التيار يطعن في التمديد لقائد الجيش: مفصّل على القياس ويتجاوز صلاحيات الرئيس
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
تقدّم التيار الوطني الحر، الأربعاء الماضي، أمام المجلس الدستوري بمراجعة طعن في قانون التمديد لقائد الجيش جوزيف عون لمدة سنة، بدءاً من يوم غد مع بلوغ قائد الجيش السنّ القانونية.المراجعة التي حملت تواقيع 10 من نواب التيار (جبران باسيل، غسان عطالله، سامر التوم، نقولا الصحناوي، جيمي جبور، شربل مارون، سيزار أبي خليل، ندى البستاني، جورج عطالله وسليم عون)، معلّلة بثمانية أسباب توجب إبطال القانون وتعليق مفاعيله فوراً عبر وقف تنفيذه.
وكتبت " الاخبار": النقطة الأهم التي تضمّنتها المراجعة والتي تمثل مخالفة جوهرية تكمن في «انتهاك القانون لقاعدة التجرد والعمومية وتفصيله على قياس أشخاص». فالقانون، كما جاء في الطعن، خصّ شخصاً واحداً من كل من ضباط الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، حاجباً أحكامه عن جميع الضباط الآخرين لأيّ رتبة كانوا حتى ولو كانوا يحملون رتبة لواء، وعن رؤساء الأجهزة الأمنية الآخرين إذا لم يكونوا من العسكريين، وعن رؤساء الأجهزة الأمنية العسكريين في حال لم يحملوا رتبة عماد أو لواء، كما حجب أحكامه عن رؤساء الأجهزة الأمنية العسكريين مستقبلاً حتى ولو كانوا برتبة عماد أو لواء ما دام أنه جاء بصورة استثنائية، واشترط أن يكون المستفيد يمارس وظيفته في تاريخ صدور القانون المطعون فيه. ما يعني فعلياً أن القانون «استهدف ثلاثة أشخاص بالذات، وتحديداً قائد الجيش الذي تنطبق عليه وحده صفة العماد، ولم يكن ينقص سوى أن يسمّي هؤلاء الثلاثة بأسمائهم». وجاءت عبارة «بالأصالة أو بالوكالة أو بالإنابة» لتشمل الأشخاص الثلاثة الذين يستهدفهم، إذ إنّ اثنين منهم يعملان بالأصالة والثالث بالإنابة، ما يتعارض مع صفة التجرد والعمومية والشمولية المطلقة المفترض أن تتوافر في أي قانون، وبشكل خاص مع اجتهاد المجلس الدستوري بوجوب أن يكون القانون «واحداً لكل المواطنين، أو واحداً لجميع المنتمين منهم إلى أوضاع قانونية متشابهة، ولا يجوز اعتماد قانون مفصّل على قياس أشخاص محدّدين». وهذا ما يقود إلى مخالفة أخرى تتلخّص بضرب قاعدة المساواة والتمييز بين الضباط ورؤساء الأجهزة الأمنية وحاملي رتبة لواء، أي أبناء الفئة الواحدة.
كذلك، تجاوز مجلس النواب نطاق تشريع الضرورة في ظل الشغور الرئاسي وألغى دور رئيس الجمهورية في عملية التشريع وحقه في ردّ القوانين والطعن فيها، وهي صلاحية لصيقة بشخص الرئيس ولا تنتقل وكالة إلى مجلس الوزراء، ما «يؤلّف انتهاكاً صارخاً لقاعدة التوازن». وقد سبق للرئيس السابق ميشال عون أن لجأ في عام 2017 إلى المادة 59 من الدستور التي تتيح له تأجيل انعقاد المجلس إلى أمد لا يتجاوز شهراً واحداً، وليس له أن يفعل ذلك مرتين في العقد الواحد، ما حال دون مناقشة البرلمان اقتراح قانون معجّل مكرّر للتمديد للبرلمان عينه. وليس ثمة من «ضرورة» أو «عجلة» للتشريع في ظل الشغور، بما أن تمديد الخدمة لقادة الأجهزة يبدأ ابتداءً من تاريخ بلوغهم السن القانونية بمواعيد متفاوتة بعضها لم يحن بعد، وكانت هناك «مدّة كافية لإنتاج أكثر من حل لاحتمال الشغور في قيادة الجيش ضمن القوانين القائمة من دون الحاجة إلى اللجوء إلى تمديد استثنائي وغير دستوري لسن التقاعد».
