لبنان ٢٤:
2024-07-06@05:03:16 GMT

سخونة الميدان تُغلّب الحرب... على الديبلوماسية

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

سخونة الميدان تُغلّب الحرب... على الديبلوماسية

كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": كل الرسائل التي تلقّاها «حزب الله» حديثاً، والتي تدور في فلك التهدئة المطلوبة دولياً، لن تلقى الجواب بعدما اتخذ «الحزب» قراره بعدم الفصل بين ساحة الجنوب وغزة، وهو يشترط لقاء أي عرض يتلقاه مباشرة أو عبر الوسطاء وقف الحرب في غزة، ثم الشروع في البحث في مرحلة ما بعدها. ومع تكرار عمليات استهداف عناصره وبينهم قادة، لم يعد «حزب الله» يبدي اهتماماً كبيراً بالعروض بقدر ما يركّز على ردّ يرقى إلى مستوى الأهداف التي تصيبها إسرائيل، عملاً بقول أمينه العام إنّ القوة لا تردعها إلا قوة مقابلة.

‎وهو منطق ينطبق على زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي يفترض أن يزور لبنان حاملاً صيغة لترسيم الحدود البرية، تمهيداً لتنفيذ القرار 1701، وهو المسعى ذاته الذي جاء يبحث في إمكانية تحقيقه نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل الذي التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، ولم يخرج منه بنتيجة مرجوة، لأنّ موقف «الحزب» واحد لا يتبدّل. حذّر الموفد الأوروبي «حزب الله» من نية جدية لإسرائيل بشن حرب على لبنان ناصحاً بعدم ربط جبهة الجنوب بالحرب في غزة، وتمنى عليه إيجاد صيغة لتطبيق القرار 1701، وبمعنى آخر، كانت زيارة تحذير ونصيحة وتعبير عن قلق بالغ. ‎في خوض المعركة يعتبر «حزب الله» أنّ حماوة المعركة تتراوح بين سخونة وبرودة أحياناً، وأنّ أي عدوان يصيب هدفاً في الجنوب يردّ عليه بالمثل في الداخل الإسرائيلي، وفي ضوء ما يشهده الميدان والتوقعات الغربية بتوسيع الحرب ضد لبنان انطلاقاً من الجنوب، اعتبر أنّ هناك أسباباً قد تقود إسرائيل إلى شنّ حرب على لبنان، وهناك أسباب أخرى تردعها. وتأتي في الأسباب التي قد تدفعها للحرب رغبتها في تحقيق انتصار وإعادة المستوطنين إلى الشمال، وتعتبرها فرصة تاريخية طالما العالم كله يؤيد حربها على غزة. أما في أسباب عدم الحرب فهو عجزها عن فتح جبهة ثانية إلى جانب جبهة غزة ولعلمها أنّ فتح جبهة ضد «حزب الله» سيجر معه معارك بالجملة واستخدام أنواع من الأسلحة لم يسبق أن استخدمها «حزب الله»، فضلاً عن عدم وجود رغبة أميركية في خوض جبهة جديدة إلى جانب جبهة أوكرانيا. لا يجزم «حزب الله» بوقوع الحرب، لكنه لا يستبعدها بوجود أسباب لدى إسرائيل الغارقة في وحول غزة، ولكنه حتى الساعة يضع كل حديث في شأنها في خانة التهويل. أمّا عن المساعي الديبلوماسية فهي مستمرة وإن كانت لن توصل إلى ما يسعى إليه الغرب. يرفض الأميركي أي حديث مع «حزب الله» بالواسطة لعلمه أنه لا جدوى من ذلك، خاصة بعدما قاله أمينه العام في شأن القرار 1701، ورغم ذلك سيصل آموس هوكشتاين قريباً إلى بيروت حسب ما تبلّغ «حزب الله»، فإنّ الفرنسيين والاتحاد الأوروبي لم يوفروا جهداً بهدف تحقيق ما من شأنه أن يقود إلى تهدئة الجبهة جنوباً. تختلف حسابات الميدان لدى الحزب عن حسابات الباحثين عن حل سياسي من الموفدين. فـ»حزب الله» يترك الكلمة للميدان الذي من شأنه أن يقود إلى تحقيق الفرصة التاريخية التي تحدث عنها نصرالله، وهي ستكون في الجنوب وقبلها في غزة وأي حديث خارج ذلك لن يأخذ به لو بعد حين، على حدّ قول مصادره.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل ستندلع الحرب؟ إتصالات ومعلومات والإستراتيجية الدفاعية الى الواجهة

