رسائل الملك عبدالله الثاني لأنتوني بلينكن
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
رسائل الملك عبدالله الثاني لانتوني بلينكن
خطأ وإنكار أمريكي تكرر في فيتنام وأفغانستان والعراق من قبل ومرجح أن يتكرر في فلسطين والاقليم لينهي حقبة امريكية طويلة في المنطقة.
رسالة الملك جاءت واضحة برفض التهجير القسري للفلسطينيين، ووقف الحرب وتمكين أهالي غزة من العودة لبيوتهم؛ وعدم الفصل بين القطاع والضفة.
هل استمع بلينكن لرسالة الملك؛ أم لازال متمسكا بالضغط على الفلسطيني والعربي هروبا من الاستحقاق الاساس: وقف الحرب والاعتراف بحقوق شعب فلسطين وشرعية مقاومته.
تطالب أمريكا دول الاقليم بخفض التصعيد واحتواء آثارالحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة، دون ممارسة الضغوط على الاحتلال الاسرائيلي وهو الطرف الوحيد الخارج عن السيطرة.
* * *
حذر الملك عبد الله الثاني خلال لقاءه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن من تفجر الاوضاع في الضفة الغربية بفعل العنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون، والانتهاكات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، داعيا للتصدي لهذه الممارسات.
تصريحات الملك عبدالله الثاني تأتي في وقت تطالب فيه واشنطن دول الاقليم للمساهمة في خفض التصعيد واحتواء اثارالحرب والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، دون أن تعمد الى ممارسة الضغوط على الاحتلال الاسرائيلي الذي يعد الطرف الوحيد الخارج عن حدود السيطرة بسبب الدعم الامريكي والاوروبي المطلق، وهو دعم يتهدد بتصعيد كبير في الضفة الغربية وجنوب لبنان والبحر الاحمر.
رسالة الملك عبدالله الثاني وضعت النقاط على الحروف، اذ لا يتصور ان تتحقق التهدئة والمستوطنون وجيش الاحتلال يمارسون القمع والانتهاكات في الضفة الغربي، ولايتوقع ان ينخفض مستوى التصعيد والحرب مشتعلة في قطاع غزة لم تتوقف.
خفض التصعيد لا يمكن ان يتحقق بالتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية ومحاصرتهم في حين يمارس المستوطنون العنف بدعم من جيش الاحتلال وحكومة الائتلاف الداعية لتهجير الفلسطينيين بشكل شبه يومي ؛ وهو تصعيد ياتي على السنة اعضاء الائتلاف من بن غفير وزير الامن القومي وسموتريتس وزير المالية و عمحاي الياهو وزير التراث.
اخيرا لا يتوقع ان ينخفض مستوى التصعيد واميركا تتجنب ممارسة الضغوط على الجانب الاسرائيلي لوقف عدوانه وحربة سواء في الضفة او قطاع غزة؛ بل ان المسؤوليين الامريكان من امثال عضو الكونغرس الامريكي ليندسي غراهام يحتفي بالجرائم الاسرائيلي في حين ان مايك بنس نائب الرئيس الامريكي الاسبق يوقع على قذائف المدفعية الموجهة لجنوب لبنان لقتل المدنيين.
السلوك الامريكي يقود تلقائيا الى مزيد من التصيعد بدل خفضه ؛ فاطالة امد الصراع بحثا عن حلول تناسب الحليف الاسرائيلي، يقابله انعدام فاعلية حكومة نتنياهو بشقيها الائتلافية والطوارئ في ادارة الحرب؛ وتعاظم والانقسامات في صفوف النخبة على نحو يهدد بتوسيع الصراع لحسابات سياسية ضيقة تتعلق بنتنياهو واليمين الديني المتحالف معه.
الدبلوماسية الامريكية اشتبكت للمرة الرابعة لاحتواء التصعيد وخفضة في المنطقة برسم قواعد اشتباك جديدة تبقيه ضمن حدود السيطرة وهو الحد الادنى الذي تسعى اليه ادارة بايدن، فالانقسامات عادت بقوة الى حكومة الائتلاف والطوارئ التي يقودها نتنياهو بشكل حولها الى عبء على الادارة الامريكية الغارقة في تفاصيل الصراع و يومياته.
ختاما .. رسالة الملك عبد الله الثاني جاءت واضحة برفض التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف الحرب وضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى بيوتهم؛ والامتناع عن الفصل بين القطاع والضفة..
فهل استمع اليها بلينكن؛ ام انه لازال متمسك بضرورة الضغط على الجانب الفلسطيني والعربي هروبا من الاستحقاق الاساس؛ وهو وقف الحرب والاعتراف بحقوق شعب فلسطين وشرعية مقاومته، خطأ وانكار اميركي تكرر في فيتنام وافغانستان من قبل ومرجح لأن يتكرر في فلسطين والاقليم لينهي حقبة أمريكية طويلة في المنطقة.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأردن بلينكن عبدالله الثاني فلسطين التهجير القسري وقف الحرب الدبلوماسية الأمريكية حقوق شعب فلسطين قواعد اشتباك الملک عبدالله الثانی فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
عماد أبو الرب: التصعيد مع موسكو محاولة لفرض شروط تفاوضية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، أن التصعيد العسكري الحالي بين كييف وموسكو يعكس محاولة كل طرف فرض أوراق ضغط على طاولة المفاوضات، خصوصًا تزامنًا مع محادثات جدة وزيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشار أبو الرُب، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن أوكرانيا نفذت هجومًا بطائرات مسيرة استهدف موسكو والمناطق الحدودية الروسية، بنحو 450 مسيرة، في رسالة واضحة بأن كييف لا تزال قادرة على الوصول إلى العمق الروسي.
ولفت إلى أنه في المقابل، شنت روسيا هجمات مكثفة خلال الأيام العشرة الماضية على مدن أوكرانية عدة، أبرزها أوديسا، التي تعرضت لضربات استهدفت بنيتها التحتية ومحطات الطاقة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف من المواطنين، كما شهدت مناطق دونيتسك، خاركيف، وزاباروجيا غارات مماثلة، أوقعت قتلى ودمارًا واسعًا.
وأوضح أبو الرُب أن روسيا تسعى من خلال هذا التصعيد إلى تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض قبل أي مفاوضات مستقبلية، فيما تحاول أوكرانيا إثبات قدرتها على الرد واستهداف العمق الروسي، رغم الضغوط التي تواجهها.
واعتبر أن استمرار هذه المعادلة سيؤدي إلى مرحلة استنزاف طويلة، تضيع معها فرص التوصل إلى حلول سياسية، مشددًا على أن الخيار الأمثل يكمن في التهدئة الجزئية على مراحل، تمهيدًا لاتفاق تسوية سلمية عادلة، تحفظ أمن روسيا وأوكرانيا، وتحقق الاستقرار الدولي المنشود.