وكيل الأزهر: الحرية وحقوق الإنسان مفاهيم لا يختلف فيها العقلاء
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
قال وكيل الأزهر أ.د محمد الضويني ما يدور حوله مؤتمرنا اليوم مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، وهي مفاهيم لا يختلف فيها العقلاء، ولكن بدعوى هذه العناوين أقرت المثلية، وأقر الإلحاد، واعتبر حقا من حقوق الإنسان وحرية شخصية بالرغم من خروج ذلك على الفطرة، ومعارضته للعقائد والأديان!، وباسم هذه الحرية دمرت مجتمعات ونهبت ثرواتها، وبزعم تعليمها الديمقراطية ما زالت بعض المجتمعات تعيش في فوضى.
تابع وكيل الأزهر خلال كلمته في مؤتمر مركز الأزهر لتعليم اللغة الفرنسية بالتعاون مع جامعة لومير، تحت عنوان" التفاعل بين القيم وأثره على الهوية: الانفتاح على الحداثة أم الانسحاب إلى الذات"، هاهنا تساؤل أحب أن نطرحه فيما بيننا بحسباننا مفكرين وعلماء: إذا كانت الحرية المطلوب الأعلى للناس في كل المجتمعات، وخاصة المجتمعات التي تحب أن تصف نفسها بمجتمعات الحرية، وإذا كانت هذه المجتمعات باسم الحرية تقر المثلية الجنسية وتقر الإلحاد بل تدعو إليهما بصورة رسمية، فلماذا لا تباح هذه الحرية، أو شيء منها لمجتمعات الشرق ليقرروا بإرادتهم واختيارهم عقيدتهم، ولماذا لا تترك لها الحرية في أن تحافظ على هويتها، لتحل ما أحل الله، وتحرم ما حرم الله؟، ولماذا ينظر إلى المجتمعات الشرقية على أنها يجب أن تنصاع لما يراه غيرها؟ ولماذا لا ينصاع غيرها لما تحمله هوية هذه المجتمعات؟ وأظن أن من الموضوعية الكاملة في هذا المؤتمر الفكري أن نسأل، وأن نتشارك التفكير في إجابات هذه الأسئلة.
الحوار السبيل الأوحد لإذابة جليد المنافرة بين المجتمعات
وأردف وكيل الأزهر أن آفة العالم الآن أن تظن جماعة أو مجتمع أو شعب أنه يملك الحق والصواب وحده، وأن الباطل والخطأ من نصيب غيره؛ ولذا تأتي هذه اللقاءات الحوارية التي تتيح لكل طرف أن يقرأ عقل غيره، ويفهم مبرراته، وإن الحوار هو السبيل الأوحد لإذابة جليد المنافرة الواقعة بين بعض المجتمعات، ومما يؤكد ضرورة الحوار وأهميته أن الله –عز وجل- جعل تنوعنا آية من آياته الباهرة، واختلاف الألسنة ينصرف إلى اختلاف الثقافات والحضارات، واختلاف الألوان ينصرف إلى اختلاف القوميات، ولكن هذا التنوع له غاية أعلنها الله، وهي التعارف، والتعارف يقتضي حوارا يجمع ولا يفرق، ويبني ولا يهدم.
وبيّن وكيل الأزهر أنه في الوقت الذي يقر فيه الإسلام الحوار مبدأ إنسانيا نسمع طرحا مغايرا لوحي السماء مترجما في نظرية «صراع الحضارات» التي ما فتئ الأزهر الشريف يرفضها، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، ويتصدى دائما لتسليع الدين واستغلاله في إشعال الفتن في الأوطان المستقرة؛ ولذا فإن الأزهر الشريف يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش المشترك، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبني حوار حقيقي يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن منهج الإسلام متوازن، فقد وجه رب العالمين خلقه فقال: «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك»، فمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان مما لا يختلف في ضرورته وأهميته أحد، ولكن الواقع والممارسة أمر مختلف تمام الاختلاف، وستبقى العلمانية بنماذجها المختلفة تتوجس خيفة من الدين وأوامره، وتخلط بين المقدس وغير المقدس، وعليها أن تقدم برهانا على غير هذا، مشددا أن الإسلام قد وضع لنا سورا حاميا، وسياجا واسعا يمكن الإنسان أن يكون حرا مختارا داخل هذا الإطار، فهو حر من ناحية، وهو لا يتجاوز عقيدته وشريعته من ناحية أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وكيل الأزهر الحرية حقوق الإنسان مفاهيم العقلاء الإلحاد وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
هم رموز الحرية والتضحية والإباء: أسر الشهداء: ما يُهوّن علينا وجع رحيل أبنائنا هو بيعتنا لدمائهم في سبيل الله والوطن
لكل شهيد في تراب هذا الوطن قصة وغصة يحكيها طفل فقد أباه أو أم ضحت بمن هو أغلى من الروح والحشا أو أخت فقدت السند والظهر والعدة والعتاد.. ولكن رسالة الشهيد الخالدة التي خطت بمداد الدم في سبيل الله والأرض والعرض تهون في سبيلها وترخص كل الدماء ما دام ثمن البيع الجنة، وما أعظمه من ثمن..
