكان بيتلموا مع البنات الغير كدة . لأن اللون الفاتح في السودان بيعتبر لسوء الحظ محمدة او رأس مال يضمن لصاحبته زوج تريان . والناس اللونا فاتح هم الصفوة في السودان .والمترفون قديما لم يعرف لهم الذهاب الي رجال الطرق الصوفية . شيخ الامين بممارساته التي لا اقرها ومنها السماح للحيران بتقبيل يديه والسجود له ، قد قرب الفتيات والفتيان الي الصلاة ومناقشة الشريعة والعبادات . وما يمارس لا يرقي الي ما يمارس عند الميرغنية من الطوابير التي تفوق طوابير البنزين لتقبيل يد المراغنة. ويحمل البعض احذيتهم وهم فرحون وكانها كأس الدوري . متي سيستضيف الاستاذ عادل الميرغني الذي يركب علي ظهور السودانيين بسسب افتراءجده الذي يقول في مناقب صاحب الراتب صفحة 102
ان رسول الله قال له ,, من صحبك ثلاثة ايام لا يمت الا وليا . وان من قبل جبهتك كانما قبل جبهتي . ومن قبل جبهتي دخل الجنة . ومن رآني او من رأي من رآني الي خمس لن تمسه النار …. مسكين شيخ الامين .
نعم لقد تضايق الناس من شيخ الامين . انا لا ادين اهلي في بيت المال وحي السيد علي والمحجوب وشدرة آدم وود البنا . ففي هذه المنطقة نشأت وتكون وجداني . ولكن في ايام طفولتنا كنا نري جيوشا من الاطفال والصبية والرجال في تنظيمات ورايات وملابس خاصة تخص الختمية وتضرب الطبول بالساعات العديدة في الصباح والمساء وتكاد الحركة ان تتوقف لم يشتكي اي انسان . وكانت الخالات من الفتيات يقضين الايام في عمل طواقي جميلة يبعنها بريال كبير او عشرين قرشا . ويدفعنها كبياض قبل ان يسمح لهن بتقبيل يد الشريفة التي تكون مستلقية . والميرغنية كانوا يتحصلون في التركية علي مرتب شهر واحد في السنة من مرتبات الجنود في التركية واراضي ومساكن المريدين . ويعيشون خيرا من بعض الملوك ويتحكمون في مصير الشعب والآن يناصرون البشير .
بخصوص الدجل والشعوذة ، تربطني صداقة قديمة مع شيخ اماراتي. وكان في ضيافتي في لندن . وحضر لزيارتي في السويد مصحوبا بمرافق وهو ظابط . وادين له بالشكر لانه تكفل بإقامة صديق عزيز وآخر كان من المفروض ان يبعد بسبب تعاطيه الخمر والعراك بعد حادث سير وهو المخطئ . وثالث . وكنت اتحرق لان اقدم له اي خدمة… وكنت اذهب الي قصره بدون استئذان في اي وقت . وفي احد الايام وعندما كان ضيوفه مشغولين بطاولة البيلياردو في مجلسه الضخم ، طلب مني ان آتي له بفكي كارب من السودان لانه يعرف انني لن احضر له الا من هو اهل بالثقة . فانتفضت غاضبا وقلت له انني لا اعتقد في هذه الخرافات ولا احب ان اتكلم عنها . وصدم الرجل الفاضل . وقال لي ان السحر مذكور في القرآن . وان عند البعض بمعونة الله سبحانه وتعالي مقدرة فك السحر والمساعدة بالسحر … الخ . فاعتذرت له بعدم معرفتي بمن يقوم بهذا النشاط . ولقد رايت سودانيا وهو يسكن مع الشيخ لفترة . وثم شاهدت شابا بعد فترة يتمتع بذكاء شديد وعيون نفاذة . كان يحفظ الدوبيت وشعر البطانة. استمتعت معه بهذا الجزء فقط من نقاشنا .
. بعض اهل الخليج يبحثون عن السودانيين لتلك الممارسات . ولقد طلب مني هذا الامر من عقلاء ومتعلمي اهل الخليج . كنت ارفض بشدة ولكن اذا سيد الذبدة قال اشووها … البعض يشويها ..
لقد قال شيخ الامين اكثر من مرة انه ساعد الهلال في الفوز … الخ لماذا الهجوم في الاعلام هذه الايام وبهذه المنهجية علي شيخ الامين ؟ التور اكان وقع كترت سكاكينو .
بروح الحي الذي تربيت فيه والنساء والرجال الذين كونوا وجداننا اقول اننا تعلمنا ان نقف مع الحق . انا لا اوافق علي افكار شيخ الامين . لكن انتو ما عينكم في الكبار ما تمشوا تقفلوا ليهم بيوتهم . مافي خيار وفقوس .
لامدرمان ايقاع خاص او كود اوف كوندكت طريقة تعامل . ما تعمل سبعة بي قرش . وما تتعالي علي اي زول . تتواصل مع جيرانك . ما توصل اي شئ للبوليس الجميع اهل . البطل ظعوط وهو ظابط شجاع وجد مطعونا حاول البوليس والاهل معرفة من طعنه لم يبح باسمه الي ان مات بعد فترة لا تزال الناس تذكره . انا في الحادية عشر من عمري طعنني خالد عبد الكريم والده العجلاتي المشهور في السوق بداية شارع كرري . رجعت من المستشفي بعد ارنيك تمانية والخياطة . لم تزد والدتي علي ان قالت لي ,, ود الناس الطعنك ده بتكون انت الغلطان عليه , , ولم يسألوني عن اسمه . كنت غلطانا لانني امنعه من المرور عن طريق حلتنا . رجعت من المدرسة وانا البس طاقية من شريط الاسبتالية لان علي جاد الله ضربني بفتيل كبير ولا يزال القطع ظاهرا في حاجبي الايسر والى اليوم اتواصل مع اخي على جاد الله بالذي يسكن في الحصاية خارج الدامر . كنت في العاشرة من عمري. لم يسألوني في المنزل عن ماذا حدث. .
علي شيخ الامين ان يصالح جيرانه وان يتصل بكبارهم . هو احسن من غيرو . بس شويه بالغ في اللبس ،، والمحلبية ،،. الناس روحها محرقاها ومفلسة . قلت لي اخبار ودعة كيف ؟؟؟
كركاسة
عند نشر هذا الموضوع في عدة مواقع تداخل معي اخي أقويم مسلمان وكتب .
