توفيت أمس الناقدة الكبيرة سيزا قاسم عن عمر يناهز 89 عاما، وتعد واحدة من أشهر النقاد العرب في العصر الحديث ممن تخصصوا في دراسة الأدب المقارن .

وقد أصدرت سيزا قاسم كتابها "بناء الرواية: دراسة مقارنة في ثلاثية نجيب محفوظ"، وهو طبعة منقحة لرسالتها الجامعية “الواقعية الفرنسية والرواية العربية في مصر من عام 1945 حتى 1960”.

تقول سيزا قاسم في هذا الكتاب، إن منظور الأدب المقارن وروحه يعرفه ويبرر تميزه عن الأدب العام خير من أية حدود فاصلة إذ يقوم على دراسة كل الآداب من منظور عالمي مع وعي بوحدة جميع الخبرات والابداع الأدبي، ومن هذا المفهوم  لا يمكن أن تحد بطريقة واحدة إذ يستخدم الوصف والتشخيص والتفسير والشرح والتقييم في بحثه بقدر ما يستخدم المقارنة، كما لا يمكن أن تقتصر المقارنة على الاتصالات التاريخية إذ قد يكون في مقارنة ظواهر، مثل اللغات - كما علمتنا التجارب الحديثة في اللغويات - والأنواع الأدبية غير المرتبطة تاريخياً، نفس القيمة التي تكمن في مقارنة التأشيرات التي يمكن اكتشافها استنادا إلى إثبات قراءة الأصل أو ما شابه ذلك.

تبين قاسم، أنه من هذا النص نرى أن "ويلك" ينفي ضرورة حصر دراسة الأدب المقارن في نطاق أدبين لا غير، ثم أنه يرى أن المقارنة قد تشمل أعمالاً لا تربط بينها صلات تاريخية مؤكدة، ويضيف أيضاً أن الأدب المقارن لا ينفرد بمنهج خاص ولكنه قد يلجأ إلى استخدام مناهج البحث العامة، ونلمس في السنوات الأخيرة تطوراً واضحاً في الدراسات المقارنة في فرنسا استجابة لانتقادات أعلام المدرسة الأمريكية وتطور الاتجاهات الحديثة.

وأشارت قاسم، إلى أنه من الحقائق المسلم بها في الأدب العربي الحديث في مصر، فن الرواية قام - في ظل عوامل النهضة العامة ونتيجة لها، ومع قيام المطبعة - العربية وانتشار جمهور القراء - تحت تأثير الآداب الغربية، وهذه المقولة لا جدال فيها وقد تحدث عنها كثير من النقاد وناقشوها، وأكد بعضهم أن هذا النوع الأدبي لم يكن له وجود في الأدب العربي قبل اتصال العرب بالحضارة الغربية في القرن التاسع عشر سواء عن طريق السفر إلى أوروبا خاصة فرنسا وانجلترا في بعثات تعليمية، أو عن طريق قراءة المؤلفات الغربية في لغتها الأصلية، أو عن طريق ترجمات للآثار الغربية.

وترى قاسم إلى أن تأكد تأثير الحضارة الأوروبية في مصر في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها فأصبح التوفيق بين التيار الجديد والتراث مشكلة حضارية كبرى ما زلنا نتحدث عنها ونحاول الوصول إلى حلول تمكننا من الاستفادة من الحضارة الغربية مع الاحتفاظ بأصالتنا. ويظهر هذا الصراع جلياً في الأدب وهو صورة من صور النشاط الانساني العام فيعكس المشكلات الحضارية الكبرى ذلك أن شغف المثقف المصري بالثقافة الغربية جعله ينكب عليها وينهل منها ويحاول الاستفادة منها بشتى الطرق والوسائل، فدخلت الحياة الأدبية أشكال جديدة لم يعرفها الأدب العربي من قبل فأخذ الكتاب يستلهمونها ويقلدونها ويعربونها. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأدب العربي الحديث النهضة العامة سيزا قاسم بناء الرواية الأدب المقارن الأدب العربی سیزا قاسم

إقرأ أيضاً:

دار «أجيال» تخطو بالأدب الإماراتي للطفل نحو العالمية

الشارقة (الاتحاد) 
في خطوة تعكس الحضور المتنامي للأدب الإماراتي على الساحة الثقافية العالمية، شهد معرض فرانكفورت للكتاب 2025 إطلاق الترجمة الألمانية لكتابيّ «فيل على إصبعي» و«حكاية من لونين» من إصدارات دار «أجيال للنشر».
كما عقدت الدار اتفاقية لترجمة كتاب «فيل على إصبعي» إلى اللغتين الأوزبكية والروسية، إلى جانب اتفاق لتقديم النسخة العربية الأحدث من سلسلة «السنافر» العالمية.
تعكس هذه الإنجازات نجاح جهود جمعية الناشرين الإماراتيين في تمكين صناع الكتاب المحليين من بناء شراكات عالمية فاعلة تعزز من حضور الكتاب الإماراتي في أكبر المنصات الثقافية الدولية.

تفصيلاً، أطلقت دار «Weltentdecker Verlag» الألمانية، بالتعاون مع جمعية البهاق الألمانية، الترجمة الألمانية لكتابيّ «فيل على إصبعي» و«حكاية من لونين» من إصدارات دار النشر الإماراتية «أجيال» التي لعبت دوراً محورياً في تقديم الكتابين للأسواق العالمية، حيث يؤكد هذا الإنجاز مكانة الأدب الإماراتي في المشهد الثقافي الدولي، وقدرته على تناول قضايا إنسانية بعمق فني يناسب مختلف الثقافات.
كما عقدت «أجيال» اتفاقية مع دار «آسيان بوك هاوس»، لترجمة كتاب «فيل على إصبعي» إلى اللغتين الأوزبكية والروسية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز علاقات التعاون الثقافية بين البلدين.
يحمل الكتابان رسالة إنسانية عن قيمة التنوع والتكامل، تؤكد أن الاختلاف مصدر قوة وجمال، وهما من تأليف الدكتور عبدالله الشرهان، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين ومؤسِّس دار أجيال للنشر، الحائز على جائزة اتصالات لكتاب الطفل لعامي 2023 و2024، وجائزة الشارقة لكتاب الطفل 2023، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية 2023.

أخبار ذات صلة «الأرشيف والمكتبة الوطنية» ينظم ندوة حول الترجمة والذكاء الاصطناعي الإمارات ترسّخ قوتها الناعمة بـ«الترجمة» وتمد جسور التواصل الثقافي مع العالم

وأصبح الكتابان متاحين عبر منصات عالمية، مثل أمازون، وسيكونان متوفرين عبر المنصات الألمانية «هوغندوبل»، و«Bücher.de»، لفتح المجال أمام القراء الألمان والأوروبيين للتعرّف إلى الأدب الإماراتي الموجّه للأطفال.
وفي تعليق له على هذا الإنجاز، قال الدكتور عبدالله الشرهان: «أؤمن بأن الأدب قادر على بناء جسور إنسانية تتجاوز اللغة والجغرافيا. وكتابي «فيل على إصبعي» و«حكاية من لونين» يرمزان إلى تجربة شخصية وإنسانية تحمل رسالة أمل وتقبّل تعبر حدود المكان. إن رؤية القصة تُترجم إلى الألمانية وتُقدَّم في معرض فرانكفورت للكتاب، تمثل لحظة فخر لي، وحافزاً لكل كاتب إماراتي يسعى إلى أن يوصل صوته إلى العالم. كما تشكل فرصة ترجمة الكتاب إلى اللغات الأوزبكية والروسية والألمانية خطوة بناءة أخرى في مسيرة الدار نحو العالمية».
وتأتي هذه الإنجازات ثمرة الجهود المتواصلة التي تبذلها جمعية الناشرين الإماراتيين لرفد أعضائها وتمكينهم من توسيع شبكة علاقاتهم المهنية من خلال مشاركاتها الاستراتيجية في معارض دولية، مثل معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال ومعرض فرانكفورت للكتاب. فقد أسهمت هذه المشاركات في تيسير التقاء دور النشر الإماراتية مع ناشرين عالميين، ما فتح آفاقاً جديدة للتعاون وإيصال الأدب العربي الموجَّه للأطفال إلى أسواق أوسع.

مقالات مشابهة

  • د. نزار قبيلات يكتب: الأدب والالتباس
  • البرلمان العربي يعقد جلسة عامة الخميس المقبل برئاسة اليماحي
  • جولة مسائية لمحافظ الغربية بشوارع المحلة ويقود حملة لضبط الشارع وإزالة التعديات
  • محسن صالح: اجتماع اتحاد الكرة مع وزير الرياضة ناقش المقارنة بين التجربة المغربية والمصرية
  • دار «أجيال» تخطو بالأدب الإماراتي للطفل نحو العالمية
  • مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة عقابا بالضفة الغربية
  • رئيس قطاع زراعة الغربية يجتمع بمديري الإدارات لبحث الاستعداد للمرحلة القادمة
  • طه حسين وإطلاق بيان النهضة
  • استشاري: 5 عوامل تؤدي إلى تذبذب ضغط الدم
  • وفاة ابنة نقيب أطباء الغربية.. والنقابة العامة تنعاها