عام لملم أوراقه ورحل مع أيامنا الضائعة، وعام يتهادى حاملا معه أزمنة من الحلم والأمنيات والعمر الجديد، وبين الواقع والمحاكاة، عاش الجمهور أحداثا مليئة بالإثارة والتشويق والكوميديا السوداء، وأطلق عبر الشاشات ضحكات من قلوب أنهكتها ضغوط الحياة، مخطئ من يتوهم أن بإمكانه عقد مقارنة حقيقية بين عامين (عالمين)، في بضعة سطور، فالعام الماضي كان "365" يوما، مضروبة في عدد لا نهائي من أحلام وأعمال رأت النور، ومثلها (وأكثر) ضلت الطريق، وأجهضتها الظروف، أما العام الجديد فيحمل (ويطوي) عددا لا نهائيا من الطموحات والخطوات التي لم تزل في بداياتها، تحاول أن تسطر تاريخا تريده.

وبعيدا عن "ماستر سين" 2023، وهو حرب غزة، سنجد أن العام المنقضي، كان نقطة تحول لعدد من الفنانين، ومنهم الوجه الصاعد عصام عمر، الذي استطاع بمسلسله "بالطو"، أن يضع اسمه في قائمة النجوم، بينما جعل "سفاح الجيزة" من الكوميديان أحمد فهمي، ممثلا تراجيديا من طراز فريد، وجسدت غادة عبد الرازق شخصية "السيكوباتية" التي تقتل عروس ابنها حتى لا يفارقها، في مسلسل "حدث بالفعل"، بينما تخلى النجم ياسر جلال عن أدوار الأكشن، وفاجأ الجمهور بمسلسل "رومانسي ناعم"، عنوانه "علاقة مشروعة"، كما سجل 2023، سابقة جديدة للفنان محمد رمضان، إذ عرض له فيلمان: "ع الزيرو، وهارلي"، وفي نفس العام (أيضا) اعتلى قمة الدراما الرمضانية بمسلسله "جعفر العمدة"، الذي أعاد فيه المخرج محمد سامي اكتشاف الفنانة الكبيرة هالة صدقي، في دور "صفصف"، بينما نجح أيضا في كشف وجه "شرير" يختفي وراء الملامح البريئة للفنانة الشابة إيمان العاصي.

ويمكن القول إن "جوكر 2023" لقب تستحقه بجدارة، الفنانة ريهام عبد الغفور، التي أدهشت الجمهور بأدوار مركبة في مسلسلاتها الناجحة "أزمة منتصف العمر"، و"الأصلي"، و"رشيد"، بعد تألقها في "2022" بـ"منعطف خطر، وغرفة 207"، ريهام ودعت "2023" بدموع فراق والدها الفنان القدير أشرف عبد الغفور، بينما يحاول "موسم رأس السنة" أن يطيب بعض جراحها، وينتظر الجمهور عرض فيلمها الجديد "ليلة العيد"، بمشاركة الفنانة الكبيرة يسرا، التي لم تلق نجاحا لائقا في مسلسل "1000 حمد لله على السلامة" في 2023، فقررت لأول مرة منذ سنوات، أن تتخلى عن "موسم رمضان"، وتطرح خلال أيام، مسلسلها "روز وليلى" الذي تقوده (لأول مرة) كتيبة بريطانية تتمثل في السيناريست "كريس كول"، والمخرج "أدريان شيرجولد"، وتشارك في البطولة الفنانة نيللي كريم، والأخيرة لم تكن راضية عن العام الذي مضى، وأبدت ندمها على المشاركة في فيلم "ع الزيرو" مع محمد رمضان، رغم نجاحها في تغيير جلدها لـ"صعيدية"، بمسلسلها الرمضاني الأخير "عملة نادرة".

وتأرجحت "2023" بين كونها "تميمة حظ"، أو "نذير شؤم"، حيث عزز كريم محمود عبد العزيز نجوميته في "2023" بفيلمين (شلبي، بيت الروبي)، ويتحرق الجمهور شوقا للجزء الثاني من "البيت بيتي" المقرر عرضه خلال أيام، كما تألق الفنان الشاب طه دسوقي، في مسلسل "الصفارة"، ليستهل العام الجديد، متصدرا التريند بأول حلقتين من مسلسله الجديد "حالة خاصة"، وأطلت حنان مطاوع (لأول مرة) بمسلسلين، أحدهما رمضاني "وعود سخية"، والثاني تصدر تريند أواخر العام: "صوت وصورة"، كما اقتنص أحمد داود أول بطولة درامية له بمسلسل "زينهم".

وبرغم أن "2023" كانت وفق الحسابات "سنة بسيطة/ 365 يوما"، إلا أنها كانت "كبيسة" في مشوار النجم يوسف الشريف، حيث واصل غيابه عن الجمهور، ثم انتهت السنة بطلاقه من المؤلفة إنجي علاء، بعد زواج دام "14" سنة، ليتوقف مشروع مسلسلهما "الراكون"، الذي كان مقررا عرضه رمضان المقبل.