والله انت يا شوقي محنك كتيرة كل يوم تطلع لينا حاجات حلوة من بيت الكلاوي. أتاري قلت لي الترابي من بين الأنبياء الكذبة عشان كده لسه مواصل في حاجاتو دي لااااامن فرتق بيها السودان في النهاية. زي ما بيقول أخونا باكاش والله لينا أسابيع نفتش في الراكوبة عن جديدك ما محصلينو. بس استرعى انتباهي يا شوقي ذكرك للشيخ الصابونابي ومحنتو مع أهلي دينكا أبيليانق بشمال أعالي النيل. صحيح علاقتنا مع عرب النيلين الأبيض والأزرق يسودها الهدوء والسلام دائماً ولم أجد في التاريخ المحكي إشارة إلى جروب بيننا وبينهم سوى هذه الواقعة التي جرى فيه تدمير مدينة الصابونابي المحصة وقتل شيخها قبل أكثر من قرنين من الزمان. وقتل قضى في تلك الواقعة أربعة من أبناء جدتي الكبرى (أدوت كر) التي أسميت عليها بنتي الكبرى فيما آثر أخوها (كر كوج) البقاء في المنطقة حيث أنشأ مدينة كركوج الحالية الواقعة على الضفة الشرقية من النيل الأزرق قبالة مدينة الصابونابي، بينما ذهب أخوها الآخر (أيويل) واستقر على ضفاف النيل الأبيض حيث أنشا قرية خور أيويل الواقعة الآن بين ربك والجبلين. بحكم أنك متبحر في هذه الأمور أخي شوقي لماذا لا تعطينا بعض التفاصيل حول هذا الموضوع في المرة القادمة.
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: السید عبد الرحمن صلى الله علیه الاستاذ عادل فی السودان شیخ الامین علیه وسلم طلب من قال له انا لا
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: المعركة مستمرة والحضور فيها يُعبر عن الإيمان والعطاء والجهاد المقدس
دعا إلى خروج مليوني مشرِّف عصر اليوم في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمن يقف اليوم في معركة “الفتح الموعود” موقفًا عظيمًا وتحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الذكرى السنوية للشهيد مناسبة مهمة ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها في استنهاض الأمة الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة يعكس النهج العدواني والإجرامي لواشنطن المجاهدون في فلسطين ولبنان والعراق واليمن اختاروا الخيار الصائب وعلى الأمة أن تعزز هذا الاتجاه في اوساطها
الثورة/ سبأ
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَــنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
حديثنا في هذه الكلمة عن المستجدات والتطورات، المتعلِّقة بالعدوان الهمجي، الإجرامي، الوحشي، الإسرائيلي على غزة ولبنان، يأتي في إطار الحديث عن الذكرى السنوية للشهيد، التي تكتمل يوم الغد إن شاء الله، ولها صلةٌ تامةٌ بموقف شعبنا العزيز المناصر للشعب الفلسطيني في غزة، والمناصر للمجاهدين في غزة، وكذلك للشعب اللبناني ومجاهدي حزب الله في لبنان.
شهداء مسيرتنا وشعبنا قضيتهم منذ اليوم الأول هي قضية الأمة، والموقف القرآني، والتوجه القرآني الحق، تجاه مسؤولية الأمة في مواجهة أعدائها، والمخاطر التي تهددها، وضرورة المعالجة لأسباب ضعفها ووهنها، وهذه ميزة لمسيرتنا القرآنية منذ يومها الأول.
والذكرى السنوية للشهيد هي من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا العزيز، ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها، ولها أيضاً بركاتها وآثارها الطيبة؛ فهي تهدف إلى:
ترسيخ قيم وثقافة ومكاسب الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى، والاستنهاض للأمة للنهوض بمسؤوليتها المُقدَّسة، التي نتاجها التحرر، والاستقلال، والعزة، والكرامة، وثمرتها المهمة جداً هي: تحقيق النصر، ودفع شر الأعداء وكيدهم.
وتهدف المناسبة أيضاً إلى التمجيد لعطاء الشهداء الذي هو عطاءٌ عظيمٌ مبارك، حقق الله به ويحقق للأمة النتائج المهمة.
وكذلك استلهام الدروس والعبر من جهادهم، وصبرهم، وأخلاقهم، وعطائهم، وتفانيهم في سبيل الله تعالى، وإخلاصهم لله، ومواقفهم العظيمة والمميزة، وقيمهم التي تجسد القيم الإسلامية والإنسانية، ومن شهادتهم ومظلوميتهم.
من السائد في واقع الأمم بمختلف أديانها، واتجاهاتها، وثقافاتها، وتقاليدها، وعاداتها، وأعرافها من السائد في واقعها هو التمجيد لتضحيات من يضحون بأنفسهم في خدمة القضايا المهمة في تلك الأمم، كقضية التحرر، والخلاص من سيطرة الأعداء، أو دفع شر الأعداء، والقضايا التي لها عناوين ذات قيمة إنسانية وأخلاقية، وهذا شيءٌ فطريٌ في واقع البشر؛ ولــذلك يمجِّدونهم، ويُخَلِّدون ذكراهم، ويقدمونهم في الواقع التعليمي والتثقيفي والإعلامي كنموذج ملهم وقدوة؛ لتحفيز وتشجيع غيرهم.
إلَّا أن منزلة الشهداء في سبيل الله تعالى، وقيمة الشهادة، هي منزلةٌ عاليةٌ، ومرتبةٌ رفيعةٌ، تفوق كل عطاءٍ وتضحية تحت أي عنوان، وقدسيتها أيضاً تميزها عن غيرها؛ فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هو من رفع منزلة الشهداء في سبيله، وأعلى مقامهم، وكرمهم تكريماً خاصاً؛ ولــذلك هذا يفوق كل شيء من جانب الناس، من تمجيدهم، من إشادتهم، من تقديرهم… من كل ما يقدمونه، ليس شيئاً في مقابل ما قدَّمه الله تعالى وما هو من عند الله، الناس يقدمون ما يقدمونه في مستوى تقديرهم هم، ورؤيتهم، ومقارباتهم في القضايا والأمور ومواقفهم منها، وبمحدودية ما يمتلكون أن يقدموه؛ أمَّا الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فميزانه على مستوى التكريم المعنوي، وعلى مستوى الجزاء، ميزانه الحق والعدل، وأيضاً هو “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” الغني الكريم العظيم المجيد، الذي بيده الخير كله؛ فهو “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” من رفع منزلتهم، وأعلى مقامهم، وكرمهم تكريماً خاصاً بهم، كما هو واضحٌ في الآيات المباركة، ومنحهم الخلود في نعيمٍ وتكريمٍ، وحياةٍ سعيدة، ووضعٍ استثنائيٍ، يميزهم عن غيرهم من الراحلين من هذه الدنيا، التي قال الله عنها: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}[الرحمن:26].
المصير المحتوم لكل البشر هو الموت والفناء؛ ولهذا يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم، مخاطباً لخاتم أنبيائه وسيِّد رسله محمد “صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ(34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء:34-35]، ولذلك في واقع البشر فإن الآلاف منهم يموتون يومياً، الذين يموتون يومياً من البشر من مختلف البلدان والشعوب والأمم بالآلاف يومياً، في كل يوم من مختلف الأعمار، ومن مختلف الفئات: من كبارٍ وصغار، وأغنياء وفقراء، ممن هم أصحاب جاهٍ وسلطان، ومن غيرهم، من كل الناس، في كل يوم هناك الآلاف يرحلون من هذه الدنيا، ومن امتد به العمر يهرم، ويعجز، وَيَفْقِد قواه الواحدة تلو الأخرى، ثم يموت، ليس هناك خيار آخر في مسيرة الإنسان في هذه الحياة، وفي توجهه، يمكن أن يضمن له البقاء في هذه الدنيا، والخلود الأبدي في هذه الدنيا، والسلامة من الفناء والموت والرحيل من هذه الحياة، فلو اتخذ الإنسان أي خيار، أو أي قرار، أو اتجه أي توجه، فلن يسلم بذلك ولن ينجو بذلك من الرحيل من هذه الحياة؛ لأنه أمرٌ محتومٌ في واقع كل البشر، بل إن الحياة الدنيا بكلها لها أجل.
