(عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم). هكذا علمنا القرآن. وإسقاطا لهذه المقدمة على سقوط مدني الجمال. نجد هناك حالة ذهول وتوهان عمت الشارع. ولكن المنح في طي المحن. إذ استشعر الناس خطورة الأمر. مما دفع بهم للنفرة الشعبية دفاعا عن الدين والأرض والعرض. وهذه النفرة فرضت نفسها على المشهد برمته. صراخ وعويل لتقزم حمدوك.
وفي تقديرنا من تداعيات تلك النفرة أن قطع البرهان عشم إبليس مجموعة تقزم وعربان الشتات في جنة الحكم. وكذلك الخبر المفرح اليوم الذي نقله موقع المندرة نيوز. حيث قال: (أنباء عن إعلان حكومة حرب بالسودان). عليه نرحب بذلك. وهي خطوة في الطريق الصحيح تأخرت كثير جدا. وليت برنامجها يكون قادرا على إخراج الوطن من ظلمات المخطط الثلاثة (المرتزقة والطابور الخامس والخدمة المدنية).
ونبشر الشارع بأن المرتزقة في (أربعاء وعقاب شهر). أما الطابور الخامس ليس له علاج إلا (فك لجام) الأمن. فهو القادر على غسل ثوب الوطن من نجاستهم في ظرف زمني وجيز. أما الظلمة الأخير. يجب فصل كل موظف تم توظيفه باسم الشرعية الثورية. حتى تعود الخدمة المدنية لسابق عهدها الذي تميزت به من طهر ونبل ومعرفة ورباط مقدس.
وخلاصة الأمر نؤكد بقيام تلك الحكومة يمكننا القول بأن البرهان لأول مرة يضع العربة خلف حصان الخلاص. بعد أن كان في أحسن الحالات يضعها خلف حصان طراودة الأمارات (دقلوقحت).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٤/١/٩
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
العودة الطوعية
معركة الكرامة عبارة عن سلسلة حلقات متداخلة بعضها البعض. وما أن شارف الميدان العسكري على النهايات إلا وبدأ ميدان البناء. وأول خطوات ذلك تمثلت في العودة الطوعية التي انتظمت هذه الأيام. فقد شكلت تلك العودة ملحمة بطولية نادرة. نجد الرغبة العارمة لدى المواطن البسيط في العودة لداره مهما كانت التحديات. وكذلك تفوق المسؤولون في الإتيان بالممكن وكثير من المستحيل في توفير متطلبات الحياة في ديار العائدين. واكتملت الصورة برجال البر والإحسان وشعبة البصات السفرية في تسيير الرحلات المجانية. عليه نؤكد بأن العودة الطوعية بهذه السرعة دليل عافية. وعلى ضوءها يمكننا التبشير بميلاد سودان جديد. سودان تتساوى فيه الحقوق والواجبات. سودان الحرية والسلام والعدالة على طريقة الشارع الصابر. وليس على الطريقة الحمدوكية التي أوردتنا المهالك. وخلاصة الأمر نجزم بأن مهر العودة الطوعية من جحيم الهجرة الإجبارية نقص في الأنفس والثمرات. دفعها الجيش والقوات الرديفة كاملة غير منقوصة. لذا نطالب العائدين ببذل أقصى درجات التلاحم مع الجيش حتى يكمل صورة الوطن الزاهية التي يترقبها الشارع من بين فرث حميدتي ودم حمدوك.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/١/٢١
إنضم لقناة النيلين على واتساب