لبنان ٢٤:
2024-09-16@13:08:54 GMT

أمورٌ محسومة.. هل سيُعلن حزب الله الحرب الشاملة؟

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

أمورٌ محسومة.. هل سيُعلن حزب الله الحرب الشاملة؟

بمعزلٍ عن الضُّغوط الدُّولية القائمة لإخماد التوتر عند جبهة جنوب لبنان، تأتي معطيات أساسية لتشرحَ سبب عدم إنجرار "حزب الله" إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل رغم الأحداث المتصاعدة ميدانياً وآخرها إغتيال الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، القيادي في الحزب وسام الطويل بغارة جوية في بلدة خربة سلم. 
ثمّة من يقولُ هنا إن الحزب قد يُوسع حدود الإشتباك طالما أن إسرائيل باتت تتخطى "الخطوط الحمراء"، بدءاً من ضرب الضاحية الجنوبية لإغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري وصولاً إلى تعميق القصف ضمن جنوب لبنان واستهداف المدنيين وأيضاً إغتيال "قادة ميدانيين".

  
في الواقع، ما يمكن تثبيتهُ هو أن كل ما يحصل حالياً هو "واردٌ" في قاموس الحزب، فمسألة الإغتيالات لم تسقط بتاتاً من حساباتهِ، كما أنّ استهداف القادة الميدانيين لم يكن مُستبعداً أبداً باعتبار أن المعركة قائمة ومفتوحة وستشهدُ على مثل هذه السيناريوهات. 
أمام كل ذلك.. يبقى السؤال الأساسي.. ما هي المعطيات الميدانية التي تجعلُ الحزب متمسكاً بعدم المبادرة لشنّ حرب؟ ما هي أوراق قوّته؟ وما هي الثغرة التي يُعاني منها؟ 
صحيحٌ أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكد مراراً أن جبهة لبنان تلعبُ دور "المُساند" لغزة، لكن ما يتبين هو أن ما يجري مع إسرائيل عند الحدود الجنوبية تحوّل إلى عنوانٍ وحيد مُنفصل تماماً عما يجري في الداخل الفلسطينيّ. اليوم، بات الفصلُ كبيراً بين الجبهتين، فالمعالجة الدولية باتت بشكلٍ أو بآخر تتعلق بشمال إسرائيل بمعزلٍ عن جنوبها، كما أنّ السعي الدولي لإخماد نيران المواجهة بين الحزب والجيش الإسرائيلي لم يجرِ ربطها حتى الآن بمسألة إنهاء حرب غزة.  
إزاء هذه المشهدية، بات من الممكن أن يستفيد "حزب الله" من هذا الفصل بين الجبهتين، وهو أمرٌ فرضتهُ الدول وليس هو. الأهم من هذا كله هو أنَّ "حزب الله" ومن خلال حرب الجنوب، استطاع أن يُحصّل أوراق قوة كثيرة من شأنها تجنيبه الحرب الشاملة باعتبار أنهُ حقق مُراده في بعض النواحي الميدانية والعسكرية. 
الورقة الأبرز التي تمكن الحزبُ من اكتسابها هي تهجير سكان شمال إسرائيل. المسألة هذه ليست سهلة، فالحزبُ كان يسعى لتحقيق هذا الهدف عبر حربٍ موسعة، لكن الأمر حصل من دون ذلك. وعليه، لم يعد لزاماً على "حزب الله" الإنتقال إلى مستوى مرتفع من التصعيد أكثر من القائم طالما أن هدفه المثاليّ المرتبط بـ"تهجير سكان شمال إسرائيل" قد فرض نفسه أمراً واقعاً في الميدان. 
الورقة الثانية الأكثر أهميّة هي أنّ الحزب ما زال يتحرّك بحرية ميدانياً ضد أي موقع إسرائيلي، وذلك على الرغم من الخسائر التي تطالهُ ميدانياً، إما عبر استهداف قادته ومقاتليه أو من خلال الضربة التي تلقاها في الضاحية الجنوبية. هنا، ما يتبين هو أنّ الحزب ما زال مُمسكاً بزمام المبادرة ميدانياً، حتى أن التقارير الإسرائيلية نقلت اعترافاتٍ علنية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي ما زال في مرحلة "الدفاع"، أي أن الهجمات التي يتلقاها من الحزب ما زالتَ كفيلة بالسيطرة على الميدان.  
الورقة الثالثة ترتبطُ باستطاعة "حزب الله" تصعيد العمليات ضمن القواعد التي يراها مناسبة، إذ بات يرى أنّ الإسرائيليين ورغم الخسائر التي تلقوها، لم يلجأوا إلى فتح الحرب الشاملة. الدليل على ذلك ما حصل يوم السبت الماضي حينما قصف الحزبُ قاعدة ميرون الجوية. الإسرائيليون اعتبروا حينها أن "حزب الله" استهدف "عين الدولة"، فيما وصف آخرون الأمر بـ"تجاوزٍ للخطوط الحمراء". إلا أنه ورغم كل ذلك، تبين أن إسرائيل أبقت ردودها محدودة ولم تجرؤ على توسيع أهدافها، رغم أنها عمّقت حدود القصف جغرافياً وضربت عمق الجنوب وتحديداً في كوثرية السياد. 
المسألة هذه كفيلة بمنح "حزب الله" نفساً أطول في المواجهة، وحالياً فإن المبدأ القائم والمسيطر على الجبهة هو "ضربة مقابل ضربة"، علماً أن هذه القاعدة بدأت منذ اليوم الأوّل للمواجهات عند الحدود يوم 8 تشرين الأول الماضي. 
"ثغرة كبرى" 
في مقابل كل ذلك، تبرزُ ثغرة أساسية لا يمكن التغاضي عنها وترتبطُ بالتعمق الإستخباراتيّ لإسرائيل داخل لبنان. فإسرائيل تسعى لسياسة الاغتيالات وملاحقة مسؤولي "حزب الله" إستخباراتياً لاستهدافهم، بينما الأخير يبادر إلى خرق إسرائيل معلوماتياً من خلال رصد تحركات جنودها في الداخل الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان، تحديد أماكنهم عبر عمليات استطلاع، دراسة المواقع وإحداثياتها بإطار قد يكون تقليدياً، إختيار النقاط الأكثر تأثيراً ضمن المراكز العسكرية لقصفها.  
ما يظهر هنا هو أنّ الجانب الإستخباراتي لـ"حزب الله" يرتبطُ بمعطيات ميدانية قد تكون معروفة وظاهرة. فعلى سبيل المثال، قاعدة "ميرون" التي قصفها "حزب الله" تم ذكر تفاصيل ومعلومات عنها بطريقةٍ أظهرت حصول إستقصاء إستخباراتي من قبل "حزب الله" بشأنها. الأمرُ هذا مهم جداً ويؤكد أن الأخير متعمق في دراسة الميدان الإسرائيلي وقدراته العسكرية، لكن تل أبيب تلعب دوراً خبيثاً يرتبطُ بـ"تعقبات"، و"خروقات" واستهدافات غير معهودة مباشرة عبر الملاحقة الجوية بالمسيرات. عملياً، فإن ما تقومُ به إسرائيل يُعتبر خطيراً جداً، وما يظهر هو أن ردودها على الإستهدافات الكبرى التي ينفذها "حزب الله" باتت ترتبطُ بإغتيالات أو إستهدافات كبرى من العيار الثقيل.. أما "حزب الله"، وإن أراد الرد، فسيلجأ إلى الميدان وإلى مواقع مُوجعة، ولكن، هل سيساهم ذلك في رد إسرائيل عن اعتداءاتها؟  
ما يظهر هو أن ما يحصل هو العكس، فنوعية الإستهدافات الإسرائيلية باتت أكثر دقة بشكلٍ خطير، فهي مرتبطة بالاغتيالات أكثر من قصفٍ عشوائي. في خلاصة القول، يتبين أن الحرب باتت تشهدُ على منحى جديدٍ من المواجهة، والسؤال الأهم: في حال انتهاء الحرب.. كيف ستتبدل الحرب الإستخباراتية؟ كيف ستستمر لدى "حزب الله"؟ ماذا ستفعل إسرائيل.. وهل ستواصل مخطط الإغتيالات رغم أي تسوية؟ الأمور هذه مطروحة على طاولة البحث..  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله التی ی

إقرأ أيضاً:

قصف بـ 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه صفد.. صافرات الإنذار تدوي في الشمال المحتل

ذكرت القناة 11 الإسرائيلية أن نحو 20 صاروخا أطلقوا صباح اليوم على منطقة صفد من جنوب لبنان، دون تسجيل إصابات.