الناس لهم آجالهم، ويرحلون من هذه الحياة جيلاً بعد جيل، ووجودهم بشكلٍ عام في هذه الدنيا له أجل، يأتي يوم من الأيام، ينتهي هذا الأجل، تقوم القيامة، تأتي أولاً ما قبل قيام الناس وبعثهم يأتي فناؤهم، ويأتي موتهم وهلاكهم، الذين يكونون معاصرين في تلك المرحلة من نهاية التاريخ والوجود البشري، يأتي فناؤهم بالصيحة، التي يُعَبِّر القرآن الكريم بها عن النهاية الحتمية للوجود البشري على هذه الأرض، في الزلزال العظيم المدمر، الذي به فناء هذه الحياة بشكلٍ نهائي؛ من أجل التمهيد للحياة الأخرى.
ولــذلك البعض، نتيجة لشدة حرصهم على البقاء في هذه الحياة، قد يتخذون خيارات خاطئة، وقرارات خاطئة، ويتجهون اتجاهات خاطئة، منحرفة، يخسرون بسببها مستقبلهم الأبدي العظيم المهم في الآخرة، الذي هو مستقبلٌ لا نهاية له، خلودٌ بحياةٍ خيرها خالص، وشرها خالص، وعلى أعلى مستوى.
ولــذلك فالشهادة في سبيل الله تعالى هي فوزٌ عظيم، طالما لابدَّ من الرحيل من هذه الحياة، لابدَّ من الفناء في هذه الدنيا، لابدَّ من الانتقال من هذه الحياة؛ فالشهادة في سبيل الله تعالى هي فوزٌ عظيمٌ وربحٌ حقيقي، واستثمارٌ واعٍ لما لابدَّ من حصوله للإنسان، وهو الرحيل من هذه الحياة، الشهيد استثمر هذا الرحيل استثماراً عظيماً ومهماً، واستفاد منه، والميزة التي جعلها الله للشهادة والشهداء هي: الحياة في تكريمٍ خاصٍ بهم، ونعيمٍ وسعادةٍ عظيمةٍ وحقيقية، وهذا واضحٌ وجليٌ في آيات الله في القرآن الكريم، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 169-171].
هذه الآيات المباركة هي تُبَيِّن أن هناك بالفعل ميزة خاصة للشهادة والشهداء، وهي: أنهم ينتقلون من هذه الحياة، إلى حياةٍ أبدية، سعيدة، في ضيافة الله تعالى، وتكريمه العظيم، وهذا تكريمٌ من جهة، وفوزٌ عظيمٌ من جهة أخرى؛ لأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بكرمه العظيم لا يخسر معه أحدٌ أبداً:
على مستوى العطاء المادي: الإنفاق في سبيل الله يضاعف لك بسبعمائة ضعف.
على مستوى الجود بالنفس، والتضحية بهذه الحياة: الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يجازيك على ذلك، ويعوضك عن ذلك، ويثيبك على ذلك حياةً سعيدةً، عظيمةً، راقيةً، هنيةً، تعيش فيها وأنت في سعادةٍ تامة، لا يشوبها أي كدر، في حالة فرحٍ، واستبشارٍ وسرورٍ دائم، ليس هناك ما يُنَغِّص عليك تلك الحياة، ولا يشوبها أي كَدَرٍ يؤذيك أو يزعجك.
فالآيات المباركة واضحة تماماً، تحدثت عن ميزةٍ لهم، أَكَّدها أيضاً بقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}[البقرة:154].
ومع هذا الوضوح والبيان، البعض لا يستوعبون هذه الحقيقة كما هي، بوضوحها التام، وقد بيّنها الله في آياته البيّنات: (لَا تَحْسَبَنَّ)، (وَلَا تَقُولُوا) أيضاً، هذه كافية في أن تكون النظرة مختلفة، وأن نعي هذه الميزة للشهادة والشهداء، وأنها حقيقية.
لماذا هذا التكريم العظيم المعنوي والمادي، وهذا المقام الرفيع؟ لأنه أيضاً يُعَبِّر عن منزل عالية عند الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومرتبة رفيعة، هذا بكله يدل على أهمية الجهاد في سبيل الله تعالى وفضله؛ لأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عندما قدَّم هذا العطاء العظيم لمن يقتلون في سبيله، هذا يُشَجِّع الكثير من الناس، ممن قد يكون العائق أمام انطلاقتهم هو الخوف من الموت، وهو يعتبر من أكبر العوائق التي تؤثِّر على الكثير من الناس.
الكثير من الناس يتأثرون بحرصهم على البقاء في الحياة، وخوفهم من الموت، فعندما قدَّم الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هذا العطاء، وهذا التكريم العظيم، هو يعالج أكبر مشكلة وعائقٍ نفسيٍ لدى الكثير من الناس، وبالتالي عندما يعرف الإنسان ويثق ويؤمن بأن الشهادة في سبيل الله يترتب عليها هذا النعيم العظيم، وهذا التكريم العظيم، يشجعه ذلك للانطلاقة، فهو ينشد تلك الحياة العظيمة، التي هي أهنأ وأسعد وأرقى من هذه الحياة.
الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورةٌ حتميةٌ، لكي تسود قيم الحق، والخير، والعدل، والرحمة؛ ولدفع الأشرار وشرهم، حتى لا تبقى الساحة البشرية خاليةً للأشرار، ولشرهم، ويبقى الميدان مفتوحاً أمامهم؛ لأن سيطرتهم تُشَكِّل خطراً حقيقياً على المجتمع البشري في كل شيء: في أمنه، واستقراره، وحياته، وإنسانيته؛ لأنهم يفسدون الناس، ويفسدون حياة الناس، ويظلمون الناس، وشرهم كبيرٌ جداً على الناس.
أمَّا الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فهو الغني، الغني عن الناس كلهم، وعن المجاهدين بأجمعهم، وعن كل عملٍ صالح، من جهادٍ وغيره يعمله الإنسان، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ}، {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}[العنكبوت:6]، حتى تلك القيم والتعليمات التي قدَّمها الله لعباده، هي لصالحهم في حياتهم، قيم الحق، العدالة، الرحمة، الخير، هي لمصلحة الناس، وهي لاستقرار حياتهم، ولصلاح حياتهم؛ أمَّا إذا غُيِّبَت، وَغُيِّبَت هذه الفريضة، التي تجعل اتجاه الحق والعدل والخير في موقع القوة، والحماية للمجتمع، وتجعل المجتمع في حالة منعة، وعزة، وحماية؛ فالبديل عن ذلك هم الأشرار، بشرهم، بإجرامهم، بعدوانيَّتهم، بظلمهم، ببغيهم؛ ولــذلك بيّن الله في القرآن الكريم الفارق الكبير بين جهتين:
جهة تمثل الشر، ويتمثل الشر فيها.
