فلسطين – يقول خبراء فلسطينيون، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط تهدف إلى حماية إسرائيل، وعدم توسيع الحرب على الجبهات الأخرى.

وأوضح الخبراء، أن بلينكن لن يقدم للفلسطينيين والجانب العربي سوى وعود وكلام معسول دون ضمانات.

واستهل بلينكن الجولة في الشرق الأوسط بتركيا ثم الأردن وقطر وحاليا الإمارات، وينتظر أن يزور السعودية ومصر والضفة الغربية المحتلة.

ووصل بلينكن إسرائيل مساء الاثنين في زيارة تستغرق يومين، يجتمع خلالها بمجلس الحرب الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى رام الله بالضفة الغربية، غدا الأربعاء.

وتأتي هذه التحركات السياسية بينما يشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

** ملفات سياسية

مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات، قال إن “بلينكن يحمل في زيارته ملفات سياسية أكثر من أي زيارة سابقة للمنطقة، وهذا واضح من خط الزيارة التي بدأت بتركيا، وتشمل عدة دول قبل الوصول إلى إسرائيل والضفة الغربية”.

وأشار إلى أن بلينكن “يحمل طرحا على ما يبدو بشأن مستقبل الحرب على قطاع غزة، وبعدها الزماني، ومحاولة تخفيف الصراع وعدم توسع الحرب على الجبهات الأخرى”.

وأضاف أن بلينكن “يحمل ملفا سياسيا بشأن إدارة قطاع غزة ومستقبل إدارته، وهو ما دفع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة قبيل لقاء بلينكن الأربعاء، للتشاور والتوافق على الخطوط العريضة في أي طرح”.

بشارات قال: “نتحدث عن زيارة في مجملها الكامل تحمل ملفات سياسية بشأن الرؤية لحكم غزة، ومن المبكر الحديث عن وقف الحرب”.

واعتبر أن “الرؤية الأمريكية تسعى لتخفيض عمليات القتل في قطاع غزة، والذهاب إلى المرحلة الثالثة، والتي تتمثل بعمليات مركزة، وربما هذا هو التناغم الإسرائيلي الأمريكي في خفض عدد ضحايا الحرب مع إطالة عمرها”.

ولفت إلى أن “الدخول في المرحلة الثالثة يعني مزيدا من الاستهدافات وعمليات الاغتيال، يوازيها مسار سياسي بدأت تتبلور مخرجاته”.

وعلى الصعيد الفلسطيني، يقول بشارات إن بلينكن “سيدعم الموقف الفلسطيني الرسمي، وسيطلب من إسرائيل تسليم أموال المقاصة المحتجزة منذ 3 أشهر، وهذا الأمر يأتي لتعزيز ودعم السلطة الفلسطينية”.

وأضاف أن “لقاء عباس السيسي الاثنين، يأتي لتنسيق المواقف لطرح دور السلطة الجامع بين إدارة الضفة وغزة، وإعادة توحيد الأراضي تحت مظلة السلطة”.

وأوضح أنه “قد تقدم القيادة الفلسطينية طرحا لفتح حوار فلسطيني داخلي، لإعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية، وربما يطلب من بلينكن الضغط على إسرائيل لخفض التصعيد في الضفة الغربية، حيث تصعد إسرائيل بشكل كبير، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على مستقبل السلطة”.

** حماية إسرائيل

الخبير أحمد عوض، يرى أن “زيارة بلينكن للمنطقة تأتي لحماية إسرائيل ومحاولة لإخراجها من ورطتها وأزمتها الداخلية والخارجية”.

وأضاف للأناضول أن “الزيارة أيضا تأتي لضبط شكل الحرب، وجعلها حربا منسية لا يلتفت أحد إليها، وبدأنا نسمع عن دخول الحرب مرحلتها الثالثة، أي حرب طويلة الأمد”.

وأشار إلى أن الزيارة تأتي “لمنع التهديد الإقليمي بتوسيع الحرب، وهذا يعطي إسرائيل مساحة لكي تقتل المزيد من الفلسطينيين، كما تأتي الزيارة لمحاولة إخراج مزيد من المعتقلين الإسرائيليين، في محاولة لتبييض صورة إسرائيل وإدارة بايدن أمام مجتمعها الأمريكي”.

وأضاف أن “واشنطن لن تقدم كثيرا للفلسطينيين، بل ستقدم لهم وعودا وتصريحات لا قيمة لها، في المقابل على القيادة الفلسطينية أن تطلب ضمانات لأي وعود من إدارة بايدن، وأن تقول ذلك بالصوت العالي”.

ولفت عوض إلى “إمكانية توسع الحرب على عدة جبهات”، مضيفا أن “التوتر سيد الموقف على الجبهة مع حزب الله، والحوثيين، كون بلينكن يأتي دون أن يقدم أي شيء للعرب، بل يأتي فقط من أجل دعم وحماية إسرائيل”.

