فى التاسع من يناير قبل أربعة وستين عامـًا، تم وضع حجر الأساس لبناء مشروع مصر الأهـم، السد العالى، أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، كما صنفته الهيئات الدولية.
وحقيقة الأمر، فإن السد العالى، لم يكن فقط مجرد «معجزة هندسية»، أو بناء عملاق لحماية البلاد من الفيضان، وتخزين المياه وتوليد الكهرباء، لذلك لم تتوقف محاولات تشويهه التى بدأت ربما قبل تشييده، ومستمرة إلى الآن.
السد العالى، تجسيد لمرحلة حكم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذى تحل الذكرى السادسة بعد المئة لميلاده، فى الخامس عشر من يناير، هو عنوان كبير للنضال ضد الاستعمار، لحرية الإرادة، والعزة والكرامة، والعدالة الاجتماعية، والتنمية، والنهضة الاقتصادية والصناعية.
مصر السد العالى، هى الاستقلال الوطنى، والانتصار السياسى فى تأميم قناة السويس، والحضور القوى عربيـًا وإفريقـيـًا ودوليـًا، مصر الناهضة، صاحبة الصروح الصناعية العظيمة، التى لم يكن يمر عليها أسبوع دون أن تشهد افتتاح مصنع جديد.
مصر السد العالى، هى «مجمع الحديد والصلب» فى حلوان، و«مجمع الألومنيوم» فى نجع حمادى، و«الـمراجل البخارية»، والصنــاعات الكيماوية والغذائية والدوائية، والغزل والنسيج.
مصر السد العالى، هى مجانية التعليم التى شغل أبناؤها - الفقراء ممن تعلموا بالمجان - أرفع المواقع فى مراكز الأبحاث الأمريكية والغربية، بعد أن لفظهم وطنهم فى السبعينيات والثمانينيات.
مصر السد العالى، التى أسست جيشـًـا وطنيـًا بعد ثورة 23 يوليو 1952، وأعادت بناءه بعد النكسة، وخاضت حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر المجيدة، فى إنجاز مازال يدرَّس فى الأكاديميات العسكرية.
مصر السد العالى، التى امتلكت أكبر قـاعدة صناعية فى العالم الثـالث، حيث كانت المحلات فى مصر والقارة السمراء تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس وأثاث وأجهزة كهربائية وغيرها، هى «القطاع العام» الذى قدرته تقارير البنك الدولى بـ«1400» مليار دولار.
لم تكن المصادفة فقط، هى التى جمعت بين ناصر ومشروعه الأكبر، وذكرى ثورة 25 يناير، التى تحل بعد أيام، فقد وجدنا الزعيم أكثر حضورًا وتألقـًـا، ارتفعت صوره فى الشوارع والميادين، وكما خرج المصريون يبكونه فى أكبر جنازة عرفها التاريخ، خرجوا يدافعون عن القيم التى أرستها ثورة يوليو، «الحرية والعدالة الاجتماعية».
وعندما انحرفت الثورة عن مسارها، واستولى عليها جماعة الإخوان الإرهابية خرج المصريون من جديد، مسلمين ومسيحيين، محجبات وسافرات، شبابًا ورجـالا، شيـوخـًا وأطفـالا، صنايعية وأفندية، «أيادى متشققة» يبدو عليها تعب السنين، وأخـرى ناعمة، رافعين صور عبد الناصر مرددين عبارته.
نعم، كثيرة هى حملات التشويه، التى حاولت النيل من عبد الناصر، وقادتـها أجــهزة استخــبــــارات الكيان الصهيونى وأمريكا، وغيرها، التى أزعجها وجوده ولو مجرد رمز لمشروعه الوطنى أو شعاع نور، يضىء للمظلومين طريـقهم، وتهتدى به الشعوب المقهورة الباحثة عن حريتها واستقلالها.
عبد الناصر لم يغب يومـًـا، المصريون يتذكرونه دومًا، كلما مرَّ بلدهم أو وطنـهم العربى بأزمـة، اليوم نتذكره، وكيف ظل شامخـًا شموخ السد العالى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السد العالي السد العالى محمد السيسي السد العالي في مصر بناء السد العالى مصر السد العالى عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
اجتماع لمناقشة دور المرأة في المحافظات الجنوبية المحتلة في مواجهة العدوان
الثورة نت/..
ناقش اجتماع اليوم، بصنعاء، برئاسة وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، دور المرأة في المحافظات الجنوبية المحتلة في مواجهة العدوان والاحتلال.
وتطرق الاجتماع الذي ضم رئيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان الدكتورة ابتسام المتوكل، وقيادات نسوية من المحافظات الجنوبية المحتلة، إلى جهود التنسيق بين الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان والقيادات النسوية في تلك المحافظات، في تنشيط البرامج الثقافية.
وأشاد الوزير اليافعي، بدور المرأة في المحافظات المحتلة وإسهامها الفاعل في الانتصار للقضايا الوطنية والمصيرية، مشيرا إلى أهمية تعزيز حضورها في المرحلة الحساسة الراهنة ووقوفها إلى جانب قضايا وطنها.
وأكد على أهمية ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي جاءت لتعزز من أهداف ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي قامت ضد كل من يقف في صف الاحتلال والارتزاق والخيانة والعمالة.
فيما أكدت القيادات النسوية حرصها على تعزيز حضور المرأة في المحافظات الجنوبية المحتلة خاصة في الوقت الذي يحرص المرتزقة على تهميش ذلك الدور.