ونموذج يمثل الخير، ويتمثل الخير فيه.
فقال “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: 104-207].
هكذا أتت هذه الآيات الكريمة مترابطة؛ لتقدم نموذجين، كلاهما من الناس، وكلاهما يمثل امتداداً في المجتمع البشر في كل عصرٍ وجيل؛ ولــذلك المسألة واقعية (مِنَ النَّاسِ) لا ينحصر هذا بعصرٍ وزمنٍ مُعَيَّن، ولا حتى- مثلاً- في فئة محدودة من الناس، هذا النموذج الشرير، الذي يتمثل الشر فيه، والإجرام، والعدوان، والظلم، والإفساد، بمستوى عالٍ جداً، وحالة واقعية، تمتد عبر العصور، وتُشَكِّل خَطراً على الناس في كل زمن.
فالنموذج الذي يمثل الشر والإجرام، والنموذج الظلامي المفسد، هو من تتمثل فيه تلك المواصفات التي وضحها الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بشكلٍ جلي، نموذج يستخدم العناوين الجذابة لمجرد الخداع فقط، هو على مستوى العناوين يُقدِّم للناس عناوين مخادعة، عناوين جذابة، عناوين تعجبهم؛ ولــذلك قد يصل الحال بالكثير منهم إلى أن ينخدعوا به، بالرغم من سوئه كنموذج، وكفئة سيئة، ظالمة، مفسدة، لكنهم انخدعوا بتلك العناوين البرَّاقة الجذَّابة، التي هي لمجرد الخداع؛ بينما اتجاهه العملي والفعلي متباينٌ تماماً مع تلك العناوين حتى هي، وحتى المضمون الصحيح لها، العدو هو يستخدمها، تلك الفئة (فئة الشر والاجرام) تستخدم العناوين ولها أهداف أخرى؛ لمجرد الخداع، وتحاول أن تسوق بها الناس إلى أشياء أخرى أيضاً.
من أبرز وأوضح من يتمثل فيه تلك المواصفات تماماً، على مستوى ما يقول، وعلى مستوى ما يعمل، وفي سلوكه وأساليبه، في عصرنا وزمننا هو: النموذج الغربي، وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم من أتباع الصهيونية وغيرها، من يدور في نفس الاتجاه، {يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}، وفعلاً نجد الكثير من أبناء أمتنا حتى، وليس في بقية المجتمعات، من أبناء هذه الأمة المنتمية للإسلام، أبناء هذه الأمة التي أنعم الله عليها بالقرآن الكريم، الكفيل بأن تكون على أعلى درجات المستوى من الوعي والبصيرة، وألَّا تنخدع بأي فئةٍ من فئات الضلال، لكن تجد الكثير من أبناء هذه الأمة، من النخب، والمثقفين، والأكاديميين، والسياسيين، يُعْجَبُون إلى منتهى الإعجاب، يعجبون- فعلاً- بمنتهى الإعجاب بما يقوله الغرب، بما تقوله أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، بما يقوله أتباع الصهيونية المتوحشة الإجرامية عن: الحُرِّيَّة- عناوين برَّاقة ومخادعة- وحقوق الإنسان، والحضارة، والرفاهية، والرُّقِي، والازدهار، والسلام، وحقوق الحيوان وليس فقط حقوق الإنسان… وقائمة طويلة من العناوين، التي يكررونها ليل نهار، ويُسَوِّقُون لها وَيُرَوِّج لها المعجبون بهم وبقولهم، يُرَوِّجُون لها عن المستوى التنظيري، يُقدِّمونها في الجانب الفكري، والجانب التثقيفي، والجانب الإعلامي، والدعاية الإعلامية… وغير ذلك.
بل والبعض يتتلمذون لهم، يتتلمذ للمدرسة الغربية؛ ليكون مُرَوِّجاً لها، ومعجباً برموز فيها، رموز تحت عنوان الجانب الفكري، مفكرين، ومثقفين… وغير ذلك، والبعض يتجنَّد للترويج لما يقولونه.
في الوسط النسائي كذلك، عن: حقوق المرأة، ويتحدثون ليلة نهار، وفي بلدان كثيرة، ويستخدمون هذا العنوان لاختراق شعوب كثيرة، وتنخدع البعض من النساء كما انخدع الكثير من الرجال، ينخدعن بذلك، وَتُعجَبُ بما يقولونه، والبعض يستقطبن تحت هذه العناوين.
من يعجبون بما يقوله أولئك، بما يقوله الغرب، بما تقوله أمريكا، بما تقوله إسرائيل، بما تقوله الدول الغربية، بما يقوله أتباع الصهيونية، ينسون تماماً أن أولئك الذين يتحدثون بتلك العناوين البرَّاقة، هم من أفعالهم، وسيرتهم، وتصرفاتهم، وسياساتهم، وتوجهاتهم، في منتهى الإجرام، والوحشية، والطغيان، والإفساد في الأرض، والإفساد للمجتمع البشري، والتحلل من القيم والأخلاق الفطرية الإنسانية، التي أودعها الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في نفوس الناس، وجعل للمجتمع البشري والإنسان الميزة بها حتى على بقية الحيوانات، ينسون كل ذلك، ينسون أن الرصيد التاريخي لتلك الدول: للأمريكي، للبريطاني، للفرنسي، للألماني، رصيد إجرامي مهول، ومفجع، وكارثي، وفظيع للغاية، وكأنك تقرأ بأسوأ مما يمكن أن تقرأه عن الغابة، عن: الضباع، والذئاب، والثعالب، تجد أولئك أكثر توحشاً من الوحوش المتواجدة في الغابات، كُلٌّ منهم رصيده الإجرامي هو القتل للملايين من البشر، بأسوأ أساليب الإبادة، ولمختلف فئات الناس: للرجال والنساء، ليس هناك لا حقوق رجال، ولا حقوق نساء، للأطفال، ولا حقوق للطفل عندهم، ولا للكبار، ولا للصغار.
الأمريكي- منذ يومه الأول- ماذا بنى كيانه عليه؟ أُسِّس الكيان الأمريكي على الإجرام، بإبادة الهنود الحمر، السكان الأصليين لتلك المنطقة التي سُمِّيت أمريكا، ونشأت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، الملايين (أطفالاً، نساءً، كباراً، صغاراً) أبادهم المستعمرون، المتسلطون، الغزاة، الأوروبيون الذين اتجهوا إلى تلك المنطقة لاحتلالها، والسيطرة عليها، وإبادة سكانها من الوجود، من يقرأ الممارسات الإجرامية لإبادة الهنود الحمر يستغرب، ويتفاجأ، ويندهش، كيف يمكن لإنسان بقي فيه ذرة من الإنسانية أن يتصرف بكل تلك الوحشية، والإجرام، والطغيان، والعدوانية؟! ولكن هذا هو ما حصل.