** الانتخابات

بدوره، يرى أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية فريد أبو ضهير، أن الزيارة “تهدف لتحسين صورة إدارة بايدن أمام ناخبيها قبيل الانتخابات الرئاسية (المقررة هذا العام)”.

وأضاف للأناضول أن “المؤشرات تشير إلى تراجع شعبية إدارة بايدن، لذلك فهي تسعى للعمل لتقليل أعداد الضحايا في الحرب على غزة، الأمر الذي قد يعد نجاحا للإدارة يحسن من صورتها”.

وأوضح أن “هذا ما يسمى بالمرحلة الثالثة من الحرب، والتي قد تدفع إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، ما قد يرمم شيئا من صورة الإدارة الأمريكية”.

والاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن القوات الإسرائيلية ستتحوّل مما سماه “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب” إلى “أنواع مختلفة من العمليات الخاصة”، دون تحديد موعد البدء بذلك، أو تفاصيل عن هذه العمليات، محذرا من أن “الفصل التالي من الحرب سيستمر مدة أطول”.

وفيما لم تعلن إسرائيل رسميا الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، تقول تقارير إسرائيلية إن الأمر “سيكون على جدول أعمال لقاءات وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء، مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب”، في زيارة هي الرابعة لبلينكن منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: إدارة بایدن الحرب على

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف

منح المستوى السياسى فى إسرائيل، أمس، قواته الضوء الأخضر للانتقال تدريجياً خلال الشهر الجارى إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على غزة، مع مواصلة العمليات العسكرية. 
جاء القرار عقب عودة وزير الحرب يوآف جالانت من زيارة إلى الولايات المتحدة، تزامناً مع رغبة إسرائيل فى تحريك اتفاقية صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس والتوتر المتصاعد مع حزب الله على الجبهة اللبنانية.
وقالت الهيئة الإسرائيلية فى تقرير لها إن المرحلة الثالثة تشمل بقاء قوات الاحتلال فى محورى نتساريم وفيلادلفيا وأماكن أخرى بالقطاع من أجل مواصلة الضغط على حركة حماس إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل.
وأعلن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس، وأنها ستواصل تدميرها.
وطالب كبار جنرالات إسرائيل بوقف الحرب المستمرة على القطاع، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء سلطة حماس، وحذروا من اتساع الفجوة بين القوات الإسرائيلية ورئيس الوزراء.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المسئولين الإسرائيليين قولهم إن بقاء حماس فى السلطة حالياً يبدو كأنه الخيار الأقل سوءاً، وسط مخاوف من صراع أبدى تتآكل فيه طاقات قواتها وذخائرها تدريجياً.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الجنرالات يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لاستعادة ما يقرب من 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين أحياء وأمواتاً فى غزة رغم مرور نحو 9 أشهر على حرب متواصلة على القطاع المحاصر.
وأعرب الجنرالات عن اعتقادهم أن قواتهم تحتاج لوقت للتعافى فى حال حرب برية ضد حزب الله اللبنانى مع تراجع عدد عناصر الاحتياط الذين يستعدون لأداء الخدمة العسكرية. 
كما نقلت «نيويورك تايمز» عن مستشار سابق للأمن القومى الإسرائيلى أن القوات الإسرائيلية تدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، وأن القادة العسكريين يعتقدون بإمكان العودة والاشتباك مع حماس مرة أخرى.
وتوقع المحلل العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرنوت» يوآف زيتون فى تحليل مشترك مع إيتمار آيشنر، أن تؤثر المرحلة التالية من القتال فى غزة على صفقة تبادل الأسرى، وستؤدى إلى تحسين فرص التقدم فى إبرام اتفاق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن بلاده انخرطت فى جهود موسعة مع مصر وقطر من أجل الدفع بمقترح الرئيس جو بايدن، لوقف إطلاق النار فى القطاع. 
وتراجع «نتنياهو» عن معارضته مشاركة السلطة الفلسطينية فى إدارة غزة بعد الحرب ضد حماس. ويأتى هذا التطور بعد أن أصدر مكتب «نتنياهو» توجيهات منذ عدة أشهر للمؤسسة الأمنية بعدم إشراك السلطة فى أى من خططها، الأمر الذى عرقل بشكل كبير الجهود الرامية إلى صياغة مقترحات واقعية لما يعرف باسم «اليوم التالى».

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدرس رد حماس بشأن صفقة الأسرى وإنهاء الحرب
  • الخارجية الأميركية: بلينكن شدد لنظيره الأردني على التزام واشنطن بإقامة دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل
  • عمرو خليل: خسائر متواصلة لإسرائيل في غزة.. وارتباك بسبب نقص الجنود
  • إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف
  • بعد المرحلة الثالثة في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
  • المستقبل يتحرك لتطويق زيارة بهاء الحريري
  • بلينكن : 3 أمور لن نقبل بها في غزة بعد الحرب
  • بلينكن: هناك زخم يقود باتجاه الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • ماذا يعني انتقال إسرائيل إلى امرحلة الثالثة من الحرب على غزة؟
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