هل تكره أن يكون لأصدقائك أصدقاء آخرون؟
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
يعاني بعض الأشخاص من "متلازمة الشخصية الرئيسية"، إذ يميل قليلا إلى السير في العالم كما لو كان يدور كل هذا العالم حوله، ويشعر بالاهتزاز عندما يدرك أنه ليس محور حياة الجميع، وهذا ما يحدث غالبا عندما يعلم بأن صديقه خرج مع شخص آخر، أو حتى عندما يتحدث الصديق عن قضاء الوقت مع أشخاص آخرين.
فإذا كنت تشعر بالفعل بعدم الأمان في روابطك الاجتماعية، فقد تكون فكرة وجود أصدقاء آخرين لأصدقائك مثيرة بشكل خاص، وفي مثل هذه الحالة قد تتسرع في افتراض أن صديقك ينسحب من صداقتك، أو لا يضعك بقائمة الأولويات.
فما أسباب هذا الشعور وكيف يتخلص المرء منه؟
يقول أخصائي الطب النفسي الدكتور حمزة الصمادي: تحفز التجارب الشخصية والنمو الفردي أحيانا على التفكير بشكل أعمق في طبيعة الصداقات وكيف يمكن أن تؤثر على الحياة الشخصية، وفي بعض الأحيان يواجه البعض منا تحديات عاطفية تجعلهم يشعرون بالكره أو الاستياء عندما يكتشفون أن أصدقاءهم يملكون صداقات إضافية، ويمكن أن يكون هذا الشعور معقدا، ويتأثر بعدة عوامل نفسية واجتماعية.
أسباب كره أصدقاء الأصدقاءهناك عدة أسباب قد تشير إلى سبب كره بعض الأشخاص لوجود أصدقاء لديهم صداقات أخرى، ويمكن أن تكون هذه الأسباب نفسية أو عاطفية، وتتضمن:
الغيرة والتنافس: فقد يشعر الفرد بالغيرة أو التنافس عند رؤية أصدقائه يقضون وقتا مع أشخاص آخرين، وقد يخشى أن يفقد مكانته أو أن يقل اهتمامهم به. احتمال فقدان الانتماء: يخشى البعض من أن وجود صداقات إضافية يؤدي إلى فقدان الانتماء أو الشعور بالاهتمام، فهم يرغبون في الحفاظ على علاقات حصرية لتعزيز الشعور بعدم التباعد. تجارب سابقة سلبية: إذا كان لديهم تجارب سابقة مع أصدقاء تركوهم لصالح أصدقاء آخرين، فقد يكون لديهم مخاوف تاريخية تجاه هذا النوع من العلاقات. احتياج للتأكيد والثقة: قد يشير هذا السلوك إلى احتياج شخصي للتأكيد والثقة، فقد يشعر الشخص بأنه إذا كان لدى أصدقائه أصدقاء آخرون فهذا يعني أنهم قد لا يكونون كافين في الدعم والثقة.ويقدم الأخصائي النفسي الصمادي خلال حديثه مع "الجزيرة نت" مجموعة من النصائح لمساعدة الأشخاص الذين لديهم هذا الشعور، ومنها:
التواصل الفعال: فحاول أن تكون متفهما واستمع بعناية لفهم الأسباب والمشاعر التي يعانيها الشخص، فالتحدث بصدق وفتح قنوات التواصل يمكن أن يكون خطوة أولى مهمة. تعزيز الثقة الذاتية: ساعد الشخص في تعزيز ثقته بنفسه، وذلك عبر تعزيز الإيجابيات والقدرات الشخصية التي يمتلكها، فقد يكون العمل على تحسين الصورة الذاتية ذو أهمية كبيرة. تفعيل الاهتمامات الشخصية: قد يساعد التشجيع على اكتشاف وتطوير هوايات واهتمامات جديدة في تقديم مصدر للسعادة والتحفيز الشخصي. تعزيز التفاهم حول العلاقات الاجتماعية: ويتم بواسطة جلسات الدعم النفسي أو الاستشارة العاطفية، فهي مفيدة لفهم أفضل لطبيعة العلاقات وكيفية التعامل مع التحديات الحالية.وبدوره يقول المستشار الأسري الاجتماعي مفيد سرحان: بحكم العلاقات الاجتماعية وطبيعة الحاجات البشرية فإنه في كثير من الأحيان يكون للشخص مجموعة من الأصدقاء وليس صديقا واحدا، وعدد هؤلاء الأصدقاء يختلف من شخص لآخر.