ثم ما بعد ذلك، الأمريكي اقرأ عن سيرته، يتحدث ليل نهار عن السلام، السلام، السلام، ولا أحد ربما في العالم يتحدث عن السلام بقدر ما يتحدث عنه الأمريكي، وحقوق الإنسان، والحياة الرفاهية للشعوب… وغير ذلك، ثم هو الذي: أباد دفعةً واحدة في غضون دقائق، مئات الآلاف من البشر في اليابان، بقنابل نووية محرمة، يستخدمها للإبادة الجماعية، لمسح مُدُنٍ من على وجه الأرض بكل من فيها، بكل أطفالها ونسائها، وكبارها وصغارها، ويفعل ما فعل في فيتنام، يُحرِق مئات الآلاف من المجتمع البشري بالنار، يُحرِقُهم بالنار، بوسائل وإمكانات لإحراقهم وإبادتهم، وبالقنابل، وبالقتل بكل أشكال القتل، ثم هو ذلك الذي فعل ما فعل في العالم الإسلامي، ما فعله في العراق، أباد مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي المسلم ظلماً وعدواناً، أباد مئات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني المسلم، ارتكب الجرائم في كل أنحاء العالم، السجل الإجرامي له واسعٌ جداً، وليس لغيره مثله، وهكذا هو شريكٌ أساسيٌ مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي، في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقودٍ من الزمن في فلسطين، ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وضد البلدان العربية المجاورة في: لبنان، وسوريا، والأردن، ومصر.
وهكذا هو حال الشركاء الآخرين:
بريطانيا: ودورها من قبل دور أمريكا على المستوى الفعلي، في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين، وتجنيدها، وتسليحها، وتمكينها، ودعمها، ومساندتها، والمشاركة معها في قتل الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، وقراؤهم، ومدنهم، والسعي لتمكين تلك العصابات من احتلال فلسطين.
الفرنسي: مساهم مساهمات كبيرة، في الدعم بالتسليح وغيره، والدعم السياسي.
ولذلك في قصة المباريات، التي حصلت في فرنسا هذا الأسبوع، ذهب رؤساء فرنسا، وليس فقط الرئيس القالي لفرنسا، بل ومن قبله، والشرطة الفرنسية، لكي تحضر المباراة؛ من أجل أن يقووا بأنفسهم الصهاينة، الذين يحضرون إلى هناك (إلى فرنسا) للمشاركة في المباريات، ولانزعاج الناس منهم، المجتمعات منهم، بما فيها الكثير من المجتمع الفرنسي؛ فهم يقلقون من أن يكون هناك هتافات، تُعَبِّر عن السخط من الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد الشعب اللبناني، فمن شدة الاهتمام يحضر الرؤساء الفرنسيون، الرئيس الحالي ومن قبله، لأن يقووا بأنفسهم الصهاينة واليهود، أن يجعلوا من أنفسهم الفداء لهم، إلى هذا المستوى من الاهتمام.
الألماني: وما يقدِّمه الكثير والكثير من القذائف، من السلاح، من الدعم السياسي، والدعم الإعلامي… وهكذا غيره.
قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية، اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية، وفي المقدمة ضد الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من مأساة لا مثيل لها في كل أنحاء المعمورة، وضد الشعب اللبناني، وضد شعوب أمتنا بشكلٍ عام، هي تَتَّجه من منطلقٍ عقائدي، ورؤية وفكر، وتوجه، وليس مجرد ردة فعل ناتجةً عن استفزاز من هنا أو هناك؛ ولهذا يستغرب الإنسان ويندهش، عندما يلحظ أن البعض من السياسيين، البعض من المسؤولين العرب، البعض من الإعلاميين، يتحدث عن المجاهدين في فلسطين، أو عن حزب الله في لبنان، أو عن محور المقاومة، وكأنه هو من استفز العدو الإسرائيلي واستفز أمريكا، وأنه هو سبب المشكلة فيما يحصل، أو عن الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن إيران هي مشكلة تجاه ما يحصل!
ما يحصل هو قبل نشوء هذه الحركات المجاهدة في فلسطين ولبنان، الأمريكي، والبريطاني، والأوروبي، اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به، وهو مشروع عدواني تدميري لكل أمتنا الإسلامية، وفي المقدِّمة تلك الرقعة الجغرافية المهمة من هذه المنطقة، التي تشمل فلسطين، وبقية الشام: (لبنان، سوريا، الأردن)، والحديث عن الأردن حديث متكرر من جانب الصهاينة، وتشمل أيضاً مصر، وتشمل أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية، تشمل جزءاً من العراق، على مستوى السيطرة المباشرة والاحتلال المباشر، وتشمل المنطقة بكلها، ما يُعَبِّر عنه الأمريكي والإسرائيلي كلاهما بالشرق الأوسط، وتغيير وجه الشرق الأوسط، والسيطرة على الشرق الأوسط، يعني: المنطقة بكلها، والتحكم في شعوبها بكلها، والسيطرة على الجميع، والتحكم بالجميع، بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية، التي هي عدوانية، وتدميرية، وشرٌّ مطلق على أمتنا وشعوبها.
ولذلك ليست المسألة مسألة ردة فعل، أتت منهم لأن أحداً استفزهم بكلمة من هنا أو هناك، أو أثار مشكلةً معهم، هم ابتداءً من تحركوا للعدوان على أمتنا، لاحتلال هذه الأوطان، لاستهداف هذه الشعوب من لهم موقف من هذه الأمة في دينها، في وجودها الحضاري والمستقل… وغير ذلك، فهذه مسألة واضحة.
ولأنه اتجاه عدواني، إجرامي، مفسد، يفسد كل شيء، يستهدف الناس لإفساد حياتهم في كل شيء، على المستوى الأخلاقي والقيمي، على مستوى المجالات: يفسد الحياة السياسية، الحياة الاقتصادية، المجال الاقتصادي، الجانب الاجتماعي… كل الحياة، وهو اتجاهٌ ظالمٌ، يظلم الناس، يفتك بهم، أَلَدُّ الْخِصَامِ، وظلامي: في رؤيته، في توجهه، في فكره، في ثقافته، ظلاميٌ بكل ما تعنيه الكلمة؛ فهو لا يرعوي لأي اعتبارات: قيمية، أخلاقية… غير ذلك، {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}، هو إلى مستوى أنه لن يتحاشى حتى من أجل الله، من أجل تقوى الله تعالى، من التخويف بعذاب الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” والعقوبة الإلهية، من التذكير بالله، فما بالك بأي اعتبارات أخرى، هل يمكن أن يرعوي لبيان من أمم متحدة، أو بيان من منظمة هنا أو هناك، أو بيانات المطالبات والمناشدات، التي يمكن أن تصدرها مؤسسات أو منظمات هنا أو هناك؟ لا يرعوي لأي منها؛ إنما يزداد تعنتاً، {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}، ويزداد إمعاناً في الجريمة، وَرَدَّت فعله حتى تجاه ذلك، يصدر بيان من الأمم متحدة، يرتكب جرائم أكثر في المقابل؛ لإثبات تعنته، وغطرسته، ولا مبالاته؛ فهو إذا لم يكن للقيم الدينية عنده اعتبار، فبالأولى غيرها.
