سلط معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الضوء على تداعيات حرب غزة على الساحة العراقية، مشيرا إلى أن تلك التداعيات لم تسفر فقط عن إثارة المظاهرات الدعمة لحركة حماس والفلسطينيين، بل إلى تصاعد نشاط الميليشيات الشيعية الموالية لإيران أيضا، ونهاية الهدنة بينها وبين القوات الأمريكية في البلاد.

وذكر المعهد، في تقدير نشره بموقعه الرسمي وترجمه "الخليج الجديد"، أن المليشيات الشيعية تنتمي إلى المعسكر السياسي الذي يوفر الدعم الأساسي للحكومة العراقية الحالية (الإطار التنسيقي)، وانخرطت في هجمات لقواعد قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار الرد العسكري المنسق على الحرب في غزة، وفتح حزب الله اللبناني لجبهته.

وأضاف أن هذا التنسيق، تحت عنوان "المقاومة الإسلامية في العراق"، نفذ أكثر من 100 هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد قواعد التحالف الدولي، كما تبنى هجمات موجهة ضد إسرائيل، على الرغم من عدم وجود دليل على وقوع هذه الهجمات بالفعل.

وبحسب المعهد الإسرائيلي، فإن هذا التحول في المواجهة المتقطعة بين الميليشيات الموالية لإيران والقوات الأمريكية العاملة على الأراضي العراقية ينهي حالة الهدوء التي دامت عاما، بدأ مع تشكيل الحكومة الحالية، برئاسة محمد شياع السوداني، مشيرا إلى أن "الحرب في غزة جاءت بمثابة ذريعة لتجديد الضغوط الرامية إلى إخراج الجيش الأمريكي من العراق وسوريا".

اقرأ أيضاً

ردا على اغتيال قيادي بالحشد الشعبي.. النجباء تتوعد القوات الأمريكية في العراق

ورداً على ذلك، نفذ الجيش الأمريكي هجومين ضد منشآت تعمل فيها الميليشيات المدعومة من إيران في بغداد ومحافظة أخرى، ما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل من كبار الناشطين في أحده هذه المليشيات.

وإزاء ذلك، تحول رئيس الوزراء العراقي من الحفاظ على التوازن بين التزامه السياسي بالإطار التنسيقي وسياسة خارجية تدعم استمرار نشاط التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ووجود القوات الأمريكية، إلى نمط سياسي آخر، غير فيه نغمة تصريحاته.

ووصف السوداني الهجمات الأمريكية على المليشيات الشيعية بأنها انتهاك للسيادة العراقية، ثم أعلن عن تشكيل لجنة لدراسة تنفيذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

لكن المعهد الإسرائيلي يشير إلى أن العراق لم يقر، من الناحية العملية، مرسومًا أو تشريعًا لتنفيذ الدعوة لانسحاب القوات الأمريكية حتى الآن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدراسة المعمقة للتداعيات الإقليمية تكشف أن حرب غزة تشكل تحدياً للاستقرار الأمني الداخلي ولقواعد اللعبة السياسية وسياسات الفاعلين الذين يمسكون بزمام السلطة في دول المنطقة.

 وهذه ليست المرة الأولى التي ينخرط فيها العراق في فترة من التوتر بسبب نفوذ إيران ووكلائها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، ما يعني أن حرب غزة خلقت ديناميكية إقليمية لها آثار لا تقتصر على العلاقات بين الدول، بل تشمل الأوضاع الداخلية لكل منها، بحسب المعهد الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق تقصف قاعدة رميلان الأمريكية في سوريا

المصدر | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق القوات الأمريكية إسرائيل غزة إيران المقاومة الإسلامية القوات الأمریکیة فی العراق حرب غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين الحرب على غزة وضربات اليمن.. الاقتصاد الإسرائيلي يفقد جاذبيته للمستثمرين

يمانيون/ تقارير كشفت بيانات صادرة عن مكاتب متخصصة بالهجرة العالمية، عن مغادرة أكثر من 1700 مليونير إسرائيلي البلاد خلال العام 2024، مما يشير إلى تراجع ملحوظ في جاذبية “إسرائيل” كوجهة للاستثمار والأعمال.

هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تعكس حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني المتزايد في “إسرائيل”، والذي تفاقم بشكل كبير منذ اندلاع العدوان على غزة في أكتوبر 2023م.

لم تشر الصحيفة الإسرائيلية بشكل مباشر إلى أسباب هذه الهجرة الجماعية، إلا أن التقارير العبرية تشير بوضوح إلى أن الحرب على غزة وما ترتب عليها من أعباء اقتصادية وأمنية، تلعب دورًا محوريًّا في هذا النزوح.

فالصراع المستمر، والتوترات الأمنية المتزايدة، والتهديدات الصاروخية التي تطال المدن الإسرائيلية، تخلق بيئة غير مواتية للاستثمار والأعمال.

إلى جانب العدوان على غزة، يبرز دور القوات المسلحة اليمنية كعامل إضافي في زعزعة الاستقرار في إسرائيل؛ فعمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، والتي تستهدف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، تسببت في تعطيل حركة الملاحة البحرية والتجارة؛ مما أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة لإسرائيل.

هذه العمليات، التي تهدف إلى دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، أثبتت فعاليتها في الضغط على إسرائيل وإجبارها على دفع ثمن باهظ لعدوانها.

تراجع أعداد المليونيرات في كيان العدوّ الإسرائيلي ليس مجرد رقم، بل هو مؤشر على تراجع جاذبية الكيان كمركز مالي واستثماري.

فالأثرياء ورجال الأعمال، الذين يمثلون شريحة حيوية في الاقتصاد الإسرائيلي، يبحثون عن بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا لاستثماراتهم وأعمالهم. وهذا النزوح الجماعي لرؤوس الأموال يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على اقتصاد العدوّ على المدى الطويل.

في ظل استمرار العدوان على غزة وتصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية، يبدو مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي غامضًا ومليئًا بالتحديات؛ فكيان العدوّ الإسرائيلي يواجه اليوم أزمة اقتصادية وأمنية غير مسبوقة، وقد تكون هذه الأزمة بداية لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار والركود الاقتصادي.

نقلا عن موقع المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • شاهد | تكتيكات اليمن تواصل إرهاق القوات الأمريكية
  • إيطاليا تشيد بدور القوات الأمنية العراقية في مواجهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار
  • عمل مع الزرقاوي والبغدادي .. القوات العراقية تعتقل أحد أبرز قيادات داعش
  • القوات الأمريكية تخلي قواعدها في سوريا وتنقل قوافل عسكرية الى العراق
  • مصر وأمريكا تبحثان تثبيت الهدنة وإعمار غزة وجهود السلام | تقرير
  • بين الحرب على غزة وضربات اليمن.. الاقتصاد الإسرائيلي يفقد جاذبيته للمستثمرين
  • معهد “IMD”: “الخُبر” تتقدم 38 مركزًا بالمؤشر الدولي للمدن الذكية لعام 2025
  • أكثر من (5) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • سيناريو الهجوم الأمريكيّ الإسرائيليّ لإيران: الأعنف ضدّ دولةٍ ذات سيادةٍ منذ الحرب العالميّة الثانيّة وسيُدمِّر البرنامج النوويّ
  • الانتخابات العراقية: استحقاق وطني لا يحتمل التأجيل