مسقط - العُمانية
تحتفل سلطنة عُمان بعد غدٍ الخميس بذكرى تولِّي حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ مقاليد الحكم في البلاد الذي يوافق الحادي عشر من يناير سنويًّا.

وتمضي المسيرة المباركة لسلطنة عُمان ونهضتها المتجددة بقيادة جلالة السُّلطان المعظم /أعزّه الله/ بعزم وثبات مواصِلةً طريق البناء والتنمية المستدامة، ويبرز ذلك فيما تحقق من نتائجَ طيبةٍ وإنجازات ماثلة للعيان على مختلف الصّعُد أبرزها الاجتماعيِّة والاقتصاديِّة.

وقد أكّد جلالته /أبقاه الله/ في كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد السّنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان على "أنَّ ما تَحَقَّقَ خلالَ الأعوامِ الأربعةِ الماضيةِ من إنجازاتٍ متواصلةٍ في مسارِ التنميةِ الشاملةِ كان لأبناء عُمانَ الدورُ الأساسيّ فيه، إلى جانبِ جهودِ مختلفِ مؤسساتِ الدولةِ، التي عملت لتنفيذِ الخططِ، التي رسمنا مساراتِها، وَفْقَ رؤيةٍ تَهدِفُ في المقامِ الأولِ، إلى النُّهُوضِ بالقطاعاتِ الاجتماعيةِ، والحفاظِ على ما تحقَّقَ مِن مُكتَسَبات".

وشهد الاقتصاد العُماني منذ تولي حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ مقاليد الحكم وحتى الآن، نموًّا ملحوظًا في شتى المجالات الاقتصادية وتحقيق فوائض مالية في الميزانية العامة للدولة؛ ما أسهم في توجيه الإيرادات المالية الإضافية إلى تعزيز الإنفاق الاجتماعي وتحفيز النمو الاقتصادي وإدارة المحفظة الإقراضية وخفض الدين العام وتنمية المحافظات.

وأسهمت الإجراءات والسياسات المالية التي اتخذتها الحكومة كضبط الإنفاق العام وتحسين الإيرادات غير النفطية في تحسن إيجابي للأداء المالي للدولة خلال السنوات الثلاث الأولى من خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021 - 2025) ورفع التصنيف الائتماني والنظرة المستقبلية لسلطنة عُمان من قِبل الوكالات الدولية للتصنيف الائتماني واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وأشارت النتائج الأولية للأداء المالي لسلطنة عُمان لعام 2023 إلى تحقيق فائض مالي بنحو (931) مليون ريال عُماني مقارنة بالعجز المقدّر في الميزانية العامة للدّولة بنحو مليار و(300) مليون ريال عُماني، كما ارتفعت الإيراداتُ العامّة للدولة في عام 2023 إلى 12 مليارًا و213 مليون ريال عُماني أي بزيادة بلغت نحو مليارين و(163) مليون ريال عُماني مقارنة بما هو معتمد في ميزانية العام ذاته، فيما سجل الإنفاق العام 11 مليارًا و282 مليون ريال عُماني.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة حتى الربع الثالث من عام 2023 نموًّا بنسبة 2 بالمائة ليبلغ ما قيمته 26 مليارًا و433 مليون ريال عُماني، ويعزى ذلك إلى ارتفاع القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية بالأسعار الثابتة بنسبة 2.7 بالمائة لتبلغ قيمتها نحو 18 مليارًا و190 مليون ريال عُماني، كما ارتفعت القيمة المضافة للأنشطة النفطية بنسبة 0.5 بالمائة مسجلة نحو 9 مليارات و68 مليون ريال عُماني.

وانخفض معدل التضخم في سلطنة عُمان حتى نهاية نوفمبر 2023 إلى نحو 1.03 بالمائة، حيث تعد هذه النسبة معتدلة مقارنة بمؤشرات التضخم العالمية؛ نتيجة اتخاذ الحكومة العديد من الإجراءات التي كان لها الأثر الإيجابي للسيطرة على معدلات التضخم لاسيما دعم المواد الغذائية ومنتجات الوقود.