هو- في نفس الوقت- كما شاهدنا في قصة بعض المنظمات الدولية، كمجلس الأمن، هو مؤسسٌ فيها، ومنذ يومها الأول أسَّسها وبرمجها وهندسها لتكون بالشكل الذي يخدم برنامجه العدواني، الإجرامي، الانتهازي، السلطوي، الذي هو: طغيان، وإجرام، واحتلال، وسيطرة، وتحكم، ونهب لثروات الشعوب، وسيطرة عليها، واستغلال لها؛ ولذلك جعلوا لأنفسهم ما يُسَمُّونه بالفيتو، وحق النقض؛ ولــذلك حتى بالأمس عندما صدر قرار، اجتمع مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بوقف قتل الأطفال والنساء في غزة، يقوم الأمريكي ليعلن حق النقض، يعترض وينقض قرار مجلس الأمن؛ لأنه قرار يوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وهذا النوع من القرارات غير مقبول عند الأمريكي؛ لأن نهجه عدواني، إجرامي، متوحش، واتجاهه هو هذا الاتجاه لإبادة الناس، ولاسيَّما العرب والمسلمين؛ ولــذلك فلا المناشدات، ولا بيانات المطالبات، ولا القمم الفارغة، التي يجتمع فيها الزعماء لإصدار بيان فقط، يكتب على الورق ويُنسى، ويغادر كلٌّ منهم إلى قصره وقد نسي كل شيء، كلها لا جدوى منها.
انظروا إلى وحشية العدو الإسرائيلي، وهو يسرف في الدماء، يتعمَّد إبادة الأطفال والنساء والأهالي، يركز على المستشفيات كأهداف أساسية، وكأنها قواعد عسكرية عملاقة، يعلنها أهدافاً لحملاته العسكرية والإجرامية، يستهدفها، يركِّز على المجازر الجماعية؛ لأنه يريد إبادة أكبر قدر ممكن من الأطفال والنساء والأهالي، يعتمد التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة، ومنع الأدوية، ومنع الخدمة الطبية بكلها؛ لأنه يريد الإبادة بكل الوسائل، يعذِّب الأسرى، يمارس أبشع الجرائم لاستهداف بعضهم حتى بالاغتصاب، وانتهاك الحرمات والكرامة، يدمِّر المساجد، ويمزِّق المصاحب ويحرقها، يدمِّر أفران الخبز، يستهدف كل مقومات الحياة، كل الوحشية، كل الإجرام، كل الطغيان، تراه جلياً في واقعه، وهذا ليس فقط إسرائيلياً، هو أيضاً أمريكي، أمريكي إسرائيلي، ومدعوم من فرنسا، من ألمانيا، من بريطانيا… من مجتمع الغرب الذي يقف هذه الوقفة؛ لولائه للصهيونية.
ما يقارب الـ(ثلاثة آلاف وثمانمائة وخمسة وستين مجزرة)، على مدى أربعمائة واثني عشر يوماً، ولا تزال آلاف الجثامين من جثامين الأطفال والنساء والمدنيين، الذين استهدفوا في منازلهم، في الأحياء، في المدن، لا تزال جثامينهم بين الأنقاض، وتختلط أشلاء البشر الممزقة والمتناثرة والمنتشر بالدمار، وعلى وجه الأرض في الشوارع، يتضوَّر أكثر من مليوني إنسان جوعاً؛ لأن العدو الإسرائيلي المتوحش- بشراكةٍ أمريكية- يمنع عنهم الغذاء، وإذا دخلت كمية ضئيلة محدودة من المواد الغذائية، فهو يستهدفهم أثناء التجمع عليها، ولم يكتفِ بذلك، بل شكَّل عصابات، تقوم بالتقطع لأكثرها ونهبها، ويستهدف الجهاز الإداري الحكومي في غزة؛ لكيلا يقوم بتنظيم الامدادات والمساعدات الضئيلة جداً التي تصل؛ لأنه يريد أن تنتشر الفوضى.
ولذلك يتجلَّى أهمية وضرورة أن يكون في واقع الناس ما يمثل حمايةً لهم، ما يوفر حمايةً لهم من ذلك ابتداءً، كما قال الله تعالى بعد تلك الآيات مباشرة، في سياقها، عَقِب أن قدَّم لنا ذلك النوع، الذي نرى أكبر مصاديقه، وما تنطبق عليه تلك المواصفات في عصرنا، في الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهم، بعد تلك الآيات مباشرةً يُقدَّم لنا النموذج الذي يُشكِّل حمايةً للأمة، وصمام أمان؛ لوقايتها من شر ذلك النوع الإجرامي المفسد، تلك المواصفات عنهم، في أفعالهم الإجرامية، ونهجهم الإجرامي: (أَلَدُّ الْخِصَامِ، إِهلَاك الحَرْثِ وَالنَّسل)، نرى مصاديقها في الواقع بشكلٍ تام، فالله قال عَقِبَ ذلك: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة:207]، هذا النموذج الذي يقف بوجه أولئك، من الناس من تنطبق عليهم تلك المواصفات الإجرامية، ونراهم في عصرنا بكل وضوح، في مقابل أولئك، من يتصدى لهم، من يقف بوجه شرهم، من يحمي الأمة منهم؛ لأنهم يشكِّلون خطورةً حقيقيةً فعليةً على الناس، والشواهد واضحة، ملء سمع الدنيا وبصرها، من يشكِّل ضمان للأمة، حماية للأمة، سنداً للأمة، هو هذا النموذج العظيم الذي قال الله عنه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة:207].
والمسألة كانت من البداية، يعني: لو بقي هذا النموذج، وأتى في واقع الأمة ليسود هو التوجه في واقع الأمة؛ لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، منذ بدايات استقدام العصابات الصهيونية الإجرامية اليهودية إلى فلسطين المحتلة، بحمايةٍ بريطانية، وإشرافٍ بريطاني، لو قام العرب واتَّجهوا هذا التوجه القرآني الإيماني: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}[البقرة:207]، أوجدوا هذا النموذج، ودعموه، وساندوه؛ لحمى هذه المنطقة بشكلٍ عام، وحمى فلسطين، وحمى الشام بكلها، وحمى محيطها القريب: مصر، والتي تكبَّدت الخسائر الكبيرة جداً من العدو الإسرائيلي، سوريا، لبنان، وهكذا الأردن… وهكذا بقيت المناطق العربية، والشعوب العربية، والبلدان العربية، العالم الإسلامي؛ لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
هي تحرَّكت آنذاك، لكنه لم يكن تحركاً لا بحجم المسؤولية، ولا بمستوى التحدي والمخاطر، ولا وفق رؤية صحيحة، كانوا يتحرَّكون كردة فعلٍ لحظية، يفشلون وانتهى الأمر، ثم يتحرَّكون في مرحلة أخرى تحركاً لحظياً، ليس مدروساً، ولا مسنوداً، ولا وفق رؤية صحيحة، ويفشلون، ولا من منطلق صحيح، مثل هذا المنطلق: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة:207]؛ ولــذلك كانوا يفشلون.
