أظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات تتبع السفن أن حركة ناقلات النفط والوقود في البحر الأحمر كانت مستقرة في ديسمبر، رغم أن العديد من سفن الحاويات غيرت مساراتها بسبب هجمات حركة الحوثي في اليمن.

وأدت الهجمات إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين ارتفاعا حادا، لكن تأثيرها على تدفقات النفط جاء أقل من المخاوف مع استمرار شركات الشحن في استخدام الممر الرئيسي بين الشرق والغرب.

وهاجم الحوثيون، الذين قالوا إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، شحنات البضائع غير النفطية إلى حد كبير.

ولم تحدث التكاليف الإضافية فرقا كبيرا بالنسبة لمعظم شركات الشحن حتى الآن، لأن تكلفة استخدام البحر الأحمر لا تزال في متناول الجميع مقارنة بإرسال البضائع حول إفريقيا. لكن الوضع يستحق المراقبة مع قيام بعض شركات النفط مثل "bp" بي بي، وإكوينور بتحويل الشحنات إلى المسار الأطول.

وقال خبراء إن زيادة تكاليف الشحن ستزيد على الأرجح صادرات الخام الأميركي إلى بعض المشترين الأوروبيين.

وقالت ميشيل ويز بوكمان محللة الشحن في "لويدز ليست" "لم نشهد حقا عرقلة حركة الناقلات التي كان يتوقعها الجميع".

وكانت هناك 76 ناقلة محملة بالنفط والوقود في المتوسط ​​يوميا في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن في ديسمبر، وهي المنطقة القريبة من اليمن والتي شهدت الهجمات. ويقل هذا العدد بمقدار سفينتين فقط عن متوسط ​​شهر نوفمبر، وبواقع ثلاث سفن فقط عن المتوسط ​​خلال أول 11 شهرا من عام 2023، وفقا لبيانات من خدمة ماري تريس لتتبع السفن.

ورصدت خدمة "كبلر" المنافسة لتتبع السفن عبور 236 سفينة يوميا في المتوسط بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن بأكملها في ديسمبر، وهو ما يزيد قليلا عن المتوسط ​​اليومي البالغ 230 سفينة في نوفمبر.

وذكرت ويز بوكمان أن التكلفة الإضافية للإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا بدلا من المرور عبر البحر الأحمر ستجعل رحلات توصيل النفط أقل ربحية.

وأضافت "وبالتالي، ستحاول وستمضي قدما".

وتضاعفت أسعار التأجير تقريبا منذ بداية ديسمبر، وفقا لبيانات من شركة "مارهلم" لتحليل بيانات السفن. وتصل تكلفة شحن النفط على متن ناقلات سويزماكس إلى قرابة 85 ألف دولار يوميا. ويمكن أن تحمل هذه الناقلات ما يصل إلى مليون برميل. وتبلغ تكلفة شحن النفط على متن سفن أفراماكس، التي يمكنها نقل 750 ألف برميل، 75 ألف دولار في اليوم.

وانخفضت حركة الناقلات في منطقة جنوب البحر الأحمر لفترة وجيزة بين 18 و22 ديسمبر، عندما كثفت جماعة الحوثي هجماتها على السفن، لمتوسط ​​66 ناقلة، لكن الحركة استؤنفت بعد ذلك، وفقا لخدمة ماري تريس لتتبع السفن.

وتراجعت حركة سفن الحاويات في المنطقة بشكل أكثر حدة بنسبة 28 بالمئة في ديسمبر، مقارنة بنوفمبر مع انخفاضات حادة في النصف الثاني من الشهر بسبب تصاعد الهجمات، بحسب ماري تريس.

إصرار على المخاطرة

وأوضح تحليل بيانات لمجموعة بورصات لندن،LSEG، أن العديد من شركات النفط الكبرى والمصافي وشركات خدمات الشحن واصلت استخدام طريق البحر الأحمر.

وقال كالفين فرويدج مؤسس شركة "مارهلم" لتحليل بيانات السفن "تريد شركات الشحن وعملائها حقا تجنب تعطل الجدول الزمني. لذا فهم ما زالوا يتحملون المخاطر".

وأشار إلى أن العديد من ناقلات النفط التي تعبر البحر الأحمر كانت تحمل الخام الروسي إلى الهند، والتي ليس للحوثيين مصلحة في مهاجمتها.

ووفقا لبيانات تتبع السفن في مجموعة بورصات لندن، عبرت السفينة دلتا بوسيدون التي تشغلها شركة شيفرون، قناة السويس والبحر الأحمر في نهاية ديسمبر في طريقها إلى سنغافورة.

وأظهرت البيانات أن السفينة سانمار سارود، التي تشغلها شركة التكرير الهندية ريلاينس، عبرت البحر الأحمر أيضا في أواخر ديسمبر لتسليم مكونات البنزين إلى الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم شيفرون "سنواصل بشكل فعال تقييم سلامة الطرق في البحر الأحمر وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط واتخاذ القرارات بناء على آخر التطورات".