وبلغ الميزان التجاري لسلطنة عُمان بنهاية أكتوبر 2023 نحو 6 مليارات و370 مليون ريال عُماني، فيما ارتفعت السيولة المحلية في سلطنة عُمان بنهاية أكتوبر 2023 بنسبة 10 بالمائة لتصل إلى أكثر من 22 مليار ريال عُماني.

وتقدمت سلطنة عُمان 10 مراتب بحسب تقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023 الذي أصدرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لتحصد المرتبة الـ 69 عالميًّا من بين 132 دولة التي قُيِّمت وفق 7 ركائز، حيث حققت سلطنة عُمان أعلى أداء لها في ركيزتي الرأسمال البشري والبحوث وركيزة البنية الأساسية.

وحلّت سلطنة عُمان في المرتبة الخامسة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي المرتبة الـ 50 دوليًّا في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، متقدمة مرتبتين عن تصنيفها السابق في العام الماضي؛ وفقًا لتقرير مؤسسة "أكسفورد إنسايتس" لعام 2023.

ويشمل التقرير 193 دولة ويتضمن 39 مؤشرًا في 3 محاور رئيسة، هي: الحكومة، وقطاع التكنولوجيا، والبيانات والبنية الأساسية؛ وقد تقدمت سلطنة عُمان في جميع تلك المحاور بنسب متفاوتة وكانت الزيادة الأكبر في محور قطاع التقنية بزيادة بلغت 2.96 نقطة؛ وتحديدًا في مؤشر القدرة على الابتكار بأكثر من 6 نقاط.

وفي الجانب الاجتماعي، ومع صدور المرسوم السُّلطاني رقم 52 / 2023 بإصدار قانون الحماية الاجتماعية سيتمُّ البدء بتقديم منافع الحماية الاجتماعية خلال الشهر الجاري ويستفيد منها مليون و467 ألف مواطن، منهم 167 ألف مواطن ضمن فئة منفعة كبار السن، فيما يبلغ عدد المستفيدين من منفعة الطفولة مليونًا و300 ألف طفل، كما يوفر برنامج الحماية الاجتماعية أيضًا دعمًا ماليًّا شهريًّا للأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عُمان ممن تتطلب حالاتهم الرعاية والدعم بقيمة 130 ريالًا عُمانيًّا شهريًّا للتغلب على تحديات الإعاقة، سواء كانت أسباب الإعاقة منذ الولادة أو نتيجة لعارض وبذلك تكون سلطنة عُمان قد وصلت إلى مرحلة متقدمة في تطوير منظومة الحماية الاجتماعية ويتضمن في طياته منافع مالية تستفيد منها مختلف فئات المجتمع ويُشكل نقلة نوعية على مستوى التشريعات ويُعالج العديد من الثغرات في برامج التقاعد ومنظومة الضمان الاجتماعي.

وعملت حكومة سلطنة عُمان باهتمام لتسهيل الحصول على السكن الملائم للمواطنين وذلك من خلال عدد من المبادرات أبرزها إطلاق برنامج “إسكان” عبر توفير محفظة إقراضية بقيمة 1.9 مليار ريال عُماني على مدى السنوات الخمس القادمة؛ بهدف الإسراع في توفير التمويلات لمقدِّمي الطلبات المُدرَجين في قائمة الانتظار بالبنك ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني ويسعى في مرحلته الأولى إلى تمويل أكثر من 60 ألف أسرة خلال السنوات الخمس القادمة.

وحققت سلطنة عُمان في ظل النهضة العُمانية المتجددة بقيادة جلالته /أيّده الله/ تحولات ملموسة أرست جذورها نحو تنمية متوازنة للمحافظات فجاءت متسقة مع رؤية عُمان 2040 بمحورها الاقتصاد والتنمية لتؤسس لمرحلة طموحة من التحولات الهيكلية نحو الإدارة المحلية اللامركزية بوضع رؤية متكاملة لتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق والمحافظات المختلفة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بحسب المزايا النسبية لكل محافظة لتسهم في تحقيق تنمية متوازنة وشاملة ومستدامة.