الثورة / أسماء البزاز
البداية مع أم الشهيد هاشم الأخت هناء الديلمي حيث تقول: تطل علينا الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام لتتجدد معها ذكريات الأحياء عند ربهم يرزقون الذين ما برحوا ذاكرتنا، لأن ذكرياتهم هي ذكريات البذل والتضحية والفداء والعطاء والإحسان بكل صوره، نتطلع إليهم في مقامهم العالي بجوار الأنبياء والمرسلين فنغبطهم ونجدد العهد والولاء بالتمسك والسير على هذا الطريق في نهج المسيرة القرآنية بكل ثبات لنلحق بهذه المواكب النورانية.
وأضافت قائلة: حقيقةً عندما أتذكر الشهداء الذين عرفتهم عن قرب ابني وإخوتي، أدرك عظمة هذا الدين الذي كانوا هم شهداء في سبيله بأخلاقهم وتواضعهم ورأفتهم وحبهم لله ولرسوله ولأعلام الهدى وكذلك غيرتهم على الدين والعرض الذي كان دافعاً لهم لينطلقوا بحب ورغبة دفاعاً عن المستضعفين بسعي حثيث لمقارعة الظالمين والمستكبرين مستجيبين لتوجيهات السيد القائد .
وتابعت الديلمي : حملوا قلوباً مفتوحة للنور والبينات، فكانت تزيدهم إيماناً مع كل جلسة ومع كل موقف، أتذكر ونحن نمر بطوفان الأقصى كيف كان حديثهم عن القضية المركزية ودائما ما كانوا يكررون نفس العبارة” معركتنا لن تتوقف إلا في القدس، لأن مسيرتنا عالمية”، وأدرك أنهم يرون الإنجازات العظيمة التي يحققها إخوانهم المجاهدون للتنكيل بالعدو الصهيوني، فتسر قلوبهم وتزيدهم فرحاّ إلى فرحهم في ضيافة الكريم الرحيم.
وأوضحت أنه و بفضل هذه التضحيات الغالية والعظيمة التي قدمها جميع الشهداء -سلام الله عليهم- وصلنا إلى مواقع العزة والكرامة وأصبحنا نتصدر دول العالم في مقارعة قوى الظلم والاستكبار ونتنفس الحرية والاستقلال وندركها بالرغم من كل المعاناة والتحديات وأراها أنا شخصياً نعمة ومنحة إلهية أكرمنا الله بها ووفقنا لنكون في مقام يغيظ الكفار والمنافقين ويشهد الله أننا لا نرى خسارة ولا حزناً في فقد الأحبة في سبيل الله، لأن الخسارة الحقيقية هي عندما نُقدم على الله مقصرين ومتخاذلين في هذه المرحلة الحرجة التي برز فيها الكفر والنفاق بأقبح صوره.
رحاب الشهادة:
من ناحيتها تقول ابنة الشهيد محمد المطهر الأخت منار من محافظة صعدة: يكفينا شرفاً وفخراً بِهم، أنهم أحياء عند ربٍهم يُرزقون، يسَتبشِرون بما عنده وهم فَرِحُون، بما أعدهُ اللَّه لهم من رزقٍ وخير دائم ونعيم، شُهداؤنا العُظماء أنتم الأوفياء، ومنكم نتعلم البذل والعطاء، ونرتشف معاني الوفاء والثبات والإباء، لكم منا أسمى التحايا والعرفان، بأريج المسك مُعطر والريحان، يبقى شذّاه يفوح في كل أرجاء المكان.
وتابعت: هكذا هم الشهداء أرواحٍ ترتقي وتُحلق إلى العلياء وغيرها تُدفن في التراب، فلا يُوجـد أسعد منهم، ولا أعظم شأنٍ منهم، هم الأطهار الذين بذلوا الدم الغالي فصدقوا ما عاهدوا الله عليه، وها نحن اليوم نقرأ أهمية هذه التضحيات في سبيل الله عندما يكون الإيمان بالله راسخاً، في القلوب، والصبر وسيلة إلى سلم الرضا بِقضاء الله، وسَيلاقي الإنسان كل ما قدره الله له، وسَيُواجه أوجاع هذه الحياة الفانية، بِثغرٍ باسم، وبقلبٍ راضٍ، ومطمئنٍ بما عند الله وهكذا كانت أسر الشهداء، فما إنّ وصل خبر استشهاد أبينا، لملمنا جِراحنا، وبثّينا الحزن إلى ربِنا، مُحتسبين بٍذلك الأجر والثواب من الله عز وجل.