ولم ترد ريلاينس على طلب للتعليق.

عبرت ناقلات أخرى، تستأجرها وحدة" كليرليك" التابعة لشركة جانفور التجارية، وشركة التكرير الهندية بهارات بتروليوم، وشركة أرامكو تريدنج السعودية، هذا الطريق في الأسابيع القليلة الماضية. ورفضت الشركات التعليق أو لم ترد على طلبات التعليق.

ويمكن لاستخدام البحر الأحمر أن يختصر حوالي 3700 ميل بحري لرحلة من سنغافورة إلى جبل طارق.

تحويل المسار

أوقفت بعض الشركات مثل بي بي وإكوينور جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتا وأعادت توجيه سفنها في المنطقة.

وتشير بيانات شركة فورتسكا لتتبع السفن إلى أن 32 ناقلة على الأقل حولت مسارها أو سلكت طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من استخدام قناة السويس منذ النصف الثاني من ديسمبر.

وأضافت فورتكسا أن الناقلات التي يتم تحويل مسارها هي في الغالب تلك التي استأجرتها الشركات التي أعلنت تعليق الإبحار في البحر الأحمر مؤقتا أو تلك التي تديرها كيانات أميركية أو مرتبطة بإسرائيل.

وقال تجار زيت الوقود ومصادر تزويد السفن بالوقود في آسيا إنهم ما زالوا يراقبون التطورات في البحر الأحمر، على الرغم من أن شرق السويس لا يزال به إمدادات كافية في الوقت الحالي، لذا فمن غير المرجح أن تؤدي عمليات تحويل المسار الحالية إلى زيادة الأسعار.

وتشير بيانات "كبلر" إلى أن الاضطرابات من الشرق إلى الغرب أثرت بشكل رئيسي على الواردات الأوروبية من الديزل ووقود الطائرات حتى الآن.

وفي الوقت نفسه، أثرت عمليات التحويل من الغرب إلى الشرق على بعض شحنات زيت الوقود والبنزين الأوروبية إلى الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ وشرق إفريقيا.

وقال مات سميث، المحلل في شركة "كبلر" لتتبع السفن، إن التوتر هناك دفع أيضا المزيد من مشتري النفط إلى التطلع للولايات المتحدة ولعب دورا على الأرجح في الزيادة القياسية لصادرات النفط الخام إلى أوروبا إلى 2.3 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول.

وأضاف سميث "حالة عدم اليقين المستمرة في البحر الأحمر من المرجح أن تحفز بعض الدول الأوروبية لشراء الخام الأميركي".

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تكاليف الشحن التأمين الحوثيون إسرائيل التكاليف البحر الأحمر إفريقيا الشحن والوقود البحر الأحمر اليمن كبلر شحن النفط النفط الناقلات شركات النفط الهند شيفرون قناة السويس سنغافورة البنزين أرامكو السعودية جبل طارق طريق رأس الرجاء الصالح الشركات آسيا الديزل الخام الأميركي ناقلات النفط حماية ناقلات النفط هجمات ناقلات النفط البحر الأحمر أزمة البحر الأحمر هجمات البحر الأحمر الشحن البحري قطاع الشحن البحري أسعار الشحن البحري تكاليف الشحن التأمين الحوثيون إسرائيل التكاليف البحر الأحمر إفريقيا الشحن والوقود البحر الأحمر اليمن كبلر شحن النفط النفط الناقلات شركات النفط الهند شيفرون قناة السويس سنغافورة البنزين أرامكو السعودية جبل طارق طريق رأس الرجاء الصالح الشركات آسيا الديزل الخام الأميركي تجارة فی البحر الأحمر فی دیسمبر

إقرأ أيضاً:

رفضًا لسياسات ترامب.. شركة نرويجية توقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود

أعلنت شركة "هالتباك بانكرز" النرويجية للنفط والشحن عن قرارها بوقف تزويد السفن العسكرية الأمريكية بالوقود، في خطوة احتجاجية على النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية الحالية تجاه أوكرانيا.

اعلان

وأوضح مالك الشركة، غونار غران، أن القرار سيظل ساريًا طالما بقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منصبه، مؤكدًا أن شركته "تتمسك ببوصلة أخلاقية" في قراراتها. 

مقاطعة علنية ودعوة لموردين آخرين للانضمام

نشرت "هالتباك بانكرز" بيانًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت فيه عن مقاطعتها تزويد السفن الحربية الأمريكية بالوقود. ووجّه البيان انتقادات حادة للرئيس الأمريكي ونائبه جي دي فانس، على خلفية اجتماعهما مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 28 شباط/فبراير بالبيت الأبيض. 

ووصفت الشركة الاجتماع بأنه "أكبر عرض هراء تم تقديمه على الهواء مباشرة"، متهمة واشنطن بالاستفزاز خلال اللقاء. كما أشادت بثبات زيلينسكي وتحليه بالهدوء وسط ما وصفته بالتصرفات الاستفزازية من الجانب الأمريكي. 

