وزيرا التعليم العالي والرياضة يفتتحان نادي جامعة حلوان ويتفقدون بعض منشآته الرياضية
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، صباح اليوم الثلاثاء، نادي جامعة حلوان، بحضور قيادات من الوزارتين ونواب رئيس جامعة حلوان ولفيف من العمداء والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس والعاملين.
وفي كلمته، أشار وزير التعليم العالي إلى وجود تقدم للجامعات المصرية في ملف الأنشطة الرياضية، حيث وصل إجمالي عدد البطولات والفعاليات الرياضية التي تقام بالجامعات المصرية إلى 100 بطولة وفعالية بمشاركة أكثر من 100 ألف طالب وطالبة في العام الدراسي، موضحًا أنه مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، سيتم إقامة الدورة الرمضانية لخماسيات كرة القدم داخل الجامعات المصرية، والتي شارك فيها خلال عام 2022 أكثر من 11 ألف طالب وطالبة من مختلف الجامعات والمعاهد العليا، وارتفع العدد في 2023 إلى 12688 طالبًا بنسبة زيادة مقدارها 7.
وأشاد الوزير بحصول الطلاب من مختلف الجامعات على مراكز مُتقدمة في المحافل والمسابقات المحلية والدولية، مُتمنيًا لهم مزيدًا من التقدم وإحراز مراكز مُتقدمة خلال البطولات والمحافل الرياضية، موجهًا الدعوة لجميع شباب الجامعات المصرية للمشاركة في الأنشطة الرياضية التي يتم تنظيمها، مُتمنيًا لهم المزيد من التفوق الرياضي والذي يعكس التفوق في القدرات البدنية والذهنية للشباب والذي يعود بالنفع على بلادنا الحبيبة، مؤكدًا على أهمية دور رجال الأعمال والمستثمرين في دعم جهود الارتقاء بالأنشطة التعليمية والرياضية، لافتًا إلى أن نادي جامعة حلوان يتماشى مع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وسيعمل على إعداد الكوادر الشبابية المؤهلة رياضيًا بما يعود بالنفع على الرياضة المصرية.
ومن جانبه، أعرب وزير الشباب والرياضة عن سعادته بافتتاح أول نادي للجامعات الحكومية في جامعة حلوان، مؤكدًا على أن إنشاء النادي يُعتبر إضافة قوية للرياضة المصرية وخاصة الرياضة الجامعية، مقدمًا الشكر والتقدير للدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان ولكل من ساهم في نجاح إنشاء النادي، مشيرًا إلى أن إنشاء أندية الجامعات تأتي ضمن استراتيجية وزارة الشباب والرياضة ورؤيتها على صعيد الاهتمام بالأنشطة الرياضية داخل الجامعات والمعاهد المصرية.
وثمن الدكتور أشرف صبحي التعاون المثمر مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على المستوي الرياضي والاكاديمي في دعم الانشطة المختلفة داخل الجامعات وتنفيذ أنشطة ومشروعات شبابية ورياضية لطلاب الجامعات المصرية على مدار العام في جميع محافظات الجمهورية، والكشف عن الموهوبين والمبدعين فى المجالات الرياضية والفنية والأدبية من خلال المسابقات والفعاليات المختلفة، مشيدًا بالمستوى الذي ظهر عليه نادي جامعة حلوان من منشآت وملاعب رياضية عالية الجودة، مؤكدًا أن إنشاء النادي هو إضافة مستقبلية للمنتخبات الوطنية في كل الرياضات بالاضافة الي خلق مناخ مناسب وصحي لطلاب جامعة حلوان للمراسة الرياضة داخل الجامعة وهو ما يعكس اهتمام الوزارة بنشر الرياضة بين أوساط الطلاب.