وظهر التركيز على تنمية المحافظات جليًّا في الخطة الخمسية العاشرة التي مثّلت بداية انطلاق الرؤية المستقبلية، وفي خطابات جلالة السُّلطان المعظم -أيّده الله- خلال لقائه بشيوخ وأعيان المحافظات، وإصدار القانون الخاص بنظام المحافظات، وزيادة المخصصات المالية بشكل مستمر، وتنفيذ المشروعات التنموية دعمًا للمحافظات.

إنّ المتتبع لحركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عُمان يرى بوضوح ما تقوم به الحكومة من خطط وبرامج استراتيجية تهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 خاصةً في شأن المجالس البلدية والنهوض بأهدافها التنموية وخططها الرامية لتعزيز اللامركزية، فقد أولت سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بهذه المجالس نظرًا لأدوارها المحورية في تنمية المحافظات وتنفيذ الأولويات الاجتماعية والاقتصادية وإنشاء مدنٍ مستدامة، فأصدرت التشريعات والنظم المنظمة لعمل هذه المجالس.

وتضطلع هذه المجالس بالعديد من المهام ذات الأبعاد التنموية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية، مثل اقتراح وسائل استثمار موارد المحافظة واحتياجاتها من المرافق العامة، والمشروعات الإنمائية، وإبداء المقترحات حول أداء فروع الوحدات الحكومية الخدمية في المحافظة واقتراح المشروعات المتعلقة بتطوير مدن المحافظة والوجهات السياحية فيها، والموافقة على إقامة المهرجانات الثقافية والترفيهية والسياحية، ودراسة القضايا الاجتماعية.

وحافظت سلطنة عُمان في نهضتها المتجددة بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ على المبادئ والأدوات التي قامت عليها السياسة الخارجية العُمانية حتى غدت الدبلوماسية السياسية العُمانية نموذجًا يُحتذى به من خلال ثوابتها المبنية على مبادئ حُسن الجوار، والحياد وعدم التدخلِ في الشؤون الداخليةِ للآخرين، والتأكيد على إرساءِ نظامٍ عادلٍ لتبادلِ المنافعِ والمصالح، وعلى إقامةِ أسسِ الاستقرارِ والسلامِ والإسهامِ فيها بإيجابية وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات.

إنّ سعي سلطنة عُمان الدؤوب في عهدها السعيد بقيادة جلالةِ السُّلطان المعظم / حفظه الله ورعاه/ لاستشراف المستقبل في شتى المجالات مستندةً على رؤية عُمان 2040 تدعمها برامج وأولويات مسرعة يؤكد على ثبات خطواتها نحو مستقبل مشرق قادر على تحقيق تطلعات الوطن والمواطنين بما يعود عليهم بالخير والنماء.






 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الحمایة الاجتماعیة ملیون ریال ع مانی حفظه الله ورعاه الع مانیة الع مانی ملیار ا

إقرأ أيضاً:

بقيمة 113 مليون دولار.. مصر تحتل المركز الثامن عالميًا في تصدير المكرونة خلال 2023

نظم المجلس التصديري للصناعات الغذائية، ندوة إلكترونية عرض خلالها الدكتور تميم الضوي، نائب المدير التنفيذي للمجلس ومدير إدارة معلومات التصدير، تقريرًا مفصلًا حول أداء مصر في سوق المكرونة غير المطبوخة الخالية من البيض (البند الجمركي 190219) عالميًا.

 وأشار إلى أن مصر قد احتلت المركز الثامن عالميًا بقيمة صادرات بلغت 113 مليون دولار في عام 2023، ما يُعد إنجازًا كبيرًا للصناعة المصرية ويعزز من تواجدها في الأسواق الدولية.