وببطء لكن بثبات، أنهى النجم محمد فراج، عام "2023" بنجاح لا بأس به لمسلسل "بطن الحوت"، وإيرادات معقولة لفيلمه "فوي فوي فوي"، وكانت المفاجأة اختياره لتمثيل مصر في أوسكار 2024، كما خاض "فراج" هذا العام، بطولة مشتركة لمسلسل "حرب" مع الفنان أحمد السقا، الذي ينتظر (هو الآخر) نهايات يناير لعرض مسلسله الجديد "جولة أخيرة" مع أشرف عبد الباقي، ليصبح "السقا" بذلك أول فنان عربي يعرض له عمل درامي عبر المنصة العالمية "أمازون برايم".

أما النجم محمد إمام، فغاب عن دراما 2023، بعد سلسلة أعمال ناجحة: هوجان، النمر، ثم تخلى عن العضلات في فيلم اختتم به العام، "أبو نسب"، وسط نشاطات فنية تؤتي ثمارها في "2024"، فهو يصور حاليا فيلمه الجديد "الأستاذ"، للمخرج شريف عرفة، ويشرع في تجسيد شخصية "أدهم صبري" بسلسلة أفلام "رجل المستحيل"، التي كان يكتب قصصها البوليسية الراحل نبيل فاروق، منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويعيد فيلم "شمس الزناتي" الذي جسده والده الزعيم، عادل إمام مطلع التسعينيات، كما يشهد العام الجديد، إعادة أخرى لفيلم جسده محمود ياسين مطلع السبعينيات، أنف وثلاث عيون، يراه الجمهور في نسخته الجديدة بطولة التونسي ظافر العابدين.

وفي أزمنة "الملل"، ومثلما كانت "2023" حزمة من "الحكايات المتقطعة"، في مسلسلات "حكايات جروب الماميز"، "حكايات جروب الدفعة"، و"حكايات جروب العيلة"، و"55 مشكلة حب"، بدأ العام الجديد بعرض مسلسل "حد فاصل" يضم مجموعة من الحكايات، تقع كل واحدة في "5" حلقات.

ويشهد مطلع العام، بطولات ثنائية لـ"شريف منير"، في مسلسل "بقينا اتنين"، مع رانيا يوسف، وفيلم "ليه تعيشها لوحدك"، مع خالد الصاوي، كما تشهد بدايات السنة "أولى بدايات" الفنان الشاب نور النبوي، كبطولة مطلقة، لفيلم "الحريفة" وهو أول تجربة تمثيل للاعب الكرة السابق أحمد حسام ميدو، كما تحمل "2024" أول بطولة مطلقة (تأخرت كثيرا)، لكل من إسعاد يونس بفيلم "عصابة عظيمة"، وسوسن بدر بمسلسل "حدوتة منسية"، والتي يعرض لها قريبا فيلم "آل شنب" مع الجميلة ليلى علوي، وينتظر الجمهور إطلالة أخرى لـ"ليلى" في فيلم "مقسوم"، مع شيرين رضا، وغيرت الأخيرة جلدها أواخر "2023" في مسلسل "حدث بالفعل"، وتنتظر عرض الجزء الثاني من "وبينا ميعاد" مع صبري فواز، بمشاركة الفنانة الشابة أميرة أديب، ابنة العائلة الفنية التي تنتظر العام الجديد، لكتابة شهادة ميلادها كممثلة، بعد سلسلة من المشاركات البسيطة خلال العامين الماضيين.

وبعد فشل تجربتين سينمائيتين سابقتين حول "مصاصي الدماء": "أنياب" لعدوية وعلي الحجار (1981)، و"خط دم" لنيللي كريم وظافر العابدين (2020)، تجيء "التالتة تابتة" في 2024، بفيلم "دراكو رع"، كأول بطولة مشتركة للفنانين الشابين خالد منصور وشادي ألفونس (شريكي برامج الكاميرا الخفية سابقا).

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محمد إمام محمد رمضان نور النبوي العام الجدید فی مسلسل

إقرأ أيضاً:

2,5 مليون متفرج شاهدوا موازين هذه السنة

حققت الدورة 19 من مهرجان “موازين- إيقاعات العالم” نجاحا باهرا على جميع المستويات، حيث سجلت إقبالا تاريخيا بلغ 2,5 مليون متفرج، حسبما أفادت به جمعية “مغرب الثقافات”، المنظمة للمهرجان.

وأوضحت الجمعية، في بلاغ لها، أن دورة المهرجان لهذه السنة، التي انعقدت في الفترة من 20 إلى 29 يونيو الماضي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تميزت “بسهرات غير قابلة للنسيان، ولحظات قوية وإقبال تاريخي منقطع النظير”، مبرزة أن المهرجان استقطب مليونين و500 ألف من المرتادين، الذين قدموا إليه من مختلف جهات المغرب والخارج، للاحتفال بالموسيقى وحضور العروض التي قدمها أكثر من 200 فنان في الرباط وسلا.

وسجلت أن “هذا الإقبال القياسي يؤكد الشعبية الدولية الاستثنائية التي يتمتع بها مهرجان موازين، والمكانة التي اكتسبها كواحد من بين أكثر المهرجانات الموسيقية ارتيادا في العالم”.

وأكدت الجمعية أنه “مرة أخرى، تم تثمين نموذج موازين، باعتباره مهرجانا مفتوحا للجميع، بالمجان وحاملا للقيم”، معربة عن بالغ امتنانها للجمهور المخلص على حضوره منذ سنوات. وشكل المهرجان، بحسب المصدر ذاته، مسرحا لعروض استثنائية من أداء فنانين جاؤوا من جميع أنحاء العالم، مقدما بذلك شهادة حية على الحماس الفريد والاهتمام الكبير الذي يثيرونه لدى الجمهور المغربي.

وكانت لحظات التبادل بين النجوم ومرتادي المهرجان قوية، على غرار أداء “ميترو بومين” البارع، وعرض “أتيز” المدهش، والأداء اللامع ل”سنترال سي” مرتديا اللباس التقليدي المغربي، وأنغام “بورنا بوي” الغامرة، والتفاعل القوي بين “كاميلا كابيلو” وجمهورها، وهي تتناول فطيرة “الشفنج” مرفوقة بكأس شاي مغربي، والإيقاعات الآسرة ل”كالفن هاريس” في المنصة العالمية السويسي.

من جهته، كان المسرح الوطني محمد الخامس مكانا للتلاقي والتنوع من خلال الحفل التكنولوجي للمجسم الثلاثي الأبعاد لأم كلثوم عن طريق تقنية الهولوغرام، الذي أذهل الجمهور الحاضر، والعرض الاستثنائي الذي قدمته سميرة سعيد، والحضور القوي لعدد من أشهر الفنانات والفنانين، أمثال كارول سماحة، ومروان خوري، وبدر رامي، وجرجوري بورتر، ويوري بيونافونتيرا، الذين أذهلوا جمهورهم، محولين الخشبة إلى قاعة رقص وغناء مفتوحة.

ولم تخرج منصة النهضة عن هذه القاعدة، من خلال فن الكلمات الملتزمة لمغني الراب بلطي، ودموع الفرح المشحونة بالمشاعر لهيفاء وهبي و”هي تكتشف الجمهور المغربي”، مرورا بأداء بلقيس التي نسجت ارتباطا وثيقا مع المتفرجين من خلال أدائها للعديد من العناوين الرمزية للأغنية المغربية، من بينها (يا بلادي) ، وصولا إلى الإيقاعات الملتهبة لأحمد سعد ومحمد رمضان، والعروض المدهشة للدوزي وأمينوكس.

وفي منصة سلا، تألق الفنانون المغاربة، من بينهم نجاة عتابو، وسعيدة شرف، وفاطمة تباعمرانت، ومسلم، وسعيد الصنهاجي، وعبد العزيز الستاتي، وحميد القصري، وموشي، الذين سلطوا الأضواء على غنى وتنوع المشهد الموسيقي المغربي .

أما بمنصة أبي رقراق، فتم الاحتفاء بتنوع الإيقاعات العالمية، بمشاركة وجوه رمزية مثل أوماه لاي ، و جيمس بي كا إس ، ونانا بينز من الطوغو، وفطوماتا دياوارا وأنجيليك كيدجو. كما تلاحم الفنانون لوفيف ، وديديبي ، ولويدجي ، ويامي وأيرا ستار وتوفان مع الجمهور المغربي، الذي تمت دعوته غير ما مرة لصعود الخشبة والمشاركة جنبا إلى جنب مع فنانيه المفضلين في أجواء راقصة.

مقالات مشابهة

  • ماذا يقول إياد نصار عن الشخصيات التوكسيك التي قدّمها في أعماله الفنية؟
  • أروى جودة: لم أتدخل في سيناريو "حرب نفسية".. ومهنة التمثيل ترهقنا جسديًا وفكريًا (حوار)
  • 2,5 مليون متفرج شاهدوا موازين هذه السنة
  • «أتمنى تحملنا معها السلام».. نجوى كرم تهنئ الجمهور بالعام الهجري الجديد
  • هند صبري تبهر جمهورها بأحدث ظهور لها
  • غادة عبدالرازق.. أيقونة القوة التي أحبها الجمهور
  • ديما بياعة تكشف عن خطتها الجريئة: تجميد أجنة وسعي للحلم الأمومي في منتصف العمر
  • تامر فرج: أنا ضد المقاطعة الفنية ونحن لسنا أنبياء
  • عمرو يوسف يكشف تفاصيل بداياته الفنية وأسرار جديدة عن حياته الشخصية
  • ابنة رجاء الجداوي تكشف عن الدور التي حلمت بتجسيده.. «بداية ونهاية»