صدر حديثًا عن دار "إضافة" للنشر والتوزيع، كتاب "في حضرة الأكابر.. ومضات من أنوار مصر"، للكاتب الصحفي أشرف التعلبي، للمُشاركة به في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 المقرر إقامته نهاية هذا الشهر.


وبأسلوبٍ مُمتعٍ وتفاصيل شيقةٍ، تناول الكاتب قصة حياة عددٍ كبيرٍ من الرواد المصريين، كلٌ في مجالهِ، الذين كان لنا بفضلهم -وبفضل الكثيرين غيرهم- الريادة المصرية في الوطن العربي بأكمله.

. لإحياء سيرتهم في نفوس الأجيال الجديدة، التي ربما تغفل بعض الشيء عن عظمة تاريخنا المصري، الحافل بالمبدعين في مُختلف المجالات. 
عن الكتاب يقول "أشرف التعلبي" إن هؤلاء -الأكابر- تركوا أثرًا وبصمة واضحة في نفوسنا، ولا يزال تأثيرها باقيًا من خلال كتبهم ورواياتهم وأصواتهم، وما نقدمه هنا في تلك الصفحات ليس حصرًا للمبدعين، لكنه قبسٌ من نور مصر الحبيبة.
وحسبما جاء في مقدمة الكتاب: "كلما تردد اسم الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، أتأمل واندهش حقًا لمسيرته، ودائمًا ما أفكر في الطفل الذي فقد بصره في الصغر؛ ليرتقي بنور بصيرته نحو العالمية، وكيف خاض معاركه الفكرية بهذه الشجاعة النادرة، ورغم مرور نصف قرن على رحيله، فإن ما كتبه وأثاره من قضايا ما زال يشغلنا حتى اليوم".
كما كان من الصعب أن نختصر حياة رجل مثل "عباس العقاد" في سطور، فحياته مليئة بالمواقف والتجارب والمعارك الفكرية، فهو أديب كبير، وشاعر، وفيلسوف، وسياسي، ومفكر، بل هو راهب في محراب الأدب بكل أشكاله وألوانه، حتى وصل إلى مرتبة فريدة، مع ازدياد كتبه على المائة، وتُرجم بعضها إلى لغات أجنبية، ومن أشهرها "العبقريات".
والحديث ليس عن الأدب وحده، بل هناك صاحب مدرسة كبيرة وضعت اللبنة الأولى لقواعد فن الإنشاد، الشيخ على محمود، الذي روَض فن المقامات بكل ألوانها، حتى بلغ بعبقريته أنه كان يؤذن للجمعة في مسجد الحسين بالقاهرة كل أسبوع أذانًا على مقام موسيقي لا يكرره إلا بعد فترة طويلة، وهو ما جعله سيد القراء وإمام المنشدين، ويكفي أن الشيخ محمد رفعت -أفضل قراء القرآن الكريم- تعلم وسار على دربه، ومن بعده الشيخ طه الفشني، والشيخ كامل يوسف البهتيمي، حتى أهل الفن تعلموا في مدرسته وأولهم الموسيقار عبدالوهاب وأم كلثوم.
ومَنْ منّا قادر على نسيان أو تناسى الخال عبدالرحمن الأبنودي، الذي أثر بشعره في وجداننا، وهو ابن قرية "أبنود" الغنية بالتراث والفلكلور الشعبي، التي صنعت منه شاعرًا بمواصفات خاصة، قادرًا على التمرد على شعر الفصحى، ليرفع العامية إلى مكانة تجعلها محبوبة لكل الآذان السامعة، وهو ما كان له الأثر في حفر اسم «الخال» في ربوع العالم العربي كله، خاصة أنه نجح في جمع شتات السيرة الهلالية، إحدى أشهر السير الشعبية العربية.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

عرض صوفي لفرقة المولوية المصرية يجذب الأنظار بمعرض الكتاب

 


اختتم مسرح بلازا 1 فعاليات اليوم السادس من معرض القاهرة الدولي للكتاب بعرض مميز لفرقة المولوية المصرية بقيادة الفنان عامر التوني، حيث أضاءت الفرقة أجواء المسرح بمزيج روحاني آسر نظمته إدارة "صندوق التنمية الثقافية".


وقدمت الفرقة تجربة صوفية فريدة، تضمنت أناشيد مثل "لأجل النبي"، "لاموني يا رسول الله"، "والله ما طلعت شمس ولا غربت"، "يا طارق الباب"، "كل شيء في الكون مخلوق يصلي عليه"، و"طلع البدر علينا".
كما رافقت بعض الأناشيد عروض التنورة المميزة التي استقبلها الجمهور بحفاوة، إلى جانب الإيقاعات المتنوعة التي لاقت إشادة واسعة وتفاعلًا كبيرًا من الحضور.

 

تجليات الجلسة الرابعة من "مؤتمر مصطفى ناصف: نقاش حول النقد الرمزي وإسهامات الناقد الكبير"

 

في إطار فعاليات مؤتمر تكريم الناقد الكبير الدكتور مصطفى ناصف، الذي أُقيم في اليوم السادس من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، انعقدت اليوم الجلسة الرابعة في قاعة "الصالون الثقافي"، حيث قدّم الشاعر الكبير والناقد الدكتور حسن طلب؛ شهادته؛ حول الراحل مصطفى ناصف، الذي كان صديقًا مقربًا له لسنوات طويلة.