 

واستعرض الدكتور الضوي أبرز الدول المستوردة للمكرونة غير المطبوخة، حيث تُعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستورد للمكرونة عالميًا، بواقع واردات بلغت 936 مليون دولار وكمية استيراد وصلت إلى 465 ألف طن في عام 2023، مما يمثل 15% من إجمالي الواردات العالمية لهذا المنتج. تليها ألمانيا التي تستحوذ على حوالي 10% من السوق بفضل استيرادها للمكرونة عالية الجودة، ثم فرنسا بنسبة 8%. بالإضافة إلى ذلك، تُعد كل من المملكة المتحدة، واليابان، وكندا، وكوريا الجنوبية، وهولندا من الأسواق الرئيسية التي تستورد كميات كبيرة من المكرونة، حيث تستحوذ هذه الدول مجتمعةً على حوالي 54% من إجمالي حجم الواردات العالمية.

الدول المصدرة للمكرونة عالميًا

أما من جانب التصدير، فتأتي إيطاليا في الصدارة كأكبر مصدر عالمي للمكرونة، حيث تصدر ما يقرب من 50% من الإنتاج العالمي، وبلغت صادراتها حوالي 3.2 مليار دولار في عام 2023. تليها تركيا التي تُصدر حوالي 13% من المكرونة عالميًا، بقيمة صادرات بلغت 832 مليون دولار. كما تحتل تايلاند المرتبة الثالثة بحصة تبلغ حوالي 3%، في حين تأتي مصر في المرتبة الثامنة بنسبة 2% من السوق العالمية.

يُعد هذا التميز الإيطالي في سوق المكرونة نتيجة لجودة المنتجات الإيطالية العالية وسمعتها الكبيرة في هذا المجال، حيث يتمتع المنتج الإيطالي بقبول واسع في الأسواق العالمية. كما تلعب تركيا دورًا محوريًا في أسواق المكرونة، خاصة في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، بفضل تنافسية أسعارها وكمياتها الكبيرة المصدرة.

متوسطات الأسعار ومعدلات النمو العالمية

أظهرت البيانات أن الأسعار العالمية للمكرونة غير المطبوخة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ متوسط سعر الطن حوالي 1,375 دولار أمريكي في 2023. ويعكس هذا الارتفاع زيادة في الطلب العالمي وتنامي أهمية هذا المنتج كمكون أساسي في النظام الغذائي لكثير من الدول.

وعلى مستوى النمو، سجلت قيمة الواردات العالمية نموًا سنويًا بنسبة 11% منذ 2019، بينما زادت الكميات بنسبة 3% سنويًا، مما يدل على ارتفاع الأسعار مع زيادة الطلب. ويعزى هذا النمو إلى عوامل عديدة، منها زيادة الوعي الصحي والإقبال على المنتجات غير المطبوخة وسهولة تحضيرها، مما يجعلها خيارًا مفضلاً لكثير من المستهلكين. كما يُعتبر هذا النمو فرصة لمصر لزيادة حجم صادراتها واستغلال الفجوة بين الطلب والإنتاج في الأسواق المستوردة.

التوقعات الخاصة بنمو الصادرات المصرية في الأسواق المستهدفة


استعرض الدكتور الضوي الفرص المتاحة لمصر في بعض الأسواق الرئيسية، حيث أشار إلى أن الأسواق الأمريكية والكندية والصومالية تُظهر إمكانات كبيرة للنمو، مما يتيح لمصر فرصة لزيادة حصتها السوقية وتعزيز صادراتها في تلك الدول.

