وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رقيباً في لواء جفعاتي بالجيش الإسرائيلي مات بسكتة قلبية بعد مقتل جنود تحت إمرته في قطاع غزة، مبينة أن الجيش الإسرائيلي لم يعترف بوفاة الرقيب الذي تم تسريحه من الخدمة الاحتياطية بالجيش، لكن مقربين منه أكدوا أن وفاته ناجمة عن عدم قدرته على تحمل ما رآه في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن تسعة ضباط وجنود قتلوا وأصيب آخرون في هجومين منفصلين خلال معارك بقطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن أحد الهجومين كان انفجار ذخيرة بشاحنة، ما أدى إلى مقتل وإصابة جنود، أما الآخر فنتج عن قصف مبنى يوجد فيه جنود جنوبي القطاع.

وارتفع عدد الجرحى من جنود وضباط الاحتلال إلى 1,042 جريحاً منذ بدء هجومه البري على غزة يوم 27 أكتوبر منهم 228 جروحهم خطيرة، في حين بلغ العدد الإجمالي 2,438 جريحاً منذ اندلاع الحرب يوم 7 من الشهر نفسه، وبحسب الإحصائيات المعترف بها فإن عدد القتلى من الجنود والضباط الإسرائيليين ارتفع إلى 510 منذ بدء الحرب، منهم نحو 180 منذ بدء الهجوم البري.

وفي السياق ذاته، ذكرت الهيئة الطبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 9 آلاف جندي تلقوا علاجاً نفسياً منذ بداية الحرب على قطاع غزة، مبينة أن ربع الجنود الذين تلقوا العلاج النفسي لم يعودوا إلى القتال في غزة.

ويرى مراقبون أن إسرائيل في ورطة وأن المجتمع الدولي بات يبحث عن طريقة لإنقاذها من وحل غزة الذي غرقت فيه ولم تستطع الخروج خصوصاً في ظل استمرار الفصائل في قصف مدن إسرائيلية بالصواريخ من داخل قطاع غزة، وهو تأكيد على فشل إسرائيل عسكرياً.

غير أن مسؤولاً أمريكياً رفيعاً يرافق وزير الخارجية أنتوني بلينكن في رحلته لإسرائيل قال في تصريح لشبكة «إن بي سي» إن الوزير سيبلغ الإسرائيليين بضرورة إنهاء الحملة العسكرية في أقرب وقت ممكن.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت قالا خلال اجتماع مع كتلة حزبهما الليكود إن الحرب لم تقترب من نهايتها في غزة والجبهة الشمالية، وستستمر لأشهر طويلة

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

أزمة بالجيش الإسرائيلي وزامير يحذر من تراجع المكاسب الميدانية

القدس المحتلة- تعكس تصريحات رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، أبعادا عميقة تتجاوز مجرد التحذير من نقص في القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، وتكشف أزمة بنيوية داخل الجيش النظامي، الذي يواجه صعوبات متزايدة في ظل تراجع الالتزام بالخدمة، لا سيما في صفوف جنود الاحتياط، وتفاقم ظاهرة تهرب "الحريديم" من التجنيد.

وتشهد المؤسسة العسكرية أزمة غير مسبوقة في أعداد القوات، حيث أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن أكثر من 100 ألف جندي احتياط توقفوا عن أداء الخدمة، في حين يرفض بعضهم الانخراط في العمليات العسكرية لأسباب وصفوها بـ"الأخلاقية".

وفي قراءات لمحللين سياسيين وعسكريين، يمكن فهم تصريحات زامير بأنها مؤشر لخلل إستراتيجي بات يهدد استمرارية العمليات العسكرية في قطاع غزة ويقيد قدرة الجيش على تحقيق أهدافه، خاصة مع غياب غطاء سياسي فاعل أو خطة واضحة لما بعد الحرب.

الجيش الإسرائيلي يشهد نقصا متفاقما في صفوفه يصعب معه مواصلة حربه على غزة (الجيش الإسرائيلي) مخاطر نقص الجنود

وتتزامن التصريحات مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات وتوالي العرائض والرسائل التي يوقعها جنود وضباط في الخدمة والاحتياط، الرافضة للاستمرار في الحرب، مما يعزز الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو ويدفعها، وفق تقديرات، لإعادة النظر في خياراتها، بما في ذلك إمكانية القبول بصفقة تبادل توقف القتال.

وحذَّر زامير، من تفاقم أزمة النقص الحاد في القوى البشرية داخل صفوف الجيش، مؤكدا أن هذا العجز يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق أهداف الحرب في غزة.

وفي مناقشاته الأخيرة مع المستوى السياسي، التي نقلت تفاصيلها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أوضح زامير أن النقص في أعداد الجنود، لا سيما ضمن الوحدات القتالية، يحد من قدرة الجيش على تنفيذ الطموحات العسكرية التي يضعها صناع القرار في الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو.

إعلان

وأكد أن الحكومة تواصل الاعتماد حصريا على الأدوات العسكرية ومقاتلي الجيش في إدارة الحرب، دون أي مسار سياسي موازٍ يمكن أن يدعم أو يكمل الجهد العسكري على الأرض.

نقص العدد قد يضعف قدرة جيش الاحتلال على الاستمرار في الحرب على غزة (الجيش الإسرائيلي)

وشدد زامير على أن هذا النهج غير كاف لتحقيق الأهداف المعلنة للحرب، خاصة في ظل غياب خطة سياسية واضحة تواكب العمل الميداني وتطرح بديلا واقعيا لحكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وأشار أيضا إلى أن مستوى الالتزام بالتجنيد حتى داخل الوحدات القتالية الأساسية قد انخفض بشكل مقلق، مما ينعكس على فاعلية العمليات العسكرية في الميدان.

وكشف زامير أن الإنجازات التي حققها الجنود في ساحة القتال بدأت تتآكل تدريجيا، نتيجة غياب دعم سياسي فعال، داعيا إلى تحرك سياسي "سريع" يواكب العمل العسكري.

طموح وتحديات

ورغم هذه التحذيرات، لا يزال المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) يرفض طرح أي بدائل سياسية أو خطط لما بعد الحرب، حسب مراسل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون.

وأكد زيتون أن رئيس الأركان طلب من الوزراء "التخلي عن أوهامهم"، وشدد على أن تجاهل الواقع المتمثل في نقص القوات يشكل تهديدا مباشرا لاستمرارية العمليات وقدرة الجيش على تحقيق أهدافه.

ونقل عن مصادر أمنية مطلعة قولها إن "نسبة جنود الاحتياط الذين ينضمون فعليا للوحدات القتالية لا تتجاوز 60 إلى 70% في أفضل الحالات".

وأشار إلى أن الخطة الإسرائيلية القائمة على الاستيلاء التدريجي على أجزاء صغيرة من قطاع غزة بهدف الضغط على حماس للتوصل إلى صفقة تبادل "أفضل"، قد تتحول إلى واقع عملي يخدم مختلف الأطراف باستثناء المحتجزين لدى المقاومة بغزة، الذين قد يدفعون الثمن في هذا السيناريو.

وتطرح في هذا السياق تساؤلات عن حجم الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي، خاصة في قدراته البرية، مثل الدبابات وناقلات الجند المدرعة، وسط تساؤل لافت: هل امتناع الفصائل المسلحة عن شن هجمات مضادة هو أمر متعمد؟

ورغم الانطباع العام أن الجيش الإسرائيلي يسعى للتهدئة أو لتقليل المواجهة المباشرة، فإن مصادر أمنية متعددة تنقل عن زيتون أن زامير لا يزال يطمح إلى تحقيق "هزيمة عسكرية حاسمة" لحماس، عبر عملية برية واسعة، بأساليب وتكتيكات مغايرة لتلك التي جُرِّبت قبل وقف إطلاق النار.

إعلان

مع ذلك، فإن الاحتلال الكامل والمتجدد لغزة، وفقا لتقديرات عسكرية نقلها زيتون، سيكون عملية طويلة ومعقدة، وقد تستغرق عدة أشهر وربما تمتد إلى سنوات.

وسيتطلب هذا الخيار تعبئة وإعادة نشر عشرات الآلاف من الجنود، معظمهم من قوات الاحتياط، في وقت يواجه فيه الجيش أزمة متفاقمة في القوى البشرية، مما يجعل هذا السيناريو محفوفا بالتحديات والمخاطر على المدى البعيد.

بين السياسي والعسكري

وبالعودة للواقع، يرى أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الأمن في الجامعة الأميركية بواشنطن، بوعز أتزيلي، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يدركون أن استمرار الحرب لا يخدم مصلحة المحتجزين، بل يعرضهم للخطر.

وتجلى ذلك في مقتل ما لا يقل عن 41 أسيرا، كانوا أحياء عند احتجازهم، ثم لقوا حتفهم خلال العمليات القتالية أو نتيجة قرارات عسكرية اتُّخذت في سياق المعارك.

ويؤكد أتزيلي في مقال له بالموقع الإلكتروني "والا" أن إنهاء الحرب ليس ثمنا أو تنازلا، بل يمثل مصلحة أمنية وسياسية عليا لإسرائيل، كما عبرت عنها تصريحات رئيس الأركان زامير، وبالتالي فإن الدعوات لإنهاء القتال لاستعادة المحتجزين "لا تعني رفض الخدمة العسكرية، بل تعكس وعيا وطنيا وأخلاقيا".

 

ويرى أتزيلي أن الخبراء في شؤون الحروب غير النظامية داخل إسرائيل وخارجها يتفقون على "استحالة" هزيمة تنظيم مسلح كحماس عبر الوسائل العسكرية وحدها.

ويستشهد بالدمار الهائل الذي ألحقته الحرب على غزة خلال عام ونصف، والذي لم يحقق الأهداف المعلنة، رغم كون الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة، بل خلَّف أكثر من 50 ألف قتيل فلسطيني، بينهم آلاف النساء والأطفال، دون أن يضعف ذلك حماس.

ويضيف الأكاديمي أتزيلي أن الطريق الواقعي للتعامل مع حماس يكمن في خلق بديل سياسي لحكمها داخل القطاع، وفتح أفق سياسي أوسع، مشددا على أن الضمان الوحيد لمنع تكرار أحداث "7 أكتوبر" هو تعزيز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، لا استمرار الحرب.

إعلان

مقالات مشابهة

  • غارة لجيش الاحتلال على المنطقة الغربية لمدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة
  • أوتشا”: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء الكيان الإسرائيلي الحرب
  • انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة
  • حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة
  • 17 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب
  • عاجل | موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب وإعادة المخطوفين
  • أزمة بالجيش الإسرائيلي وزامير يحذر من تراجع المكاسب الميدانية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى في جنين
  • بعد مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.. سرايا القدس تعلن قنص قنّاص إسرائيلي بحي الشجاعية