لبنان ٢٤:
2025-03-04@11:37:13 GMT

أمورٌ محسومة.. هل سيُعلن حزب الله الحرب الشاملة؟

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

أمورٌ محسومة.. هل سيُعلن حزب الله الحرب الشاملة؟

بمعزلٍ عن الضُّغوط الدُّولية القائمة لإخماد التوتر عند جبهة جنوب لبنان، تأتي معطيات أساسية لتشرحَ سبب عدم إنجرار "حزب الله" إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل رغم الأحداث المتصاعدة ميدانياً وآخرها إغتيال الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، القيادي في الحزب وسام الطويل بغارة جوية في بلدة خربة سلم. 
ثمّة من يقولُ هنا إن الحزب قد يُوسع حدود الإشتباك طالما أن إسرائيل باتت تتخطى "الخطوط الحمراء"، بدءاً من ضرب الضاحية الجنوبية لإغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري وصولاً إلى تعميق القصف ضمن جنوب لبنان واستهداف المدنيين وأيضاً إغتيال "قادة ميدانيين".

  
في الواقع، ما يمكن تثبيتهُ هو أن كل ما يحصل حالياً هو "واردٌ" في قاموس الحزب، فمسألة الإغتيالات لم تسقط بتاتاً من حساباتهِ، كما أنّ استهداف القادة الميدانيين لم يكن مُستبعداً أبداً باعتبار أن المعركة قائمة ومفتوحة وستشهدُ على مثل هذه السيناريوهات. 
أمام كل ذلك.. يبقى السؤال الأساسي.. ما هي المعطيات الميدانية التي تجعلُ الحزب متمسكاً بعدم المبادرة لشنّ حرب؟ ما هي أوراق قوّته؟ وما هي الثغرة التي يُعاني منها؟ 
صحيحٌ أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكد مراراً أن جبهة لبنان تلعبُ دور "المُساند" لغزة، لكن ما يتبين هو أن ما يجري مع إسرائيل عند الحدود الجنوبية تحوّل إلى عنوانٍ وحيد مُنفصل تماماً عما يجري في الداخل الفلسطينيّ. اليوم، بات الفصلُ كبيراً بين الجبهتين، فالمعالجة الدولية باتت بشكلٍ أو بآخر تتعلق بشمال إسرائيل بمعزلٍ عن جنوبها، كما أنّ السعي الدولي لإخماد نيران المواجهة بين الحزب والجيش الإسرائيلي لم يجرِ ربطها حتى الآن بمسألة إنهاء حرب غزة.  
إزاء هذه المشهدية، بات من الممكن أن يستفيد "حزب الله" من هذا الفصل بين الجبهتين، وهو أمرٌ فرضتهُ الدول وليس هو. الأهم من هذا كله هو أنَّ "حزب الله" ومن خلال حرب الجنوب، استطاع أن يُحصّل أوراق قوة كثيرة من شأنها تجنيبه الحرب الشاملة باعتبار أنهُ حقق مُراده في بعض النواحي الميدانية والعسكرية. 
الورقة الأبرز التي تمكن الحزبُ من اكتسابها هي تهجير سكان شمال إسرائيل. المسألة هذه ليست سهلة، فالحزبُ كان يسعى لتحقيق هذا الهدف عبر حربٍ موسعة، لكن الأمر حصل من دون ذلك. وعليه، لم يعد لزاماً على "حزب الله" الإنتقال إلى مستوى مرتفع من التصعيد أكثر من القائم طالما أن هدفه المثاليّ المرتبط بـ"تهجير سكان شمال إسرائيل" قد فرض نفسه أمراً واقعاً في الميدان. 
الورقة الثانية الأكثر أهميّة هي أنّ الحزب ما زال يتحرّك بحرية ميدانياً ضد أي موقع إسرائيلي، وذلك على الرغم من الخسائر التي تطالهُ ميدانياً، إما عبر استهداف قادته ومقاتليه أو من خلال الضربة التي تلقاها في الضاحية الجنوبية. هنا، ما يتبين هو أنّ الحزب ما زال مُمسكاً بزمام المبادرة ميدانياً، حتى أن التقارير الإسرائيلية نقلت اعترافاتٍ علنية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي ما زال في مرحلة "الدفاع"، أي أن الهجمات التي يتلقاها من الحزب ما زالتَ كفيلة بالسيطرة على الميدان.  
الورقة الثالثة ترتبطُ باستطاعة "حزب الله" تصعيد العمليات ضمن القواعد التي يراها مناسبة، إذ بات يرى أنّ الإسرائيليين ورغم الخسائر التي تلقوها، لم يلجأوا إلى فتح الحرب الشاملة. الدليل على ذلك ما حصل يوم السبت الماضي حينما قصف الحزبُ قاعدة ميرون الجوية. الإسرائيليون اعتبروا حينها أن "حزب الله" استهدف "عين الدولة"، فيما وصف آخرون الأمر بـ"تجاوزٍ للخطوط الحمراء". إلا أنه ورغم كل ذلك، تبين أن إسرائيل أبقت ردودها محدودة ولم تجرؤ على توسيع أهدافها، رغم أنها عمّقت حدود القصف جغرافياً وضربت عمق الجنوب وتحديداً في كوثرية السياد. 
المسألة هذه كفيلة بمنح "حزب الله" نفساً أطول في المواجهة، وحالياً فإن المبدأ القائم والمسيطر على الجبهة هو "ضربة مقابل ضربة"، علماً أن هذه القاعدة بدأت منذ اليوم الأوّل للمواجهات عند الحدود يوم 8 تشرين الأول الماضي. 
"ثغرة كبرى" 
في مقابل كل ذلك، تبرزُ ثغرة أساسية لا يمكن التغاضي عنها وترتبطُ بالتعمق الإستخباراتيّ لإسرائيل داخل لبنان. فإسرائيل تسعى لسياسة الاغتيالات وملاحقة مسؤولي "حزب الله" إستخباراتياً لاستهدافهم، بينما الأخير يبادر إلى خرق إسرائيل معلوماتياً من خلال رصد تحركات جنودها في الداخل الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان، تحديد أماكنهم عبر عمليات استطلاع، دراسة المواقع وإحداثياتها بإطار قد يكون تقليدياً، إختيار النقاط الأكثر تأثيراً ضمن المراكز العسكرية لقصفها.  
ما يظهر هنا هو أنّ الجانب الإستخباراتي لـ"حزب الله" يرتبطُ بمعطيات ميدانية قد تكون معروفة وظاهرة. فعلى سبيل المثال، قاعدة "ميرون" التي قصفها "حزب الله" تم ذكر تفاصيل ومعلومات عنها بطريقةٍ أظهرت حصول إستقصاء إستخباراتي من قبل "حزب الله" بشأنها. الأمرُ هذا مهم جداً ويؤكد أن الأخير متعمق في دراسة الميدان الإسرائيلي وقدراته العسكرية، لكن تل أبيب تلعب دوراً خبيثاً يرتبطُ بـ"تعقبات"، و"خروقات" واستهدافات غير معهودة مباشرة عبر الملاحقة الجوية بالمسيرات. عملياً، فإن ما تقومُ به إسرائيل يُعتبر خطيراً جداً، وما يظهر هو أن ردودها على الإستهدافات الكبرى التي ينفذها "حزب الله" باتت ترتبطُ بإغتيالات أو إستهدافات كبرى من العيار الثقيل.. أما "حزب الله"، وإن أراد الرد، فسيلجأ إلى الميدان وإلى مواقع مُوجعة، ولكن، هل سيساهم ذلك في رد إسرائيل عن اعتداءاتها؟  
ما يظهر هو أن ما يحصل هو العكس، فنوعية الإستهدافات الإسرائيلية باتت أكثر دقة بشكلٍ خطير، فهي مرتبطة بالاغتيالات أكثر من قصفٍ عشوائي. في خلاصة القول، يتبين أن الحرب باتت تشهدُ على منحى جديدٍ من المواجهة، والسؤال الأهم: في حال انتهاء الحرب.. كيف ستتبدل الحرب الإستخباراتية؟ كيف ستستمر لدى "حزب الله"؟ ماذا ستفعل إسرائيل.. وهل ستواصل مخطط الإغتيالات رغم أي تسوية؟ الأمور هذه مطروحة على طاولة البحث..  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله التی ی

إقرأ أيضاً:

«الشيوعي السوداني» يحذر من تبعات محاولات طرفي الحرب لتشكيل حكومات

الحزب الشيوعي السوداني، أكد أن حكومة بورتسودان ومجموعة نيروبي تفتقران للتفويض الجماهيري كضرورة أساسية للحصول على الشرعية الدستورية.

الخرطوم: التغيير

حذر الحزب الشيوعي السوداني، من أن محاولات طرفي الحرب في البلاد لتشكيل حكومتين؛ ستقود إلى تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن، وأكد أنه لا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023م.

وأجرى مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تعديلات على الوثيقة الدستورية بما يتيح لحكومته مزيداً من الهيمنة، فيما وقعت قوات الدعم السريع رفقة مجموعات سياسية وحركات مسلحة ميثاقاً في نيروبي يمهد لتشكيل حكومة موازية.

افتقار للتفويض

وكرّر المكتب السياسي للحزب الشيوعي في بيان صحفي، موقف الحزب الثابت الرافض لمحاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول.

وكذلك أعلن رفضه محاولات مجموعة نيروبي بقيادة محمد حمدان دقلو التي تسعى لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأكد الحزب الشيوعي أن الجهتين المذكورتين تفتقران للتفويض الجماهيري المطلوب من قبل الشعب كضرورة أساسية للحصول على الشرعية الدستورية.

واعتبر الحزب أن طرفي النزاع هما وجهان لعملة واحدة. وأنهما مسؤولان بالتضامن والانفراد عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في دارفور، وهما مسؤولان عن تفجر الكارثة الإنسانية هناك في العام 2003، التي نتجت عنها جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب إلى جانب ارتكاب الانتهاكات الواسعة والممنهجة في بقية أنحاء البلاد من بينها مجزرة القيادة العامة في الخرطوم.