ومن الضروري الوعي بأهمية الأصدقاء في حياة الإنسان والمحافظة عليهم، وفقا لسرحان في حديثه مع "الجزيرة نت"، وهذا يتطلب احترام خصوصية الآخرين، وتفهم حق الصديق بأن يكون له صداقات أخرى وليس صديقا واحدا فقط، بل إن تعدد الصداقات يثري العلاقات، وعدم الشعور بأن من حقه "إحتكار" الصديق ومنعه من إقامة علاقات أخرى.
ويضيف: البعض لديه إعتقاد بأن الصديق "مُلك" لصديقه وليس من حقه إقامة علاقات مع غيره ويكره أن يكون لصديقه أصدقاء آخرين، وهذا فهم خاطئ وقاصر، وهو نوع من الغيرة غير الحميدة،وهي مؤذية للعلاقات الاجتماعية، بل وتدمر العلاقات بالآخرين.
ويقول سرحان: الأصل أن يفتخر الصديق بنجاحات أصدقائه وعمق علاقاتهم ووسعها؛ لتشمل أعدادا كبيرة من الأشخاص. وهذه الغيرة "القاتلة" من أصدقاء الأصدقاء دليل على ضعف الشخصية وضيق الأفق وحب "التملك" حتى في العلاقات.
وقد يعبر الشخص عن هذه المشاعر بالضيق عند سماع أسماء الأصدقاء الآخرين، وقد يقوم بالتقليل من شأنهم وذمهم وانتقادهم واستعمال ألفاظ غير لائقة بحقهم، وفق سرحان.
ويوضح أنه غالبا ما يكون مثل هؤلاء الأشخاص لديهم مشكلات حتى في التعامل مع الآخرين من زملاء العمل، وربما يعمدون إلى إثارة المشكلات والايقاع بينهم.
ويختم بأنه يمكن للصديق الوفي الحريص على أصدقائه -حتى الغيورين منهم- أن يؤثر فيهم إيجابيا، وذلك بالتواصل مع الجميع دون إهمال أي منهم.
وعن "كره أصدقاء الأصدقاء" نشر موقع "ونديرمايند" بعض النصائح للتخلص من هذه الأفكار والمشاعر غير المريحة، ومنها:
تهدئة الغيرة في دماغك: فإذا كانت صراعات الصداقة لديك متجذرة في الغيرة، فإن أفضل طريقة للتعامل هي الرجوع خطوة إلى الوراء والتركيز على كيفية ظهور أصدقائك لك وتقييم الصداقة؛ فقد تكون أحادية الجانب أو ثنائية صحية، ولكنك تفرط في التفكير بالأمور. العثور على السلام الداخلي: ففي بعض الأحيان تسمح للغيرة والخوف بالسيطرة عليك، لكن في النهاية أنت المسؤول عن مشاعرك وأفعالك، ويتعين عليك العثور على السلام الداخلي من خلال الاعتماد على قيمتك الذاتية، وتذكير نفسك بأنك جيد بما فيه الكفاية وتجلب الكثير إلى علاقة الصداقة. تخلص من عادات الشعور غير الصحية: فإحدى طرق التعامل مع الشعور بالرفض مهارة التمارين المكثفة والتنفس المنتظم واسترخاء العضلات. تحدث عما يدور في ذهنك: فقد تكون المحادثات صعبة وتؤدي إلى خلاف أو تمزق الصداقة، ولكن يمكنك القيام بذلك بثقة والتواصل مع الصديق بلطف بدلا من اتهامه بإيذائك.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أصدقاء الأصدقاء أن یکون
إقرأ أيضاً:
كيف تجعل جسمك يستعد لصيام شهر رمضان؟
مع اقتراب شهر رمضان، يحتاج الجسم إلى التكيف تدريجيًا مع التغيرات في نمط الأكل والشرب، لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق خلال الصيام، الاستعداد الجيد للصيام يساعد في تعزيز الطاقة وتحسين الأداء البدني والذهني، كما يقي من المشكلات الصحية مثل الصداع، الجفاف، واضطرابات الجهاز الهضمي.