واستندت المراجعة إلى استشارة صادرة عن هيئة التشريع والاستشارات تحمل الرقم 581/2013 حرّمت فيها على البرلمان التشريعَ في ظل استقالة الحكومة، وسبق للمجلس الدستوري أن حرَّمَ التشريع في ظلّ حكومة تصريف أعمال كما في الحالة الراهنة. كما لفتت المراجعة إلى أن آلية الإصدار مخالفة للأصول كون القانون نال موافقة 19 وزيراً من أصل 24 على إصداره بعد أن تمَّ إقراره في البرلمان، وبما أنه «بمعزل عن عدم إمكانية تولّي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة، إلّا أنّه في أيّ حال فإنّ إصدار المراسيم المتضمّنة قوانين يجب أن يتمّ بإجماع الوزراء». وذكّرت بأن حكومة فؤاد السنيورة التي كانَت قائمَة خلال فترة الشغور الرئاسيِّ وامتدت نحو 6 أشهر بين انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود (23-11-2007) وانتخابِ ميشال سليمان رئيساً للجمهوريةِ في 25 أيار 2008، اعتمدت طريقة توقيع جميع الوزراء على المراسيم بالوكالة عن رئيس الجمهورية باستثناء الوزراء المستقيلين يومها. أما حكومة تمام سلام فاعتمَدت التوافق في القرارات وفي توقيع المراسيم خلال الشغور الذي أعقب انتهاء ولاية سليمان. في الإطار نفسه، «ليس من صلاحية رئيس حكومة تصريف الأعمال توقيع المراسيم ومنها مرسوم إصدار القوانين وطلب نشرها، لأن هذا التصرُّف من قبل رئيس الحكومة الذي يتهيأ للخروج من الحكم، يُلزِم الحكومة الجديدة ورئيسها بالقانون الذي نُشِر، خصوصاً إذا انقضت مهلة الطعن بدستوريّته، في حال شاء رئيس الحكومة الجديد أن يمارس حقه الدستوري بالطعن». وأشارت المراجعة إلى أن فرض إبقاء كل من قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية العسكريين حاملي رتبة لواء لمدة سنة يؤلّف تعييناً جديداً لهم في مراكزهم ولو بصورة مبطنة، ما يعني «تجاوزاً من جانب مجلس النواب لصلاحياته الدستورية المحدّدة في المادة 16 من الدستور وسواها، وانتهاكاً لصلاحيات السلطة الإجرائية المحدّدة في المادتين 17 و65 من الدستور وللصلاحيات الدستورية لكل من وزير الدفاع الوطني بالنسبة إلى قائد الجيش ووزير الداخلية والبلديات بالنسبة إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي والمدير العام للأمن العام». في الخلاصة، طلب مقدّمو المراجعة من المجلس الدستوري اتخاذ القرار فوراً بقبول المراجعة شكلاً لورودها ضمن المهلة القانونية ولاستيفائها جميع الشروط الشكلية اللازمة، وإعلان عدم دستورية القانون المعجّل المكرّر الرقم 317، تاريخ 21 كانون الأول 2023 والمنشور في العدد 53 من الجريدة الرسمية، تاريخ 28/12/2023 بصورة كلية وإبطاله برمّته.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة قائد الجیش
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يشيد بالدعم الذي يقدمه الرئيس السيسي للرياضة والرياضيين والشباب
تقدم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بخالص الشكر والتقدير والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على دعمه المتواصل والمستمر للرياضة المصرية والرياضيين، ودعمه اللامحدود للشباب المصري لتعظيم إسهاماته وتحقيق ما يصبو إليه نشء وشباب وطننا العزيز من طموحات وتطلعات.
جاء ذلك عقب افتتاح نادي الهجن والفروسية الدولي في الخارجة بالوادي الجديد، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والمحافظ والقيادات التنفيذية بالمحافظة.
وخلال كلمته، عبر وزير الشباب والرياضة عن سعادته الغامرة بالتواجد في محافظة الوادي الجديد، إحدى المحافظات الحدودية الغالية على قلوبنا جميعاً، والتي تلقى اهتماماً بالغاً من القيادة السياسية، كونها تمثل واحة من الخيرات والطاقات الشابة، مؤكدا أنها تتمتع بموقع استراتيجي وموارد طبيعية غنية، مما يجعلها قادرة على تحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات.
وقال الدكتور أشرف صبحي: "ما نراه اليوم بمحافظة الوادي الجديد هو تغييراً حقيقياً على الأرض يعكس حجم المشروعات المنفذة، لاسيما مشروعات البنية الأساسية في مختلف المجالات"، مؤكداً أن الشباب وطاقتهم الحيوية بمثابة الوقود لاسـتمرار تطـور المجتمعات التي يعيشون فيهـا، وهم أسـاس التنميـة المجتمعيـة، لذا أولــت الدولــة المصــرية اهتماماً بالغاً لهــم في إطـار البُعـد الاجتماعي لسياساتها التنموية؛ بهدف التأكيد على أهمية دورهم في المجتمع، وضـرورة مشـاركتهم فـي جميـع مجـالات التنميـة الشاملة التي تشهدها البلاد.