الولايات المتحدة الأمريكية: تُعد الولايات المتحدة أكبر مستورد عالمي للمكرونة غير المطبوخة، حيث بلغت وارداتها في عام 2023 حوالي 936 مليون دولار و465 ألف طن، ما يمثل 15% من الواردات العالمية. ورغم أن حصة مصر لا تزال صغيرة بقيمة صادرات بلغت 4 مليون دولار وكمية 5 آلاف طن، إلا أن السوق الأمريكي يُعد من أكثر الأسواق الواعدة، حيث يُتوقع أن تنمو الصادرات المصرية بنسبة تتجاوز 25% سنويًا خلال السنوات القادمة، مدفوعة بزيادة الطلب على المنتجات غير المطبوخة وسهولة استخدامها. وتقدَّر قيمة النمو المحتمل في هذا السوق بنحو 20 مليون دولار سنويًا إذا ما تم التركيز على استراتيجيات تسويقية مدروسة وزيادة مشاركة مصر في المعارض المحلية والدولية.

كندا: تُعد السوق الكندية من الأسواق الصاعدة، حيث بلغت وارداتها من المكرونة غير المطبوخة في 2023 حوالي 259 مليون دولار بكمية 127 ألف طن، ما يجعلها السوق السادسة عالميًا بنسبة 4% من إجمالي الواردات العالمية. وقد تمكنت مصر من تحقيق تواجد قوي في كندا، حيث بلغت صادراتها 53 مليون دولار بكمية 47 ألف طن. وتوقع الضوي أن تشهد الصادرات المصرية إلى كندا نموًا بنسبة 20% سنويًا، مما يجعل كندا من الأسواق الاستراتيجية التي يمكن لمصر تحقيق أرباح إضافية فيها تصل إلى 12 مليون دولار سنويًا، خاصة مع ازدياد الطلب على المنتجات عالية الجودة وذات الأسعار التنافسية.

الصومال: يمثل السوق الصومالي وجهة واعدة للصادرات المصرية بفضل اعتمادها الكبير على الواردات، حيث استوردت ما قيمته 142 مليون دولار من المكرونة في 2023، وتسيطر تركيا على نحو 99.5% من هذا السوق. ومع ذلك، نجحت مصر في تحقيق نمو مذهل بنسبة 280% في صادراتها إلى الصومال في 2023. ويتوقع أن تنمو الصادرات المصرية إلى الصومال بنسبة تصل إلى 30% سنويًا، مع إمكانيات تصديرية إضافية تقدر بنحو 11 مليون دولار سنويًا، مما يتطلب دعمًا إضافيًا من خلال بعثات تجارية ومعارض للتعريف بالمنتج المصري في هذا السوق المهم.

تعزيز الحضور المصري في المعارض الدولية والبعثات التجارية
أكد الدكتور الضوي على أهمية الحضور المصري في المعارض الدولية لتعزيز الوعي بجودة المنتجات المصرية وفرص تصديرها، مشيرًا إلى أهمية المشاركة في معارض دولية مثل معرض Summer Fancy Food في الولايات المتحدة ومعرض سيال كندا اللذَين يُعدان بوابة ممتازة للتفاعل مع كبار المشترين في هذه الأسواق المستهدفة. وأشار إلى أهمية دعم بعثات تجارية إلى الصومال لفتح قنوات اتصال مباشرة مع المستوردين واستكشاف الفرص المتاحة.

كما اقترح الدكتور الضوي استقدام بعثات مستوردين من الأسواق المستهدفة مثل الولايات المتحدة وكندا والصومال لزيارة المصانع المصرية والتعرف عن قرب على الإمكانات الإنتاجية الكبيرة التي يتمتع بها قطاع المكرونة المصري، بما يعزز الثقة ويؤدي إلى توقيع عقود تصديرية طويلة الأمد. وأكد الضوي أن هذه اللقاءات تتيح للمصدرين المصريين الفرصة لبناء علاقات استراتيجية مع المشترين الدوليين وفتح آفاق جديدة للتوسع في تلك الأسواق.

