رسالة لا بد منها.. إلى المؤسسات المهتمة بحقوق الصحفيين وحمايتهم
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
بينما غصت الشاشات بنبأ استشهاد صحفيين من شهدائنا الشبان الواعدين واليافعين في قطاع غزة: حمزة وائل الدحدوح- الابن الأكبر للزميل الصحفي الكبير الصلب والصامد مراسل الجزيرة الأول في غزة- ومصطفى ثريا ذاك الشاب الرائع الذي كان مفعمًا بحب غزة ومفتونًا بجمالها، والذي بذل كل جهده لتصوير هذا الجمال من سمائها بطائرة الدرون، كان قبيل أن تمتدّ يد العدوان الإسرائيلي إليها لتسرق ذلك الجمال وتستبدله بالدمار.
لقد قصف الاحتلال سيارة كان فيها الصحفيان، مما أدى إلى استشهادهما، وإصابة ثلاثة صحفيين آخرين، وبينما كنا نشاهد ويشاهد العالم ذلك، وصلنا نبأ استشهاد صحفي فلسطيني ثالث في مدينة غزة هو علي سالم أبو عجوة بقصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيته الصحفية ليرتفع عدد شهدائنا الصحفيين إلى مائة وعشرة خلال ثلاثة أشهر.
خلال ذلك وبينما يتزايد عدد الشهداء نلتفت يمنة ويسرة؛ بحثًا عن أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا دومًا بأنهم يدافعون عن الصحفيين ويحمونهم ويساعدونهم، وبنوا مؤسسات عملاقة على هذه الأهداف العظيمة والقيم النبيلة.
السادة الأعزاء: أين أنتم؟ أين تختبِئون منذ ثلاثة أشهر؟ ما لكم تصمتون صمت القبور على هذه المجزرة المستمرة بحق صحفيي غزة، التي طالت حتى الآن مائة وعشرة من الزملاء تخطّفتهم القذائف الإسرائيلية، بينما كانوا في الميدان أو في البيوت أو داخل سياراتهم المكتوب عليها بشكل واضح أنها تحمل صحفيين، أو حتى كانوا -أحيانًا- بمراكز النزوح؟
وطالت المجزرة أيضًا عائلات الصحفيين بشكل متواصل، فسقط العشرات منهم شهداء وأصيب المئات! إن هذا العدد من الصحفيين الشهداء يفوق الخيال، ويكفي أن نعقد مقارنة سريعة بين هذا العدد وبين عدد من قتلوا من الصحفيين في جميع أنحاء الكرة الأرضية في عام 2022 والعام الذي سبقه، لنصاب بالفزع.
فغزة في رُبع عام قدمت 110 صحفيين شهداء، بينما عدد من قتلوا في العالم كله من الصحفيين في 2022 هو 86، بينما بلغ العدد 55 في عام 2021، وذلك حسب تقرير حرية التعبير الذي قدّمته اليونسكو، وقد سُميت سنة 2022 بأنها أكثر سنة دموية بالنسبة للصحفيين. فماذا نقول عن هذه المذبحة التي يتعرّض لها الصحفيون في غزة منذ ثلاثة أشهر؟، ولماذا لا تثير هذه الأرقام غضب المؤسسات الدولية التي تدعو لحرية التعبير وحماية الصحفيين؟، ولماذا تصدر أصواتهم خجولة وعلى استحياء؟
من يمنعكم أمام حجم الكارثة من الصراخ كما نصرخ جميعًا، وكما صرخ وبكى وائل الدحدوح مثلًا؟ ومن يحجزكم عن القيام بدوركم الذي اكتسبتم منه اسمكم ومجدكم بأنكم ستعملون ما يلزم لحماية الصحفيين في كل مكان؟!
وإذا كنتم فشلتم أو عجزتم عن ذلك، فلماذا لا تصارحون صحفيي غزة بسبب فشلكم وعجزكم على الأقل، إن لم يكن السبب هو تخاذلكم وتآمركم؟!
ومن حقنا أن نذكركم أنكم لم تتأخروا ساعة عن الحرب في أوكرانيا، أرسلتم الوفود بعد الوفود، والدعم بعد الدعم، والفرق المساندة والأدوات والمعدات اللازمة لحماية الصحفيين، وعقدتم الندوات وورشات العمل والتدريب، وانتقدتم بوتين وروسيا بأقوى العبارات على ما أصاب الصحفيين هناك، وهو ما لا يقارن بما فعل الاحتلال المجرم ضد صحفيينا في غزة. لماذا لم تفعلوا الشيء ذاته عندما بدأ هذا العدوان على غزة؟ ولماذا لم تتحدّوا هذا الاحتلال بإرسال طواقمكم؟!
إنكم منافقون، كاذبون، مخادعون، لا ينبغي أن تلبسوا ثوب المدافعين عن مهنة بُنيت على المواثيق الأخلاقية وارتبطت بالقيم، فهي رسالة الصحفي إلى الإنسانية حول ما يدور حوله قبل أن تكون وظيفة لاكتساب لقمة العيش.
