صدمة جديدة ضربت الاحتلال الإسرائيلي، بعد ارتفاع عدد الجنود الذين يتلقون علاج الأمراض النفسية إلى 9 آلاف جندي، حسبما ذكرت صحيفة «والا» الإسرائيلية

وتضاف هذه الصدمة إلى سجل صدمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي سجلته عناصر المقاومة الفلسطينية، بدفاعها عن أرض شعبها، حتى أصبح «بعبع غزة» يؤرق نوم المحتل. 

الجنود لا يعودون إلى الحرب

وأشارت الهيئة الطبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إلى أن ربع الذين كانوا يتلقون العلاج من مرض عقلي أو يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، لن يعودوا إلى الحرب.

واستنادا إلى المعلومات التي قدمها الجيش الصهيوني، أصيب 3221 جنديا بجروح حتى الآن في المعركة مع المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة، وخضع حوالي 13 ألف من القوات النظامية وقوات الاحتياط للعلاج الطبي، مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

الأعراض الذين يشعرون بها الجنود

كما أبلغت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، عن أعراض التوتر بين القوات الإسرائيلية، منذ إعلان النظام شن غزو بري لغزة في نوفمبر.

«يمكن أن تظهر الأعراض أثناء النشاط أو بعده، ويمكن للجنود أن يشعروا، من بين أمور أخرى، بسرعة ضربات القلب، والتعرق، والزيادة المفاجئة في ضغط الدم، وارتعاش الجسم الذي لا يمكن السيطرة عليه، والارتباك، وعدم القدرة على الحركة»، حسب التقرير الطبي الصادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي نشرته صحيفة «والا» الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه إذا استمرت الأعراض لأكثر من أربعة أسابيع، فإن «حالة الجندي قد تتدهور إلى اضطراب شديد بعد الصدمة»، مضيفة أن مثل هذه الأعراض وجدت بين حوالي 1600 جندي، مع خروج المئات من الخدمة لنفس السبب.

تعرض جنود إلى أصابات في العيون

وبحسب البيانات الصادرة عن الهيئة الطبية التابعة للجيش الإسرائيلي، جرى نقل 2335 جنديًا للعلاج في المستشفيات، ومن بين هؤلاء، كان هناك 155 جنديًا تعرضوا لإصابات في العيون، و298 جنديًا تعرضوا لإصابات سمعية.

وفى الوقت الحالي يتلقى حوالي 275 جنديًا حاليًا العلاج، في مركز تأهيل نفسي داخلي، ويتم إحالة هؤلاء الجنود الذين يواجهون تعقيدات كبيرة في حالتهم النفسية إليه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة الاحتلال الإسرائیلی جندی ا

إقرأ أيضاً:

كيف غيرت حرب 7 أكتوبر مسار الاستخبارات الإسرائيلية؟

بعد سلسلة من التحقيقات العسكرية والاستخباراتية، كشف الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك عن أوجه القصور التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى)، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.

ورغم اعتراف المؤسستين العسكرية والأمنية بالفشل على عدة مستويات، فإن تقرير الشاباك أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، إذ ألقى باللوم على الإخفاق السياسي والأمني، مشيرًا إلى عدة عوامل إستراتيجية أدت إلى وقوع الهجوم، من بينها الانتهاكات المستمرة في الحرم القدسي، وسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين، والاعتماد المفرط على العوائق الدفاعية مثل الجدار الحدودي.

وفي ظل تصاعد الاتهامات المتبادلة، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتائج تقرير الشاباك، معتبرًا أنها لا تعكس حجم الفشل الحقيقي، بينما حمّلت المعارضة بنيامين نتنياهو المسؤولية المباشرة عن الإخفاق.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن تلك التحقيقات لم تقتصر فقط على تشخيص الإخفاقات، بل كشفت عن حاجة ماسة لإحداث تحول جذري في العقيدة الاستخباراتية لجيش الاحتلال استنادًا إلى الدروس المستخلصة من تلك الأحداث، نستعرض أبرز معالمه في هذا التقرير.

