حدث ليلا.. صدمة بصفوف جيش الاحتلال واستقالات بحكومة نتنياهو وهروب أخطر زعيم عصابة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
شهدت الساعات الماضية من الليل، العديد من الأحداث والتطورات المهمة، منها ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصدمة جديدة تضرب صفوف الاحتلال الإسرائيلي بعد إصابة 9 آلاف جندي بأمراض نفسية، واستقالات داخل حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية، واندلاع غضب روسيا، وهروب أخطر زعيم عصابة من سجنه.
تعرض الاحتلال الإسرائيلي لصدمة جديدة بعد ارتفاع عدد الجنود الذين يتلقون علاجًا للأمراض النفسية إلى 9 آلاف جندي، وفقًا لتقرير صحيفة «والا» الإسرائيلية.
وتضاف هذه الصدمة إلى سلسلة الصدمات التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي نتيجة لمقاومة الفلسطينيين ودفاعهم عن أرضهم، وأصبحت «بعبع غزة» يؤرق نوم المحتل.
وأفادت الهيئة الطبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صادر عنها، بأن ربع الجنود الذين كانوا يتلقون علاجًا لمرض نفسي أو يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، لن يكونوا قادرين على العودة للمشاركة في الحرب.
استقالة وزير العدالة الاجتماعيةوتقدم وزير العدالة الاجتماعية في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستقالته.
وأشار وزير العدالة الاجتماعية إلى أنه قدم استقالته بسبب تقليص الميزانيات لتغطية تكاليف الحرب على قطاع غزة، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».
«بايدن»: نعمل على تقليص تواجد الاحتلال داخل غزةومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن نيته للعمل على تقليص تواجد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك في ظل استمرار الحرب التي دخلت شهرها الرابع.
وأثناء خطابه في كنيسة بولاية ساوث كارولينا، قابل الرئيس الأمريكي جو بايدن متظاهرين يطالبونه بوقف إطلاق النار في غزة، وعبر بايدن عن فهمه لمشاعرهم ولما يحدث في غزة، وأكد أنه يعمل بشكل هادئ مع حكومة الاحتلال لتقليص تواجدها في القطاع.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد بايدن أنه يستخدم جميع الوسائل الممكنة للعمل نحو تحقيق هذا الهدف، وأعرب عن فهمه لعواطف المتظاهرين.
تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانيةوعلى جانب آخر أفاد حاكم منطقة بيلجورود فياتشيسلاف جلادكوف بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من إسقاط 12 هدفًا جويًا قرب مدينة بيلجورود التي تقع بالقرب من الحدود الأوكرانية، وأن ثلاثة أشخاص أصيبوا في الهجوم، وفقًا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.
Everything’s under control in #Belgorod pic.twitter.com/EICk7mx65a
— Aurora Borealis ???? (@aborealis940) January 8, 2024ووفقًا لتصريحات جلادكوف على تلجرام، تسبب القصف في تحطيم نوافذ مبنيين سكنيين متعددي الطوابق، وتسبب أيضًا في إلحاق أضرار بعدد من السيارات.
وتعرضت مدينة بيلجورود لهجمات من قبل القوات الأوكرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفي هجوم وقع في نهاية الشهر الماضي، تعرضت المدينة لصاروخ وطائرة مسيرة، مما أسفر عن مقتل 25 مدنيًا، بمن فيهم خمسة أطفال.
هروب أخطر زعيم في الأكوادورأعلن رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك السجون، بعد هروب زعيم إحدى أخطر عصابات الجريمة في البلاد، خوسيه أدولفو ماسياس، من سجنه وحدوث أعمال شغب وعصيان في عدد من السجون.
وفي منشور على حسابه في إنستجرام، أعلن نوبوا عن توقيعه مؤخرًا مرسوم يعلن حالة الطوارئ في البلاد، ويهدف هذا الإعلان إلى تقديم الدعم الكامل، سواء كان سياسيًا أو قانونيًا، للقوات المسلحة في أعمالها وتحدياتها المختلفة.
ووجود حالة الطوارئ يسمح للحكومة باستدعاء الجيش للمساعدة في الحفاظ على النظام العام في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ضمن السجون.
وأشار المتحدث باسم الحكومة الإكوادورية إلى احتمالية هروب زعيم عصابة لوس تشونيروس، المعروف باسم فيتو، من السجن، جاء ذلك بعد إعلان السلطات فقدان الاتصال مع خوسيه أدولفو ماسياس وبدء عملية البحث عنه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي زعيم الأكوادور روسيا أوكرانيا الأزمة الروسية الأوكرانية بايدن الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
العسكرية في سوريا: حكايات رعب وهروب.. وجنون النظام في الساعات الأخيرة
دمشق- لم يكن بلوغ سن الـ18 في سوريا مجرد مرحلة طبيعية في مسيرة الشباب نحو النضج، بل كان لحظة حاسمة، تُحدد مصيرهم بين خيارين أحلاهما مرّ: التجنيد الإجباري الذي قد يمتد لسنوات طويلة في حربٍ قرر الرئيس المخلوع بشار الأسد خوضها ضد شعبه، أو الهروب إلى المجهول، حيث الطرق الوعرة، والغابات المعتمة، والبحار العميقة، والمصير غير المعلوم، أملا في البحث عن وطنٍ بديل.