لماذا لا تكتبون عن جرائم الاحتلال؟ لماذا لم تحثوا المراسلين الأجانب -وهم أعضاء في مؤسساتكم ومنتدياتكم ونقاباتكم واتحاداتكم- بالقدوم إلى غزة لتغطية الحرب ومساندة زملائهم المحليين، فربما أمكنكم توفير نوع من الحماية أو الدعم المعنوي لهم من خلال وجودكم إلى جانبهم وتوصيل صوتهم وصورتهم؟
هل جبنتم! أم أن هذه الحرب لا تعنيكم، أم أن الصحفي الفلسطيني ليس من نفس الدرجة من الصحفيين الذين يستحقون جهدكم ونضالكم ومساندتكم، رغم أنهم من أشجع الصحفيين الذين عرفتهم الإنسانية، ومن أروع الشباب والفتيات الذين التصقوا بأرضهم وشعبهم وقضيتهم وقدموا للعالم كله أوضح صورة عن حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال.
إنهم بذلك يستحقون أن ترفع لهم القبعات وأن تخصص لهم الجوائز، ولكن قبل كل ذلك هم بحاجة لما لديكم من قدرة على الدفاع عن سلامتهم ومنع التغول عليهم، ووقف استهدافهم ورفع أصواتكم بضرورة وقف المجزرة بحقهم.. فهل ستفعلون ذلك قبل أن تبيد إسرائيل من تبقى منهم؟!
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من الصحفیین
إقرأ أيضاً:
محكمة قنا تنظم ندوة بعنوان "المفاهيم القانونية" بحقوق جنوب الوادي
نظمت محكمة قنا الابتدائية، بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة جنوب الوادي، ندوة تثقيفية بعنوان "المفاهيم القانونية" والتي أقيمت بمقر المحكمة، في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وذلك تحت رعاية المستشار عدنان فنجرى وزير العدل و الدكتور أحمد عكاوى، رئيس الجامعة.
وبحضور المستشار إسماعيل زناتي رئيس محكمة قنا والدكتور عبد البارئ سليمان عميد كلية الحقوق بجامعة جنوب الوادى، و حاضر فى الندوة الدكتور عبدالله جاد الرب أحمد مدرس القانون العام بكلية الحقوق بقنا.
ركزت الندوة على ايضاح المفاهيم القانونية التي تهم المواطنين، وإلقاء الضوء علي دور وزارة العدل في ترسيخ قيم العدالة وتطوير البنية التشريعية بما يحقق أثار ايجابية تعكس دور مباشرة حياة المواطنين، وذلك في إطار تحقيق رؤية القيادة السياسية لتحقيق أهداف المبادرة الرئاسية "بداية".
من جانبه أكد المستشار إسماعيل زناتي، رئيس محكمة قنا الابتدائية، حرص الوزارة على تقديم تثقيف وتوعية قانونية لمختلف شرائح المجتمع من خلال برامج توعوية، تعمل على نشر الثقافة القانونية، لزيادة الوعي القانوني لدى الجمهور، وذلك عبر وسائل متنوعة؛ منها تنظيم المحاضرات وورش العمل والندوات، وتوزيع المطبوعات، التي تهدف إلى توعية شرائح المجتمع بثقافة القانون. في بداية حديثة نقل الدكتور عبد البارئ سليمان ، عميد كلية الحقوق ، تحيات الدكتور أحمد عكاوى ، رئيس الجامعة ، للحضور الكريم .
ثم قال الدكتور عبد الباري سليمان، عميد كلية الحقوق، إنه في إطار مبادرات الكلية وبالتنسيق بين الجامعة والمجتمع الخارجى، نظمت الكلية محاضرات تثقيفية وتوعوية، بهدف توعية النشء بالمخاطر التي قد يواجهونها عند استخدام التقنيات والتطبيقات الحديثة، وتثقيف وتوعية الطلبة بالأضرار والسلبيات الناتجة عن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز مفاهيم المواطنة الإيجابية.
وأضاف أن الطلبة في هذه المرحلة من العمر من أكثر الفئات تعاملاً مع تلك الوسائل؛ الأمر الذي يستدعي توعيتهم وإرشادهم تفادياً لوقوعهم في المخاطر المختلفة التي تحيط بهم من جميع الجهات، لافتاً إلى أن الطريقة المثلى لتعزيز الوعي بالاستخدام الآمن للشبكة تكمن في الوصول إلى النشء وتثقيفهم في سن مبكرة.
فيما أكد الدكتور عبد الله جاد الرب : أن التشريعات والقوانين في الدولة نظمت الحقوق والواجبات القانونية كافة للأفراد بشكل يوفر لهم حياة آمنة، حيث كفل القانون الحقوق، وفرض عليهم بالمقابل مجموعة من الالتزامات التي يجب أن تُمارس في حدود ما أوجبه القانون.
واستعرض "جاد الرب" مواد القانون التي تنظيم علاقات العمل ذات الصلة بالأجر والإجازات وغيرهما من المواد التي تكفل للعمال حقوقهم، وتوضح واجباتهم حيال أصحاب العمل، إضافة التى توعية العمال الحضور وتعريفهم ببعض المواد في القوانين الأخرى المعمول بها لدى الدولة، والتي من شأنها تنظيم الحياة العامة وتوفير الأمن، لاسيما للعمال داخل مساكنهم التي توفرها لهم المنشآت العاملين لديها.
كما تم تعريف المنتسبين بجميع الجوانب القانونية التي تنظم عمل الافراد وتحدد حقوقهم والتزاماتهم القانونية والمهنية على المستويات كافة، وحثهم على ضرورة تطوير القدرات القانونية لديهم من الناحية العملية مما يمكنهم من اكتساب مهارات تساعدهم في أداء واجباتهم الوظيفية.