أهمية الشراكات التصنيعية لتعظيم الإنتاج وتعزيز الجودة
أشار الدكتور الضوي إلى أن الدخول في شراكات تصنيعية مع الدول الرائدة في إنتاج المكرونة، مثل إيطاليا وتركيا، يمثل خطوة استراتيجية لتحقيق قفزة نوعية في الصناعة المصرية، حيث يمكن الاستفادة من خبرات هذه الدول لتطوير الإنتاج المصري وتعزيز جودته.

 وأضاف أن مصر تمتلك طاقات إنتاجية غير مستغلة يمكن أن تستوعب طلبات التصدير المتزايدة، إذا ما تم توجيهها بشكل استراتيجي نحو هذه الأسواق، مما يعزز من تنافسية المنتج المصري ويتيح له فرصة لتوسيع انتشاره عالميًا.

الاستفادة من الاتفاقيات التجارية ومزايا الموقع الجغرافي
تتمتع مصر بموقع جغرافي استراتيجي يسهل الوصول إلى الأسواق الدولية، خاصة الأسواق الإفريقية والأوروبية، فضلاً عن اتفاقيات تجارية تُتيح للمصدرين المصريين مزايا تنافسية من حيث الإعفاءات الجمركية والتسهيلات التجارية. تشمل هذه الاتفاقيات اتفاقية الكوميسا التي تغطي أسواق شرق وجنوب إفريقيا، واتفاقية الشراكة الأوروبية التي تدعم التجارة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاقية أغادير التي تسهم في تعزيز التجارة مع الدول العربية، ما يسمح للمصدرين المصريين بالوصول إلى الأسواق العالمية بتكاليف أقل وزيادة تنافسية منتجاتهم.

الميزة التنافسية في تكاليف الإنتاج وأثرها على التوسع


أوضح الدكتور الضوي أن أحد أهم المزايا التي تتمتع بها مصر هي انخفاض تكاليف الإنتاج مقارنة بالدول الأوروبية، مما يجعل المنتجات المصرية ذات جاذبية أكبر للمستوردين العالميين. تشمل هذه المزايا تكاليف العمالة المنخفضة نسبيًا وتكاليف الطاقة، مما يسمح بتقديم منتجات ذات جودة عالية وأسعار تنافسية، خاصة في الأسواق التي تبحث عن التوازن بين السعر والجودة، مثل السوق الصومالي والكندي. وأكد الضوي أن هذا يُعد عاملاً حاسمًا لتحقيق تواجد قوي ومستدام في الأسواق العالمية.

رؤية طموحة نحو تعزيز مكانة مصر عالميًا في صناعة المكرونة


في ختام الندوة، أعرب الدكتور تميم الضوي عن ثقته في أن صادرات مصر من المكرونة غير المطبوخة يمكن أن تحقق طفرة في السنوات القادمة إذا ما تم استغلال هذه الفرص بشكل استراتيجي، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق هذه الطموحات. وأكد أن المجلس التصديري للصناعات الغذائية على استعداد كامل لتقديم الدعم الفني والإرشادي للمصدرين، وتوفير المعلومات اللازمة لضمان نجاحهم في دخول الأسواق العالمية وتحقيق عوائد اقتصادية تساهم في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز مكانته كأحد أبرز مصدري المكرونة في العالم.

مقالات مشابهة

  • سفارة اندونيسيا تحتفل بذكرى اليوم الوطني لبلادها
  • جلالة السلطان يهنئ ترامب بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة
  • 26.5 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وإستونيا خلال 9 أشهر
  • 26.5 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين مصر وإستونيا خلال 9 أشهر
  • الإحصاء: 26.5 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وإستونيا خلال 9 أشهر
  • جلالة السُّلطان المعظّم يُصدر مرسومًا سلطانيًّا ساميًا
  • الإحصاء: 26.5 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر واستونيا خلال 9 أشهر
  • جلالة السلطان يهنئ دونالد ترامب بمناسبة انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية
  • بقيمة 113 مليون دولار.. مصر تحتل المركز الثامن عالميًا في تصدير المكرونة خلال 2023
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يهنّئ رئيسة جمهورية مولدوفـا