إسرائيل تقاتل بشروط حماس.. هكذا قد تستمر حرب غزة لفترة طويلة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
عبر "مفاجأة كاملة" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أجبرت "حماس" إسرائيل على القتال بشروط الحركة وفي أرضها، وقد تستمر الحرب في قطاع غزة لفترة طويلة، وستشهد تغييرات هائلة في تفكير الطرفين، بحسب جورج فريدمان في تحليل بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures).
فريدمان تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "حماس أدركت أن المخابرات أمر أساسي بالنسبة لإسرائيل، إذ مرّت الأخيرة بفشل مخابراتي سابق أصابها بصدمة عميقة".
ولفت إلى أنه "في أكتوبر 1973، عبرت القوات المصرية قناة السويس، وتحركت في عمق شبه جزيرة سيناء (التي كانت تحتلها إسرائيل)، وتمكنت من تهديد جنوب إسرائيل، كما انتقلت سوريا إلى مرتفعات الجولان (المحتلة) لتهديد شمال إسرائيل".
وأضاف أن "المخابرات الإسرائيلية فشلت تماما في توقع الهجوم، ولعدة أيام بدا أن بقاء إسرائيل على المحك (...) ومنذ ذلك الحين، أصبحت استراتيجية إسرائيل تتلخص في كشف الهجمات وهزيمة أعدائها بسرعة قبل أن تخسر مموليها الدوليين (بقيادة الولايات المتحدة)".
اقرأ أيضاً
مرحلة ثالثة من العدوان على غزة.. وإعلام الاحتلال يكشف تفاصيلها
مفاجأة كاملة
"وحولت إسرائيل نظامها المخابراتي إلى ما تعتقد أنه قادر على كشف الأخطار المحتملة، لكن حماس تمكنت من شن هجوم مفاجئ لم تتوقعه إسرائيل بينما كانت حكومتها مشتتة بسبب نزاعات سياسية داخلية"، كما زاد فريدمان.
وأوضح أن "استراتجية حماس تطلبت أن تعمي المخابرات الإسرائيلية عن القوة التي يتم بناؤها في غزة وإعدادها للقتال، وبالفعل حققت المفاجأة الكاملة وأسرت نحو 250 إسرائيليا، على اعتقاد أن هذا سيجبر إسرائيل (يوجد في سجونها نحو 8 آلاف فلسطيني) على الحذر في أي هجوم مضاد".
واعتبر أن "حماس أخطأت في تقدير الرد، إذ اختارت إسرائيل استراتيجية الحرب الشاملة، ما أدى إلى سقوط قتلى من كافة الأطراف".
و"قد أُجبرت إسرائيل على القتال بشروط حماس وفي أراضيها، ومع احتمال أن يكون الإسرائيليون غير متوازنين؛ مما قد يُعرّض إسرائيل نفسها للخطر، فالمعلومات المخابراتية غير الموثوقة والاستهانة بقدرات حماس لم تترك لإسرائيل سوى خيارات قليلة"، وفقا لفريدمان.
اقرأ أيضاً
حماس: العدو لم يحقق أي إنجاز بغزة ومقاومو الضفة يكبدونه خسائر
آمال مذهلة
فريدمان قال إن "الأمر الحتمي بالنسبة لإسرائيل هو تدمير حماس وردع التدخل من جانب القوى العربية الأخرى (...) ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تبنت حماس موقفا دفاعيا".
لكن بوتيرة شبه يومية، تطلق "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى صواريخ على إسرائيل، وتبث مقاطع فيديو تظهر قتل ضباط وجنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية لجيش الاحتلال.
وأردف فريدمان أنه "كان على إسرائيل أن تضمن عدم وقوع هجوم مفاجئ آخر من حماس، ولم يكن بوسعها الاعتماد على المعلومات المخابراتية، لذلك اختارت الهجوم على حماس".
وتابع: "كان أمام إسرائيل خيار استخدام المدفعية الثقيلة والقوة الجوية أو إرسال قوات برية مدعومة بالدروع الثقيلة والقوة الجوية، والخيار الأخير سيؤدي إلى خسائر فادحة لإسرائيل وهزيمة محتملة.. وقد اختارت نشر قوات برية في الشمال (توسعت إلى الجنوب حتى مدينة خان يونس) في محاولة لكسر حماس".
و"حتى الآن، لم يحقق أي من الطرفين ضروراته (...) والحرب لم تنته، والقتال قد يستمر لفترة طويلة، ولكن آمال حماس في ذلك مذهلة (بالانتصار على الاحتلال) وستكون هناك تغييرات هائلة في تفكير الجانبين"، كما ختم فريدمان.
اقرأ أيضاً
فرق صغيرة وكمائن مميتة.. لماذا اختارت القسام حرب العصابات؟
المصدر | جورج فريدمان/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
إقرأ أيضاً:
نتانياهو يسعى لمنع تشكيل لجنة تحقيق في هجوم حماس
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتمرير لتشريع يحظر إنشاء لجنة تحقيق حكومية في هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن التشريع سوف يسمح بإنشاء لجنة تحقيق سياسي، يرأسها عضو واحد في الائتلاف ونائب واحد من المعارضة، وذكر التقرير أن كبار المسؤولين الأمنيين سيشاركون أيضاً في اللجنة.
وأشار التقرير إلى أن مسودة اقتراح التشريع تدعو صراحة إلى حظر أي هيئة تحقيق أخرى في الهجمات التي قادتها حماس.
الكونغرس يجهض محاولة لمنع بيع الأسلحة لإسرائيل - موقع 24رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء أمس الأربعاء، محاولة لمنع الولايات المتحدة من بيع الأسلحة الهجومية لإسرائيل، في حربها على قطاع غزة، بسبب تزايد عدد القتلى المدنيين هناك.وأرجأ نتانياهو مراراً وتكراراً إنشاء لجنة تحقيق حكومية مستقلة للتحقيق في إخفاقات الحكومة في التصدي لهجمات حماس، مدعياً أن جميع التحقيقات يجب أن تنتظر حتى انتهاء القتال في غزة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتانياهو كان يفكر في إنشاء "لجنة خاصة" بديلة للتحقيق في الفشل في منع الآلاف من سكان غزة بقيادة حماس من اقتحام جنوب إسرائيل لقتل ما يقرب من 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ولم يقبل نتانياهو تحميله المسؤولية الشخصية عن أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما فعله كبار المسؤولين الأمنيين وبعض وزراء الحكومة.
Report: Netanyahu looking to ban formation of state committee of inquiry into Oct. 7 https://t.co/r7y2rj3hQP
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) November 21, 2024وأعربت عضو الكنيست ميراف بن أري، من حزب يش عتيد الذي يتزعمه يائير لابيد، عن معارضتها للخطة المذكورة، وتعهدت بأن المعارضة "لن تتعاون" مع محاولة نتانياهو "للهروب من مسؤوليته عن أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، وأضافت "سنستخدم كل حق برلماني لدينا".