"لا حرب".. هي عبارةٌ يُجمع عليها عددٌ من الخبراء المعنيين بالشؤون العسكرية، والذين يُفسرون ما قد تؤول إليه الأحداث عند الجبهة الجنوبيّة بين "حزب الله" وإسرائيل.
الأسباب وراء اعتبار أن المعركة الحالية ستبقى محدودة عديدة، لكن ما يعزّز عدم تطور الأمور نحو صراعٍ دموي هو حراكٌ فعليّ يجري على الخط الدولي خصوصاً بعد المحادثات الفرنسية – الأميركية الأخيرة بشأن لبنان، والتقدّم "المحلوظ" على صعيد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة "حماس" وإسرائيل.
أمام كل ذلك، يأتي السؤال الأساس: لماذا لن تتوسع الحرب وكيف ستبقى المناوشات محدودة؟
يوم أمس، اغتالت إسرائيل القيادي في "حزب الله" محمد نعمة ناصر بقصف طال سيارته في منطقة الحوش بمدينة صور – جنوب لبنان. إثر ذلك، ردّ الحزب على ذاك الاغتيال باستهداف عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، بينما نفذت إسرائيل غارات مُواجهة ضد الأراضي اللبنانية.
ما جرى على صعيد ردّ "حزب الله" يُعتبر معروف النطاق، وتقول مصادر معنية بالشؤون العسكريّة لـ"لبنان24" إنَّ ضربات "حزب الله" لم تخرج عن إيقاع قواعد الإشتباك، وبالتالي فإن ما واجهه الإسرائيليون من قصف يوم أمس، يعتبر واحداً من الردود التي لن تتطور إلى صراع مفتوح، حتى وإن كان القصف انتقاماً لقائدٍ ميداني كبير ضمن الحزب.
المصادر تلفت إلى أن الاتصالات الدبلوماسية التي حصلت خلال الأيام الماضية، أكدت أن الأمور "مضبوطة ولا انفلات لها"، مشيرة إلى أن التهويلات من قبل بعض الوسائل الإعلامية وتحديداً صحيفة "بيلد" الألمانية التي تحدثت عن بدء حرب لبنان خلال شهر حزيران الماضي، تعتبرُ خالية من الحقيقة خصوصاً أن هناك بعض الدول الشريكة مع إسرائيل في الحرب النفسية ضد لبنان.
إنطلاقاً من هذه النقطة الأخيرة، يأتي التفسير الأساس لأسباب انتفاء إمكانية حدوث حرب، وهنا يقول أحد الخبراء العسكريين البارزين لـ"لبنان24" إنَّ القواعد التي رُسمت على خط الصراع لن تتبدل لأن إسرائيل ستجد نفسها في مأزق كبير، بينما "حزب الله" يريدُ أن يُنهي أي معركة كي لا تتجاوز الأمور خلالها حدوداً خطيرة يصعب لاحقاً ضبطها.
الأسباب التي تلخص عدم حدوث حرب هي التالية، بحسب ما تقول المصادر العسكرية:
- وجود قناعة لدى إسرائيل بأن أي حرب ضدها من قبل "حزب الله" ستؤدي إلى إخراج مختلف المرافق الحيوية عن الخدمة وتحديداً تلك التي قام "حزب الله" بتصويرها عبر "الهدهد".
- أي حرب مع لبنان ستعني تسريعاً لإنهاء وجود إسرائيل وبالتالي حدوث "ضربة" ستطالُ مباشرة أميركا التي تواجه حالياً حرباً اقتصادية ثانية تتمثل في تخلص بعض الدول من سطوة "البترودلار".
- إن بدء أي حرب سيجعل قوى أخرى تدخل على الخط مع روسيا وإيران، ما يجعل المنطقة متوترة وقد يساهم هذا الأمر في إضعاف إسرائيل أكثر وجعلها تنصاعُ لقرارات دولية ملزمة في حال تلقت ضربات كبيرة وطلبت هي بنفسها وقف النار مع لبنان.
- إقتناع "حزب الله" بأنّ أي حربٍ شاملة قد تكون بمثابة عملية قتالية ستؤدي إلى تدمير مقدرات عسكرية هائلة تابعة له، بالإضافة إلى أن إسرائيل قد لا تُوفر كافة المنشآت الاقتصادية والمالية التابعة للحزب والتي تُعتبر مورداً مالياً أساسياً بالنسبة اليه.