بدأت الجلسة بتقديم من الدكتورة هدى عطية، والتي أكدت أن "مصطفى ناصف" قدّم إسهامات كبيرة في مجال النقد الرمزي، حيث ذهب بالنقد إلى أبعاد متعددة، واهتم بشكل خاص بدراسة البُعد الاجتماعي الخفي وراء الرموز في الأدب والنصوص، حتى في قصص الأطفال؛ وأوضحت أن "ناصف" كان دائمًا ما ينقب عن الدلالات العميقة خلف الكلمات، مشيرة إلى حرصه على إبراز البُعد الاجتماعي للرمز.

وفي حديثه، تحدث الدكتور حسن طلب؛ عن دور النقاد أصحاب الرسالة في تشكيل الوعي النقدي، مؤكدًا أن "مصطفى ناصف" كان واحدًا من هؤلاء النقاد الذين امتلكوا أدوات النقد؛ ودمجوا بين التراث الأدبي والنقدي من جهة، والثقافات الحديثة من جهة أخرى؛ وأن "ناصف" قد تبنّى منهجًا نقديًا يعتمد على "الرمزية" في الأدب، ما جعله يبرز في مجال النقد الأدبي الحديث؛ وأشار إلى أن "مصطفى ناصف" كان ملمًا بشكل عميق بالتراث النقدي العربي والغربي، موضحًا أن "ناصف" تأثر بنقد رواد الرمزية في الأدب؛ مثل الدكتور عبد القادر القط، الذي تناول الرمزية في الأدب العربي؛ وأن "ناصف" كان ينظر إلى النصوص الأدبية بمنظور تأويلي، ما جعله يقدم أعمالًا نقدية مليئة بالغنى الفكري، خاصة في كتاباته حول الرمزية في النصوص الأدبية.

كما تطرق الدكتور طلب؛ إلى المدارس الأدبية المختلفة؛ مثل: المدرسة الرومانسية؛ والمدرسة الواقعية، مشيرًا إلى أن "ناصف" قدّم نقاشًا نقديًا متوازنًا بين هذه المدارس؛ وأن "ناصف"، إلى جانب "لطفي عبد البديع"، أسّسا لنظرة نقدية جديدة تقوم على الرمز والتأويل، ما سمح للقراء والنقاد بالتفاعل مع النصوص بشكل أعمق وأوسع؛ وفي حديثه عن تأثير "مصطفى ناصف"، أكد أن "ناصف" لم يكن مجرد أكاديمي نظري، بل كان ناقدًا تطبيقيًا أيضًا، حيث سعى إلى إثبات نظرياته النقدية من خلال تطبيقاتها على النصوص الأدبية، خصوصًا في مجال الشعر. 

وأوضح طلب؛  أن "ناصف" كان يؤمن بأن الأدب لا يمكن أن يُقاس بمعايير خارجية، خاصة مع انتشار النقد الواقعي والأخلاقي، مشيرًا إلى أن الأدب له معايير خاصة به، وعليه أن يظل خاليًا من القيود النظرية.

وفي رد على سؤال من الدكتورة هدى عطية؛ حول حماسة "ناصف" للنقد الرمزي، أكد طلب؛ أن "ناصف" كان يعتقد أن النقد الواقعي يمكن أن يضر بالأدب، حيث كان يرفض المبالغة في قياس الأدب مع مفاهيم خارجية غير ذات صلة؛ وكان يولي أهمية كبيرة للرمز كوسيلة لفهم المعنى العميق للنصوص الأدبية والدينية، مشيرًا إلى أن الرمز يشبع الحاجة العقلية والوجدانية للإنسان؛ ويضيف بعدًا جماليًا للنص.

واختتم الدكتور حسن طلب؛ حديثه؛ بالإشارة إلى أن "مصطفى ناصف" كان يمتلك حصيلة ثقافية وروحية واسعة جعلته مميزًا في النقد الرمزي، مؤكّدًا أن "الوضوح" لم يعد أمرًا مطلوبًا في النقد الأدبي الحديث؛ فقد سبق "ناصف" غيره من النقاد؛ في إدراك أهمية الغموض والرمزية في النصوص، وهي الفكرة التي بدأ الشعراء يدركونها في وقت لاحق؛ وأن "ناصف" كان دائمًا يعتقد أن اللغة هي لغة رمزية في جوهرها، وخاصة في النصوص الصوفية، ما يبرز أهمية التأويل النقدي في التعامل مع النصوص؛ وفهم معانيها العميقة.

مقالات مشابهة

  • الروائية السعودية هيلانة الشيخ: الأعمال الأدبية جسدت المعاناة الفلسطينية بعمق وبلاغة
  • «بيج باد وولف» مبادرة لبيع الكتب الأجنبية بأسعار مخفضة في معرض الكتاب
  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • «حوار الثقافات عبر الأدب».. في مكتبة محمد بن راشد
  • حوار الثقافات عبر الأدب في مكتبة محمد بن راشد
  • «حكاية إفريقيا» في الشارقة تجتذب 10 آلاف زائر
  • وفاة الأديب محمد جبريل عن عمر يناهر 87 عاما
  • عرض صوفي لفرقة المولوية المصرية يجذب الأنظار بمعرض الكتاب
  • رادكا دنماركوفا في معرض الكتاب: الأدب يجب أن يكون فأسًا تكسر البحر المتجمد
  • وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي