مريم الشكيلية
منذ يومين وأنا أحاول أن أخرج من فوة قلمي حرفاً تلوى الآخر لأصنع عقد نص يطوق عنق الورق الأبيض…
إنني أتحايل على أبجديتي أن تطل من نافذة الحبر إلى حقول الأسطر الفارغة لعلها تخرجني معها إلى ضجيج العالم من جديد…
لقد وعدتك أن تكون أحرفي متوشحة اللون الزهري، وأن تكون مفرداتي كلها ربيعية لأربعة فصول، وأن تتفتح كلماتي المرصوفة على الورق كزهر عباد الشمس كأنها تحتفي بمواسم اللغات الخمس…
وعدتك أن تتلاشى الأحرف الضبابية من على المنضدة وقصاصات الأوراق المصفرة كخريف أيلول…، وبأن يذوب الشمع عند آخر قطرة دمع تدحرجت من على سفح سطر.
وكم أجد في هذه اللحظة عمق الأشياء التي حفرت في داخلي، وإنني الآن أنوب حتى عن نفسي التي أحاول جاهدة أن أعيدها إلى ذاك الهدوء الذي فقدته…
وكم أجتهد حتى أنزع ثوب الحداد من كتاباتي، وأضع الحكل على مرفئ كلماتي..
ففي تلك الساعة وعندما غادر الجميع وبقيت وحدي تبعثرت.. حتى ظلي تهاوى، وبقيت اسكب الدمع فوق وسادتي حتى جفت حدقاتي وذبل صوتي.. لم أكن أرغب أن أكتب هذا السطر المبلل حتى لا تجدني أنثى البكاء في كل مرة.. أردت فقط أن أخرج ذاك الشعور الذي يخيم في داخلي عندما أشرع في الكتابة..
هل الكتابة تجردنا من ثباتنا؟ وتحدث أهتزاز مخيف في كياننا الذي لطالما كان الجدار الذي نتكئ عليه؟ …
إنني أتعجب حقاً من قدرت حرف يطيح بمدمعي! وكأنه سيف غرس في لحم الأحلام…
سلطنة عُمانالمصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
وسط احتفال كنسي كبير.. افتتاح كنيسة القديسة العذراء مريم بفيصل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت منطقة منشية البكاري بفيصل، اليوم، احتفالًا كنسيًا كبيرًا بافتتاح كنيسة القديسة العذراء مريم، وسط حضور مهيب من الآباء الكهنة والشعب القبطي، وذلك في أجواء روحانية مليئة بالفرح والبركة.
ترأس الأنبا ثيئودسيوس، أسقف الجيزة وفيصل والهرم، مراسم الافتتاح، ثم ترأس صلاة القداس الإلهي وسط مشاركة كبيرة من الكهنة والشعب، وعبر الحضور عن سعادتهم الكبيرة بافتتاح الكنيسة، التي ستخدم أهالي المنطقة وتكون منارة جديدة للعمل الروحي والخدمي.
وشهد الحفل تنظيمًا رائعًا ساهم في نجاح الحدث، بفضل جهود كشافة الأنبا شنودة والأنبا كاراس بالعمرانية، التي قامت بدور بارز في تنظيم دخول وخروج المشاركين، وتنسيق الفعاليات المختلفة، مما ساعد في خروج الاحتفال في صورة مشرّفة تليق بهذه المناسبة المباركة.
وألقى الأنبا ثيئودسيوس كلمة روحية خلال الاحتفال، أكد فيها على أهمية الكنيسة كمكان للعبادة والتعليم الروحي، مشددًا على ضرورة التمسك بالإيمان والعمل من أجل خدمة الكنيسة والمجتمع.
كما وجه الشكر لكل من ساهم في بناء وتجهيز الكنيسة، متمنيًا أن تكون سبب بركة وخير لكل أبناء المنطقة.
واختتم الاحتفال بتوزيع الهدايا التذكارية والتقاط الصور مع الأسقف والآباء الكهنة، في أجواء مليئة بالفرح والتسبيح، تعبيرًا عن فرحة الجميع بهذه المناسبة الروحية العظيمة.