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحولت الخدمة العسكرية من مجرد "واجب وطني" إلى نفق مظلم لا نهاية له. ولم تعد مدتها سنة ونصف كما كان الحال من قبل، بل أصبحت تمتد إلى 8 أو 10 سنوات، وربما أكثر، وكانت تعني للجنود الموت على الجبهات، أو البقاء أسرى الخدمة لأجل غير مسمى، دون معرفة متى تنتهي هذه الرحلة القسرية.
في السابق، لم يكن التجنيد مجرد التزام عسكري، بل كان عبودية مقنّعة، حيث يتحول الشاب إلى تابع مطيع للضابط المسؤول عنه، يخضع له في كل شيء، ويدفع "الهدايا" والرشاوي لضمان معاملة آدمية وتجنب سوء المعاملة والقهر اليومي الذي يعيشه المجندون. أما في ظل الحرب، فقد بات الأمر أكثر رعبا، حيث أصبح المجند مجرد رقم يُدفع به إلى ساحات المعارك، دون أن يعرف لماذا يقاتل، أو من يقاتل، أو لحساب من تُخاض هذه الحروب.
إعلانوبينما استطاع البعض شراء حريتهم بدفع بدل نقدي يصل إلى 8 آلاف دولار، لم يكن أمام الغالبية العظمى سوى الاختباء في المنازل، متجنبين الخروج خوفا من الاعتقال والتجنيد القسري، أو الهروب عبر الحدود، متسللين بين الجبال والغابات والأنهار، يلاحقهم شبح الموت أو السجن أو الاختفاء القسري.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن إدارته لا تنوي الاستمرار في سياسة التجنيد الإجباري، باستثناء بعض الاختصاصات ولفترات قصيرة.
"الموت أهون من الخدمة في الجيش"محمد الحلبي، الذي يعمل اليوم بائعا في أحد محال التذكارات القريبة من الجامع الأموي بدمشق، كان واحدا من هؤلاء الشباب الذين عاشوا كابوس التجنيد الإجباري. يتذكر محمد تلك الأيام العصيبة ويقول "كنت على وشك إتمام الـ18 من عمري قبل سقوط النظام. في العادة نُطلب إلى التجنيد في هذا السن. كنتُ أحلم بالخروج، بأي وسيلة وبأي طريق، حتى لو عبر البحر إلى المجهول".
ويضيف "كنا نسمع عن الشباب الذين يذهبون إلى الجيش السوري ولا يعودون. البعض يقضي هناك 9 أو 10 سنوات، والبعض يُقتل، والبعض الآخر يعود في سن الـ30 وقد ضيّع شبابه، فلم يتزوج ولم يعمل ولم يؤسس لنفسه. كنتُ أقول لنفسي: لا مستقبل لي هنا إن دخلت الجيش، لا زواج، لا عمل، لا حياة، فقط انتظار الموت".
كان محمد يبحث عن أي فرصة للهروب، كآلاف الشبان الذين كانت رحلتهم تبدأ من دمشق إلى لبنان، ومن هناك إلى بلدان اللجوء في أوروبا، عبر رحلات محفوفة بالمخاطر في البحر المتوسط.
"قبل سقوط النظام، كنتُ مستعدا للموت في الطريق، لكني لن أذهب إلى الجيش. أما الآن، فقد تغيّرت الخطة 180 درجة؛ الآن أنا أعمل والحمد لله وأجمع النقود. الآن أنا سعيد جدا وسأبقى في بلدي وأخطط لمستقبلي بين أهلي وناسي. لست أخشى أي شيء!".
إعلان جنون في الساعات الأخيرة قبل السقوطشاب آخر يعمل أيضا في أحد محال التذكارات القريبة من الجامع الأموي طلب عدم ذكر اسمه، أكد أنه كان من القلة المحظوظة، فقد كان "وحيدا" لوالديه، ما يعني أنه معفى من الخدمة العسكرية. لكنه رأى بعينيه كيف كان النظام يزجّ بالشباب إلى الجبهات، حتى أولئك الذين لديهم إعفاء رسمي.
"بعد تحرير حلب نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جن جنون النظام، فبدأ يوقف الشباب على الحواجز ويأخذهم إلى السجن، حتى المعفيين من الوحيدين أو المؤجلين، سمعت من البعض أن أوراق تأجيلهم مُزقت، وتم سوقهم إلى الجبهات. البعض سيق إلى السجن بلا أي سبب. النظام كان بحاجة إلى كل جندي، لكنه ساق بعض الشباب إلى السجن دون سبب منطقي واضح!".
الإقامة القسرية هربا من الخدمة الإلزاميةبينما لجأ البعض للهروب، اختار آخرون التخفي، لكنهم ظلوا يعيشون في خوف دائم، لا يجرؤون على مغادرة منازلهم، متجنبين أي مواجهة مع الجيش أو الأمن.