وهنا يتجلَّى أهمية أن تكون الانطلاق إيمانية وجهادية في سبيل الله؛ لأنه يتوفر الدافع الكبير والقوي جداً، وكذلك التقديس للمسؤولية، والبصيرة، والوعي، والاستعداد العالي للتضحية، والصبر؛ ولــذلك قدَّم القرآن الكريم النموذج الراقي، الذي يمثل الأمل والخلاص، والسِّدَّ المنيع في مواجهة قوى الشر الإجرامية، في هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة:207].
أولئك الذين ينطلقون وفق هذا المنطلق القرآني، ينطلقون بهذه الانطلاقة المقدَّسة العظيمة: من أجل الله، الغاية هي: ابتغاء مرضاة الله، ليست غاية مادية، ولا غاية سياسية، ولا انتهازية، ولا استغلال للشعوب، هي غاية مقدَّسة، غاية عظيمة، تجعلهم محط رعاية الله، وتأييد الله، ومعونة الله، ويتحرَّكون وفق تعليماته “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبالقيم الإيمانية الراقية، وهكذا بالأخلاق الإيمانية العظيمة، التعليمات الإلهية القيِّمة، التي تميِّز انطلاقتهم، ويحملون الدافع العظيم، فهم يتجنَّدون مع الله لحماية عباده، فهم حماة الأوطان، حماة الأعراض، حماة الممتلكات، حماة الأمة، ودرع الأمة الحقيقي، وذُخر الأمة، الذين يجب أن تلتف حولهم، هم يتحرَّكون لمصلحة الناس، في سبيل الله، وسبيل الله هو حماية للأمة، إنقاذ للمستضعفين، دفعٌ لشر الأشرار والمجرمين، السقف العالي في منطلقهم لعطائهم هو: بذل النفس في سبيل الله تعالى، تقديم الروح؛ ولــذلك فهم يقدِّمون أيضاً كل شيء: الجهد، المال، العمل، التحرك الفاعل جداً؛ لأن من ينطلق بهذه الروحية، لتقديم نفسه في سبيل الله، وبذل حياته في سبيل الله، سيكون على مستوىً عالٍ من الفاعلية في كل الأعمال، ودون ذلك (دون ما هو في مستوى العطاء بالنفس والحياة) سيقدِّمه بكل رحابة صدر، فهم ينطلقون بفاعلية عالية، بسقفٍ عالٍ، بصبرٍ عظيم، بثباتٍ كبير، بتماسك، ويحظون برعايةٍ من الله، وعونٍ من الله، وفق ما وعدهم في القرآن الكريم، يحررهم أيضاً هذا السقف العالي من القيود والمخاوف، يرقى بالأمة إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات مهما كان حجمها، ومهما امتلك الأعداء؛ لأن من ينطلقون هذا المنطلق لا يُقيَّدون ويُكبَّلون بالخوف والرُّعب والذِّلة من المواجهة، ومن نتائج المواجهة، يواجه وهو مستعد أن يستشهد في سبيل الله.
والأمة بحاجة إلى هذا، في مقابل التحديات التي كَبُرت إلى ما وصلت إليه؛ لأن الأمة تخاذلت لزمنٍ طويل، وفرَّطت لزمنٍ طويل، حتى تمكن العدو مما وصل إليه، ولأن الأمة تراجعت عن الكثير من مبادئها، وقيمها، وأخلاقها، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، الأمة بحاجة إلى النموذج الإيماني الجهادي القرآني، الذي ينطلق ببصيرة ووعي، يعرف من هو العدو، ومن هو الصديق، واتِّجاه الأعداء هو مستمر في الاستهداف للأمة، السياسات الأخرى، الخيارات الأخرى لن تقي الأمة من شرهم، العرب جرَّبوها كثيراً وفشلت، كم هناك من مبادرات، كم هناك من تنازلات، كم هناك من قمم، كم هناك حتى من اتفاقيات برعاية أمريكية وأوروبية… وغيرها، وكلها فشلت، ولم تمثل أي حماية للأمة.
الآن يتحدث الإسرائيلي بكل ثقة أنَّ الأمريكي سيمنحه أيضاً الضفة الغربية وغزة، والذي اختاره [ترامب] ليكون سفيراً له لدى العدو الإسرائيلي، يتحدث عن أنه لا يؤمن بأنَّ هناك احتلال في فلسطين إطلاقاً! وأنه لا يؤمن بأن هناك شيء اسمه الضفة الغربية، ولا شيء اسمه غزة، هناك المسميات اليهودية فقط! و[ترامب] هو الذي وهب الجولان السوري المحتل للعدو الإسرائيلي، وكأنه من إرث أبيه.
المجاهدون من أبناء الأمة، في فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، هم الذين اختاروا الخيار الصحيح، الصائب، الحكيم، وينبغي للأمة أن تعزز هذا الاتجاه؛ لأنه هو الخيار الصحيح، الذي يحمي الأمة من الضياع، ومن الاستنزاف، الخيارات البديلة هي استسلام، ضياع، أو استغلال بيد العدو، واستنزاف وقتال مع الأمريكي، كما يفعل البعض.
نرى أنَّ الاتجاه الجهادي هو ناجح في فلسطين، في لبنان، في اليمن، في العراق، والفاعلية لهؤلاء المجاهدين، بالرغم من إمكاناتهم المحدودة جداً، فاقت الجيوش العربية النظامية، التي كانت تُهزم هزيمةً ساحقة في غضون أيام، بما هو أقل بكثير مما يواجهه المجاهدون في قطاع غزة، وهم محاصرون، ويعانون من الخذلان العربي.
تماسكهم بالرغم مما يقدِّمون من شهداء، واستبسالهم، ونكايتهم بالعدو، تعود إلى هذه الروحية الإيمانية الجهادية، والصلة الإيمانية بالله تعالى؛ ولذلك في هذا الأسبوع، ونحن في الشهر الثاني من العام الثاني، والمواجهة لم تتوقف، لا يزال المجاهدون في فلسطين، في غزة، من: كتائب القسام، وسرايا القدس… وبقية الفصائل المجاهدة، مستمرون، ثابتون، ينكّلون بالعدو، ولا زالت العمليات البطولية مستمرة، أربعة وعشرين عملية نفَّذتها كتائب القسام خلال هذا الأسبوع، عمليات بطولية، وعظيمة، ومشرِّفة، منها عمليات جهادية فدائية، يذهب المجاهد الفدائي وهو يحمل تلك العبوة ليضعها على الدبابة بيده؛ ليفجرها… وهكذا غيرها من عمليات الالتحام المباشر، من المسافة صفر، للتنكيل بالعدو.
الصمود العظيم لحزب الله والمقاومة في لبنان كذلك نموذج مشرِّف، منذ بداية مسيرة حزب الله الجهادية، كان أداؤه مشرِّفاً، وعظيماً، وناجحاً، وفعَّالاً، وصولاً للإنجازات الكبرى في 2000 و2006، والإنجاز العظيم الذي يقدِّمه اليوم، وهو صامد في وجه عدوانٍ غير مسبوق على لبنان، المجاهدون في حزب الله ينكّلون بالعدو الإسرائيلي، وهو يتكبّد الخسائر اليومية، والهزائم المستمرة.