وقالت: استقبلنا خبر الاستشهاد بكل ثقة بوعد الله الصادق أنهم أحياء عند الله يُرزقون، وأنه أقل ما يمكن تقديمه في سبيل الله وكنا حامدي الله وشاكرين له دوما،ً وكذلك أهالي الشهداء أدركوا منزلة الشهيد أين هي: (عند ربهم)، فحمدوا الله وشكروه، بأن منحه الله الشهادة هذا الوسام العظيم، والمنزلة العالية عنده، بجوار خلقه من الأنبياء والصديقين، فسلام الله عليهم، نالوا ما كانوا يتوقون إليه، وسلام الله عليهم يوم ولدوا، ويوم جاهدوا، ويوم استشهدوا، ويوم حلقت أرواحهم عالية في السماء؛ لتحظّى بالنعيم والرضوان، وعهداً منا بأن نمضي على درب كل الشُهداء الأطهار، ونمضي على الطريق الذي ساروا فيه، وأضاءوه لنا حتى نلتحق بِهم في ركاب الشهادة.
حرقة الألم
أخت الشهداء الثلاثة حسن وصهيب وعبدالكريم قصبة، الأخت سمر قصبة من محافظة حجة تقول من جهتها: أم الشهيد أو أخت الشهيد هي الأقرب إلى الشهيد، هي من تعلم لما تحرك الشهيد، لماذا انطلق إلى جبهات القتال ما هو الدافع، تعلم أن إبنها أو أخاها عندما تحرك تحرك، من أجل الله وفي سبيل الله، تحرك دفاعاً عن الأرض والعرض؛ لذلك تجد أصدق الحديث عن الشهيد هو الذي يتناول صفاته، ومستوى التضحية التي قدمها، من لسان أم شهيد أو أخت شهيد، فهي من تعرف مستوى التضحية، هي من شعرت بحرقة الألم الذي لا يمكن وصفه، ومع ذلك تجدها النموذج في الصبر وقوة التحمل، قدمت الشهيد تلوَ الشهيد، ثم تقول مازلت أشعر أنني مقصرة، إن القضية هي قضية حق وباطل، قضية وطن، إذاً لا بد من التضحية وإن كان الثمن ألا يعود إلا أجزاء من فلذة كبدها، وإن كان الثمن ألا يبقى من أخيها إلا ذكريات جميلة، تجد أم الشهيد تتحدث عن إبنها وهي تشعر بكل فخر تشعر بكل عزة، لأنها تعلم أن تلك الحرقة التي شعرت بها عندما علمت بنبأ استشهاد إبنها هي لله وفي سبيل الله ومن أجل دين الله وعباد الله إنها حرقة عظيمة عند الله، هي تعلم أن لا أحد في هذه الدنيا كالشهيد عظمة عند الله تعلم أن دم الشهيد يحيي أمة وأنه لولا دم الشهيد لما كانت صواريخ اليمن ومسيراته تصل اليوم إلى يافا.
وتابعت قائلة : إن هذا الدين هو سبب عزتنا وأصل قوتنا ولذلك عمل اللوبي الصهيوني على إبعادنا عن هدى الله وعن أولياء الله واستخدموا في سبيل ذلك أقذر وأسوأ الوسائل، إذاً لا بد من التحرك في سبيل الله والجهاد لمواجهة اليهود والنصارى والمنافقين، لا بد من هذا الموقف من أجل الله ومن أجل يمن الإيمان والحكمة .
لولا تضحياتهم
أخت الشهيدين ياسر ويحيى هاشم، الأخت أمة الرحيم هاشم من محافظة عمران تقول من جانبها: الحمد لله الذي فتح لنا باب الجهاد في سبيله واختص واختار منا شهداء في سبيله ولنصرة دينه والمستضعفين من عباده، حيث يقول تبارك وتعالى: {مِّنَ ٱلمُؤمِنِينَ رِجَال صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبدِيلا} (الأحزاب:٢٣)
وتابعت : إن اخوتي الشهداء وصفاتهم كانت أبرزها صفات الإحسان لجميع الناس من حولهم والاهتمام بالمستضعفين والفقراء والمساكين، كذلك تميزوا بتجسيدهم مكارم الأخلاق وحميد الصفات من الصبر والتواضع والصدق والوفاء والإيثار… إلخ، وأيضا الارتباط القوي بالله تعالى والثقة به والتوكل عليه سبحانه وتعالى، فبهذه القيم وبهذه المؤهلات تحركوا في سبيل الله، جاهدوا حتى استشهدوا في ميادين الشرف والبطولة متصدّين لزحوفات العدو حتى طالتهم شظايا الصواريخ ليرتقوا إلى الرفيق الأعلى في ضيافة الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وأوضحت: نحن على يقين أن هذه التضحيات العظيمة هي مفتاح النصر والعزة والتمكين والحرية والكرامة، فلولا الشهداء وتضحياتهم العظيمة والمقدسة في سبيل الله ومن أجل نصرة الدين ومن أجل الدفاع عن الأمة، لكان الأعداء سيطروا على البلاد الإسلامية ولكانت الأمة تسحق تحت دباباتهم وتباد بطائراتهم وصواريخهم ولكانت تنتهك الحرمات والأعراض، لكن بفضل الله وبفضل شهدائنا الأطهار أصبحنا في عزة ورفعة وأمن وسلام.
وختمت حديثها بالقول : المجد والرحمة والخلود والرضوان للشهداء الأبرار الأخيار والنصر والتمكين للمؤمنين الصادقين المجاهدين الثابتين.