إعلان تعزيز الانخراط العربي والتشكيك الاستخباري

في ضوء التحقيقات التي أُجريت، تقرر أن يصبح الجهاز الاستخباري أكثر انخراطًا في الواقع العربي، سواء من خلال تعزيز تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، أو من خلال تبني نهج أكثر تشكيكًا في التحليلات والتقييمات الاستخبارية.

ويُتوقع أن يخضع الباحثون وضباط الاستخبارات في مختلف الأقسام، بما في ذلك وحدة 8200 -أكبر وحدة عسكرية مفردة في الجيش الإسرائيلي والمتخصصة في فك الرموز والشفرات- لتأهيل مكثف في هذه المجالات.

وكشفت الإذاعة أن أحد أبرز أوجه القصور التي كشفها التحقيق هو ضعف الاستخبارات البشرية وعدم تشغيل العملاء داخل قطاع غزة قبل الهجوم، مما دفع الجيش إلى إعادة تقييم إستراتيجياته، إذ سيتم تعزيز استخدام العملاء والجواسيس جنبًا إلى جنب مع المصادر التقليدية مثل التنصت والسايبر، مع تحسين آليات تبادل المعلومات بين الأقسام المختلفة داخل "أمان".

ويرى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان أن إسرائيل تسعى لتعزيز قدراتها الاستخباراتية وتحسين فهمها للواقع العربي والفلسطيني، بعد أن أسهم نقص المعرفة بهذه المجالات في فشل الاستخبارات في التنبؤ بالتهديدات وفهم الدوافع وراء الهجمات.

من جانبه، يتفق المحلل العسكري نضال أبو زيد مع ذلك، ويضيف أن إسرائيل كانت تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات الفنية والتكنولوجية، مثل التنصت على الاتصالات واستخدام تقنيات المراقبة الحديثة، لكن التحقيق أظهر أن ضعف الاستخبارات البشرية كان أحد الأسباب الرئيسية للفشل.

وكانت صحيفة "معاريف" العبرية كشفت في ديسمبر/كانون الأول 2024، أن شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال أدركت -بعد بدء الحوثيين القتال المباشر ضد إسرائيل- أن جمع المعلومات وتحليلها يتطلب إلمامًا باللهجة اليمنية، تحدثًا وقراءة، إلى جانب فهم العقلية والثقافة والقبيلة اليمنية.

إعلان

وبناء على ذلك، افتتح جيش الاحتلال فصلًا دراسيًا لتعليم اللهجة اليمنية والثقافة القبلية في قاعدة تدريب الاستخبارات "HD15″، لتأهيل عناصر تدير مكتب الاستخبارات "اليمني". كما جنَّد معلمين ناطقين باللهجة اليمنية لتدريب القوات.

وفي الوقت ذاته، تحاول الاستخبارات العسكرية "أمان" دراسة عقلية الحوثيين، خاصة بعد صمودهم أمام حرب الاستنزاف السعودية، التي فشلت في هزيمتهم رغم الخسائر الكبيرة في صفوفهم، وفقا للصحيفة.

ويتفق الخبيران على أن هذه الخطوة تعد محاولة من الاستخبارات الإسرائيلية لاستقطاب عملاء وبناء شبكة من المصادر البشرية القادرة على تقديم معلومات دقيقة حول تحركات وأهداف الجماعات والفصائل الفلسطينية والعربية.

ويأتي هذا التوجه في ظل ضعف واضح في قدرات الاستخبارات البشرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، إذ كشفت قناة 12 العبرية، نقلًا عن مصادر، أن الاستخبارات العسكرية لم تتمكن من تجنيد عملاء هناك منذ 15 عامًا، بينما لم يكن لدى الشاباك أي مخبر ناشط قبل الهجوم.

وفي هذا، أشار أبو زيد -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الاحتلال اعتمد على إستراتيجيتين سابقتين:

الأولى هي إستراتيجية "غدعون"، وضعها رئيس الأركان آنذاك غادي إيزنكوت في عام 2015، واستمرت لمدة 5 سنوات، والتي قامت على الاعتماد على عنصر التكنولوجيا على حساب العنصر البشري. ثم جاءت إستراتيجية أخرى في عام 2020، وضعها رئيس الأركان أفيف كوخافي، حيث زاد من الاعتماد على التكنولوجيا وقلّص من دور العنصر البشري.

أما الإستراتيجية الجديدة، فهي نتيجة للتحقيقات في إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتجمع بين العنصرين في تصور هجين يهدف إلى تحسين الأداء الاستخباراتي.

التحقيق أظهر أن ضعف الاستخبارات البشرية كان أحد الأسباب الرئيسية للفشل (مواقع التواصل) إعادة الاستخبارات للمصادر المفتوحة والتجسس

كشف التحقيق عن إهمال الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لمصادر المعلومات المفتوحة، مثل تصريحات قادة المقاومة الفلسطينية والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي غالبًا ما تحمل مؤشرات مهمة حول التوجهات المستقبلية للمقاومة.

إعلان

ونتيجة لذلك، تقرر إعادة إنشاء وحدة استخباراتية متخصصة لتحليل المعلومات المفتوحة، بعد إغلاق وحدة "حتساف" التي تأسست عام 1949 لجمع المعلومات من الأسرى والإعلام العربي، قبل أنو توسع مهامها لمتابعة شبكات التواصل الاجتماعي.

ورغم دمج "حتساف" مع الوحدة 8200 عام 1992، مما عزز قدراتها على التحليل الرقمي، فإنها أخفقت في رصد الإشارات التحذيرية المرتبطة بطوفان الأقصى.

ووفقًا لمراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، يانيف كوبوفيتش، فإن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كانت قد تلقت منذ 2018 معلومات عن نية حماس شن هجوم واسع على المستوطنات والقواعد العسكرية في الجنوب تحت اسم "جدار أريحا"، لكنها اعتبرت الخطة غير واقعية.

ومع مرور الوقت، كثفت حماس استعداداتها عبر تجنيد وتدريب المقاتلين وإنتاج مسلسل يحاكي سيناريو الهجوم، كما ناقشت قيادتها الهجوم منذ أبريل/نيسان 2022 مع جناحها العسكري، دون علم وزارة الجيش الإسرائيلية، بحسب الصحيفة.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية أيمن البراسنة أن المشكلة لم تكن في نقص المعلومات، بل في ضعف التفسير والتحليل، بسبب تركيز الاستخبارات على التكنولوجيا مقابل نقص في الكوادر المتخصصة في البحث والتحليل.

وبحسب الخبير الأمني نضال أبو زيد، فإن اعتماد المقاومة على وسائل اتصال تقليدية وأساليب غير رقمية قد حدّ من قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على الاختراق، مما يشير إلى احتمال تصاعد الصراع الخفي في المرحلة القادمة بين استخبارات الاحتلال، التي تتبع نهجًا هجوميًا، واستخبارات المقاومة، التي تركز على تحصين منظومتها الدفاعية وإحباط محاولات التجسس والاختراق.

إصلاحات هيكلية وتوسيع صلاحيات أقسام التقييم

كشف المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تعمل على تحسين قدرتها على الإنذار المبكر، من خلال متابعة أدق لتحركات القيادات والفرق العسكرية للعدو، ومن خلال تبني طريقة جديدة في تحليل المعلومات الاستخبارية تقوم على التشكيك الدائم في الفرضيات والتقييمات المعتادة.

إعلان

كما تدرس شعبة الاستخبارات العسكرية إمكانية وضع ضباط منتدبين منها في غرف مجندات الرصد التي تجمع المعلومات في كل القطاعات، بهدف ربط المعلومات الاستخباراتية التي يراها العاملون الميدانيون بأعينهم مع المعلومات الاستخباراتية التي تتدفق من مصادر أخرى للمعلومات.

ويرى قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، أن اختيار ضباط برتب عسكرية رفيعة، مثل لواء وعميد، يعكس توجهًا نحو تعيين شخصيات ذات خبرة واسعة لاتخاذ قرارات دقيقة في المهام الاستخباراتية الحساسة.

وذكرت صحيفة هآرتس، أن التحقيقات حمّلت قسم البحث الاستخباراتي مسؤولية الفشل في التحذير من هجوم حماس، مشيرة إلى أنه كان عليه كشف الإخفاقات في التعامل مع الحركة. لكن التقرير أكد أن الخطأ لم يكن فرديًا، بل نابعًا من منظومة مفاهيم سياسية وعسكرية خاطئة.

إسرائيل اعتمدت على افتراض أن التهديد الرئيسي من حماس يتمثل في إطلاق الصواريخ، بينما قللت من احتمال شن هجوم بري واسع (الأناضول)

وأشارت الصحيفة أن إسرائيل اعتمدت على افتراض أن التهديد الرئيسي من حماس يتمثل في إطلاق الصواريخ، بينما قللت من احتمال شن هجوم بري واسع. وأضافت أن التحقيق أكد أنه رغم تلقي الجيش معلومات ووقائع كان يمكنها دحض هذا التصور، فإنها فُسرت ضمن الإطار التقليدي، وهو ما حال دون إدراك حجم التهديد الحقيقي.

كما أشار الدكتور البراسنة إلى تغييرات كبيرة في التنسيق بين مختلف المستويات داخل شعبة الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى التعامل مع التقارير الواردة من الميدان بعناية أكبر مما سبق.

وبدأت شعبة الاستخبارات العسكرية في جهاز "أمان" بإعادة تشكيل الوحدة 504، المسؤولة عن تشغيل وإدارة العملاء، إلى جانب إعادة تفعيل الوحدة 9900، المختصة بجمع المعلومات من المصادر العلنية ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي.

إعلان

ويتفق الخبيران أن الاستخبارات الإسرائيلية تواجه تحديًا في إعادة هيكلة عملياتها، خاصة مع احتكار الشاباك لتجنيد العملاء في غزة والضفة، إذ إن أي تدخل من وحدات الاستخبارات العسكرية، مثل 504 و9900، قد يؤدي إلى تضارب في الصلاحيات وصراعات داخلية بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

شلومي بيندر يحمله كثيرون جزءا من مسؤولية الفشل الاستخباراتي في توقع عملية "طوفان الأقصى" (الدفاع الإسرائيلية)

ووفقًا للمحلل أبو زيد، فإن هذه التغييرات جاءت استجابة لتوصيات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء شلومي بيندر، الذي حلّ محل اللواء أهارون حاليفا بعد الإخفاقات الاستخباراتية في 7 أكتوبر.

يُجمع الخبراء العسكريون والسياسيون الذين قابلتهم "الجزيرة نت" على أن الجيوش تبدأ دائمًا بالتحقيق في أسباب الفشل، وفي حالة دولة الاحتلال، التي تشعر بالهشاشة وعدم الثقة في وجودها، تكون الصدمات الاستخباراتية أكثر تأثيرًا، فإسرائيل لا تتحمل الضربات الكبيرة، والمقاومة استهدفت نقاط ضعفها، مما دفعها إلى إعادة النظر في هيكل الاستخبارات وتوسيع صلاحيات أقسام التقييم لمواجهة التحديات المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • في الجمعة الأولى من رمضان ..العدو ينشر 3 آلاف جندي بمدينة القدس
  • كيف غيرت حرب 7 أكتوبر مسار الاستخبارات الإسرائيلية؟
  • استنفار إسرائيلي قبل صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • إعلام إسرائيلي: المنظومة الأمنية تعرضت لإخفاقات فظيعة في 7 أكتوبر
  • نتنياهو: لدينا القدرة على العودة للحرب
  • نتنياهو يتحدى: نملك اليوم قوة الرد على كل من يهددنا
  • كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزافه وقتل جنوده
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • الجيش الإسرائيلي يقرر عدم معاقبة جنود طردوا عائلات فلسطينية شمال الضفة