ولم يقتصر موقف الشركة على وقف الإمدادات فحسب، بل دعت أيضًا الموردين النرويجيين والأوروبيين الآخرين للانضمام إلى المقاطعة. وأكد غران في تصريحات لوسائل الإعلام أن شركته خاصة، وهي حرة في اختيار عملائها بناءً على معاييرها الأخلاقية. 

أفراد من البحرية الأمريكية خلال مناورات Sea Breeze 2021 في البحر الأسود، يوم الأربعاء 7 تموز/يوليو 2021.Efrem Lukatsky/ AP

وشدد على أن القرار ساري المفعول فورًا، وينطبق على جميع السفن الأمريكية التي ترسو في الموانئ النرويجية. كما أشار إلى أن هذا الموقف ليس جديدًا، موضحًا أن شركته توقفت عن بيع الوقود للسفن الروسية بعد الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا. 

وقال غران إن شركته خسرت جزءًا كبيرًا من الإيرادات بسبب هذا القرار، لكنها تلتزم بمبادئ أخلاقية، والآن أصبحت الولايات المتحدة مستثناة من تعاملاتها بسبب موقفها من الأوكرانيين. كما كشف أن شركته توظف عددًا كبيرًا من الأوكرانيين، مشيرًا إلى أن الحرب أثرت بشدة على حياتهم وأسرهم، ما جعل هذا القرار يحمل بعدًا أخلاقيًا وإنسانيًا. 

الحكومة النرويجية تؤكد استمرار دعم البحرية الأمريكية

في المقابل، أكدت الحكومة النرويجية، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أنها ستواصل تزويد السفن العسكرية الأمريكية بالوقود، نافية أي تغيير في سياستها تجاه الدعم اللوجستي للجيش الأمريكي. 

وقال وزير الدفاع النرويجي توري ساندفيك في بيان إن التقارير التي تحدثت عن وقف الدعم لسفن البحرية الأمريكية "لا تتماشى مع سياسة الحكومة النرويجية". وأضاف أن القوات الأمريكية ستظل تتلقى الإمدادات والدعم اللازم من النرويج، مؤكدًا التزام بلاده بتحالفها مع الولايات المتحدة. 

Relatedزيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب ويقول: ما حدث لم يكن أمرا جيدا لكنني لم أخطئ "فشل سياسي لأوكرانيا".. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكيفي مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادن

ويأتي قرار "هالتباك بانكرز" في وقت تتصاعد فيه التوترات الدولية حول الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ما يسلط الضوء على الانقسامات المتزايدة حتى بين حلفاء واشنطن التقليديين.

وبينما تصر الحكومة النرويجية على استمرار التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، يعكس موقف الشركة الخاصة توجهات معارضة داخل بعض الأوساط الأوروبية، التي ترى ضرورة اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا: تضامن شعبي مع زيلينسكي بعد مشادته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض "فشل سياسي لأوكرانيا".. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي بعد سنوات في قيادة الناتو.. ينس ستولتنبرغ على رأس وزارة المالية في النرويج الوقوددونالد ترامبالنرويجأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةالنفطاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext فون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا يعرض الآنNext نتنياهو: لا مزيد من الغذاء المجاني لغزة يعرض الآنNext القمة الأوروبية في لندن: تشديد على أهمية إعادة تسليح أوروبا وتوحيد الصف الغربي ودعم أوكرانيا يعرض الآنNext النمسا: ثلاثة أحزاب تتفق على تشكيل ائتلاف حكومي مع استبعاد اليمين المتطرف يعرض الآنNext قائد عسكري إسرائيلي: لا نتوقع هجوماً مصرياً مفاجئاً ولا نستعد له اعلانالاكثر قراءة فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حدث مع زيلينسكي شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيأوكرانياروسياسورياإسرائيلحركة حماسفلاديمير بوتينالاتحاد الأوروبيقطاع غزةرمضانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية: ''التغاضي عن ممارسات الحوثيين فاقم المشكلة الأمنية بالبحر الأحمر''
  • مباحثات أميركية – عمانية لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر 
  • إيران تلتف على العقوبات الأميركية عبر سفن نفط صغيرة
  • توزيع 500 كرتونة غذائية من«تحيا مصر» لعمال ومؤذني الأوقاف بالبحر الأحمر
  • مباحثات أمريكية عُمانية لوقف هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر
  • 500 كرتونة من صندوق "تحيا مصر" هدية الأوقاف للعمال والمؤذنين بالبحر الأحمر في شهر رمضان المبارك
  • فريق الرعاية الأساسية بالبحر الأحمر يطمئن على جودة الخدمات الطبية بوحدة الميناء
  • رفضًا لسياسات ترامب.. شركة نرويجية توقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود
  • شركة عملاقة للتجارة الإلكترونية تدمج الذكاء الاصطناعي في منصتها
  • وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليكية بالبحر الأحمر يوزع كرتونة رمضان