أنتوني بلينكن يصل إلى إسرائيل وسط حملة أمريكية جديدة لوقف انتشار الحرب
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مساء الاثنين، إلى إسرائيل لعقد اجتماعات وصفت بـ"الصعبة" مع القادة والمسؤولين الإسرائيليين الذين أثبتوا مرارا وتكرارا مقاومتهم للضغوط التي تمارسها واشنطن بشأن سلوكهم في الحرب على قطاع غزة.
وسافر بلينكن في وقت متأخر من ليلة الاثنين من السعودية حيث أجرى محادثات مع ولي العهد محمد بن سلمان في جولة بالشرق الأوسط تهدف إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مستقبل غزة.
وقال إن الدول العربية الرئيسية وتركيا اتفقت على البدء في التخطيط لإعادة إعمار غزة وإدارتها بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية ضد حماس.
وقال وزير الخارجية، إن عدد من الدول العربية وتركيا “اتفقت على العمل معا وتنسيق جهودنا لمساعدة غزة على الاستقرار والتعافي، ورسم مسار سياسي للمضي قدمًا للفلسطينيين والعمل على تحقيق اتفاق طويل الأمد”.
وفي رحلته الرابعة إلى الشرق الأوسط خلال ثلاثة أشهر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بلينكن سيحاول إقناع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببدء مفاوضات جادة حول حكم ما بعد الحرب في غزة، وبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات.
وقال بلينكن: سأؤكد على الضرورة المطلقة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وبذل المزيد للتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي من يحتاجون إليها”.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تركز أيضا على استعادة ما تبقى من الأسرى الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم من الأسرى في غزة.
وقد قدمت الولايات المتحدة دعما قويا لإسرائيل منذ اندلاع حربها على قطاع غزة ضد حركة حماس قبل ثلاثة أشهر، لكن نتنياهو أثار غضب واشنطن برفضه حتى الآن تقديم أي خطط عامة مفصلة لحكم غزة عندما ينتهي العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فأن الخيار المفضل للولايات المتحدة هو إنشاء دولة فلسطينية موحدة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن وضعت خططا مفصلة لكيفية عمل الانتقال إلى مثل هذه الدولة، لكن حكومة نتنياهو ظلت تعارض بشدة مثل هذه النتيجة ولم تشارك في مناقشات هادفة مع المسؤولين الأمريكيين بشأن مقترحات واشنطن.
في غضون ذلك، استمرت التوترات في المنطقة في التصاعد يوم الاثنين، حيث قتلت غارة جوية إسرائيلية أحد قادة حزب الله في جنوب لبنان، وهي الأحدث في تبادل متصاعد للضربات على طول الحدود مما أثار مخاوف من نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزير الخارجية الامريكي إسرائيل الحرب على قطاع غزة جولة بالشرق الأوسط مستقبل غزة الحرب الإسرائيلية ضد حماس حماس
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والعودة إلى الحرب
لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.
وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.
مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً.
التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.
ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.
من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.
ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه.
ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.