ودوت صافرات الإنذار في أكثر من 15 بلدة في الجليل الأعلى وصفد وجنوب بحيرة طبريا.

وسبق أن أعلن حزب الله أنه استهدف مقر الفيلق الشمالي وقاعدة فرقة الجليل الإسرائيليين في عميعاد بعشرات من صواريخ الكاتيوشا.

وأضاف حزب الله أن عناصره دمروا دبابة ميركافا على الطريق بين رويسات العلم وزبدين بصاروخ موجه بعد إصابتها بشكل مباشر.



وأصيب 10 أشخاص بجروح، بعد شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارة على مبنى خال في بلدة كفر مان بقضاء النبطية جنوبي لبنان، مساء الجمعة، فيما كشف حزب الله عن حصيلة عملياته خلال الـ"24" ساعة الماضية".

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، بأن "العدوان الاسرائيلي الذي استهدف مبنى غير مأهول بالقرب من مبنى بادية كفررمان، في النبطية بغارة جوية، أدى إلى سقوط 10 جرحى بين المواطنين القاطنين في جوار المبنى المستهدف".

ووفق الوكالة اللبنانية، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي الجمعة، أيضا على مدينة بنت جبيل وأطراف بلدتي مجدل زون والجبين، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة كفرشوبا وأطراف بلدات الناقورة وطيرحرفا والجبين ومجدل زون وحانين.

كما قصف جيش الاحتلال مناطق في جنوب لبنان عبر الطيران الحربي والمسير والمدفعية؛ ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 20 آخرين، بينهم أطفال.

وشهدت الآونة الأخيرة تصعيدا ملحوظا في القصف المتبادل على طرفي الحدود، تزامنا مع تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب برية على لبنان.

وكان حزب الله أعلن الجمعة، شن 9 هجمات على أهداف عسكرية شمالي دولة الاحتلال، فيما أكد استشهاد أحد عناصره.

ووفق سلسة بيانات نشرها "حزب الله" عبر منصة تلغرام، شملت هجماته على شمال دولة الاحتلال الجمعة، "استهداف موقع حدب يارين العسكري بصواريخ بركان".

إضافة إلى استهداف "مرابض المدفعية بموقع الزاعورة العسكري، وموقعي المرج والرمثا العسكريين وثكنة زبدين بالأسلحة ‏الصاروخية، وموقع بياض بليدا العسكري بالمدفعية، وموقع بركة ريشا العسكري بأسلحة مناسبة".

وأضاف الحزب أنه استهدف كذلك "القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي، التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصواريخ الكاتيوشا".

كما شن الحزب، وفق بياناته، "هجوما بمسيرات انقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة ‌‌‏210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) ‏جنوب شرق مدينة صفد".



ولفت إلى أن هجماته "أصابت أهدافها بشكل مباشر"، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية".

وأوضح أن هجماته تأتي "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، وردا على تمادي ‏العدو في الاعتداء على القرى اللبنانية الجنوبية".

وعلى صعيد خسائره، نعى الحزب، في بيان، أحد عناصره ويدعى عباس خضر حمادة من بلدة القماطية، قائلا؛ إنه "ارتقى على طريق القدس".

مقالات مشابهة

  • تقرير لـThe National Review: هل إسرائيل قادرة على إضعاف حزب الله؟
  • هذا ما كشفه أحد النواب عن علاقة التيار و الحزب!
  • بالفيديو.. حزب الله يقصف قاعدة يفتاح شمالي إسرائيل
  • محللون: إسرائيل لا يمكنها دخول حرب مع حزب الله اللبناني دون مشاركة أميركية
  • تقرير اجنبي: إسرائيل بدأت بتوسعة الحرب وأمريكا فشلت باحتواء الازمة
  • حزب الله: الحرب الشاملة ستكون "كارثية" على لبنان وإسرائيل
  • حزب الله:  الحرب الشاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح مئات الالاف من الاسرائليين
  • حزب الله: لا توجد خطة للمبادرة في حرب مع إسرائيل.. بلا جدوى
  • حزب الله يقصف شمال إسرائيل
  • قصف بـ 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه صفد.. صافرات الإنذار تدوي في الشمال المحتل