وقال البيان، إن طرفي الحرب أيضاً شريكان في إجهاض وتقويض العدالة بتقاعسهما عن ملاحقة المتورطين في ارتكاب المجازر والانتهاكات واسعة النطاق؛ ولجوئهما إلى تكوين لجان تحقيق صورية عديمة الصلاحية والقدرة على الوصول إلى نتائج وتوصيات من شأنها تحقيق العدالة بهدف تضليل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وتضليل الضحايا وذويهم، وكذلك بهدف قطع الطريق أمام اللجان الدولية المحايدة.

مفاقمة الأوضاع

وحذر الحزب من أن محاولات الطرفين وأعوانهما في الداخل والخارج  في تشكيل الحكومتين؛ ستقود إلى تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن؛ من بينها زيادة الاستقطابات على أسس قبلية وجهوية في بلد تعاني فيها المؤسسات الإدارية وهياكل الحكم من الهشاشة بسبب الفساد. كما تحمل الكثير من مجتمعاتها إرثاً ثقيلاً بسبب الصراعات القبلية والجهوية.

وأشار إلى أن سكان المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مضطرون للتعايش مع سلطات الدعم السريع ولكنهم ليسوا خاضعين لها بكل تأكيد حيث لا يزال الملايين من ضحايا الجنجويد والدعم السريع يعانون من مهانة اللجوء والنزوح وهم ينتظرون تحقيق العدالة والانصاف.

وأضاف: “من الجانب الآخر فإن حكومة البرهان المرتقبة والتي ستتشكل من خصوم وأعداء الشعب؛ فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول والموالين لهم، الذين قطعوا الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وظلوا يخططون لتقسيم السودان تارة بـ( مثلث حمدي) و(دولة البحر والنهر) وتارة بضم ولايات سودانية إلى مصر! هؤلاء لن تقبل بهم جماهير الشعب السوداني وقواه الحية خاصة في ظل استمرار جذوة الثورة التي لا تزال متقدة رغم العثرات”.

وأكد الحزب أن إصرار طرفي الحرب على رفض الجلوس حول طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية والداخلية يعرض حياة أكثر من خمس وعشرين مليون شخص لخطر الموت جوعاً بسبب حرمانهم من الحصول على معينات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء. كما يزيد من معاناة أكثر من عشرة مليون سوداني من العالقين في مخيمات النزوح واللجوء.

وحمل الحزب البرهان والمليشيات التي تحارب معه من أنصار النظام المباد بمختلف مسمياتها، كما حمل الحزب مجموعة نيروبي الموالية للجنجويد المعروفة باسم مجموعة التأسيس، مسؤولية الانتهاكات التي ستشهدها مناطق سيطرة الدعم السريع وأي مناطق أخرى في البلاد باعتبارهم شركاء لمليشيا الجنجويد.

تنفيذ القرارات الدولية

وقال الحزب إنه يتابع مبادرات المؤسسات الإقليمية والدولية من بينها مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان التي صدرت مع بداية هذا العام بخصوص الوضع في السودان، خاصةً فيما يتعلق بعدم الاعتراف بحكومة بورتسودان ورفض قيام أي حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها الدعم السريع.

وطالب الحزب، مع ذلك، بعدم الاكتفاء بإصدار البيانات وتكرار التصريحات المصحوبة بالقلق، بدلاً عن إدانة وإلزام القوى الدولية والإقليمية الكف عن مد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية.

وقال إن المطلوب هو المضي قدماً في تطبيق وتنفيذ القرارات التي صدرت من المؤسسات المذكورة بشأن الوضع الكارثي في السودان  خاصةً حول وقف الحرب واتخاذ تدابير ملموسة بشأن حماية المدنيين ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور وتطبيق العدالة.

وأضاف أن مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية يتحمل مسؤوليته بالشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة عناصر حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وكذلك في مواجهة عناصر الدعم السريع وحلفائهم الجدد في مجموعة التأسيس التي انضمت لمليشيا الجنجويد في نيروبي.

ودعا الحزب جماهير الشعب السوداني وقواه الحية للتصدي لمحاولات طرفي الحرب وحلفائهم في الداخل والخارج والتي تسعى لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وتفتيت وحدة البلاد.

الوسومالحزب الشيوعي السوداني القوات المسلحة المحكمة الجنائية الدولية ثورة ديسمبر حكومة بورتسودان عبد الفتاح البرهان قوى الثورة مجموعة نيروبي محمد حمدان دقلو (حميدتي)

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولا كبيرا في حزب الله
  • هل يعود حزب الله من رماد البيجر؟
  • «الشيوعي السوداني» يحذر من تبعات محاولات طرفي الحرب لتشكيل حكومات
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)
  • صراع داخلي إيراني يشتعل وظريف يستقيل.. ترامب اعلن الحرب الاقتصادية الشاملة
  • صراع داخلي إيراني يشتعل وظريف يستقيل.. ترامب اعلن الحرب الاقتصادية الشاملة- عاجل
  • رئيس الشيوخ: نقدم الدعم والمساندة للدولة المصرية فيما تتخذه من إجراءات لتحسين مسارات الإصلاحات الشاملة
  • موسم التشرذم السياسي في السودان