ومن جانبه، أشار الدكتور السيد قنديل أن افتتاح نادي جامعة حلوان يأتي تتويجًا لجهود الجامعة في تهيئة بيئة مُحفزة للإبداع والتميز في مجال الرياضة، بإنشاء منشآت وملاعب رياضية عالية الجودة، تُلبي طموحات الطلاب والطالبات، ويعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للمجال الرياضة للمُساهمة في بناء شخصية الطالب من جميع النواحي البدنية والنفسية والاجتماعية والقيادية، وذلك من منطلق مسئولية الجامعة لإعداد الكوادر الشبابية المؤهلة رياضيًا، موضحًا أنه تم افتتاح نادي جامعة حلوان سيساهم في تدريب الطلاب من كليتي علوم الرياضة بالهرم والجزيرة، وكذلك سيساهم في زيادة قدرة الطلاب على ممارسة الرياضة بالإضافة إلى أنه سيكون بمثابة المنفذ الرياضي والترفيهي لطلاب الجامعة وموظفيها وأعضاء هيئة التدريس وأسرهم، موجهًا الشكر لوزيري التعليم العالي والبحث العلمي، والشباب والرياضة، على دعمهما المتواصل، وهو ما يدل على مدى اهتمامهما بالشباب ومستقبلهم.
وأوضح رئيس جامعة حلوان أن الجامعة تستهدف تكوين فرق رياضية للمُشاركة باسم نادي الجامعة في مختلف الأنشطة والمسابقات المحلية والتأهل للمنافسة في المسابقات الدولية، وهذا يسهم فى جعل الرياضة مكونًا أساسيًا فى العملية التعليمية، وتمكين الشباب من ممارسة الرياضة على ملاعب مجهزة بأفضل التجهيزات، لافتًا إلى أن نادي جامعة حلوان يتميز بوجود منشآت رياضية عالية المستوى ويشمل صالة مُغطاة مُجهزة علي أعلى مستوى، وتضم كافة الوحدات اللازمة للتشغيل من غرف خلع ملابس وجيم ومركز صحي، وصالة ألعاب السلاح والمنازلات وثلاث ملاعب اسكواش وصالة للمؤتمرات مجهزة بكافة الوسائل التعليمية، فضلًا عن الملاعب الخارجية التي تضم استاد كرة قدم وثلاث ملاعب لخماسيات كرة قدم، وملاعب مفتوحة لرياضات السلة، والطائرة، واليد، والتنس، ومضمار لألعاب القوى، مُتمنيًا أن يكون النادى حافزًا قويًا للشباب لتحقيق الإنجازات والبطولات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ومُعبرًا عن الوجه الحضاري والمُشرق لمصرنا الحبيبة.
واستمع الحضور إلى عرض قدمه د.أحمد فاروق المدير التنفيذي لنادي جامعة حلوان، وتناول فيه عرض الخطوات التي تم اتخاذها لإشهار النادي والرؤية المُستقبلية له.
وعلى هامش الفعاليات، شهد الوزيران توقيع بروتوكول تعاون بين نادي جامعة حلوان وشركة يو إف سي (UFC) جيم مصر للرياضة، بهدف التعاون في الأنشطة الرياضية بنادي جامعة حلوان وفروعه وذلك للإدارة المُثلي التي تضعه في مصاف الأندية الرياضية الكُبري وتؤهله للمنافسات في كافة الألعاب الرياضية على كافة المستويات المحلية والدولية، بما يؤهل لإعداد أجيال متميزة، تتوافر لهم فرص الاحتراف في مختلف الألعاب الرياضية، ودعم جامعة حلوان للنادي بكوادره العلمية في النشاط الرياضي، ووقع بروتوكول التعاون الدكتور السيد قنديل رئيس مجلس إدارة النادي، والمهندس طارق عامر رئيس مجلس إدارة الشركة.
كما شهد الوزيران توقيع بروتوكول تعاون بين نادي جامعة حلوان وشركة CMDS لإدارة المجتمعات وتطوير الخدمات، لإنشاء ملعب اللياقة البدنية CrossFit في نادي جامعة حلوان بالفرع الرئيسي أو أي فرع من فروع النادي، ووقع بروتوكول التعاون الدكتور السيد قنديل رئيس مجلس إدارة النادي، والمهندس أحمد علي مرغني رئيس مجلس إدارة الشركة.
وشهد الوزيران أيضًا حصول نادي جامعة حلوان على إهداء حلقة ملاكمة بجميع مشتملاتها من رجل الأعمال نجيب العيسوي، بهدف استكمال مسيرة الدعم الرياضي بالنادي.