ما قبل حزب الله اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان في سبعة أيام، ووصل إلى بيروت؛ وأمَّا ما بعد حزب الله، وفي المعركة في هذه المرحلة وله أكثر من شهرين، أو ما يقارب شهرين، وهو لا يزال يخوض صعوبات كبيرة، يواجه المواجهة الشرسة من قِبَل حزب الله في القرى الأمامية في الحدود مع فلسطين المحتلة.
حزب الله يتحرَّك بشكلٍ فعَّالٍ جداً، ويشتبك المجاهدون من حزب الله من المسافة صفر، ويطردون العدو الإسرائيلي، وينكّلون به، كذلك يمطرون المغتصبات التي تسمى بـ [المستوطنات]، وتصل عمليات القصف الصاروخي حتى إلى يافا المحتلة، وإلى حيفا، والعدو الإسرائيلي في حالة رعبٍ شديد، والملايين يهربون في الليل والنهار إلى الملاجئ، صفارات الإنذار لا تكاد تتوقّف، هذه الفاعلية أيضاً تعود إلى الصلة الإيمانية، والروح الجهادية للمجاهدين.
الفارق بين الحالة التي هي قائمة لدى معظم الأنظمة والحكام، الهزيمة النفسية، واليأس، والضعف، الذي دفع بالبعض منهم إلى التجنّد مع الأمريكي لخدمته، وهذه الروحية المتميزة جداً، والاستبسال العظيم لدى مجاهدي حزب الله، لدى مجاهدي غزة؛ هو: التوجه الإيماني الجهادي.
في العراق، تواصل المقاومة الإسلامية عملياتها، ونفَّذت (ثماني عشر عملية) في هذا الأسبوع، وبتصعيد وزخم كبير، وفاعلية عالية.
في اليمن، (يمن الإيمان والحكمة والجهاد)، اليمن الذي قدَّم عشرات آلاف الشهداء في إطار التوجّه الإيماني القرآني الجهادي، من صفوة الشعب اليماني، من مختلف المحافظات، من القادة الأبرار، الذين منهم الشهيد/ صالح الصَّمَّاد، الذي تحرَّك وهو في موقع المسؤولية (رئيس لليمن) تحرَّك كجنديٍ في سبيل الله تعالى، مجاهداً في سبيل الله تعالى، من منطلقٍ إيماني، تحرك شعبنا العزيز في مختلف المراحل، منذ العام 2004 وإلى اليوم، وهو يقدِّم الشهداء، يقدِّمهم بروحية إيمانية، ويصنع الانتصارات، اليمن بعطائه الكبير، الذي يعبِّر عن روحيته الإيمانية الجهادية، وعن وعيه العالي، وعن قيمه وأخلاقه وانتمائه، يقف اليوم في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس) موقفاً عظيماً ومميزاً رسمياً وشعبياً، تحدى أمريكا، تحدى بارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار، تحدها بعد أن أعلنت عليه العدوان، صمد، وثبت، ولم يتراجع عن موقفه أبداً، استهدف حاملات طائراتها، التي تُرهِب الكثير من الدول، والأنظمة، والحكومات، وكانت أمريكا تُخيف بها حتى من ينافسها ويناوئها من القوى الدولية، ولكن اليمن استهدف تلك الحاملات للطائرات، بدءاً بـ [آيزنهاور] التي هربت من البحر الأحمر بعد الاستهداف لها، هربت منهزمة، ذليلة، مطرودة، ومستهدفة، وكذلك تهرب الآن من بحر العرب، وبإعلان البحرية الأمريكية، تهرب أيضاً حاملة الطائرات [إبراهام لينكولين]، تهرب بعد إعلان الاستهداف لها؛ لأنه حصل الاستهداف لها، وهي أصبحت خائفة من أن تبقى في بحر العرب، وأصبح القرار أن تعود أدراجها من حيث أتت، وأن تهرب.
شعبنا يواصل عملياته في البحار، ومنع الملاحة الصهيونية من البحر الأحمر، وباب المندب، وبحر العرب، ويستهدفها إلى المحيط الهندي، وإلى البعيد، واستمرت العمليات في هذا الأسبوع بالقصف الصاروخي والمسيَّرات إلى فلسطين المحتلة؛ لاستهداف العدو الإسرائيلي، والعمليات مستمرة.
بلدنا العزيز، الذي يخرج فيه الشعب أسبوعياً خروجاً مليونياً، ويهتف لنصرة غزة وفلسطين، وكذلك لنصرة لبنان، ويتَّجه مئات الآلاف فيه من رجاله للتدريب والتأهيل في التعبئة، ويقدِّم الانفاق في سبيل الله بالرغم من الظروف الصعبة، ويتصدى لمؤامرات الأعداء بمعونة الله تعالى في كل المجالات: الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، ويسعى على الدوام لبناء وتطوير قدراته العسكرية، وحقق نجاحات مذهلة في هذا الجانب، يشهد لها الواقع، ويشهد لها الأعداء، عملياته مستمرة، وأنشطته الشعبية مستمرة، والخروج الأسبوعي هو متكامل مع كل هذه الأعمال، والتحركات، والأنشطة، والمواقف، والعمليات، جزء من جهاده في سبيل الله، هو في إطار هذا التوجه الإيماني، الذي هو حياة، الذي يبني شعبنا لمواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية، الذي يعزز المنعة والقوة لدى هذا الشعب، معنوياً، وتربوياً، وعملياً، ويبني هذا الشعب؛ لأنه استجاب لله، والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[الأنفال:24].
الخروج الأسبوعي ضمن كل هذه الأنشطة والأعمال هو حياة، عزة، قوة، بناء تربوي، بناء إيماني، استعداد نفسي، عمل في سبيل الله، استجابة لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في إطار موقف متكامل رسمياً وشعبياً؛ ولــذلك سنواصل لأن المعركة مستمرة، والحضور فيها يعبِّر عن هذا الإيمان، عن هذا العطاء، عن هذا الجهاد، عن الاستجابة العملية لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والمؤمل من شعبنا العزيز- بانتمائه الإيماني- أنَّه سيواصل بكل اهتمام، بكل جد، بكل عزم، بكل ثبات، بكل وفاء، بكل صدق مع الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ابتغاء مرضاة الله، وتحت هذا العنوان (الخير في الدنيا وفي الآخرة).
أدعو شعبنا العزيز للخروج المليوني يوم الغد إن شاء الله، في العاصمة صنعاء، في ميدان السبعين، وفي بقية المحافظات والمديريات، وحسب الترتيبات المعتمدة.
نَسْأَلُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَجزِيَهُم عَنَّا خَيرَ الجَزَاء، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعبِين الفِلَسْطِينِيّ وَاللُبْنَانِيّ، وَمُجَاهِدِيهِمَا الأَعِزَّاء، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء، نَسألهُ أَنْ يُعَجِّلَ لِلجَمِيع بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