قيس دكاك، الذي استطاع دفع بدل الخدمة العسكرية كونه عاش خارج سوريا في طفولته، لم يكن مضطرا للهروب، لكنه عاش هذه التجربة من خلال صديقه محمد، الذي كان مطلوبا للخدمة العسكرية، لكنه قرر أن يختبئ بدلا من أن يُساق إلى الجبهات.
"محمد كان شابا من منطقتي، وكان يخشى الالتحاق بالجيش. لم يكن يخرج من الحي أبدا، حتى لا يصادف حاجزا عسكريا يسوقه إلى الخدمة الإلزامية عنوة. كان يعيش في خوف دائم، يخرج من منزله فقط إلى صالة البلياردو التي كانت مشروعا استثماريا صغيرا أديره في حينها. بدأ يعمل معي في الصالة، لكني كنتُ أحذّره دائما: لا تسلّم هويتك لأحد، لا تتعامل مع أي جهة حكومية. إذا جاء أحدهم بغيابي وطلب هويتك، فتواصل معي فورا ولا تسلمهم إياها".
لكن ذات يوم، لم يكن الحذر كافيا.
"كنتُ في عملي الحكومي عندما رنّ هاتفي. محمد يتحدث بصوتٍ مرتجف: جاء الأمن، أخذوا هويتي! وبالطبع، اكتشفوا أنه مطلوب للخدمة. طلبتُ منه أن يتمسك بمكانه، وألا يغادر معهم حتى أصل. انطلقتُ كالمجنون، كنتُ أقود بسرعة جنونية في الشوارع المزدحمة، كأنني أركض في سباق مع الموت. لكن عندما وصلت، كان قد اختفى. سألْتُ الموجودين، فقالوا لي إنهم أخذوه معهم إلى شعبة التجنيد".
حاول قيس التدخل بكل الطرق، استخدم معارفه، لكن بلا جدوى.
إعلان"بعد أيام، علمتُ أنه فُرز إلى الرقة، حيث كانت المعارك مشتعلة بين النظام وتنظيم داعش. حاولتُ نقله إلى مكان آخر، لكن لم يكن بيدي شيء. بعد أسابيع، وصلني الخبر.. محمد اختفى. لا أحد يعرف عنه شيئا، وقيل لي إن مجموعته قُتلت بالكامل. لم يكن يريد الحرب، لم يكن مقاتلا، لكنه أُجبر على القتال. لا أعرف حتى اليوم إن كان حيا أم لا، فلم تصلني جثة ولا شهادة وفاة".
"النجاة بمعجزة"أما سائق التاكسي محمد -وهو اسم غير حقيقي للشاب الذي لم يرحب كثيرا بفكرة الحديث إلى الإعلام-، فعاش بدوره لأكثر من عقد في حالة من الهروب الدائم. لم يكن يجرؤ على ممارسة مهنته، كان يتحرك فقط داخل حيه، ويتجنب الخروج في أوقات النهار خوفا من الحواجز. لكنه في أحد الأيام، وجد نفسه أمام حاجز طيار.
"رأيتهم أمامي، كنتُ أعلم أنني انتهيت. طلبوا الهويات، فقررت أن أراوغ، لم أسلم هويتي، وانتظرتُ أن يكتشفوا نقص الأوراق ويبحثوا عني. لكن فجأة، دوّى صوت إطلاق نار! بدأ اشتباك مع الثوار، سادت الفوضى، ركض الجنود نحو سياراتهم، وانطلقوا مسرعين، وتركوا الهويات مع السائق. هكذا، نَجوتُ بمعجزة".
"أخيرا.. نحن أحياء"مع تغير المشهد السياسي في سوريا، بدأ الشباب بالخروج من الظل، يستعيدون حياتهم التي سُلبت منهم لسنوات طويلة. أحمد تكريتي، الذي اضطر إلى البقاء في المنزل وإكمال دراسته مرغما فقط لتأجيل التجنيد، يتنفس الصعداء أخيرا.
"أنا كنتُ مطلوبا للخدمة العسكرية، كنت جالسا في المنزل بصراحة، وأدرس هندسة تطبيقية من أجل تأجيل خدمة الجيش. أكملت دراستي مُرغما. كنتُ أدرس في الجامعة، لا لشيء سوى لتأجيل الجيش. أما بعد التحرير، فانفرجت الأمور بشكل عام لأنّ الشباب صار بإمكانه الخروج من البيوت والعمل. كما ترى، الازدحام بالشوارع يستمر حتى الساعة الـ12 أو الواحدة ليلا. كان الشباب يلتزمون البيوت هربا من السوق إلى الجيش. أما اليوم، فشباب البلد كلهم خرجوا".
إعلانكلمات أحمد تلخص معاناة جيل كامل من الشباب السوريين، عاشوا عقدا من الزمن بين المطاردة والخوف والاختباء، قبل أن يجدوا أنفسهم اليوم في واقع جديد، يشبه ولادة ثانية.