- إقتناع الحزب أيضاً بأنّ أي حرب ضد لبنان ستؤدي إلى تأجيج الوضع ضده، فيما المشكلة تكمن في أن التعويضات المطلوبة لإعادة إعمار لبنان بعد الحرب أو أقله جنوب لبنان في الوقت الراهن، ليست واضحة بشكل كامل ومتكامل.
- "حزب الله" في الوقت الراهن يواجه "شرخاً" داخلياً رغم أن نسبة كبيرة من المواطنين متعاطفة معه. لكن في المقابل، هناك من يرفض الحرب وبالتالي يُصبح لزاماً على "حزب الله" الاحتكام إلى مبدئه الأساسي المرتبط بعدم بدء أي حرب في لبنان إلا إذا فرضتها إسرائيل بينما هذه الأخيرة لا تستطيع تنفيذ ذلك.
- يُدرك الإسرائيليون تماماً أنّ مسألة الحرب ستعني تدمير مستوطنات بأكملها، وأيضاً تهجير أعداد كبيرة من المستوطنين، بينما الحكومة الإسرائيلية فشلت حتى الآن في إدارة أحوال النازحين من شمال لبنان، ما دفع بمسؤولين إسرائيليين لاعتبار أن الحكومة "تخلت عن الشمال وسكانه".
- إسرائيل تخشى من تضرر سلاحها الجوي خلال أي حرب وكذلك أسطولها العسكري البحري، ما سيُرتب عليها خسائر فادحة.
- إن أي ضربة إسرائيلية ستؤدي إلى اندلاع حرب، ستجعل القواعد الأميركية والبريطانية في المنطقة مُهددة، ما يعني استهدافاً مباشراً لأميركا قد يستدعي في المقابل تحركاً إيرانياً مُضاداً.
- الحراك الدولي الذي لم يتوقف بين باريس وأميركا، وهذا الأمر يدل على أن هناك وسائل جدية لمنع حدوث أي حرب، وبالتالي إنهاء حرب غزة.
- إدراك إسرائيل أن لدى "حزب الله" أسلحة نوعية لن تؤدي فقط إلى إسقاط سلاحها الجو بل إلى استهداف مقراتها الحكومية، ما يعني تجريد نتنياهو من سلطته بشكل قوي.
- مساعي حزب الله لتطويق الجبهة مرتبطة بمحاولته لإعادة ترميم صفوفه كما كانت، وهذا الأمر يتطلب سلماً لا حرب.
إنطلاقاً من كل ذلك، يتبين تماماً وبوضح أن الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل لن تكون سهلة كما يعتقد الكثيرون، فالمسألة مُعقدة تماماً، وبالتالي بات من الملحوظ أن الدفع باتجاه معاكس لإمكانية اندلاع الحرب بدأ يأخذ دوره على صعيد النقاشات السياسية.. لكن السؤال الذي يتهرب منه البعض حالياً: ما مصير الإستراتيجية الدفاعية بعد المعركة الحالية؟ وهل سيكون "حزب الله" جزءاً منها؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تصعيد متجدّد على الجبهة.. إسرائيل تستدرج لبنان إلى الحرب؟!
  • تحضيرات لزيارة رئيس وزراء المجر الاثنين وجلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء والمواجهات تتصاعد جنوبا
  • اشتعال جبهة الجنوب يتصاعد وحزب الله يلوِّح بمهاجمة مواقع جديدة
  • هل يمكن أن تؤدي المواجهات بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب أهلية في لبنان؟.. تقرير يجيب
  • هل ستندلع الحرب؟ إتصالات ومعلومات والإستراتيجية الدفاعية الى الواجهة
  • سامي الجميل اكد ان حزب الله لا يريد رئيسا: القرار 1559 يختصر المطلوب
  • لبنان يأخذ التحذيرات الدولية على محمل الجدّ
  • نحن ضد ربط جبهة لبنان بغزة.. باسيل: لا نريد حربا لم نقررها
  • تصعيد ميداني في الجنوب يسابق مساعي هوكشتاين ولودريان المتجددة
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب