اكتشاف منطقة الدماغ المسؤولة عن "تنشيط" الحب الرومانسي
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
من المعروف أن الحب الرومانسي يغير الدماغ، ما يؤدي إلى إطلاق ما يسمى بجزيء الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المسؤول عن النشوة التي يشعر بها المرء عند الوقوع في الحب.
لكن كيفية تطور هذه التغييرات في الدماغ مع مرور الوقت، ظلت بعيدة المنال بالنسبة للعلماء. والآن، في أول بحث من نوعه، تمكن العلماء من كشف عملية الدماغ المعقدة هذه.
ويقول آدم بودي، الباحث الرئيسي وطالب الدكتوراه في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن الدراسة الجديدة تلقي الضوء على الآليات التي تسبب الحب الرومانسي، مضيفا: "نحن في الواقع لا نعرف سوى القليل جدا عن تطور الحب الرومانسي. ونتيجة لذلك، فإن كل اكتشاف يخبرنا عن تطور الحب الرومانسي هو جزء مهم من اللغز".
واكتشف العلماء من الجامعة الوطنية الأسترالية وجامعة كانبيرا وجامعة جنوب أستراليا، العلاقة بين منطقة معينة في الدماغ تسمى نظام التنشيط السلوكي (BAS) والحب الرومانسي.
وفي الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة Behavioural Science، قام العلماء باستطلاع آراء 1556 من الشباب البالغين الذين أبلغوا بأنهم "في حالة حب".
وسعى الاستطلاع إلى الكشف عن رد الفعل العاطفي لدى الأشخاص تجاه شركائهم، وسلوكهم من حولهم، والتركيز الذي يضعونه على أحبائهم قبل كل شيء.
وعندما يقع شخص ما في الحب، يقول العلماء إن الدماغ يتفاعل بشكل مختلف، ما يجعل الشخص المحبوب محور حياتنا.
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الواقعين في الحب يميلون إلى التحيز في الانتباه والذاكرة تجاه أحبائهم.
وقد عرف العلماء أيضا أن الحب الرومانسي يرتبط بقوة بالنشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف والمكافأة والتحفيز.
ومن المعروف أيضا أن إحدى العمليات في الدماغ المعروفة باسم نظام التنشيط السلوكي (BAS) تلعب دورا في العديد من النتائج التحفيزية.
إقرأ المزيد الدماغ يرسل "إشارة غريبة" عندما ينوي الشخص الكذبوقامت الدراسة الجديدة بتقييم بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي ووجد الفريق اختلافات في الدماغ بالإضافة إلى تغيرات في السلوك والعاطفة مرتبطة بالحب الرومانسي.
وفي حين أظهرت الدراسات السابقة أن الأوكسيتوسين يلعب دورا رئيسيا في الحب الرومانسي، فإن العملية الدماغية الدقيقة التي يتطور من خلالها إدراك الشخص المحب لم تكن واضحة.
ويوضح الأكاديمي بجامعة كانبيرا والأستاذ المساعد المساعد بجامعة جنوب أستراليا، الدكتور فيل كافانا، أن الدراسة تظهر أن الحب الرومانسي يرتبط بالتغيرات في السلوك وكذلك العاطفة.
ويقول: "نحن نعرف الدور الذي يلعبه الأوكسيتوسين في الحب الرومانسي، لأننا نحصل على موجات منه تنتشر في جميع أنحاء نظامنا العصبي ومجرى الدم عندما نتفاعل مع أحبائنا. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يكتسب بها أحباؤنا أهمية خاصة ترجع إلى اتحاد الأوكسيتوسين مع الدوبامين، وهي مادة كيميائية يفرزها الدماغ أثناء الحب الرومانسي. وفي الأساس، ينشّط الحب المسارات في الدماغ المرتبطة بالمشاعر الإيجابية".
وتابع: "تدعم النتائج فكرة أن الحب الرومانسي تطور باستخدام آليات عصبية موجودة مسبقا".
وفي مزيد من الدراسات، يأمل الفريق في العثور على اختلافات بين الرجال والنساء في أسلوبهم في الحب، وإجراء مسح عالمي لتحديد الأنواع المختلفة من العشاق الرومانسيين.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية فی الدماغ فی الحب
إقرأ أيضاً:
عفريت الماء.. كائن يمتلك قدرات مذهلة ويجدد أطرافه بعد فقدانها
لكل كائن بحري قدراته الفريدة التي تميزه عن غيره، ومن بين هذه الكائنات «عفريت الماء»، أو سمندل المكسيك، الذي يحظى باهتمام كبير منذ القدم، ويعتبره العلماء معجزة طبيعية يتم التعلم منها بسبب قدرته الفائقة على تجديد أطرافه بعد فقدانها.
عفريت الماء يمتلك قدرة مذهلة، إذ يستطيع تجديد أطرافه بالكامل، بما في ذلك العظام والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب، وليس هذا فحسب، بل يمكنه تجديد أعضائه بالكامل، بما في ذلك عضلات القلب وأجزاء من الدماغ.
الخلايا الجذعية لعفريت الماءيستطيع عفريت الماء أن يعود إلى حالة تشبه الخلايا الجذعية بعد الإصابة، وهذه الخلايا غير المتخصصة تملك القدرة على الانقسام والتجدد لتكوين خلايا جديدة، كما يمكنها التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم، حسبما أفاد موقع «LiveScience».
معلومات عن عفريت الماءيبلغ طول عفريت الماء البالغ من 23 إلى 28 سم، ويصل أحيانًا إلى 30 أو 40 سنتمترًا، ويتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات، وعندما يُحتفظ به في بيئة منزلية، فإنه يتغذى على اليرقات والحشرات مثل البعوض وديدان الأرض والذباب.
وأجرى مجموعة من الباحثين دراسة لفهم كيفية تجديد خلايا عفريت الماء، إذ جرى رسم خريطة لخلايا أجزاء من دماغه، وبعد 8 أسابيع من إصابة الدماغ الأمامي المسؤول عن حاسة الشم، اكتشفوا نمو خلايا جديدة تعوض الخلايا العصبية المفقودة، وفقًا لموقع «شبيجل» الألماني.
وقالت كاتارينا لوست، من معهد فيينا لبحوث الأمراض الجزيئية، والمشاركة في الدراسة التي نُشرت في مجلة «Science»، إن بعض الخلايا أعادت بناء روابطها القديمة بالخلايا المجاورة.
تجديد أطراف عفريت الماءفي دراسات سابقة، بحث العلماء في نوع الخلايا المسؤولة عن إعادة نمو الأطراف لدى عفريت الماء، وتوصلوا في ورقة بحثية نشرت عام 2018 إلى أن الخلايا المسؤولة عن ذلك هي خلايا النسيج الضام العادية التي تجدد نفسها.
وفي عام 2023، حقق باحثو جامعة ستانفورد قفزة كبيرة في فهم ما يميز السمندل عن باقي الحيوانات، حيث اكتشفوا أن عفريت الماء يمتلك نسخة شديدة الحساسية من جزيء «إم تور»، الذي يعمل كمفتاح لتشغيل وإيقاف إنتاج البروتين.