كيف تجعل جسمك يستعد لصيام شهر رمضان؟في هذا الدليل، سنتناول أفضل الطرق التي يمكنك اتباعها لتجهيز جسمك لصيام شهر رمضان، بحسب ما نشرهموقع هيلثي.
1. تقليل الكافيين والسكر تدريجيًاإذا كنت معتادًا على شرب القهوة أو الشاي بكميات كبيرة، فمن الأفضل تقليلها تدريجيًا قبل رمضان لتجنب الصداع والكسل في الأيام الأولى من الصيام. حاول استبدال المشروبات الغنية بالكافيين بمشروبات عشبية، وزد من شرب الماء لتعويض السوائل.
أما عن السكر، فإن التوقف المفاجئ عن تناوله قد يؤدي إلى الشعور بالخمول. لذا، يمكنك تقليل استهلاك السكريات المكررة تدريجيًا واستبدالها بالفواكه أو المصادر الطبيعية مثل العسل.
2. تعديل مواعيد الوجبات تدريجيًابدلًا من تناول الطعام في أي وقت خلال اليوم، ابدأ بتنظيم مواعيد وجباتك بحيث تقترب من أوقات الإفطار والسحور في رمضان. يمكنك تقسيم يومك إلى:
وجبة رئيسية في المساء (تقارب وقت الإفطار).
وجبة خفيفة بعد عدة ساعات.
وجبة صباحية تشبه السحور.
هذا يساعد جسمك على التكيف مع الفترات الطويلة من الصيام دون الشعور بالضعف أو الجوع الشديد.
3. زيادة تناول الألياف والبروتيناتالأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، الخضروات، الفواكه والبقوليات تساعد في تحسين الهضم وتمنع الشعور بالجوع بسرعة. كما أن البروتينات مثل البيض، الدجاج، السمك، واللبن تعطي إحساسًا بالشبع لفترة أطول، مما يجعلك أكثر راحة خلال ساعات الصيام.
4. تقليل استهلاك الطعام المصنع والمقليات
الأطعمة السريعة والمقلية تزيد من الشعور بالعطش والجوع أثناء الصيام، كما أنها تضعف الجهاز الهضمي وتؤثر على مستوى الطاقة في الجسم. حاول استبدالها بأطعمة مطهية بطرق صحية مثل الشوي أو الطهي بالبخار.
5. شرب الماء بكميات كافيةالجفاف هو أحد أكبر التحديات التي قد تواجهك في رمضان، لذلك يجب أن تعوّد جسمك على شرب كميات مناسبة من الماء يوميًا. حاول شرب 2-3 لترات من الماء يوميًا، وتجنب المشروبات الغازية أو الغنية بالسكريات التي قد تزيد من فقدان السوائل.
6. تحسين عادات النومالنوم المتقطع خلال رمضان قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق، لذلك من الجيد ضبط جدول نومك مسبقًا. حاول النوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة، واحصل على قسط كافٍ من الراحة، خاصة إذا كنت تنوي الاستيقاظ للسحور أو لصلاة الفجر.
7. ممارسة الرياضة بشكل معتدلإذا كنت معتادًا على ممارسة التمارين الرياضية، فمن الأفضل التخفيف منها تدريجيًا قبل رمضان. يمكنك ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا، وتجنب التمارين الشاقة قبل الإفطار لتفادي فقدان السوائل والطاقة بسرعة.
لا تفرط في تناول الطعام في وجبة واحدة، بل تناول كميات معتدلة حتى يعتاد جسمك على نظام الصيام.
تناول وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية.
تجنب تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات البسيطة مثل الخبز الأبيض والمكرونة، لأنها تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر ثم انخفاضه، مما يزيد الشعور بالجوع.
يمكنك البدء بصيام أيام الإثنين والخميس أو صيام يوم وإفطار يوم، مما يساعد جسمك على التكيف مع الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة.
رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتنقية النفس والتقرب إلى الله. خصص وقتًا لقراءة القرآن، الذكر، والتأمل، وابتعد عن العادات السلبية مثل الغضب أو التوتر.