يدخل الاقتصاد العالمي عام 2024 على وقع أزمة ارتفاع تكاليف الشحن، بعد أن شهد القطاع استقرارًا نسبيًا العام الماضي.

 

وتتعمق أزمة الشحن في البحر الأحمر يومًا بعد يوم لتغير مواعيد وصول السفن واتجاهات سيرها صوب رأس الرجاء الصالح، فضلًا عن ارتفاع جديد في الرسوم.

 

وتضامنًا مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لعدوان إسرائيلي، استهدف الحوثيون سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها.

 

وبحسب مؤسسات عاملة في القطاع، فقد تراجعت تكاليف الشحن بنسبة 38% العام الماضي، ولكن مع بداية العام الحالي قفزت رسوم الشحن بين آسيا والولايات المتحدة بنسبة 173%.

 

ويأتي ذلك مع تغيير 18 شركة مسار سفنها حول إفريقيا بدلًا من البحر الأحمر، كما علقت شركة كوسكو الصينية عمليات الشحن إلى إسرائيل أخيرًا.

 

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة فريتوس "Freightos" المختصة في عمليات الشحن ورصد البيانات، فإن تكلفة شحن حاوية بسعة 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا تتجاوز 4 آلاف دولار، وبين آسيا والشرق الأميركي، ارتفعت 55% إلى 3900 دولار.

 

وسبق أن أعلنت مجموعة "سي.إم.إيه/ سي.جي.إم" الفرنسية رفع الرسوم من آسيا إلى المتوسط 100%.

 

ومع مرور أكثر من 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر بحسب غرفة الشحن الدولية؛ فإن توقف الطريق البحري السريع يكشف حجم الأزمة في القطاع الذي قد يشعل التضخم ويبطئ النمو العالمي.

 

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر اقتصاد الشحن العالمي الملاحة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة.. ضربات أمريكية تدمّر أهدافاً حوثية

 

اعترفت الجماعة الحوثية بتلقي ثماني غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفت، يومي الخميس والجمعة، مواقع في جنوب الحديدة وشمالها، وذلك بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة، خلفاً للحاملة «آيزنهاور» في سياق المهمة التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة وإضعاف قدرة الجماعة الموالية لإيران على مهاجمة السفن.

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) تشنّ الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تزعم أنها تناصر الفلسطينيين في غزة، وتحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

 

وبينما تدّعى الجماعة أنها وسّعت الهجمات أخيراً إلى البحر المتوسط، وإلى موانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران، تراجعت فاعليتها هذا الشهر؛ إذ لم تسجل أي إصابة بأي سفينة.

وأقر إعلام الحوثيين بتلقي 3 غارات، ظهر الجمعة بتوقيت صنعاء، استهدفت مواقع في مطار الحديدة جنوب المدينة، وهو مطار خارج عن الخدمة منذ سنوات، كما أقرت بتلقي خمس غارات، الخميس، استهدفت مواقع في مديرية الصليف الساحلية شمال الحديدة.

ولم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات، إلا أن الجيش الأميركي أفاد، مساء الخميس، بأن قواته دمّرت خمسة زوارق مسيرة، و3 طائرات من دون طيار، في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن قواتها نجحت في تدمير خمسة زوارق حوثية مسيرة في البحر الأحمر، وطائرتين من دون طيار فوق البحر الأحمر، وطائرة ثالثة في منطقة تسيطر عليها الجماعة المدعومة من إيران.

 


وتقرر -وفق البيان الأميركي- أن الأنظمة الحوثية تمثّل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

166 سفينة

جاءت الضربات الغربية الوقائية في وقت تبنّى فيه زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، الخميس، مهاجمة 166 سفينة منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي.

وأقر الحوثي بتلقي 8 غارات غربية في الحديدة وحجة، كما أقر بتلقي 570 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، معترفاً بسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً، جراء الضربات.

وبينما توعّد الحوثي بمزيد من الهجمات نفى تراجع فاعلية عمليات جماعته، وزعم أن السبب يعود إلى قلة السفن المرتبطة بإسرائيل المارة من البحر الأحمر وخليج عدن، كما اعترف بتجنيد 372 ألف شخص خلال الأشهر الماضية من بوابة مناصرة الفلسطينيين في غزة.

ومنذ الثلاثاء الماضي أبلغت وكالات الأمن البحري البريطانية عن ثلاث هجمات حوثية فقط، ولم تصب أي سفينة؛ إذ كان الهجوم الأول في البحر العربي قبالة ميناء «نشطون» اليمني، والهجومان الآخران في البحر الأحمر.

وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، إن سفينة تجارية أبلغت عن انفجارين على بُعد نحو 21 ميلاً بحرياً غربي المخا؛ إذ سقط صاروخ في الماء وانفجر الآخر في الهواء ضمن مسافة نصف ميل بحري من السفينة، وفق ما نقلته «رويترز».

حصيلة الأضرار

أصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 28 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وتسبّب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني، التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشّة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، كما ترى الحكومة اليمنية أن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، وإنما في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافّة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

مقالات مشابهة

  • مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر.. الولايات المتحدة تغرق قوارب الحوثيين.. خامنئي يتعهد بدعم الوكلاء.. ومقترح أمريكي بتحالف "حارس الرخاء"
  • اقتصاد اليمن يغرق في معركة البحر الأحمر.. والأزمات الإنسانية تتفاقم
  • بصدارة أمريكا.. الدين العام العالمي يتجاوز الـ100 تريليون دولار
  • الحوثي تعلن استهداف سفينة مرتين في البحر الأحمر وباب المندب
  • بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة.. ضربات أمريكية تدمّر أهدافاً حوثية
  • الدين العام العالمي ينمو سريعا ويتجاوز 100 تريليون دولار
  • وكالة عالمية تكشف المخاطر التي تواجه السفن الهاربة من البحر الاحمر
  • الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر تتسبب في إفلاس ميناء “إسرائيلي”
  • ضربات أميركية تدمر طائرتين وزورق مسيّر للحوثيين في البحر الأحمر
  • بسبب أحداث البحر الأحمر.. بيبكو تطلب شحنات عيد الميلاد مبكرا