وقام الوزيران بجولة تفقدية بالنادي، والتي اشتملت على تفقد الصالة المُغطاة والملاعب والقاعات المخصصة لتبديل الملابس، كما شاهد الوزيران عدة مباريات في الملاكمة وكرة السلة بين الطلاب، وأعربوا عن سعادتهما بمهارات اللاعبين والروح الرياضية التي أظهرها اللاعبون خلال أحداث هذه المباريات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الشباب والرياضة رئيس جامعة حلوان الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي الدكتور السيد قنديل والدكتور أشرف صبحي التعلیم العالی والبحث العلمی الدکتور السید قندیل رئیس الأنشطة الریاضیة الجامعات المصریة رئیس جامعة حلوان نادی جامعة حلوان الشباب والریاضة رئیس مجلس إدارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى
مرتضى بن حسن علي
في عصر تتغير فيه الخرائط المعرفية بوتيرة جنونية، وتتحول الجامعات حول العالم إلى مختبرات للأفكار واختراع الغد، وتسوده الثورة التكنولوجية الكاسحة والذكاء الصناعي، لا تزال مُعظم مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي محاصرة في قوالب الماضي، وتواجه تحديات جذرية تُعيقها عن أداء أدوارها كقاطرة للتقدم وابتكار المستقبل لأنها مُثقلة بكثير من المُعوِّقات التي تبعدها عن أداء رسالتها الحقيقية.
الجامعات هي مصادر للفكر والعلم ومراكز للأبحاث، مهمتها التعايش مع الحياة العملية والعلمية وأن تجعل الأجيال الجديدة على دراية بالواقع وتطوراته ودراسة همومه والتعرف على مشاكله الفعلية، وتطوير الطلبة علمياً وفكرياً وبكل ما تملك من قدرة على البحث والتشخيص والتحليل، وتكون على صلة وثيقة بينها وبين دنيا العمل والتكنولوجيا. وحتى تتحول من مجرد مانحة للشهادات إلى حاضنات للإبداع والخريجين قادة للتغير، فهي بحاجة إلى بيئة أكاديمية ورؤساء وعمداء ذوي رؤية واضحة وأكفاء يواكبون الاتجاهات الحديثة في التعليم على المستوى الدولي واختيار الموارد البشرية المؤهلة، واتباع مناهج حديثة، والاهتمام بالبحث العلمي.
والوظيفة الأساسية لمؤسسات التعليم العالي هي تأهيل الشباب علميا وسلوكيا وفكريا وأن تبتكر مع مرور الوقت، مسارات للتقدم ونقل المعرفة إلى مجتمعاتها وأن تكون مشاعل للتقدم. غير أن الأنظمة التي تخضع لها تحد من قدراتها على مواكبة التقدم العلمي الذي يحصل في مثيلاتها من البلدان المتقدمة.
ولعلَّ قدرًا كبيرًا وملحوظًا لذلك يتصل بضعف مرحلة التعليم الأساسي، وافتقار المجتمعات العربية لمؤسسات إنتاج حقيقية من معامل ومصانع ومراكز للأبحاث الجادة. لقد اختزلت أدوار التعليم العالي في مجرد المانح للشهادات التي هي في أغلبها خالية من المحتوى وتعلق داخل البيوت والمكاتب كجزء من الديكور الداخلي الذي يستر عيوبا عديدة في البناء الداخلي، لا تنتج فكرا ولا تبني أُمَّة. وفي ظل هذا الوضع لم يكن غريباً أن يقوم كل من التعليم والعمل بنفي الآخر ومحاصرة أدواره.
التحديات التي تعيق التعليم العربي كثيرة منها:
المناهج البعيدة عن التقدم التكنولوجي:لا تزال العديد من الجامعات العربية تعتمد مناهج قديمة في زمن جديد، نظرية تركز على الحفظ والتلقين، بدلًا من تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي. فمثلا في مجال الهندسة، يفتقد الطلبة إلى مختبرات متطورة أو التدريب العملي في الميدان، وينهون دراستهم دون أن يلمسوا مختبرا متقدما، أو يشاركوا في مشروع عملي واحد تهيئهم لسوق العمل، مما يخلق فجوة بين المعرفة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ولا يزال الطالب يدرس نظريات القرن العشرين أو قبله، بينما العالم يتسابق في تطبيقات الذكاء الصناعي وعلوم البيانات.
بيروقراطية بدون أفق وتمويل بدون رؤية وضعف التمويل وطريقة صرفه:تعاني الجامعات من هياكل إدارية معقدة وترهل إداري وقرارات متضاربة، ولا سيما الحكومية منها، تعيق تبني مشاريع بحثية مبتكرة؛ حيث تُهدر أشهر على إجراءات الموافقة على بحوث طلاب الدكتوراه، بينما تُوجه ميزانيات محدودة إلى فعاليات شكلية بدلًا من دعم الابتكار، أو تبني الأفكار الخلّاقة وموتها في مهدها، كما تفتقد إلى الأموال الأهلية "الوقف والخمس".
الانفصال عن قطاع الإنتاج وسوق العمل:قلة المشاريع الإنتاجية وغياب الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي الموجود يجعل الأبحاث الأكاديمية حبيسة الأوراق، في الوقت الذي نجحت ماليزيا مثلا في تحويل أبحاث جامعاتها إلى منتجات تجارية وصناعية عبر إنشاء "مدن التكنولوجيا" التي تربط بين الباحثين والمستثمرين.
في بيئة واحدة تُحول الأفكار إلى منتجات.
البطالة المُقنَّعة:في مصر- على سبيل المثال- يُشكِّل خريجو الجامعات نحو 30% من الباحثين عن عمل، وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بسبب عدم مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل المتغير. وأيضًا بسبب عدم وجود المؤسسات الإنتاجية الكافية.
البطالة والتطرُّف:وجود خريجين عديدين ولمدة طويلة بدون عمل، يدفعهم للهروب إلى العالم الافتراضي. ولجوئهم إلى الجماعات المتطرفة أو الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية هربًا من واقعهم، كما حدث مع عدد كبير من الشباب في عدد من الدول العربية الذين تحولوا إلى التنظيمات المُتطرِّفة بعد فشلهم في ايجاد فرص عمل. وهكذا فإن الشهادة الجامعية أصبحت عبئا بدلا من أن تكون جواز مرور إلى العمل.
نماذج نجاح تُلهم الحلول
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية استثمرت في بناء شراكات دولية وإنشاء مراكز متطورة في الطاقة المتجددة، مما جعلها تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والتقنية الحيوية. مبادرة "مليون مبرمج عربي" في الإمارات، والتي ربطت بين التعليم التقني واحتياجات سوق العمل المتبدلة عبر تدريب الشباب على مهارات البرمجة، مما خلق فرص العمل عن بُعد مع شركات عالمية. إنها تجربة ناجحة في ردم الفجوة بين التعليم التقليدي واحتياجات العصر الرقمي. تجربة الجامعة الأمريكية في بيروت؛ فرغم التحديات نجحت الجامعة في دمج البحث العلمي مع قضايا المجتمع، مثل تطوير حلول لمشكلة النفايات في لبنان وتحويلها إلى طاقة.وفيما يلي نوضِّح كيفية الخروج من النفق واعادة بناء التعليم العربي العالي كمنصة للابتكار واعادة الاعتبار للجامعة:
تجديد الدماء في الإدارات الجامعية وتعيين قيادات شابة ذات رؤية استشرافية، كما فعلت جامعة زايد في الامارات بتعيين أكاديميين من خريجي جامعات مرموقة مثل هارفارد وستانفورد، لتطوير برامجها. ربط التمويل بالنتائج، من خلال منح الجامعات ميزانيات وفقا لجودة الأبحاث المنشورة وعدد براءات الاختراع المسجلة، كما يحدث في سنغافورة مثلًا. خلق مسارات مهنية مرنة، عبر متابعة ما يجري في العالم من تطورات علمية وتكنولوجية وادخال التخصصات الضرورية المتعلقة بتلك التطورات مثل "الذكاء الاصطناعي" و"الاقتصاد الرقمي" أو إدخال تخصصات مستقبلية، وتدريسها بمناهج قابلة للتحديث السنوي، كما تفعلها بعض الجامعات في العالم مثل جامعة "CODE" في المانيا مثلًا.التعليم كاستثناء استراتيجي
لا يمكن لمجتمعاتنا أن تبني مستقبلًا دون تعليم عالٍ يُحرر طاقات الشباب ويحوّل أحلامهم إلى مشاريع ملموسة. آن الأوان لنتوقف عن التعامل مع الجامعة كمجرد مبنى أو عنوان على ورقة الشهادة، والتعامل معها كجبهة فكر، ومصنع للقيادات، ومحرك للتنمية. فكما قال نيلسون مانديلا: "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم".
لقد آن الأوان لنجعل من جامعاتنا منارات للفكر، لا مجرد جدران تُعلَق عليها الشهادات!
رابط مختصر