وأضاف الوزير: "انطلاقا مما سبق فإننا في وزارة الشباب والرياضة نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار في المستقبل، ولهذا السبب، فإننا نولي اهتماماً كبيراً بتمكين الشباب وتطوير قدراتهم، ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، بهدف إعداد قادة للتغيير، لديهم القدرة على إحداث أثر في مجتمعاتهم المحلية والممتدة".
وخلال كلمته، سلط وزير الشباب والرياضة الضوء على الإنجازات التي تحققت في قطاع الرياضة بمحافظة الوادي الجديد، والتي تمثلت في وجود 3700 مشارك ومشارك في المبادرة القومية للياقة البدنية بمراكز الشباب والشوارع والمنتزهات ضمت جميع الفئات من الشباب والمرأة والرواد وذوي القدرات والهمم، بجانب 1000 مستفيد من مبادرة "دراجتك صحتك"، إضافة إلى ٤ آلاف مشارك في المهرجانات الرياضية للدراجات والمشي والمناسبات القومية.
كما تضمنت الجهود والإنجازات التي تحققت مشاركة 1000 مشارك في دوري الساحات والشوارع بمدينتي الداخلة والخارجة، فضلا عن تنظيم 16 قافلة رياضية بالمناطق والقرى المحرومة، بالإضافة إلى 500 فتاة مشاركة في مشروع كرة القدم النسائية "ألف بنت ألف حلم"، وكذا 500 مشارك في مونديال "حياة كريمة" لكرة القدم.
كما ألقى وزير الشباب والرياضة الضوء على حجم الإنشاءات الشبابية والرياضية بمحافظة الوادي الجديد، حيث وصل إجمالي التكلفة الانشائية للمشروعات المنفذة في الخطة الاستثمارية بالمحافظة خلال السنوات الخمس الماضية نحو 433 مليون جنيه منها 141 مليون جنيه للمدينة الشبابية، كما تمت المساهمة مع المحافظة في مضمار الهجن بالخارجة بمبلغ 15 مليون جنيه، وتحملت وزارة الشباب والرياضة تكلفة إنشاء مضمار الدراجات بالكامل بمبلغ ٧ ملايين جنيه، كما تم ساهمت مع المحافظة في إنشاء مضمار الهجن ببغداد باريس بمبلغ 2.5 مليون جنيه من إجمالي 4.5 مليون جنيه، وبلغ إيراد المنشآت الشبابية والرياضية بالمحافظة للعام المالي 2023/ 2024 مبلغ 475,605 جنيه، كما بلغت قيمة الاستثمارات داخل نادي الوادي الجديد 2.819.520 جنيه، ويبلغ عدد مراكز الشباب بمحافظة الوادي الجديد 76 مركز شباب، 3 مراكز تنمية شبابية (الداخلة، الخارجة، الفرافرة).
وأضاف: "ويبلغ عدد أندية محافظة الوادي الجديد ١٣ ناديا، تم دعم عدد ٩ أندية بإجمالي مبلغ 498 ألف جنيه، بالإضافة إلى دعم نادى الوداي الجديد إضافياً بمبلغ 50 ألف جنيه، ومؤخراً تم إشهار عدد 3 أندية وهم "نادي الرماية والصيد، ونادي الهجن والفروسية بغرب الموهوب، ونادي الهجن والفروسية ببغداد".
وفي الوقت نفسه، أشاد وزير الشباب والرياضة بجهود القيادة السياسية والحكومة وحرصها على الارتقاء بالعمل الشبابي والرياضي وتعظيم إسهامات النشء والشباب في مختلف مسارات التنمية الشاملة التي يشهدها وطننا العزيز، مؤكداً حرص الوزارة على المضي قدما نحو المزيد من البناء والتنمية، رغم كل التحديات غير المسبوقة والظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها وطننا الغالي مصر.
واختتم وزير الشباب كلمته بالتقدم بخالص الشكر والامتنان والعرفان لرئيس مجلس الوزراء، والوزراء الحضور على الجهود المضنية التي يبذلونها لخدمة الشباب، متمنياً النجاح والتوفيق ولوطننا الرقى والتقدم والأمن والأمان، داعياً المولى عزّ وجلّ أن يوفق الجميع ويسدد على طريق الخير خطاهم لما فيه صالح وطننا الغالي مصر.