مصائد الميركافا… الياسين والتاندوم تحطمان أوهام مدرعة بـ 6 ملايين دولار
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
حطمت معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من شهر تشرين الأول الماضي العديد من الأساطير التي كان يروج لها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدى سنوات طويلة بما يخص قوته وقوة أسلحته، ولا سيما ما يخص دبابات “الميركافا” التي تحول العديد منها في قطاع غزة إلى خردة بسبب قذائف “الياسين 105” المصنعة محلياً.
الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات أوضح أن قطاع غزة الذي تبلغ مساحته الإجمالية 360 كيلومتراً مربعاً أربك مسؤولي الاحتلال، بفعل خطط المقاومة واشتباكها مع العدو من خلف خطوطه أو من النقطة صفر بأسلحة خفيفة وفاعلة، إضافة لقدرتها على تحويل دباباته “الميركافا” الأكثر قوة في التدريع والحماية، ومدرعاته “النمر” إلى توابيت متحركة.
وبين عريقات أن مفاجآت المقاومة الفلسطينية جعلت (البرق اللامع وسترة الرياح) وغيرها من الأسماء الزائفة لدبابات الاحتلال وآلياته وجبة دسمة لقذائف “الياسين 105 والتاندوم” والعبوات الناسفة، معتبراً أن ما حصل إلى حد الآن يعجز العلم العسكري عن تفسيره، حيث أصبح قطاع غزة مثلث رعب للقوات الصهيونية، الداخل إليه مفقود والمنسحب منه معطوب حتى باعترافات العدو.
بدوره، الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف أكد أن اختراق وتدمير قذائف “الياسين” لـ “ميركافا 4” التي تتباهى بها “تل أبيب” كونها الأكثر قوة من حيث الهيكل والتدريع أمر يقلب موازين القوى العسكرية.
ووفق شرح إيفاشوف فإن قذيفة “الياسين” عبارة عن حشوتين متفجرتين، أولهما تخترق الدرع المصفحة، والأخرى تخترق جسم الدبابة وهذه القذيفة تنتمي إلى عائلة الـ (آر بي جي-7) الروسية، والمسافة الفعالة لها 150 متراً، كما أنها تخترق لغاية عمق 21 سنتيمتراً، وتطلق من على الكتف وسهولة حملها جعل لها ميزة كبيرة بحرب المدن، مبيناً أن قذيفة (العمل الفدائي) التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية أيضاً فعالة ضد الأهداف المدرعة والأفراد، وتتطلب قوة وتضحية كبيرة من المقاتل.
ودبابة “الميركافا” هي نتاج كبرى شركات الأسلحة والتكنولوجيا العالمية وتصل تكلفتها لنحو 6 ملايين دولار، وتتمتع بأحدث أنظمة حماية ذاتية ورؤية ليلية ونهارية وذكاء صناعي ونظام لإدارة المعارك، حسب ما ذكر مدير مجموعة البيئات الأمنية المعقدة في بريطانيا بول غيبسون، مبيناً أن كل ذلك لم يشفع لهذه الدبابة أمام القذائف المصنعة محليا في غزة، والتي لا تزيد قيمتها على 500 دولار.
وفي السياق ذاته، نشرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية مقالاً أوضحت فيه أن المقاتلين الفلسطينيين تمكنوا من تحويل دبابات “ميركافا 4” إلى حطام وباتت معرضة للدمار والخطر أمام قذائف “الياسين 105″، وأضافت: إن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوا أعداداً كبيرة من الصواريخ رخيصة الثمن بشكل لا يصدق، وبشكل استنزف قدرات الجيش الإسرائيلي.
ويرى خبراء عسكريون أن خطة (المسافة صفر) التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية عطلت أغلب التقنيات وأدوات الذكاء الصناعي التي تتميز بها دبابة “الميركافا”، حيث بين الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط أن العدو الإسرائيلي وقع في حالة ذهول تام أمام خطط المقاومة وبسالتها في الانقضاض والاختفاء وتهاوي “الميركافا” بأحدث نسخها وإصداراتها والمحصنة ضد التفجير والاختراق، وهي تتساقط الواحدة تلو الأخرى كألعاب الأطفال، بل وإيقاعها كالفئران في مصائد محكمة تصطادها قذائف المقاومة أينما ولت وهربت، تلاحقها في الأزقة والساحات لتنهي بها أسطورة (الحصن الفولاذي).
وسائل إعلام العدو نقلت عن كبار مسؤوليه العسكريين قولهم: إن “المعركة ستكون طويلة ومؤلمة”، معترفين بحالة الصدمة والتخبط التي أصابت جيش الاحتلال مع تساقط العشرات من ضباطه وجنوده يوميا على أرض غزة وعطب آلياته ومدرعاته، الأمر الذي أجبره على سحب العديد من ألويته المقاتلة من عدة محاور في غزة جراء الهزائم والخسائر التي مني بها.
ورغم تكتم “إسرائيل” على خسائرها وفرض رقابة على إعلامها كي تواري سوء هزيمتها إلا أن إعلام المقاومة أفشل محاولات كتمانها ببث مشاهد حية لآليات الاحتلال ودباباته المحترقة، وليؤكد الخبراء العسكريون أن قذائف الياسين والمسافة صفر كانت كفيلة بكسر أسطورة دبابة “الميركافا” ومدرعة “النمر”، وجعلت منهما مادة للسخرية من قبل متابعي وسائل الإعلام و”السوشال ميديا”، وضربة موجعة لجيش الكيان الصهيوني مهما حاول إخفاء ذلك.
محمد رعد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يضع شروطا لإنهاء وجود الفلسطينيين بغزة.. هكذا ردت حماس
قالت وسائل إعلام عبرية، إن الاحتلال قدم مقترحا مضادا للمقترح القطري المصري، الذي أعلنت حركة حماس، دراسته بإيجابية والموافقة عليه، وينص مقترح الاحتلال على الإفراج عن نصف الأحياء والأموات من أسراه مقابل وقف إطلاق نار لمدة 50 يوما.
وأشارت القناة 13 العبرية، أن مقترح حكومة نتنياهو، جرى تقديمه بعد رفض مقترح الوسطاء بالإفراج عن 5 أسرى فقط، بينهم عيدان ألكسندر، وهو جندي جرى أسره من قاعدة عسكرية ويحمل الجنسية الأمريكية.
من جانبه قال نتنياهو، إنه على استعداد لمناقشة المرحلة الثانية، بشروط، خروج قادة حماس من قطاع غزة، وتسليم السلاح وفرض السيطرة على القطاع بالكامل، وتطبيق خطة ترامب للتهجير.
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، إنه رغم المرونة التي قدمتها الحركة، في الرد على مقترح الوسطاء، في إطار المسؤولية الوطنية، إلا أن نتنياهو يعلن وبكل صلافة أنه لا ينوي وقف الحرب ولا زالت تراوده أحلام فاشية تجاه شعبنا وفي مقدمتها مشروع التهجير والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها.
وشدد على أن الحركة لا تزال متمسكة بالاتفاق الموقع في 19 كانون ثاني/يناير الماضي، والعرض الأخير المقدم من الوسطاء لتجاوز الأزمة.
وأكد على أن ما فشل فيه نتنياهو وحكومة على مدار شهور بكامل قوته العسكرية، مدعوما من الغرب وحكوماته، لن يتمكن من تحقيقه مهما تلاعب في ملف المفاوضات على حساب أسراه، أو بالقوة الغاشمة، لأن بقاء شعبنا في أرضه ليس خطاً أحمر بل هو مسألة حياة أو موت.
وقال إن المقاومة وسلاحها بالنسبة لنا كشعب تحت الاحتلال، مسألة وجودية، لا سيما مع عدو لا يفهم إلا هذه اللغة، وسيفشل نتنياهو وحكومته ولكنه سيقود المنطقة كلها للدمار.
وأضاف: "نتوقع من الوسطاء الضغط على العدو للالتزام بالاتفاق، وعلى الولايات المتحدة أن ترفع الغطاء عن هذا العدوان، إذا كانوا معنيين بالاستقرار والهدوء في المنطقة".