قال وكيل الأزهر أ.د محمد الضويني ما يدور حوله مؤتمرنا اليوم مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، وهي مفاهيم لا يختلف فيها العقلاء، ولكن بدعوى هذه العناوين أقرت المثلية، وأقر الإلحاد، واعتبر حقا من حقوق الإنسان وحرية شخصية بالرغم من خروج ذلك على الفطرة، ومعارضته للعقائد والأديان!، وباسم هذه الحرية دمرت مجتمعات ونهبت ثرواتها، وبزعم تعليمها الديمقراطية ما زالت بعض المجتمعات تعيش في فوضى.

 

تابع  وكيل الأزهر خلال كلمته في مؤتمر مركز الأزهر لتعليم اللغة الفرنسية بالتعاون مع جامعة لومير، تحت عنوان" التفاعل بين القيم وأثره على الهوية: الانفتاح على الحداثة أم الانسحاب إلى الذات"، هاهنا تساؤل أحب أن نطرحه فيما بيننا بحسباننا مفكرين وعلماء: إذا كانت الحرية المطلوب الأعلى للناس في كل المجتمعات، وخاصة المجتمعات التي تحب أن تصف نفسها بمجتمعات الحرية، وإذا كانت هذه المجتمعات باسم الحرية تقر المثلية الجنسية وتقر الإلحاد بل تدعو إليهما بصورة رسمية، فلماذا لا تباح هذه الحرية، أو شيء منها لمجتمعات الشرق ليقرروا بإرادتهم واختيارهم عقيدتهم، ولماذا لا تترك لها الحرية في أن تحافظ على هويتها، لتحل ما أحل الله، وتحرم ما حرم الله؟، ولماذا ينظر إلى المجتمعات الشرقية على أنها يجب أن تنصاع لما يراه غيرها؟ ولماذا لا ينصاع غيرها لما تحمله هوية هذه المجتمعات؟ وأظن أن من الموضوعية الكاملة في هذا المؤتمر الفكري أن نسأل، وأن نتشارك التفكير في إجابات هذه الأسئلة.

 

الحوار السبيل الأوحد لإذابة جليد المنافرة  بين المجتمعات


وأردف وكيل الأزهر أن آفة العالم الآن أن تظن جماعة أو مجتمع أو شعب أنه يملك الحق والصواب وحده، وأن الباطل والخطأ من نصيب غيره؛ ولذا تأتي هذه اللقاءات الحوارية التي تتيح لكل طرف أن يقرأ عقل غيره، ويفهم مبرراته، وإن الحوار هو السبيل الأوحد لإذابة جليد المنافرة الواقعة بين بعض المجتمعات، ومما يؤكد ضرورة الحوار وأهميته أن الله –عز وجل- جعل تنوعنا آية من آياته الباهرة، واختلاف الألسنة ينصرف إلى اختلاف الثقافات والحضارات، واختلاف الألوان ينصرف إلى اختلاف القوميات، ولكن هذا التنوع له غاية أعلنها الله، وهي التعارف، والتعارف يقتضي حوارا يجمع ولا يفرق، ويبني ولا يهدم.


وبيّن وكيل الأزهر أنه في الوقت الذي يقر فيه الإسلام الحوار مبدأ إنسانيا نسمع طرحا مغايرا لوحي السماء مترجما في نظرية «صراع الحضارات» التي ما فتئ الأزهر الشريف يرفضها، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، ويتصدى دائما لتسليع الدين واستغلاله في إشعال الفتن في الأوطان المستقرة؛ ولذا فإن الأزهر الشريف يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش المشترك، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبني حوار حقيقي يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات.




واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن منهج الإسلام متوازن، فقد وجه رب العالمين خلقه فقال: «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك»، فمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان مما لا يختلف في ضرورته وأهميته أحد، ولكن الواقع والممارسة أمر مختلف تمام الاختلاف، وستبقى العلمانية بنماذجها المختلفة تتوجس خيفة من الدين وأوامره، وتخلط بين المقدس وغير المقدس، وعليها أن تقدم برهانا على غير هذا، مشددا أن الإسلام قد وضع لنا سورا حاميا، وسياجا واسعا يمكن الإنسان أن يكون حرا مختارا داخل هذا الإطار، فهو حر من ناحية، وهو لا يتجاوز عقيدته وشريعته من ناحية أخرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وكيل الأزهر الحرية حقوق الإنسان مفاهيم العقلاء الإلحاد وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

حزب الحرية المصرى يدعو للوحدة والتكاتف لمواجهة التحديات بالعام الجديد

هنأ حزب الحرية المصرى، برئاسة الدكتور ممدوح محمد محمود، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وجميع أبناء الشعب المصري بمناسبة العام الميلادي الجديد.


وأعرب حزب الحرية المصرى عن أمله فى أن يكون العام الجديد عام خير ورخاء وأمان واستقرار لمصر وشعبها.

ودعا الدكتور ممدوح محمد محمود، رئيس حزب الحرية المصرة، جميع أبناء الشعب المصرة إلى التكاتف ووحدة الصف خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة الباسلة والمؤسسات الوطنية لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، وضمان الحفاظ على الأمن القومي المصرى بمفهومه الشامل.

وأكد الدكتور ممدوح محمود أن مصر، بفضل الله ثم بفضل جهود أبنائها المخلصين، قادرة على تجاوز كل الصعاب وتعزيز مكانتها إقليميا ودوليا؛ وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار في ظل الجمهورية الجديدة.

وأوضح رئيس حزب الحرية المصري أنه رغم الصعوبات والتحديات، فإن الدولة المصرية حريصة على استمرار مسيرة البناء والتنمية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية ليحظى جميع المواطنين بحياة كريمة.

وفي ختام التهنئة، دعا رئيس حزب الحرية المصرى أن يحفظ الله مصر وشعبها، ويديم رايتها عالية خفاقة في سماء المجد والعزة

مقالات مشابهة

  • عن تعطيل القدرات الفكرية العربية
  • وكيل الأزهر يفتتح رواقا جديدا للجامع الأزهر بالفيوم
  • وكيل الأزهر يفتتح رواقًا جديدًا بالجامع الأزهر في الفيوم
  • الـ54 على مستوى المحافظة.. وكيل الأزهر يفتتح رواقا جديدا بالفيوم
  • مرصد الأزهر: انتشار الخرافات والدجل يهدد المجتمعات ويعيق التقدم
  • وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية: علينا أن نتمثل بأخلاق النبي ﷺ
  • ورشة توعوية بوزارة العدل وحقوق الإنسان حول اعترافات شبكة التجسس الأمريكية
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: عمليات التجميل لغير ضرورة طبيَّة نوع من الهوس
  • الحوادث والعيوب الأبرز.. أزهري يكشف عن حالات جواز إجراء عمليات التجميل
  • حزب الحرية المصرى يدعو للوحدة والتكاتف لمواجهة التحديات بالعام الجديد