بعد حادث مخرج الطوارئ.. ألاسكا إيرلاينز تكتشف عيبا جديدا في بعض الطائرات
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أعلنت شركة الطيران الأميركية "ألاسكا إيرلاينز"، الإثنين، أنها اكتشفت "قطعا غير مثبتة جيدا" في بعض طائراتها من طراز "بوينغ 737 ماكس 9"، وذلك بعد 3 أيام من تعرض إحدى طائراتها من نفس هذا الطراز لحادث أثناء تحليقها.
وقالت الشركة في بيان إن الفحص الأولي أظهر أنه "بالإمكان رؤية قطع غير مثبتة جيدا في بعض الطائرات".
وأضافت أن هذا الفحص الأولي ستليه عمليات فحص وتدقيق شاملة، عملا بأوامر سلطات الطيران الأميركية.
وأتى هذا البيان بعيد ساعات من إعلان شركة الطيران الأميركية "يونايتد إيرلاينز" أنها اكتشفت خلال فحص أولي لمخارج الطوارئ التي ألغي اسخدامها، في أسطولها من طائرات "بوينغ 737 ماكس 9"، عددا من البراغي غير المشدودة جيدا.
و"بوينغ 737 ماكس 9" مزودة بالعديد من مخارج الطوارئ، لذلك تعرض بوينغ على عملائها إمكانية إلغاء بعض هذه المخارج بواسطة سدادات، إذا ما كان عدد المخارج المتبقية كافيا بالمقارنة مع عدد مقاعد الطائرة.
والجمعة، اضطرت طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" تابعة لشركة "آلاسكا إيرلاينز" للقيام بهبوط اضطراري بعد انفصال سدّادة مخرج الطوارئ في هذه الطائرة أثناء تحليقها في رحلة داخلية من بورتلاند (أوريغن) إلى أونتاريو (كاليفورنيا).
وعقب هذا الحادث، أمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بمنع 171 طائرة من هذا الطراز من التحليق، بانتظار إخضاعها لعمليات فحص.
والإثنين، أعلنت إدارة الطيران الفدرالية أنها وافقت على خريطة طريق لشركات النقل لإكمال عمليات الفحص التي تشمل مقابس الأبواب اليسرى واليمنى والمكونات والمثبتات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بوینغ 737 ماکس 9
إقرأ أيضاً:
مسلسل معاوية بين الالتزام والإبداع والانفلات
أثار مسلسل معاوية الكثير من الجدل والكثير من الانتقاد يصل لحد رفض العمل برمته، والقليل من الثناء والتأييد الذي لا يسمن ولا يشبع من جوع، فذهبت الأكثرية التي صبت جام غضبها على العمل ودعواهم في ذلك عدم الالتزام بالوقائع التاريخية، بل وتجاوز الأمر إلى تغييرها لصالح شخصية معاوية.
ومن المعروف أن شخصية معاوية بل وابنه يزيد أيضا كان بها الكثير من التجاوزات التي أدانها التاريخ، ولكن دون الدخول في تفاصيل قد لا يتحملها مقالنا هذا.
أما القلة التي أثنت على أحداث المسلسل فقد كان دليلها أيديولوجيا، بمعنى لا يصح أن نعترف بأخطاء حاكم سني هو معاوية.
والمسلسل كتبه الصحفي خالد صلاح، وأخرج أجزاء منه طارق العريان الذي طلب رفع اسمه من التترات بعد إذاعة الحلقات الأولى، بدعوى أن هناك تدخلات من الجهة الإنتاجية بحذف مشاهد من الحلقات دون علمه.
وبعيدا عن كل هذا الصخب، أرى أنه لزاما علينا أن نحدد بعض المفاهيم كي لا يختلط الحابل بالنابل. فهناك فارق كبير بين السينما والتلفزيون، بمعنى أن الفن السابع هو وجهة نظر ورؤية مخرج العمل التي ليست بالضرورة تتوافق مع الوقائع التاريخية.
فعلى سبيل المثال، في فيلم صلاح الدين الأيوبي للمخرج يوسف شاهين؛ قدم شاهين شخصية عيسى العوام الذي اضطلع بها صلاح ذو الفقار؛ مخالفة لما ورد بكتب التاريخ. وكذلك المخرج الأمريكي كوينتن تارنتينو الذي قدم واقعة ذبح شارون تيت،في تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية زوجة المخرج رومان بولانسكي، هي وأصحابها الأربعة في فيلتها الأنيقة بلوس أنجلوس، على غير الحقيقة، وسردها بصريا وفق رؤيته الفنية. فهذه الواقعة لم تنجح في الفيلم، وتم إحباطها، وتم القبض على الجناة، ولم تمت شارون تيت ونعمت بالحياة المديدة وفق تارنتينو، فهل هذا يعد تزويرا؟ بالطبع لا.
نخلص من هذا إلى أن إلى السينما معنية بالفكر ووجهة نظر صانع العمل دونما قيد أو شرط، ولا التزام حتى بالتاريخ.
ننتقل إلى وسيط آخر، وهو التلفزيون الذي هو جهاز إعلام بالدرجة الأولى، فضلا عن أنه المنوط بالإعلام بشكل عام، ولهذا فمحتوى التلفزيون توجيهي تربوي في المقام الأول، وعليه وبالتبعية فالأعمال الدرامية التلفزيونية معنية بتقديم قيم تربوية أخلاقية تاريخية.
ولقد شاهدنا كثيرا من الأمثلة كمسلسل القاهرة والناس لمحمد فاضل، و"محمد رسول الله" لأحمد طنطاوي، وأوان الورد لسمير سيف، وكاتب هذه السطور، وغيرها الكثير. ولكن يبدو أن هذه البديهيات اختلطت وتبدلت أو نسيها جميع الأطراف ففقدت البوصلة وتاه الجميع.
ففي تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية.
ورمضان كريم.