كشف هوية مستهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أزاح تحقيق استقصائي جديد الستار عن تفاصيل جديدة لأكبر عملية استهدفت برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، بما في ذلك هوية المهندس الذي نقل معدات ملوثة بفيروس «ستاكسنت»، أرسلتها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى منشأة نطنز النووية، قبل 16 عاماً.
وقالت صحيفة «دي فولكس كرانت» إن المهندس الهولندي إريك فان سابين، عميل جهاز المخابرات والأمن العام في هولندا، هو منفذ العملية السرية المذهلة التي سبقتها سنوات من الإعداد والتعاون بين وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي كلفت مليار دولار لتطوير الفيروس.
وطورت الولايات المتحدة وإسرائيل الفيروس «ستاكسنت» الذي اكتشف عام 2010، بعد استخدامه لمهاجمة منشأة نطنز، في أول هجوم من نوعه يستخدم فيروس لمهاجمة معدات صناعية.
وكان المهندس يعمل في مقر شركة شحن دولية، في دبي، ارتبطت بعقود تجارية لإرسال قطع غيار لمنشآت الغاز والنفط في إيران.
ونقل المهندس مضخات مياه تم تركيبها في منشأة نطنز عام 2007، وظهرت نتائج عمله بعد ثمانية أشهر، إذ تعطل ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.
وتوفي المهندس، بداية عام 2009، على أثر جراحات بالغة بعد سقوطه من على دراجته النارية في دبي، عقب أسبوعين من عودته من آخر رحلة عائلية إلى إيران استغرقت 24 ساعة.
واستند التحقيق الذي استغرق عامين إلى شهادات 43 شخصاً، 19 منهم من جهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي، وجهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي، وموظفين سابقين في الموساد وجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والمخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
مؤرخ إسرائيلي يحذر الاحتلال من فقدان فرصة العمر لضرب المنشآت النووية الإيرانية
حذر المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس، من فقدان دولة الاحتلال ما وصفه بـ "فرصة العمر" لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، مشددا على أن الوقت الحالي هو الأنسب للتحرك قبل أن تصبح إيران قادرة على تطوير سلاح نووي.
وقال موريس في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس"، الأحد، إن "القادة الإيرانيين صرحوا لعقود بنيتهم تدمير إسرائيل"، معتبرا أن "امتلاك طهران للسلاح النووي قد يشكل تهديدا وجوديا للدولة اليهودية".
وأضاف أن إيران قد تكون قادرة على "محو" إسرائيل إذا حصلت على قنبلة نووية، مستشهدا بتصريحات سابقة للرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي وصف إسرائيل بأنها "دولة قنبلة واحدة"، في إشارة إلى قدرة قنبلة نووية واحدة على تدمير "تل أبيب".
واعتبر موريس أن التهديد الإيراني لم يعد مجرد تهديد نظري، بل أصبح تهديدا حقيقيا يقترب أكثر فأكثر.
وربط المؤرخ الإسرائيلي الفرصة المتاحة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بالتقويم السياسي الأمريكي، حيث يرى أن الفرصة قد تكون قصيرة الأمد بالنظر إلى الوضع السياسي في الولايات المتحدة.
ويظل جو بايدن في منصب الرئيس حتى 20 كانون الثاني /يناير القادم، ما يعني أنه "تبقى وقت محدود لإسرائيل لتنفيذ الهجوم قبل تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجددا"، وفقا للمقال.
وقال المؤرخ الإسرائيلي إنه "رغم أن بايدن يُعتبر صديقا لإسرائيل، إلا أنه لا يمتلك الحزم الكافي لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الهجوم على إيران، مثلما فعلت الولايات المتحدة في فترات سابقة مع قضايا أمنية مشابهة".
وأضاف أن "بايدن خلال فترة ولايته تجنب التورط في نزاعات جديدة في الشرق الأوسط بعد الهزائم الأمريكية في العراق وأفغانستان، وأشار إلى أن بايدن منع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في 26 تشرين الأول /أكتوبر الماضي".
ومع ذلك، فإن موريس يرى أن بايدن رغم تصريحه المتكرر بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، يفتقر إلى "الصلابة" اللازمة للتصرف بشكل حاسم، مشيرا إلى أن "هذا الضعف في المواقف الأمريكية جعل من الصعب على إسرائيل الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان نجاح الهجوم ضد إيران".
أما بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فقد أشار موريس إلى أن الوضع مختلف تماما، موضحا أن "إيران هاجمت إسرائيل بشكل مباشر أو عبر وكلائها منذ أكثر من عام، ما يزيد من تعقيد الموقف الأمني الإسرائيلي".
وأضاف أن "السيف النووي الإيراني يقترب بشكل تدريجي من رقبة إسرائيل، ما يجعل التهديد الإيراني أكبر من أي وقت مضى. ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه أزمات داخلية تتعلق بمحاكمته بتهم فساد وفقدانه بعض الدعم الشعبي، فإنه لا يزال يحذر من التهديد النووي الإيراني، ويدرك أنه لم يعد أمام إسرائيل الكثير من الوقت لاتخاذ قرار حاسم".
وقال المؤرخ الإسرائيلي إن نتنياهو "قد يكون أخطأ في توقعاته بشأن الدعم الذي يمكن أن يحصل عليه من الإدارة الأمريكية المقبلة تحت قيادة ترامب".
وأشار موريس إلى أن "نتنياهو قد يكون يراهن على ترامب ليمنح إسرائيل الضوء الأخضر للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية"، لكنه الكاتب يرى أن "ترامب لن يكون داعما للهجوم كما يعتقد البعض".
وقال المؤرخ الإسرائيلي، إنه "على الرغم من أن ترامب قد يكون قد اتخذ قرارات داعمة لإسرائيل في الماضي، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ودعمه لاتفاقيات أبراهام، إلا أنه ليس صهيونيا بالمعنى التقليدي للكلمة، وربما يحمل مشاعر معادية للسامية، ما يضعف احتمال دعمه لعمل عسكري إسرائيلي ضد إيران".
أما فيما يتعلق بالقدرة العسكرية الإسرائيلية على تنفيذ الهجوم، فقد أشار موريس إلى أن "هناك العديد من المتغيرات التي قد تؤثر على نجاح الهجوم، وهو ما يجعل هذه العملية معقدة للغاية".
ولفت الكاتب إلى أن "الدفاعات الجوية الإيرانية تعرضت لضربة كبيرة في الأسابيع الأخيرة، وهو ما قد يجعل المنشآت النووية الإيرانية أكثر ضعفا. ورغم ذلك، فإن أي هجوم إسرائيلي على إيران قد يكون له تأثيرات متباينة على الأوضاع في غزة ولبنان، حيث من المحتمل أن تتأثر تلك الحروب سلبا أو إيجابا بتداعيات الهجوم".
وأكد موريس أن "إسرائيل قد تكون أمام اللحظة المناسبة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية"، وحذر من أن "هذه الفرصة قد لا تتكرر"، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي قد يكون هو الوقت الأمثل لاتخاذ القرار، حيث إن أي تأجيل قد يكلف إسرائيل الكثير في المستقبل".